للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلقراءة في ديوان قالت لي السمراء لـ نزار قباني  610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5832 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 22 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 22 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    قراءة في ديوان قالت لي السمراء لـ نزار قباني  Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     قراءة في ديوان قالت لي السمراء لـ نزار قباني

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    سمر
    زائر
    Anonymous



    قراءة في ديوان قالت لي السمراء لـ نزار قباني  Empty
    18082011
    مُساهمةقراءة في ديوان قالت لي السمراء لـ نزار قباني

    قالت لي السمراء (4)

    1944


    1-ورقة إلى القارئ
    2-مذعورة الفستان
    3-مكابرة
    4-الموعد الأول
    5-أكتبي لي
    6-أمام قصرها
    7-اندفاع
    8-أنا محرومة
    9-في المقهى
    10-اسمها
    11-غرفتها
    12-زيتية العينين
    13-حبيبة وشتاء
    14-مساء
    15-القرط الطويل
    16-خاتم الخطوبة
    17-إلى مصطافة
    18-سمفونية على الرصيف
    19-فم
    20-أحبك
    21-مسافرة
    22-رافعة النهد
    23-نهداك
    24-أفيقي
    25-إلى عجوز
    26-إلى زائرة
    27-مدنسة الحليب
    28-البغي


    من خلال ثمان وعشرين قصيدة في هذا الديوان نلاحظ ما يلي:
    1-القصيدة الأولى هي بمثابة بيان الشاعر إلى القارئ، أو هي القصيدة البيان فيها تزاحمت كثير من العناصر التي تحكمت في عالم الديوان: (الغيم، بكاء المآذن، النجوم، الموعد المنتظر، الأنا الشراع الذي لا يريد الوصول، والأنا الذي لا يريد الهدى، الحروف التي هي جموع السنونو، الطبيعة الجميلة، العطور، المرأة التي تجري في العروق مجرى الدم، المسافرة معه في مطاوي الردى، الذات الصانعة المبدعة للمرأة المبجلة لها وللطبيعة أيضاً:
    جمالك مني فلولاي لم تك
    شيئاً ولولاي لن توجدا
    ولولاي ما انفتحت وردة
    ولا فقع الثدي أو عربدا
    صنعتك من أضلعي (..)
    البيت، الشرفة، ثم الموت والخلود الذي يتجلى في المعادلة التالية: موت العاشقين خلود، إذن، العاشق لا يموت، وموت الشاعر خلود، إذن، الشاعر لا يموت.
    2-تهتم القصيدة الثانية بحركة الجسد وتتزاحم فيها العناصر التالية: العقد، الجورب، الخصر، النهد، الأسوار، الجرح، الهوى المرعب، الشعر الطويل، الاخضرار، الرغبة غير المحققة.
    3-في حين تعبر القصيدة الثالثة عن حيرة رجل أمام عواطفه تجاه المرأة ويتسائل أيحبها أم لا، وبعد المكابرة يقر بأن المرأة ملهمته، وأن وراء كل قصيدة كتبها امرأة ومن ثم يقر بأنه يعبدها، لا لشيء إلا لأنها الملهمة.
    4-في القصيدة الرابعة حديث عن الموعد الذي يمنحه ثغرها، واخضرار الصدى في شفتيها وفي القصيدة عناصر تتردد مرة أخرى كالنهد وموت الفم والأنجم، والذات الصانعة للمرأة المبدعة لجمالها، والموعد الذي لا يتحقق.
    5-في القصيدة حث على المراسلة، والبحث عن علاقة مثالية، عن طريق التوقف عند حدود المراسلة وعدم تجاوزها إلى علاقات أخرى، ويطلب منها أن لا تقطع عنه رسائلها، أي الاهتمام من جانب واحد. وتتكرر مرة أخرى في هذه القصيدة النجمات، الطفولة، الضحكات، الاخضرار، الماء، السرور، علاقة صبا.
    6-تصور هذه القصيدة أيضاً: علاقة صبا ورفض اللقاء بها، فهو يستفسرها: متى تجيئين؟ ولكنه يفرض عليها الجواب الذي يريده: (قولي لموعد مستحيل) ليؤكد استحالة اللقاء بها لأنها مجرد طيف يعيش في الوهم والظنون، وهو فوق الوقوع، وفوق الحصول، وهي مجرد خيط سراب يموت دائماً قبل الوصول.
    7-تؤكد هذه القصيدة مرة أخرى استحالة اللقاء بينهما وترسم ملامح صورة المحبوبة أي المرأة المثال، وفيها تتجلى الرغبة وعدم تحقيقها والواقع والحلم وتكشف عن ملامح امرأة ومكان محددين:
    على لوحة الغرب المخملي /تباشير شال/ يجر نجوما/ يجر كروما/ يجر غلال/ سأعرف أنك أصبحت لي/ وأني لمست حدود المحال.
    8-قصيدة على لسان المرأة تصور عالم الحلم وترسم ملامح الطفولة والمراهقة وتظهر فيها العلاقة غير محققة والرافض لقيام العلاقة هي أم الاثنين الفتاة والشاب (لا أمه لانت ولا أمي) وتجسد الصراع بين الواقع والحلم ويتكرر هنا كذلك عنصر: الغيم، وعنصر الشال، والكرم، والجرح، والنجم.
    9-موعد لا يتحقق مرة أخرى، وتظهر فيها الأنا التائهة الباحثة عن مرفأ، أما العناصر الجمالية في جسد المرأة فيتم التركيز في هذه القصيدة على : الركبة، الجفون، العيون، وتندمج هذه العناصر بعناصر جمالية في الطبيعة متمثلة في الأنجم، والثلج والربى.
    10-أحرف خمسة هو اسمها وهو مرتبط بالحزن، وسيكون مصدر نبوغه، ويضفي على اسمها القداسة ويستمد صفاته من المكان: النوافير، الشذا، حقول الشفيق، رف من السنونو يهم بالتحليق، نهور الفيروز، لهاث الكروم، فم الإبريق، قطيع من المواويل، ركضة نبيذ، المزارع الخضر، ربيع وريق، أوتار عود، ترانيم عود.
    يمكن تأويل هذه القصيدة على أنها موجهة إلى الأم الحقيقية "فائزة" وهي صاحبة الاسم ذي الأحرف الخمسة خاصة وأنه لم يضف عليها أي صفة حسية، ولم يتحدث عن صفاتها الجسدية وأن الصفات التي أعطاها لهذا الاسم هي صفات البيت/ المدينة.
    11-غرفتها خالية منها، بقي فيها ما يذكره بها، المهد الذي لفهما، صورتها، شقراء، منديلها الخمري، أجواء البيت، (فوقنا للياسمين اعتراش). القصيدة تتحدث عن امرأة ميتة.
    البيت الأول:
    في الحجرة الزرقاء .. أحيا أنا
    بعدك، يا أخت، أصلي
    البيت الأخير: قولي .. ألا يغريك لون الدنا
    بالعود.. فالطير أنت للعشاش
    12-من وصف العينين إلى وصف القميص، أجواء كلها اخضرار (قميص أخضر، بحيرة خضراء، العشب الأخضر، الصفصافة، العريشة، جوع الربى للأخضر المورق، نوافير المياه، شباكنا).
    تنتهي القصيدة على أمل اللقاء:
    يا مرفأ الفيروز .. يا متعبا
    سفينتي لا بد أن نلتقي
    13-انتظار موعد لم يتحقق، كان الموعد معها أن تأتي شتاء لكنه مر الشتاء ومر الربيع ومر العام ولم تأت. (زجاج نافذتي، الدوالي، الكرم الرضيع، النجمات)
    14-مساء، الموعد، وتشرين شهر مواعيدنا
    أحبك .. حرفا ببال الدواة
    ووعدا على الشفة الكاذبة
    الموعد الذي لا يتحقق، المرأة المهملة
    15-قصيدة هجاء لامرأة خانت العهد حين قبلت خطوبة شخص آخر.
    (بائعتي بزائفات الحلي)
    (عقد ماس وانتهى حبنا)
    (كيف تآمرت على حبنا)
    (بائعتي .. بائعة نفسها)
    (سبية الدينار)،
    (شاريك بالنقود والمخمل)
    تصور هذه القصيدة علاقة انفصال بين المرأة والرجل. والمرأة فيها سبب هذا الانفصال فهي خائنة وفيها تتكرر بعض العناصر الموجهة للمعنى كالبرد، والجثمان، والطعنة، واللعنة، والمأتم، والنعش، وخريف المنى، إلى جانب العناصر المألوفة كالأخضر، والنجوم.
    16-تهتم بحركة المرأة على الرصيف التي تبدو سيمفونية يغزلها قوسا كمان، ولكنها سيمفونية حزينة تجعله يبحر في جرح جرحه، ومع طغيان أجواء الحزن يغيب الاخضرار (اختفت سروتان- اختفت أطول صفصافة) والمدينة ضيعت نفسها، وودعت تاريخها، حين صار كل شيء يرتعش فيها حناناً لأن هذه المرأة قد حلت محل المدينة.
    17-تصور القصيدة حنيناً إلى غائبة يتذكرها عند رؤية جموع السنونو وقد لاحت على الأفق ويتمنى أن تلوح هي كذلك ولو مرة واحدة. والغائبة هذه تبدو امرأة والطرف الثاني صبي وليس رجلاً، فالعلاقة هنا هي علاقة صبا. وهي عبارة عن نكوص واسترداد لمرحلة ما من الطفولة:
    (حملت اندفاعة هذا الصبي
    كما احتملت طفلها الوالدة)
    18-محاولة رسم صورة لفمها فهو كبرعم، كلوحة، كفكرة، كجملة غير مفهومة، كنجمة، كزجاجة طيب مختومة، إنه لوحة مبهمة وهو وهم وغموض (منضمة الشفاه.. لا تفصحي/ أريد أن أبقى بوهم الفم)، وما دام ذلك كذلك يجب أن تظل صاحبته صامتة حتى تستمر الدهشة، ولا يتحقق شيء مما يريده منها.
    19-المرأة هنا صانعة القصيدة ففي عينيها تختبئ قصائده، والطرف الثاني طفل مغامر، تجارته الأشباح والوهم والليل. والحب عنده تطرف، وتكسير أبعاد، ونار لها أكل، وتكسير أسوار، وفتح سماء، وتخطيط ألوان، وتعمير أنجم ورسم زمان ماله شكل.وجماله عنده تختزله عناصر أنوثتها متمثلة في صدرها المملوء بألف هدية، ونهدها وخصرها المعتل وثغرها دفاق الينابيع، وهي له بمثابة العطر للوردة.
    20-إن هذه المسافرة التي جاءها نازف الجراح والتي تستفسره عن حاله سرعان ما تعامله معاملة الأم لطفلها وتقدم إليه النصائح وتواسيه وتطمئنه وتدعوه إلى التفاؤل لأن صداقتهما ستستمر:
    نم على زندي الرحيم.. وأشفق
    يا رفيق الصبا.. على أعصابك
    ارفع الرأس والتفت لي قليلا
    يا صغيري أكأبتني باكتئابك
    إن امتزاج المرأة بالقصيدة هنا مرة أخرى نتيجته النصيحة التالية: لا تقترن بالمرأة لأن المرأة تقتل موهبتك. وعلى الرغم من هذه النتيجة المقنعة والمطمئنة للشاعر إلا أن موقفاً درامياً كان قد كشف عنه قبل الوصول إلى هذه النتيجة ويتمثل هذا الموقف في كون الشاعر سيظل حاملاً جرحه بيمينه ولذلك يسألها ذلك السؤال المخيف: أين تمضي؟ وكيف تمضي؟ وقصائده ضارعات ببابها بوصفها ملهمته، وهنا تتجلى دراما الشاعر متمثله في الصراع بين المرأة والقصيدة.
    21- إن القصيدة، كما يتجلى من عنوانها، هي عبارة عن وصف لعناق الجيد والشعر، ولكن تتزاحم فيها عناصر الاخضرار، والنجوم، وتنتهي بما يوحي بعدم تحقق شيء ما، (رغم امتناع القرط.. أجتاحه/ أشرس من عصفورة البيدر).
    22-هذه القصيدة تنتهي بهذه الحكمة : (هذا الذي بالغت في ضمه أثمن ما أخرج للعالم) وذلك بعد أن وصف رقتها ورقة الذي تدور عليه رافعة النهدين، وأنها تأويهما وتحميهما من الأذى ومن البرد، وتطعمهما، وتهدهدهما حتى يناما. فالنهد هنا كائن حي له إحساس ومشاعر وعلى رافعة النهدين مراعاة ذلك.
    23-تكشف هذه القصيدة عن الرغبة وتحقيقها من خلال البيت الأول من القصيدة والبيت الأخير فيها:
    سمراء صبي نهدك الأسمر في دنيا فمي
    ***
    يا شاعري.. لم ألق في العشرين من لم يفطم
    ومن خلال مجموعة من التداعيات التي تثيرها الرغبة الباحثة عن تحققها تتكشف عناصر نسق هذه الرغبة: صبي، دنيا فمي، لذة حمراء، متمردان، صنمان، فكي، احسري، لا تكبتي، جهنم، لظى الدم، محروقتان، شهوة تبكي، وحشيان، مجرى الحليب، حقول الأنجم، الحلمة الحمقاء، ظفر مجرم، حبر من الدم، صلبة النهدين، أجمل لوحتين، كرتان من ثلج، تقدمي، يا قطتي، تحرري، حطمي، خلي كبرياءك، انعمي بأصابعي، غدا شبابك ينطفئ، غداً سيذوي النهد والشفتان، اقدمي، تفكري بمصير نهدك بعد موت الموسم، لا، فكي، نهداك ما خلقا للثم الثوب، مجنونة من تحجب النهدين، مجنونة من مر عهد شبابها لم تلثم. جذبت منها الجسم، لم تنفر، لم تتكلم، مالت علي، مخمورة، تعللني، تقول في سكر، أرشق مبسم.
    إن معجم هذه القصيدة يكشف عن استعارات ودلالات مدهشة، تنحصر كلها في دائرة العلاقة بين الطفولة والأمومة، هذه العلاقة تبدأ بالطلب والترجي والاستعطاف والتردد والترغيب إلى الثورة والغضب والأمر والترهيب. لتنتهي بالرضى والانشراح. وعبر هذا المعجم تظهر مجموعة من الألفاظ الدالة على الحب والكراهية وتصورات طفولية، ومشاعر الغضب والرضى. وتبنى القصيدة على الأسس التالية:
    دعوة – وصف/ دعوة – وصف/ وصف- دعوة/ دعوة – إغراء- استجابة.
    24-تمثل هذه القصيدة الخطيئة، يدعوها أن تفيق من الليلة الشاعلة، وأن ترد عباءتها على الصدر والحلمة الآكلة لأن الصباح سيفضح شهوتها السافلة، وبكلمات أكثر قسوة يدعوها إلى أن تجمع ثيابها التي بعثرتها عند لحظة اللذة الكبرى، كما يدعوها إلى التوقف عن الفحيح الذي يشبه نفخ الحية الصائلة، وأن تفيق، فليل الجنون ولى وأقبل وقت العقل (النهار) فالخطايا مرتبطة بالليل، أما النهار فيمثل الفضيلة. وعليها أن تعود إلى أمها رمز الطهر، وسينكشف بعد شهور أمرها حين ينمو الجنين.
    تكشف هذه القصيدة عن ثنائية الخطيئة والطهر. امرأة دفعتها شهوتها إلى رجل فتقضي معه ليلتها. ثم يحملها مسؤولية خطيئتها، وفي هذه القصيدة يظهر مثلث (الأم/ البنت/ الولد).
    25-في هذه القصيدة تتكرر كذلك صورة امرأة منبوذة وهي عبارة عن هجاء امرأة عجوز يرفض الاستجابة إليها فهي: جيفة متقيئة، مقرفة، نهدها متدل، وحلمتها مهترئة، شفتاها عنقودا دم، وإبطها حفرة ملعونة يملأ قعرها الدود والأوبئة وهي أخت الأزقة، والمضاجع والغوى، والغرفة المشبوهة. وثديها صار للزوار مورداً ما إن تتوقف فئة حتى تعصره فئة أخرى، ومن ثم فإن في كل ثغر من حليبها قطرة.
    إن القصيدة هجاء عجوز ليس فيها ما يشد انتباه الرجل فليس في جسدها أي عنصر جمالي، لكن الموقف الذي لا نجد له تبريرا هنا هو غيرته من الحليب الذي صار مورداً للآخرين، وأي حليب يأخذه الراشد من المرأة. ومن هنا فإن القصيدة تكشف هي الأخرى عن علاقة طفولية.
    26-في هذه القصيدة تتكرر كذلك المرأة الشهوانية الممقوتة المخيفة المهجوة، فهي رعشة ثعبان، ومجرمة، وهي لا تستحي، إذا زلقت من أهلها إلى غرفته، وهي ذئبة تائهة كالفكرة المبهمة، ونهدها الملتف في ريشة كأرنب إليه يدني فمه، لكنه رغم شهوتها فهو أشد شهوة منها حين تقهقه عواصفه وشهواته الملجمة فلا يفرق بين الحلال والحرام.
    هنا نجد مقابلة بين الرجل والمرأة إن شهوتها لا تمثل شيئاً قياساً إلى شهوته وعليها أن تتوقف عن السعي لامتلاكه.
    27-تصور هذه القصيدة الخيانة الزوجية وهي الأخرى عبارة عن هجاء امرأة خائنة تقوم باستغلال غياب زوجها لتشبع شهواتها مع رجل تدخله إلى بيتها الزوجي وتقوم بنية القصيدة على مثلث: المرأة- الرجل- الطفل، يقوم بين أبعاد المثلث علاقة رمزية طفلية يكشف عليها عنوان القصيدة (مدنسة الحليب) ثم أول بيت: (أطعميه من ناهديك أطعميه/ واسكبي أعكر الحليب بفيه) وآخر بيت: (إن سقيت الزوار منه فقدما /لعق الهر من دماء بنيه).
    إن الحليب هو العنصر الأكثر حضوراً في هذه القصيدة، فهو مدنس عند هذه المرأة، وهي تطعم بنهديها غريباً، وتسكب فيه أعكر الحليب، حتى نشفت فورة الحليب بثديها من كثرة إطعام ذلك الزائر المشبوه في حين حرم منه الرضيع الذي يملأ البيت صراخاً. ويقوده هذا الهجاء إلى المقابلة بين زوجها وهذا الغريب ويقوم بهجائه هو أيضاً، فهو فظ، وعميق العاهات والتشويه، في حين يتعاطف مع الزوج الساذج الأبيض السريرة، الخالي من الظن والشك، فتظهر في هذه القصيدة، رمزيا، صورة رجلين أحدهما متعاطف معه، مقبول والآخر مهجو مرفوض وصورة طفل مهمل يرنو إلى صدر أمه، وصورة رجل غريب، طيب وبسيط.
    28-في هذه القصيدة يجتمع الكره، والتعاطف والهجاء، هجاء المرأة والرجل معاً، ثم تعاطف مع المرأة، ثم تعبير على لسانها لكشف خطايا الرجال. فهناك عجوز عمرها أقدم من عمر الرذيلة، هي صاحبة المبغى، وهناك مذهبة السن، ترقب بعين حذرة، ركبتها شاحبة، وهناك واحدة عطرها أرخص من أن يذكر، حاجباها مبالغ في تخطيطهما، وطلاؤها كطلاء جدار المقبرة، فمها متسع كغلاف التينة المعتصرة، وهناك مجدورة وجه انزوت كوباء، كعبير نتن، ساقها معروقة، مثل ميت خارج من كفن، على وجهها حفر مرعبة، هي آثار الزمن، نهدها حبة تين ناشفة لم تعد فيها قطرة حليب. ثم يتحول من هذه الأوصاف المقززة إلى هجوم على جنس الرجال فهم المسؤولون عن هذه الأوضاع، إنهم لصوص وذئاب، وما هؤلاء النسوة سوى إحدى خطاياهم لأن الأنثى تسأل إذا تزني في حين لا يسأل الرجل على الرغم من أن سريراً واحداً ضمهما، فالسقوط يلحق البنت، أما الرجل فهو في حماية.
    إن القصيدة هنا تبدو بسيطة، واضحة لا تحتاج إلى تأويل، ولكن عند الابتعاد قليلاً عن وجهها الظاهر تتراءى لنا صورة القبح والنذالة ومدى التقزز الذي يثيره الجسد الأنثوي حين تضمر عناصر الجمال فيه. ومن ثم يمكن إضافة هذه القصيدة إلى سابقتها وعدها ضمن قصائد هجاء المرأة على الرغم من التعاطف الشديد معها.
    ***
    2-طفولة نهد(5)

    1948

    1-مني
    2-أزرار
    3-بلادي
    4-على الغيم
    5-وشوشة
    6-بيت
    7-لولاك
    8-على البيادر
    9-على الدرب
    10-الضفائر السود
    11-دورنا القمر
    12-سؤال
    13-شرق
    14-من كوة المقهى
    15-شمعة ونهد
    16-إلى ساق
    17-حلمة
    18-العين الخضراء
    19-لو
    20-إلى رداء أصفر
    21-رسالة
    22-الشفة
    23-إلى مضطجعة
    24-اسمها
    25-غرفة
    26-الموعد
    27-طفلتها
    28-إلى وشاح أحمر
    29-القبلة الأولى
    30-همجية الشفتين
    31-ذئبة
    32-امرأة من دخان
    33-نار
    34-طائشة الضفائر
    35-المستحمة
    36-عند امرأة
    37-مصلوبة النهدين


    تتناول قصائد هذا الديوان الموضوعات التالية:
    1-المرأة السر، والحب السر الذي لا ينبغي أن يبوح به أحد، ويتلخص ذلك في هذه الأبيات:
    لا تبوحي بسري
    ومن أكون لديك

    هذي وريقات حب
    غنت على شفتيك

    عاشت بصدري سنينا
    لكي تعود إليك

    2-اندماج النباتات المعلقة على جدران البيت بالقصائد فكما تنمو تلك النباتات تنمو القصائد.
    3-التغني بالوطن، وتظهر العناصر: الياسمين، الصفصاف، المآذن، النجوم، السوسن، والورد، هي العناصر الجمالية في هذا الوطن (البيت)
    4-خطاب لامرأة، ولكنه يعبر عن حب سري، حب لا يبوح به، فيه عفة وطهارة، وتظهر عناصر: النجوم، البيت، العطر، عناصر مسيطرة على القصيدة.
    5-خطاب لامرأة غائبة يحس بدعوتها إياه للقاء، رغبة في أن تقوم بدعوته امرأة لا أن يقوم بدعوتها هو.
    6-بيت الحلم كما تتصوره امرأة.
    7-هي سر وجوده. فلولا نعومة رجليها لما طرز الأرض عشب. توحي القصيدة بالجنة تحت أقدام الأمهات.
    8-موعد لم يتم وتذكر لأيام الصبا قرب الجدار، والجدار أحد الرموز التي تتكرر كلما عاد بذاكرته إلى الطفولة، (والجدار العتيق وكر حكايانا إذا نحن في الهوى أولاد). وأن هذا الحب أنموذج مفقود كان مرة لا تعاد (لا تقولي أعود.. بح انتظاري / حبنا كان مرة.. لا تعاد).
    9-خطاب على لسان امرأة فيه محاولة لكسب ود الطرف الآخر الممتنع (أبيع عمري كله كي أربحك).
    10-حديث عما يثيره شعرها من عواطف ومن رغبات، ضمه، واللعب به، مع تمني اللقاء (قد نلتقي في نجمة) بيد أن اللقاء يبدو بعيداً.
    11-تصور هذه القصيدة الرغبة وتحقيقها، انتظار موعد، وعودة إلى ذكريات الطفولة حين كان يكسر النجوم ذرات، ويحصي ما انكسر. الانتظار ثم تأتي ويخضر تحتها الحجر، ونلاحظ تردد الاخضرار تحت القدمين مرة أخرى هنا، والشال، وتظهر الحبيبة بأنها صديقة طفولة:
    هذا أنت، صاحب الصغر؟
    ألا تزال مثلما
    كنت غلاماً ذا خطر؟
    (…)
    أي صبي كنت.. يا
    أحب طفل في العمر
    12-في هذه القصيدة رفض لفكرة الموت، واستعادة لذكريات الطفولة مرة أخرى، وتتكرر فكرة الاخضرار تحت القدمين، حين تنمي أقدامها الحشائش، ويتكرر مرة أخرى الحائط والسياج، العتيق مخبأ الطفولة، وحكايات الصبا.

    الدكتور أحمد حيدوش
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    قراءة في ديوان قالت لي السمراء لـ نزار قباني :: تعاليق

    13-انتظار ودعوة امرأة وهمية غائبة للمجيء.
    14-دعوة امرأة خيالية يرفض أن تتعرف على هويته وعلى اتجاهه، كل ما يطلبه منها أن تعرف أنها في ذاكرته.
    15-حوار بين نهد وشمعة في حضرة شاعر.
    16-تصوير لحركة ساق امرأة نزلت من السيارة بحركة طائشة، وجلست على مقعد مصلوبة الساقين فراح يرصد هذه الحركة، وما تثيره من عواطف لدى الشاعر، وبلهجة آمرة يدعوها للذهاب وتغيير مكانها وإخفاء ترف ساقها، لأنها أصل شحوبه.
    17-تصوير للحلمة وما تثيره من عواطف وأحاسيس لدى الشاعر فهي خصلة حرير ومبسم عصفور، وأرجوحة عبير، وحرق نار، وكلمة مهموسة مكتوبة بنور وهي دميعة، أو قبلة متجمدة وشرارة مخيفة، ومظلة شقراء، وإبريق وهج وشباك هوى وفراشة، ونجمة مكسورة الريش، وحبة رمان، وحبيبة الحرير، ثم يدعوها للثورة وتمزيق هذا الحبيب (الحرير).
    18-عن مناسبة هذه القصيدة يقول إن فتاة جاءته وفي يدها دفتر صغير، ورغبت إلى الشاعر أن يكتب شعراً في عينيها، فسجل ما أثاره هذا الطلب من عواطف وأحاسيس تارة، ووصف خضرة تلك العينين طوراً آخر، مستعيراً تلك الأجواء التي تتردد كثيراً في أشعاره: صفصافة، شباك هوى أخضر، الكرم، البيدر، الربى، النجوم.
    19-وجودها شرط وجود الشعر. فلولا وجودها في ذلك المكان وفي ذلك الوقت، ولولا استجابتها لتلك الطلبات التي طلبها ما كان الشعر، ولظل قلبه موحشاً، يابسا.
    20-وصف لردائها وغيرته من ذلك الرداء الذي يلمس ذلك الجسد وكأنه إنسان، ومن ثم ما كان له أن يلمس تلك الأجزاء من الجسد كالمعصم، والذراع، والنهد، والردف، والحلمة، وتبدو أجواء الشتاء القاتمة تحكم عالم الشاعر الداخلي.
    21-استلام رسالة من امرأة بعد غيبة أكثر من عام، بيد أن صورتها في الذهن وليس في الواقع، إنها مجرد صورة ذهنية، وأنها هدب رحيم وفم رف رحمة ونبالة. ويدعوها لمزيد من الكتابة إليه. وكأنها زائرة مفاجئة من عالم آخر، ويدعو هذه الزائرة إلى الاستمرار في زياراتها والاتصال به.
    22-وصف للشفة، وهي منضمّة ومزقزقة، ونافورة صادحة، وفكرة محلقة ووعاء ورد، وباقة من كرز، ولوحة موفقة.
    23-وصف للساقين: إنهما مزرعتان للفل، وأشرطة حرير، وأنبوبان من طل، وشلالان من ذهب، في هذه القصيدة اهتمام بجمال الساقين وما يثيرانه من مشاعر، وهي مشاعر فيها من البرودة الشيء الكثير، حيث يكشف عن ذلك بصورة استعارية:
    يا ثوبها، ماذا لديك لنا؟
    ما الثلج؟ ما أنباؤه؟ قل لي

    لا تمنعي عني الثلوج
    24-يرتبط اسمها بالقداسة، فاسمها بضعة أحرف تصحبه كمصحفه، وهي مجهولة لا يجوز التعريف بها، فهي فوق أن تعرف.
    25-كل ما فيها يحيل على الذكريات الماضية، دورق العبير يبكي، والوشاح واجم، والعقد أشجاه الحنين، والسوار يبكي حبهما، والمنديل يناديه، وأثواب الهوى مواسم، من أحمر، وثوب فاقع أو قاتم، وصورة وجه ناعم، إنها لا بد أن تعود لأنها هي سر وجوده ووجود هذا العالم.
    26-وصف لموعد متخيل ورغبة في تحقيقه.
    27-وصف لامرأة كانت على علاقة بالشاعر ومرت ابنتها مرة فراح يستعيد عبرها تلك العلاقة، مركزا على جانب الأمومة في هذه المرأة فهو أهم ما فيها.
    28-إن هذه القصيدة التي تصور الوشاح يلاحظ أنه اعتمد في الحديث عنه على الأفعال بدل الأوصاف التي نجدها في قصائده التي تصف أثواب المرأة عادة، فهو يعربد ويطفو، ويرسو، ويستريح، ويرف، وينهار، ويثور، ويحتار، ويهز، ويحط، ويجمع زهراً، وهنا يبدو اهتمامه بحركة الرداء لا بحركة الجسد.
    29-إنها القبلة الأولى ولكنها هي التي قبلته أي أنها بدأت فعل القبلة، ويصف القبلة بأنها دافئة وباردة في الوقت نفسه، بل جعلته يحس بالمقبرة، وترتبط الشفة بالمقبرة في أكثر من موضع، ويبدو في هذا النص منافس، وتظهر لفظة سيدتي لأول مرة. وأنه لم يبق منها أثر سوى تلك القبلة، فهي في أحضان شخص آخر.
    30-تصوير لدونية المرأة وفوقية الرجل، هو في السماء وهي في الأرض، هي رفيقة الشيطان. حاول أن يقربها من قممه لكنها هزئت منه. ومن ثم فما هي بعده سوى طلل، أنقاضه تبكي. تسيطر على النص كلمات لاذعة في الهجاء: همجية، الشيطان، البغض، بئس هوى، الدود، الأنقاض، حقارة، طينة، وغد. وهي كلمات غير مألوفة في لغة نزار الرقيقة حين يخاطب المرأة، عدا تلك الألفاظ التي استخدمها في قصيدة "البغي" مما يؤكد توظيفها الرمزي لهجاء المرأة من خلالها.
    31-في هذه القصيدة المهداة إلى راقصة شرقية، يركز على عناصر من جسدها، الشعر الغجري، الثغر الكرزي، الساق، النهد.
    ثم يتحول إلى الاهتمام بأعضاء الجسد حين يتحرك هذا الجسد ويدخل في حوار مع اللحن ويثور شفاها، وصدرا، وركبة، وثديا.
    32-تصور هذه القصيدة المرأة المثال، امرأة الوهم والخيال، المرأة الطيف. التي لا يتحقق وجود الشاعر إلا بغيابها، وتطغى على القصيدة الأوامر والنفي: لا تدقي بابي – ظلي بعمري مستحيلا- كوني وشاحا وموعدا لا يكون- ولتعيشي تخيلا – ولتكوني خرافة لا تكون- اتركيني أبنيك شعرا- لا تجيئي لموعدي- اتركيني في ضلال- أحرقيني إذا أردت- إذا كنت واقعا لا أكون.
    ولا تظهر في هذه القصيدة ملامح معينة ولا عناصر جسدية، باستثناء إشارة واحدة إلى أنها ذات شعر طويل أسود فهي امرأة وجدانية مستحيلة الوجود.
    33-تصور هذه القصيدة حبه لامرأة بدون ملامح محدودة ولا مواصفات جسدية، ويتم التركيز هنا على وصف حبه إياها. أقوى من النار وأشد من إعصار وأقسى من الشتاء وبدون حدود وهو يرفض أي منافس له في حبها. النار، والإعصار، والشتاء، والأمطار، والعويل، والقوة، وأنوار الصباح والغروب، والأقمار، والنجوم هي العناصر اللغوية اللاواعية التي تحكم عالم القصيدة حيث تكشف عن رغبة الامتلاك لكنه امتلاك يعبر عن مأساة داخلية وحزن دفين.
    34-هذه القصيدة عبارة عن هجاء للمرأة في صورة مقابلة بين الشاعر والمرأة فهي متصنعة في حبها، فاقدة الإحساس، تافهة الوصال. أما هو فليس عبد سيدة، ولا بائع رجولته، ولا فاقد وعيه، وأنه طرز دربها بالياسمين، وحمل إليها النجوم، وفي مقابل ذلك داست براعمه وقطعت غرسه، وشوهت أيامه وعمره. ويطلب منها أن تعيده إلى أصله جميلا، فمهما كان جمالها فجمال نفسه أكبر منه بكثير.
    35-في هذه القصيدة وصف لمفاتن المرأة مع التركيز على النهد الذي تكرر ذكره في القصيدة أربع مرات مع تردد العناصر الدالة على الطفولة والصبا: طفلتي، إصبع طفل، وعلى الرغم من أن القصيدة تتحدث عن مستحمة إلا أننا لا نجد التركيز على حركة الجسد بقدر ما نجد التثبت على عنصر واحد في هذا الجسد وهو النهد. وملامح هذه المستحمة ليست امرأة وإنما هي طفلة أو هي في بداية مرحلة المراهقة.
    36-هذه القصيدة عبارة عن هجاء للمرأة تعبر عن رفضه لها، وهي الأخرى عبارة عن مقابلة بين طرفين، الطرف الأول هو المرأة والطرف الثاني هو الرجل. المرأة قد هيأت نفسها وجعلت صورتها على الهيئة التي يريدها ومع ذلك يقابلها ببرودة على الرغم من أن كل ما فيها دفء وحرارة، لكن كل ما فيه هو شتاء وبرد وتسيطر على القصيدة أجواء الشتاء التي ترمز إلى الحزن. إن إطار القصيدة شتوي، فمن وراء بابها يعوي شتاء ملحد، وعدة الشتاء بيت دافئ ونبيذ، وامرأة وضية بشعر مهمل مبدد، يتضوع من جسدها عطر يختلط بعطر البيت ويعانق تلك الرسوم المشتهاة، وكانت تئن كذئب مجهد، وترنو إليه برغبة لها يد، ساقها أفعى شاردة، وجسدها مورد، وعقدها فوق نهدها سابح مغرد، ونهدها كسلة من ياسمين كانت كما يريدها تماما، حتى أن موجدها يحار فيها، كأنها أدركت ذوقه وأدركت من مِنَ النساء يعبد، فبدت بطاقة دعوة تنتظر التلبية وتذكره بالموعد:
    وكل ما في بيتها
    معطر.. ممهد

    يمد لي ذراعه
    يقول: عندي الموعد

    بيد أنه يشعر أن في صميمه غيمة تبكي وثلجا أسود. إن المقابلة بين الطرفين في هذا المشهد تكشف عن ثنائية: الحرارة /البرودة = المرأة / الرجل.
    وتنتظم هذه الثنائية في مجموعتين، مجموعة العناصر الدالة على الحرارة وهي: الموقد، النبيذ، الشمعة، الغطاء، اللهيب، ومجموعة العناصر الدالة على البرودة وهي: شتاء يعوي، في الذرى رعد، في أعماق روحي ترعد، غيمة تبكي، ثلج أسود، وهو ما تعبر عنه نهاية القصيدة:
    كانت إذن ممدودة
    وكان يشكو الموقد

    وكانت الأحراج
    تبكي والخليج يزبد

    وفي صميم غيمة
    تبكي.. وثلج أسود

    وتقف إلى جانب هاتين المجموعتين الدالتين على الحرارة والبرودة مجموعة تنتظم فيها عناصر تدل على الخوف والرهبة (ساقها أفعى، كانت تئن كذئب، جسمها مرعب، ترنو إلى لبؤة) وطبيعي أن هذا الخوف تولد عن الكراهية فلا شك في: "أن الخوف الذي لازم الإنسان وهو طفل يجعله إذن في خوف من جسد المرأة لأن جسدها محفوف بالمحاذير، ولا يجد أمامه من حل سوى أن يستبدل بالجسد الذي يخيف شيئاً لا يخيف"(6). ولعل هذا ما جعل القصيدة خالية تماماً من كل ما يزين جسد المرأة باستثناء العقد السابح المغرد فوق ناهديها.
    إن إحساس الرجل بالعجز أمام المرأة، سببه فقدان الثقة برجولته، إذ يشعر في أعماقه أنه لن يرضي المرأة لأنها أقوى منه، ولأنها مثل أمه تمثل الجنس الأقوى في نظره عندما كان طفلا. إذ يؤكد بعض العلماء أن الخوف البدائي القديم من المرأة يظل عالقاً ببعض الرجال، وهو الخوف من المرأة القديمة، تلك الأنثى الإلهة القادرة على خلق الحياة وتدميرها في الوقت نفسه(7).
    37-في هذه القصيدة تتردد صورة امرأة مرفوضة وهي عبارة عن فتاة صغيرة يدعوها بلهجة آمرة للعودة إلى أمها وعدم الثقة فيه، لا تحسني بي الظن، ردي مآزرك، لا تتركي المصلوب، لا تتهوري، اربطي متمردا، تفرجي، عودي لأمك.
    ***
    3-سامبا(8)
    (1949)
    قصيدة أصدرها نزار قباني عام 1949 في كراس صغير، وهي تصف الرقصة البرازيلية المعروفة على أنها "قصة رضعت ثدي الخطيئة" ويركز فيها على وصف حركة الجسد، فيجعل النهد، يجرح النجمة، وهو جمر يأكل القميص، ونزق المنقار، وترتبط فيها الحلمة بالدم، ثم يعرج على باقي أعضاء الجسد، من أذرع سمر وبيض وهي يهزها الدفء هزا، وحركة القد الطويل الذي يغمر الأرض عطاء، وحركة السيقان، ثم الجدائل، وحركة الفساتين ثم حركة الجسد ككل، ثم ينتقل إلى تأثير ذلك المشهد على نفسيته، فيذكره بطبيعة بلاده الخلابة، ويتمنى لو كان ذلك العنق مخدة له، ثم يدعو إحداهن أن تدمدم له، فيحس أنه كالقتيل، وأنه يرغب أن يرقص معها إلى أن يتلاشى وتتلاشى معه، ثم يحملان كجنازات الفراش، ويختفيان عن الأنظار، هي في قرميد نجمة، وهو في قطن غيمة.
    وعلى الرغم من أن الرقصة معروفة بإثارتها للرغبة وللغريزة، إلا أن قسماً من الحقل المعجمي للقصيدة يكشف عن جو جنائزي حزين لا ينسجم وأجواء الرقصة.
    ***

    الدكتور أحمد حيدوش
     

    قراءة في ديوان قالت لي السمراء لـ نزار قباني

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: @ مقالات و أقــلام حـــرة ..أضف مقالك هنا ..شارك بقلمك-
    انتقل الى: