للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلالملهاة الفلسطينية / إبراهيم نصر الله  610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6021 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    الملهاة الفلسطينية / إبراهيم نصر الله  Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     الملهاة الفلسطينية / إبراهيم نصر الله

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    r
    زائر
    Anonymous



    الملهاة الفلسطينية / إبراهيم نصر الله  Empty
    10092011
    مُساهمةالملهاة الفلسطينية / إبراهيم نصر الله

    تحية تليق بنصر الله أولاً ،
    هذا الرجل الذي كان تعثري بما كتب من أجمل الأشياء اللي حصلت لي في الفترة الأخيرة
    إنّ من يبدأ بقراءة هذا الرجل لا يمكن أن ينتهي أبداً ..


    سأُخصص هذه المساحة لأتحدث عن شيء من هذا الرجل
    إنها الملهاة الفلسطينية المكونة من 6 روايات حتى الآن - 6 فصول - بلغني أنها ستكتمل بفصل سابع قريباً ..

    - طيور الحذر
    - طفل الممحاة
    - زيتون الشوارع
    - أعراس آمنة
    - تحت شمس الضحى
    - زمن الخيول البيضاء

    وهذا ترتيبها حسب صدورها ، أمّا حسب تسلسلها الزمني
    حيث تبدأ من فلسطين أبان الحكم العثماني ثمّ إلى 150 عاماً من الوجع بعد ذلك

    - زمن الخيول البيضاء
    - طفل الممحاة
    - طيور الحذر
    - زيتون الشوارع
    - أعراس آمنة
    - زمن الخيول البيضاء

    في هذا الصّدد يقول نصر الله : ( في عام 1985 كنتُ أظن أنّ هذه الرواية ( زمن الخيول البيضاء ) هي الملهاة الفلسطينية ، ولهذا بدأت العمل عليها إعداد وتسجيل شهادات وتكوين مكتبة خاصة بها .
    ولكن أفضل ما يحدث أنّ الأمور لا تسير حسب رغباتنا دائماً ، إذ أصبح العمل الطويل عليها هو الباب الذي ستدخل منه خمس روايات ضمن هذا المشروع
    وبهذا فالرواية التي كان من المتوقع أن تكون الأولى ، أصبحت الأخيرة ! )

    أمّا عن بدايتي التي كانت مع ( أعراس آمنة )
    ( أذكر أنّي حكيت لأختي بدي رواية قصيرة لإني كنت مخلصة من رواية طويلة جداً وبدي شي خفيف )
    و لم أكن أعرف أنني فتحت على نفسي باب لن يُغلق من جمال هذا الرجل ..

    سأتكلم عن كل واحدة على حدا من رؤيتي الشخصية ، مقتبسة من جمالها ما أستطيع .
    إنها البداية وهي النهاية أيضاً ..
    تبدأ بفلسطين أبان الحكم العثماني ثم فلسطين أبان الإستعمار الإنجليزي .. وتنتهي بفلسطين المُهودة !


    أكثر ما يلفت في هذه الرواية هو الحديث عن علاقة الإنسان بالخيل ، علاقة الفلسطيني- يجسدها خالد- بخيله تلك العلاقة التي تنسل من خلالها علاقته بكل ماحوله .. علاقته بأهله ، علاقته بالمرأة ، علاقته بالفارس الآخر وعلاقته بالأرض


    ثمّ علاقته بكل هؤلاء مجتمعين ( فلسطين ) مُمثلة بحربه ضد المحتل التركي والإنجليزي واليهودي
    وكذلك قصة استمرت على مدى زمن الرواية كاملاً تقريباً - وهي قصة حقيقية - قصة الدير المقام على أرض القرية - الهادية - والقرية ! القصة تحمل تصوير جميل لتعامل المسلمين مع النصارى في ذلك الوقت ..



    إنها تأريخ حقيقي للوجع لا يخلو من رائحة الأرض وجمال الفرس وجمال الفارس والثائر ..



    بعضٌ منها :

    " كان والدي رحمه الله يردد دائماً : لايمكن لأحد أن ينتصر إلى الأبد
    لم يحدث أبداً أن ظلّت أمة منتصرة إلى الأبد . ودائماً كنت أفكر فيما قاله
    لكنني اليوم أحس أنّ شيئاً آخر يمكن أن يُقال أيضاً وهو إنني لستُ خائفاً من أن ينتصروا مرة وننهزم مرة أو ننتصر مرة وينهزموا مرة
    أنا أخاف شيئاً واحداً ، أن ننكسر إلى الأبد ، لأن الذي ينكسر للأبد لايمكن أن ينهض ثانية
    قل لهم : احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد . "

    ‘‘


    " كلما كان الحاج محمود يسمع أنّ أحد رجال القرية الذين يُعرَفون بسوئهم في طريقة لمغادرة الهادية
    كان يقول لرجالها : ألحقوه وأعيدوه ، لأنه سيسيء إلى سمعة بلدنا بين الناس .
    وكلما سمع أنّ أحد رجال القرية الأصيلين يغادرها كان يقول :
    أتركوه ، سينشر رائحة مِسْكِها حيثما وصل . "

    ‘‘

    " كما لو أنها سقطتْ من السماء ، استيقظوا صباحاً فوجدوها تغطي رأس التل الغربي
    ببيوتها وأسلاكها الشائكة وأبراجها الخشبية العالية .
    كان ينادي الواحد منهم الآخر بصمت كما لو أنهم ضيّعوا الكلام
    ولحظة بعد أخرى تجمع أهالي الهادية غير مصدقين أعينهم .!

    يعرفون أنّ مايرونه مستعمـرة
    ولكن كيف استطاع اليهود بناءها في ليلة واحدة هكذا ؟
    كيف لم يسمعوا شيئاً ، كيف لم ينبح كلب أو تصهل فرس ؟


    ‘‘


    " كان الشّرر يتطاير من عينيه : وقل له إنّ عمر الرجال أطول من عمر الإمبراطوريات
    ولم يكن سيف الدين يعرف أنه يردُّ على تلك الجملة التي قالها ذات يوم والد ياسـمين ، وهو يقنعها بالتعقل
    عُمْرُ الدُّول أطول من عمر الناس . "

    ‘‘

    " لم ينظر الحاج خالد حوله ليرى كم بقي معه من رجال وكم ذهب
    كان الضباب نعمة في تلك اللحظة ، بحيث لم يكن باستطاعة أحد أن ينظر عميقاً في عيني أحد أو يشيعه وهو يعبر جدار العتمة البيضاء الباردة
    كان الحاج خالد يدرك أنّ الناس ( تعبت )، ولكن تلك الكلمة لم تكن تعني له سوى شيء واحد ، أنها هُزمت . "


    ‘‘

    " لستُ هنا لأنتصـر
    أنا هنا لأحمي حقّي . "

    ‘‘

    " إن كان الله يحبنا كثيراً فربما نستطيع اجتياز قواتهم
    أما إذا كان يحبنا أقل ، فلن يسمح لهم أن يمسكوا بنا أحياء ليمضوا بنا كالنعاج إلى حبال مشانقهم . "


    ‘‘

    " - إنها تحاول الوصول إلى الشّمس .
    - ما هذه التي تحاول الوصول إلى الشّمس ؟
    - زهرة الحنون . أنظر .
    - ومصفحات الإنجليز أيضاً ! "

    ‘‘

    " من يستطيع أن يحل معادلة أطرافها كل هؤلاء :
    الفلاحون الفلسطينيون ، زعامتهم في المدن وزعاماتهم في الريف ، الفقر الذي هناك في القرى والغنى الذي هنا في المدن
    التفوق الصناعي الأوروبي الذي حمله اليهود معهم ، والتخلّف في كل شيء الذي تركه الأتراك لأهل هذه البلاد .
    من يستطيع أن يحل معادلة فوضى عشرات الأحزاب هنا و ارتباك أهدافها وتضاربها وصراعاتها التي لا تنتهي
    ودقة تنظيم المنظمات اليهودية التي تصبُّ في هدف واحد ووحيد : احتلال فلسطين وطرد أهلها منها ؟
    من يستطيع أن يحل معادلة أطرافها : نحن والعرب والإنجليز واليهود ؟!


    ‘‘

    " في أزمنة سوداء كهذه لا يرى طريقَه أحدٌ أفضل من الأعمى .! "
    عن طفل الزاوية ( فؤاد ) الذي وجد نفسه فجاءة مطالب بمحي الكثير من الأشياء
    بدءاً من محي خطأ والداه وانتهاءاً بمحي الإحتلال الذي بدء يمتد ويتوسع
    عندما وجد نفسه أحد جنود جيوش الإنقاذ العربية !



    أسلوب السرد بالرواية أكتر ما أحبتته فيه
    وهي بداية الفجيعة وبداية أن تصير الأمور كما صارت عليه !





    بعضٌ منها :


    " إذا ما حاولنا رسم صورة لكَ عن قرب ، فلا بد أنها ستكون كالتالي :
    شاب وسيم ممشوق ، قامة فارعة ، عينان واسعتان ، ربما كان سبب اتساعهما أنكَ لم تنم تماماً
    طوال الزمان الذي كنت مهددًا فيه ، وقد تكون العين نفسها قد أدركت مايحيق بها !
    فأبت إلا أن تظلّ يقظة ، فما كان لك إلا أن تطاوعها .


    الشيء الوحيد الذي حيرني ولم يزل ، أنّ شابًا يعيش عمره متكورًا على نفسه
    كيف يمكن أن تكون له قامة كقامتك ! "




    ‘‘


    " كما لو أنّ الريح هبتْ ، وحملتْ الأخبار التي سترسم سيرتكَ ، أو على الأقل الجزء الأهم منها في ذلك الزمان .
    : لا نقبل بأقل من عين الولد الشيطان .!


    ها قد أصبحتَ من فصيلة لم تكن منها ذات يوم ولن تكون .! "


    ‘‘


    " لقد مضى ذلك الزمان الذي دخلتَ فيه الزاوية ، وليس في البر سوى نخلة يتيمة
    وخرجتَ منها وإذا بغابة النخيل قد عادت إلى ما كانت عليه ، أو تكاد .
    لكن ولسبب ما ، لن ترى من الغابة سوى تلك النخلة . "


    ‘‘



    " إنّ أصعب ما يمكن أن يحسّه المرء أن يعيش ، وأن تكون حياته خارجه
    لغيره مرهونةً ! "




    ‘‘


    " الأمنيات ليست الطريق التي يسير عليها المستقبل ! "



    ‘‘


    " إذا ما سألتني عن الأثر الذي يمكن أن تحدثه أغنية في واحد من الناس ، قبل سماعك لهذه الأغنية
    فإنني لن أستطيع الإجابة أبدًا ، لأنك ببساطة قد غدوتَ شخصًا آخر !


    لكن أهم ما حدت لك في تلك اللحظة الخالدة ، أنّ إحساسك كله كان موجهًا للبندقية التي في يدك
    وللحقيقة فإنك لم تشعر بذلك إلا حين وصلتَ في غنائك إلى ( زوّديني من حسن وجهك )
    عندها أدركتَ ألا وجه يفوقها جمالًا ، ولا قامة تفوقها طولًا .. "
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    الملهاة الفلسطينية / إبراهيم نصر الله :: تعاليق

    استمرار لتأريخ الوجع الفلسطيني
    حياة المخيمات و" الصغير " الذي وُلِد وكبر بالمخيم ،وعلّم طيور المخيم وطيور المدينة الحذر ..
    لئلا تقع في أفخاخ الأطفال ..


    .. ولم يتعلم أحد الحذر في المخيم سوى العصافير !



    بعضٌ منها :



    " لن تصدقه أمه حين يقول لها : إنني أتذكر كل ماحدث، كما لو أنه يحدث الآن وغداً
    كما لو أنه يحدث دائماً؛ لن تصدقه، ولكنها سترتبك حين يقول لها : لاتنسي أنني كنت الحاضر وأنت الغائبة في تلك اللحظات، حيث لم يكن هناك سوى صراخك ! وستصرخ للمرة الألف ستجنني .
    فيقول لها : أنت لاتختلفين أبداً عن أم سعيد !
    فتقول : ومن هي أم سعيد ؟
    - واحدة لم أعرفها ولم تعرفني !
    فتسأل : وكيف لاأختلف عنها ؟
    فيقول : لأنها لاتصدقني !
    فتصرخ : أحدنا سيجنن الآخر !
    لنتفق . أقول لك كل شيء، وتقولين لي كل شيء .
    فتقول : كل شيء ؟!
    هناك مالايمكن أن تتحدث به الأم لابنها .
    فيقول : وهناك مالايمكن أن يتحدث به الابن لأمه .

    ‘‘



    " عاودني صوتُ الغناء ورفيف الأجنحة .
    حاولتُ الخروج ثانية ، دون جدوى ، وفكرتُ فيما بعد ، وليس لاحد أن يلومني :
    لماذا لا يكون هذا البيت الجميل خاج بطن الأم ؟ أو لماذا لا يكون شفافًا حين تحمل بنا وتزداد شفافية كلما كبرنا !
    فيتاح لنا أن نستمتع برؤية العالم منذ البداية ، منذ أن نصبح نُطفة ثم عَلَقة ، ما إلى ذلك ؟!


    هذه الفترة اعتبرتها ضائعة ، دائمًا اعتبرتها فترة ضائعة من عمري ، أعني فترة وجودي في الرحم
    حيث العالم مقفل ولا يربطني بالحياة سوى خيط لحمي . تُبّا ..


    ‘‘



    " ما دمنا نموتُ هنا ، فعلينا أن نُنجب أطفالاً لعلهم يعودون . "



    ‘‘


    " لا أريد أن أموت هنا ، أريد أن أموت هناك
    لا أريد أن أُبعث يوم القيامة في أي منفى ، لأنني سأكون مضطراً أن أسير طويلاً إلى وطني . "



    ‘‘


    من يودِّع الميتَ لا يراه في الحلم ، والوداع قبلة على الوجه الشاحب ، على صُفرة صحرائه
    من يودّع الميت لا يراه في الحلم ، هكذا يظن الناس ، هكذا يعتقدون ، هكذا يدفعون الموتَ بعيدًا عنهم بملامستهم إياه ..
    برشوه ربما بهذه القبلات الناشفة الخائفة المرتجفة التي يظلّ طعمها طويلًا على الشفتين ، طعم الغياب !
    طعم الريح التي لا بد ستهبّ وتقتلعهم ، مُخلّفة إياهم قُبلًا جافة
    كي لا يعود إليهم من يحبون حتى في الحلم !
    لكن أحدًا منهم لم يعرف أين يضع قبلته ، حيث لا رأس هنا ليزرعها على الجبين ..
    لا شيء من الأشلاء يشبه الميت الذي احتار الرجال حين فكّروا بتغسيله .
    وأية قبلة تلك التي يمكن أن تُطبع على فتات اللحم دون أن تُقَرِّب الموت أكثر ؟ "


    ‘‘


    " : لو لم أحبّه ، أكنتُ سأفكّر بتربيته في ذلك القفص ؟
    سأل الصغير صاحبه في طريق عودتهما .
    : من ؟
    : الحسون ، لو لم أحبّه أكنت سأضعه في القفص ؟
    : لم أفهم . ردّ خليل .
    : لو كرهنا العصفور أكنّا سنربّيه في قفص ونضعه في بيوتنا ؟
    : لا . أجاب خليل .
    : لماذا إذن نحبس الشيء الذي نحبّه ونترك الشيء الذي لا نحبه ؟!



    ‘‘


    " لو كان لله يحبني لخلقني طائر سنونو قال.
    -لماذ؟
    - إنّه الطيران . وصمتَ
    -إنه لايهبط إلا على أسلاك الكهرباء العالية ، ويشرب الماء و يأكل دون ن تلامس قدماه الأرض ، هل رأيت سنونو ميتا في أي يوم من الأيام؟
    -لا . رد خليل.
    - لأن السنونو حين يقترب موته ، يبدأ بالصعود إلي أعلى ، و يظل يصعد ، ويصعد ، و يصعد في الفضاء …
    إلى أن يصل إلي نقطة لا يعود بإمكانه بعدها السقوط ، فوق الغيم بكثير ..أبعد ..وهناك ..يفرد جناحيه ويموت .
    -ألا يسقط ؟
    - لا ..من يرتفع مثلما يرتفع السنونو لا يسقط أبدًا . وصمتَ ..



    ‘‘


    " وسأل : ماذا فعلتم بالساق ؟
    : دفنّاها .
    : وماذا كتبتم على الشاهدة ؟
    : لم نكتب ، لم نكتب شيئًا .


    اذهبوا واكتبوا عليها ( عيّنة مستعجلة من جسد العبد الفقير إلى الله ، لمعيانتها من قبل ملائكة الموت ، والبقية تأتي )
    وضحك ، وبكى .


    //


    وسيزور الزوبعة الساق ويزرع ريحانة في غفلة عن عيون الجميع .
    وحين تتحسّن الأمور معه ، كما لم يكن يتصوّر أبدًا ، سيزرع جوريَّة هناك وسيدفع لحارس المقبرة مقابل اعتنائه بها .



    أسابيع طويلة مرّت ، لم يعد لقبه يظهر ! حتى أوشك أن يظن أنّ فقدان الساق ضرورة لا بدَّ منها لكي يكسب الإنسان احترام الناس .
    لم يجرؤ أحد على أن يقول للآخر هذا هو ( الزوبعة )
    يخشون ساقه المبتورة أكثر مما يخشونه ، وهم يعرفون ، ويفهمون ما تقوله أمّهاتهم وما قاله أجدادهم قبل آبائهم :
    الذي يسخر من شخص يصبح مثله ، ولم يكن أحد منهم يريد أن تُدفن ساقه قبله . "


    ‘‘


    "سمعتُ أنكَ الأشطر في الصيد.قال الأستاذ خالد .
    هز الصغير رأسه موافقا، لكنه لم يكن مطمئنا حتى الآن .
    : أصطادها و أطيّرها: قال بوجل.
    : لماذا تصطادها ما دمت تُطيّرها؟
    : لأُعلّمها الحذر .
    : تُعلّمها ماذا ؟
    : الحذر ، حتى تصبح ( حِذْريَّة ) .
    لم يفهم الأستاذ ما قاله التلميذ ، تذكّر أولاد الصف الإثنين و الخمسين .
    لماذا لا تساعدني على تعليم الأولاد ما دمت قادرا على تعليم العصافير؟!
    هذه مسألة أخرى .قال الصغير.
    : كيف ؟
    : لأن العصافير أشطر .
    : أشطر من الأولاد ؟
    : كثيرًا .
    : وكيف عرفت ؟
    : العصفور يتعلّم من إنطباق الفخ على رقبته من المرّة الأولى، أو الثانية
    لكن الأولاد لا يتعلمون بعد الضرب بالخيزران على أيديهم وأرجلهم ، ولا يتعلّمون من الضرب على رقابهم ووجوههم .
    : والعصافير ؟
    " العصافير تتعلّم أستاذ .
    لم أشعر أنني أقرأ رواية ، بقدر ما شعرت أنني أشاهد مسرحية
    خشبة المسرح يتوزع على أطرافها ( سلوى ، زينب ، العم ، حضرته وعبد الرحمن )


    ويتوسطها " الإغتصاب " يعلو ويهبط ويتمايل يميناً ويساراً ويغمر بجناحيه الخشبة بمن وما عليها !


    أشجار الزيتون التي هي رمز فلسطيني ليس يضاهيه رمز آخر ، بات يُزرع بالشوارع فتسحقه الأقدام وتسحق معه أهمية هذا الرمز بما يمثله من كرامة الفلسطيني !
    كذلك كرامة المُغتصَب " تُسحق "!


    بعضٌ منها :



    " - المكان الضيّق لا جدران له
    المكان الضيّق ليس فيه إلاّ الزوايا ..

    ‘‘



    " - قالت لي :
    في الغربة لاتستطيعين أن تدّعي امتلاكك لشيء ما ، في الغربة أنتِ لاتملكين سوى حلمك
    تستطيعين أن تقولي : هذا حلمي ، لكنكِ إذا ماقلتي - هذا بيتي ، وهذا ولدي
    فإنكِ لا تملكين الحقّ في أن تقولي بأن لكِ حلمك الخاص في العودة إلى وطنك . "



    ‘‘


    " لمرة واحدة أحسستُ أن لديّ غرفة خاصة . ذلك القبر . قالت له - ولم يفهمها -
    لكنني خسرته بصراخي ، بفزعي الذي أيقظ الموتى ، ولم أسأل نفسي لماذا تصرخين يا سلوى ؟


    أحسستُ بالتراب يُرفع ، البلاطات تُزاح ، ورأيت العتمة ثانية ، عتمة الدنيا .
    وقال لي وهو ينفض التراب عن كفني ، الحارس ، الحارس الذي بدا لي عجوزًا كمقبرة .
    - كنت متأكدًا من أنّ أحدهم سيصحو في النهاية ، وهأنتِ تفعلينها !


    وقال لي : أنتِ لم تعرفي كم خيّب هؤلاء الأموات ظنّي . لقد جرّحوني في أعز ما أملك : يقيني أنّ أحدهم سينهض .
    أنتِ الوحيدة التي أثبتت أنني على حق ، وأن الموتى لا يحبون الموت إلى هذا الحدّ حين لا يصرخون في ظلمات قبورهم .."


    ‘‘



    " لقد عمّر الناس بيوتهم التي هدّمت , و مسحوا آثار القذائف , وكان بوسعهم أن يسدّوا ثقبا في باب ، أو عامودً اسمنتي
    لكنهم لم يفعلوا .. أعترف أن جميع البشر يحاولون ان يمحوا الآثار الكبيرة التي تذكرهم بفجائعهم , و أنا منهم
    حتى يُظنّ أنهم تناسوا مصائبهم , ولكنهم دائّما يتركون في الزوايا المهملة بعض الآثار الصغيرة الأشّد وقعًا و الأكبر معنى
    تلك التي تختزل الحكاية كلها بتواضع جريح ..!! "



    ‘‘


    " لو تركوا لي بعض الذكريات معه ..
    لم يمهلوني لأتعرف عليه أكثر ، أن يكون لنا تفاصيل حكايةأرويها من بعده
    فجأه.. وضعوني مع الموت وجهاً لوجه ، الغربة لا تتيح لكَ أن تعرف أحدًا كما يجب
    لذا ربما كانت ذكرياتي معه بعد موته ..أكثر بكثير من ذكرياتي معه في حياته .


    صحيح ، كانت هناك ساعات لا تُنسى ، لكنني عشتها مع نفسي أكثر مما عشتها معه ..! "




    ‘‘


    " الزيتون شيء آخر. الست زينب قالت لي: كانت أم علاء الدين تُوبّخنا إذا ما جاءتْ سيرة الموت على ألسنتنا في كروم الزيتون :
    (هذا سيجعل الزّهر يسقط، الزيتونة كالمرأة الحامل، علينا ألاّ نُخيفها بمثل هذه الأحاديث) ..
    مرّةً، وجدت بعض الرجال يتدربون بين الكروم، فطردتهم ( صوت الرصاص يخيف الأشجار، ألا تعرفون).
    ولم تكن تتردد في أن تطلب منا (وطِّن صوتكن مش شايفات إنكن بتزعجن الزيتون )"


    ‘‘


    " أنا لا أملك وقاحة أن أزرع شجرة زيتون في ساحة البيت .
    الزيتون يعني الكثير ، يعني أن تنـزع إلى جانبه زيتوناً أيضاً !
    وأن تنتظره حتى يصبح زيتوناً حقيقياً . "



    ‘‘


    " .. إني أرى الزيتونة في الشارع ترتجف برداً
    فأخلع معطفي وأُلقيه عليها . "


