فيلم "بالالوان الطبيعية" من اخراج اسامة فوزي وتأليف هاني فوزي هو خطوة اخرى على الدرب الذى مشيا فيه بداية من فيلم "بحب السيما"، من انتقاد كل التحريمات التي تمارس على الفن , مما يؤدى في تدمير الشخصية والابداع الانساني لدى الفرد والمجتمع.
كذلك ينتقد الوسط الفني بكل قيمه التجارية وابتعاده عن الجمهور تاركا اياه فريسة بايدي المتطرفين الذين اثروا بشدة على الواقع الاجتماعي ودفعوا به نحو تغييب العقل والابداع.
وتدور احداث الفيلم داخل كلية الفنون الجميلة التى شهدت غالبية الفنانين التشكيليين المصريين والعرب الذين تعلموا بين جدرانها وابدعوا وتألقوا حتى وصل بعضهم الى العالمية.
وكان فيلم "بحب السيما" الذي عرض قبل خمس سنوات تقريبا تناول عقلية التزمت الديني وما ينتج عنها من نزعة لتحريم السينما والفن.
وهنا يقدم فيلم "بالالوان الطبيعية" فكرةالتحريم لدى المتطرفين تجاه الفن التشكيلي وتصوير الجسد العاري كاساس لهذا الفن.
وتظهر فكرة التحريم من خلال شخصية بطل الفيلم كريم قاسم الذي يهوى الرسم ويمتلك موهبة متميزة تفوق الكثير من اساتذته. فيلتحق بكلية الفنون الجميلة رغم رغبة والدته فى أن يدرس الطب.
ثم يصطدم بنظم الكلية و يهرب للمرة الاولى عندما يجد نفسه مضطرا الى رسم جسد عاري فيخاطب الله متسائلا عن الحلال والحرام .
ثم يعود الى الكلية ويفرض موهبته على من حوله وصولا الى تقديمه مشروع تخرجه معتمدا على تصوير فكرته عن العقاب والثواب والجنة والنار باعتبارها جزءا من العالم الداخلي للانسان اكثر منها مكانا يقع فيه العقاب والثواب فعلا، كما ذكر كريم قاسم في الحوار الاخير في الفيلم مع لجنة تحكيم مشاريع التخرج للطلبة.
الا ان هذا الاستنتاج الذي وصل اليه بطل الفيلم اختلف تماما عن عالم بطلة الفيلم يسرا اللوزي التي ارتبطت بعلاقة عاطفية مع كريم وصلت الى العلاقة الجنسية.
الا ان احساسها بالذنب بسبب هذه العلاقة يدفعها الى الحجاب ثم النقاب ثم الى تغيير دراستها بعد ذلك الى هندسة ديكور بدل الفنون الجميلة , كتغيير كامل فى الفكر بالتخللى عن الارادة الحرة
يركز الفيلم ايضا على فساد التعليم فيظهر من خلال قيام الاساتذة باستغلال الطلبة بدءا من عميد الكلية ,ويقدم بقية الاساتذة على شكل شخصيات هامشية تأكيدا على ضعف دورهم في العملية التعليمية باستثناء استاذ واحد يبذل جهدا حقيقيا في التدريس ويقف الى جانب طلبته.
يبقى فقط تلك الاطالات فى الحوار التى تصيب المشاهد بالملل احيانا , وكذلك بعض المباشرة بتقديم مواعظ دينية للمشاهد , كذلك تكرار بعض المشاهد الجنسية دون هدف واضح
وتبقى ايضا الاشادة بكل ابطال العمل ومنفذيه فى تقديم فيلم مختلف عن ما نشاهده تلك الايام - حتى وان كان المستوى اقل من "بحب السيما" , ويبقى أيضا الفيلم مثيرا للجدل لما يفتحه من افاق للنقاش لدى المشاهدين .
الكاتب: اسامة الشاذلي
موقع السينما
21.02.10 0:38 من طرف متابعات