    ‘‘


    " تلك الدّقة الصارمة في ترتيب الأشياء
    تكمن خلفها بقسوة ، مرارةُ فوضى الّروح ووحدتها . "



    ‘‘


    " - كنتُ أخاف القبور ، لكنني الآن اعتدتها .
    إنّ لي فيها من الأحبة أكثر بكثير مما لي فوق الأرض ! "

    ‘‘

    " في الطريق الضيّق قابلتها وكلُّ الطُّرُق ضيقة ..
    ما دامت تؤدي في النهاية إلى المقبرة . "

    قُدّر لهذا الشعب أن تختلط أفراحه بأحزانه ، بحيث يصعُب التفريق بينهم
    تتمسك الأحزان بثوب الأفراح كـ طفل متمسك بثوب أمه ..


    لذا فإنّ أحزان آمنة هي أعراسها والعكس، ولك أن تدرك الفرق الكبير الصغير بين العرس والمأتم !


    تتميز أعراس آمنة بطريقة سردها المميزة ، حيث تبدأ من حيث يجب أن تنتهي والعكس !



    بعضٌ منها :



    " قلتُ لهم هذا الكلام مائة مرة ، لكن أحدًا منهم لم يتحرّك .
    قلتُ لهم ما هذا الكسل الذي نزلَ عليكم فجأة ، لم تكونوا هكذا من قبل ، لا الزوج ولا الإبن ولا الأخ !
    لقد نمتم كثيرًا ، أكثر مما يجب ، وعليكم أن تصحو الآن ، أن تروا الشمس على الأقل ، وأن تتحدثوا معي قليلًا قبل أن أذهب . "


    ‘‘


    " ابتعدَ خطواتٍ ، ثم استدار ، كانت الشمس خلفه ساطعة ، لكنني رأيتُ وجهه !! فركتُ عينيّ وقلت هذا لا يمكن أن يحدث
    لكنني حين فتحتهما ثانية كنت أرى وجهه أيضًا .
    وسمعته يقول لي : بس ، لاسمح الله ، إن متُّ لا تنسي أن تمرّي عليّ ، وتحكي معي ..
    فأنا أعرف ، ولا ألوم الناس ، إنهم مشغولون دائمًا بمن سيموت وليس بمن مــات . ومعهم حق .
    حتى أنا ، انظري ، مشغول بالذين سيموتون ! "


    ‘‘


    " ثمّ راح يضحكُ بين القبور.
    قلتُ له: وطّي صوتَك.
    قال لي: اطمئنّي، هؤلاء هم أكثرُ الناس حباً للضحك، لأنّهم أكثرُ الناس حبّاً للحياة. "


    ‘‘


    " كلّ الجميلين يثيرونَ شهيّة الموتْ، وغسّان من هؤلاءْ. أسالها، ولماذا؟
    فتقولُ لي لأنّهم جميلون، الموتُ يحسّ بوجودهم ما إن يولدوا، ولذلك يحاولُ الانقضاضَ عليهم منذُ البداية
    أحياناً ينجحُ وأحياناً لا ينجحْ.
    بعضُ هؤلاء الجميلينَ يتنبّهُ ، ويسمعُ خطواتِ الموت فور نزوله من بطنِ أمّه
    صحيحٌ أنّكِ لا تستطيعين رؤيةَ رضيعٍ يركضُ في الشوارع محاولاً الفرار من ذلك الفناء الذي يُلاحقه
    لكنه يكونُ يفعلُ ذلك، وغسّان من هؤلاء، بل كان أسرعَ من كثيرينْ.
    ولكن، هل تعرفين لماذا يركضُ يا آمنة؟ لا، ليسَ ليهربْ
    فالمسألة تكون أشبه بسباق مجنونٍ، سباق لا رحمة فيه
    فإذت استطاع الموتُ أن يُدركَ الراكضَ يأخذ روحه ويأخذ كلّ الأشياء الجميلة التي كان يمكن أن تصبحَ ملكَ ذلك الشخص لو أنّه سبق الموت.
    الجميلونَ يا آمنة بصبحون جميلين فقط، لأنهم استطاعوا الوصول إلى الأشياء التي يحبّونها، الأشياء التي نحبها، الأشياء التي تحبها الحياة ! "


    ‘‘


    " هل تذكر، راحوا يتطلّعون للجهات، ويتسمّعون صوتها، قلت لهم: أعرف أنّ كلّ جهةٍ تُنادي واحداً منكم، وسيسمعُ صوتها وحدّه،
    من دون بقيّة أصواتِ الجهات الأخرى، ويتبع الصوتَ حتى يختفي فيه.
    هكذا قلت لهم، كأنك فيلسوف والله، وحين قالوا لك ساخرين
    وأنت يا أستاذ مصطفى: ما هي الجهةُ التي تناديك ولا تسمع سوى صوتها؟ أشرتَ للأرضْ.
    قالوا لك: الأرض ليست جهة، الأرض مكان، أمّا الجهات ففوقها.
    قلتَ لهم: كلّ الجهات تلتقي هُنا، فيها، ومن يملكها يملك الجهات جميعها. "


    ‘‘



    " أظن أنّ علينا من الآن أن نكون جاهزين للفرح ,
    أسوأ شيء أن يباغتك الفرح رغم أنك تنتظره من زمن طويل !. "


    ‘‘


    " - أقربُ الطّرق إلى الجنون أن يقف الإنسان أمام المرآة طويلاً .
    - لماذا ؟
    - لأنه يرى خياله في هذه الحالة أكثر مما يرى نفسه .
    - وما الذي يعنيه هذا ؟
    - يعني أنه سيتذكر نفسه أمام المرآة أكثر مما يتذكر نفسها خارجها .
    يعني سيتذكر نفسه ظلاً أكثر مما يتذكرها حقيقةً ، ومع الأيام لايعود يرى سوى الصّورة ، وبعدها يختفي الأصل !."



    ‘‘


    " أريد أن أقول لكَ شيئاً ، ولا تضحك عليَّ مثلما يضحك أبوك،
    هذا الضّحك سببٌ كاف لأن أزعل عليكما :



    - لقد كنت متأكدة من أنّ لميس ستكون زوجتك .
    ها أنت تضحك . تضحك أم تبكي ؟




    تبكي .



    لا . أُريدك أن تضحك .
    بحر غزّة فيه مايكفيه ، بحيث لم يعد بحاجة إلى دموع . "



    ‘‘


    " - لو كنتُ أعرف اسم الشّهيد ، لكنت أسميتُ ابني على اسمه .
    ولكن في هذا القبر أسماء كثيرة !


    - تزوجي وانجبي ، آخر شيء مهم هنا هو الأسـماء .
    اُنظري إلينا ، كل واحدة منا تحمل اسماً لهذا الذي تحت التراب ،ولكن الشيء الوحيد المؤكد ليس الأسـماء
    إنه ذلك الإنسان الذي في داخله . "



    ‘‘


    " - لقد استشهدتْ قبل أن تعرف إن كان مَن في القبر زوجها أم لا .
    - ستعرفُ قبلنا !
    - تعرفُ قبلنا ؟!
    - نعم ستعرفُ قبْلنا! "



    ‘‘


    " وإن عشنا ، سأذكِّركِ أننا سنبكي كثيراً بعد أن نتحرّر !
    سنبكي كل أولئك الذين كُنّا مضطرّين أن نزغرد في جنازاتهم . "

    مساحة مدهشة من المتضادات ..



    بين ياسين المُعتقل والمنفي والدكتور ذو الأسم والنفوذ .. للقارئ أن يقارن بين من هو فوق الاحتلال صاعداً نحو السماء ، ومن هو تحته عميقاً .. جداً !



    نص خلاب إلى حد أنّك تشعر بك خارجاً من داخلك تتجول به أكثر ، مُتحداً به أكثر .. لتكون ثاني الأصل والشبح بعد ياسين وسليم فوق خشبة المسرح تلك !



    ورغم بشاعة الإحتلال ورغم الشهداء ، لازال هناك من هم وأشجار اللوز والتين وطيور الدّوري والبلابل فوق الإحتلال تحت شمس الضحى .




    بعضٌ منها :



    " لم يكن ياسين من أولئك الأشخاص الذين يقبَلون ربط مصيرهم بمصير إنسان بعينه
    كان يتفلَّت دائمًا من هذا الشَّرَك الذي يحسّ بأنه يترصَّده على الدوام ..



    - لم يكن هذا لأنني أحبُّ نفسي أكثر ، بل لأنني لم أتصوَّر إنسانًا يقع آخرَ الأمر رازحًا تحت أعبائي !



    ‘‘



    " كأنكَ لا شيء
    لا شيء البتّة ..



    شخصٌ لا يُرى منه سوى ذلك الحِمْل الذي فوق كتفيه ، والدّرجات الصّاعدة التي تحته ..




    يجب أن يظَّل شيء منكَ ، من شخصكَ فوق الخشبة .
    وإلا لن تكون أبدًا .. شيء صغير يتيح لك أن تظَّل مربوطًا بخيط دقيق بنفسك ..
    بحيث يمكنك أن تعود إليها ، أن تتجاوز مشكلة صغيرة قد تطرأ فجأة أثناء العرض ، خيط يتيح لكَ أن تدرك ما يدور حولك تمامًا !
    خيط يُمكِّنك من أن ترتجل ، أن تتذكّر حين تنسى ، خيط في يدك ، حين تسحبه ، تستعيد روحك في اللحظة المناسبة من سطوة الدَّور الذي تؤديه .
    تلك مسافة أمان .. بغيرها لا تستطيع الذهاب لتأدية دور آخر . "



    ‘‘




    " من يعتقد منكم أنّ اتفاقيات السّلام التي أعادتنا للبلاد
    ستُعيد البلاد لنا ، يحلم ! "




    ‘‘



    " أفكر أحيانًا ، فأقول : كان يمكن أن نتخفّف من كل هذا الموت
    لو أنّ العالم يسمح لنفسه بين حين وآخر أن يكون أكثر عدلًا
    يؤرقني أنّ فكرة جميلة كالحريّة لا تتحقّق سوى بجمال موتك ، لا بجمال حياتك
    وهو جمال يكفي ويفيض ، يؤرّقني أن البطل يصبح بطلًا أفضل كلما ازداد الأموات حوله أو فيه !
    وأنّ أم الشهيد تصبح أكثر قدسيّة وبطولة حين يستشهد لها ولد آخر
    يؤرقني أننا تحولنا إلى سلالم لجنَّةٍ هي في النهاية تحتنا
    ولو كان الوطن في السماء لكنّا وصلنا إليه من زمن بعيد !
    في السّجن ، كان يقول لي المحقق اعترف ، فأقول له : وبماذا أعترف :
    ما أعرفه لا يمكن أن يكون في النهاية أكثر أهمية من نفسي بحيث أقايضه بها !
    ولا يمكن أن تكون نفسي أكثر أهمية منه بحيث أقايضها به "



    ‘‘




    " - ما الذي يُعيدني إلى حرية ناقصة إلى هذا الحد ؟
    وأجبت : حريةٌ ورائي ، تفوقها نقصاناً ! "




    ‘‘



    " سأعود إذا كان بإمكاني أن أؤسس ذكريات جديدة من جديد .
    ودائماً ، دائماً ، لم أكن أحبّ الذين يعودون إلى أوطانهم فقط ، كي يموتوا فيها !
    وكأن أوطانهم لن تعيش إن لم تكن جثثهم تحت ترابها ! "






    ‘‘




    " لا شيء يبرر عدم معرفتكَ للمكان الذي أنت فيه ، أو الناس الذين يشاركونك شوارعه وبيوته .
    إذا صدّقت يا ياسين أنك مجرد رجل ميت يمشي ، فإنك لم تكن حيًّا في أيّ يوم مضى "





    ‘‘




    " أنظروا إلى الناس : هناك أشياء يمكن أن يفعلوها في أيام ، ولكنهم يتحايلون على أرواحهم كي يفعلوها في سنوات !
    يحبُّ شخص فتاة من النظرة الأولى وتحبّه ، ولكنهما يمضيان أحيانًا شهورًا قبل أن يقول الواحد منهما للآخر : مرحبا !
    تصوَّر ( مرحبا! ) هذه تحتاج إلى شهور . جنون !
    هل هناك جنون أكبر من ذلك ؟ تصوَّ لو أنهما قالا فورًا : مرحبا .
    ما الذي يمكن أن يحدث عندها ؟ ببساطة سيزيد عمر الواحد منهما شهرين لأنهما كسبا شهرين ضائعين ..




    ‘‘
    صحيح أن المسألة حين تتعلّق بالحب ، أي بالجمال ، تهمّني أكثر ، ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحدّ !
    فأنت تكره إنساناً ، وبدل أن تزيحه عن صدرك ، تواصل القبول به فوقه ، كما لو كنتَ مُلزماً به !
    لأنك لا تجرؤ على أن تقول له : تفضّل واخرج من حياتي . ثمّ انظر النتيجة في النهاية
    الذي تحبه لا تستطيع أن تدعوه إليكَ ، والذي لا تحبه لا تستطيع أن تقول له ابتعد ! "




    ‘‘




    " نحن نستحي من الأشياء الجميلة أكثر مما نستحي من الأشياء السيّئة ! "





    ‘‘



    " إنّ الذكريات هي أشباح الأحداث السعيدة والحزينة التي عاشها المرء
    الذكريات مجرّد أشباح تحبّها فتستدعيها ، أو تحاول دفعها بعيداً ، لكنك وأنت تحاول فِعْل ذلك ، تستدعيها ايضاً .
    الذكريات أشباح لا تلزمها تعاويذ خاصة كي تأتي وتذهب ، ولا تلزمها جلسات تحضير . "





    ‘‘



    " أي كارثة تلك التي يُمكن أن تعصف بالبشر لو أنّ الذكريات تأتي حاملة أجسادها معها .
    ستطردنا من كلِّ شيء ، ماذا لو كنت تتذكّر ميتاً فيحضر ، جرحاً فينمو على جسدك من جديد ، رصاصة فتعبر أحد أعضائك ، سجناً فإذا بك داخله ! "




     

    الملهاة الفلسطينية / إبراهيم نصر الله

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: @ مقالات و أقــلام حـــرة ..أضف مقالك هنا ..شارك بقلمك-
    انتقل الى: