للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلعبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 219 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 219 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    عبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     عبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    منير ذو الفقار
    مدير التحرير
    منير ذو الفقار


    المشاركات : 450
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    عبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد Empty
    16102009
    مُساهمةعبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد

    عبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد -

    تقنية سردية تثير شجاراً بين الراوي والمروي له
    - ناظم عودة
    ما دام ظني بكم سيئاً لدرجـة كبيرة، قد تسألون: لماذا إذن أقصّ عليـكم هذا الذي حصل؟ وماذا أريد منكم؟
    ــ قصة حبّ مجوسية ــ

    الراوي والقارئ
    من يقرأ رواية عبد الرحمن منيف (قصة حبّ مجوسية) سوف يلحظ شجاراً لا ينتهي بين الراوي والقرّاء المفترضين، فهو لا يكفّ عن توجيه اللوم والانتقاد والوعيد لهم، ولا يعدم القارئ الحقيقي فائدة من هذا الشجار، الذي يخمّن فيه الراوي معارضة من هؤلاء القرّاء لأفعاله وأفكاره، لأنه سيئ الظن بهم لدرجة كبيرة. ويكشف هذا الصراع عن بنية سيكولوجية تتحكم في أداء الراوي، ويكشف كذلك عن الأحكام الأخلاقية التي تترتب علي سلوكه، فهو يفتش باستمرار عن مسوغات لعلاقة تعدّ محظورة في نظر الأديان، كما في تشريعات السيد المسيح في هذا الشأن، التي يذكرها الراوي بنوع من الرفض. فالانحراف عن حكم من الأحكام، يفضي إلي خلق حال من التضاد بين الصورة الأصولية، والصورة الرافضة التي عليها الراوي. وهو يعلم بهذا الحرج، ولذلك يبتكر وسيلة للتخفيف من غلواء توتره النفسي، وهي تعرية منطق القارئ المعارِض ضمناً لسلوك البطل. ويبدو لي أحياناً أنّ صوت القارئ المكرّس نصّياً في الرواية، هو الصوت الداخلي للبطل، فثمة نزاع عنيف ينشب بين داخل الراوي وخارجه. فالعرف الاجتماعي والقاعدة الدينية لفعل الحبّ، لا تتهاون في عشق النساء المتزوجات، لكنّ هذا الحكم الأخلاقيّ لا يتقيد به بطل قصة حبّ مجوسية، فهو يخترق القاعدة الأخلاقية بمسوّغ سيكولوجي محض. ويؤدي به هذا الاختراق إلي صراع من نوع خاص، بين النشاط الملحوظ للقوي السيكولوجية الطليقة من أعنتها، وما يسمي بالأنا الأعلي التي تقاوم تمرد الرغبات علي هذه الشاكلة. يتبني الراوي، الذي يعشق امرأة متزوجة، وجهة نظره الباطنية بقوة، فيصغي إلي صوت قلبه وحده، ويسعي جاهداً إلي تصوير الكدمات التي لحقت به من جرّاء مكابداته. فهو يشعر أنّ هذه المأساة الباطنية تستحقّ أنْ تُبلَّغ إلي القارئ بالكلمات، ليكتب (سيرة قلب) يخفق بين جنبيه، أو يريد أن يقدم اعترافاته أمام القارئ، نظير الاعترافات التي تجري في الكنائس، كأنه يشعر بخطيئة ويريد أن يكفّر عنها. لكنّ العلاقة بين الراوي والقارئ في هذه الرواية، لم تتسم بالتوافق، أو الإصغاء كما في الاعترافات الحقيقية، فالراوي يواجه اعتراضاً شديداً من فئة من القراء، لكنَّه يستميل فئة أخري، وهنا يبرز تخطيط الصنعة الأسلوبية من لدن المؤلف الحقيقي، الذي أراد أنْ ينشئ حكاية من لحظة التعارض بين فئات القرّاء والراوي.

    الرواية ذات البعد السردي الواحد

    لا تتضمن رواية (قصة حبّ مجوسية) تعقيداً فنياً، يمكن أن يقف حجر عثرة في طريق القارئ، الذي يجمع خلال زمن قراءته مجموعة من الجمل السردية، القادرة علي تكوين الفحوي النهائية للعمل من جهة، والقادرة علي تكوين حكم نهائي حيال الرواية كلّها. فالبناء السردي في هذه الرواية يقوم أصلاً علي الصوت الواحد الباطني للراوي، ومن هنا يمكن وصف (قصة حبّ مجوسية) بأنها رواية تعتمد البعد الواحد في سرد الحكاية، وقد ساهمت هذه التقنية السردية في إثارة الشجار بين الراوي والقارئ علي طوال هذه الرواية. فهذا الراوي يبني هرماً من القيم الذاتية، ويرتقي إلي قمته، وينظر إلي العالم الذي يحيط به، ولذلك فإنّ الفارق بين الأعلي والأدني هو السبب الأساسي في نشوب الصراع بين الراوي والقارئ. فثمة جزء من الصراع غير مذكور في السياق السردي لهذه الرواية، يتلاقي فيه الراوي والقارئ معاً ليتجادلا حول مجموعة من القيم المتعارضة، تشكل صلب هذا الصراع غير المذكور. فالقيم التي يعتنقها الراوي، والخاصة بعلاقته مع امرأة متزوجة تدعي ليليان، ليست قيماً معيارية ثابتة، بل قيماً ذاتية محضة. وعلي هذا الأساس، فإن الراوي يقدّم نموذجين من الصراع: الأول يتبني الفلسفة الذاتية، التي تقوم علي المنطق الفردي، وعلي فرضيات فرويد وهوسرل، غير الظاهرة نظرياً في السياق السردي، وإنما مُضَمَّنة تضميناً يتيح للراوي أن يعتنق أفكاراً ذاتية، يفسر بها قضيته التي يدافع عنها في وجه خصوم مفترضين. والثاني (وهم القرّاء المفترضون) يتبني التفسير العقلاني للقضية الأساسية، أي عشق امرأة متزوجة. وهكذا ينشأ الاختلاف في القيم استناداً إلي هاتين الفلسفتين، الفلسفة الذاتية، والفلسفة العقلانية، وقد كان هذا الصراع الفلسفي، هو الجزء غير المذكور في السياق السردي لرواية (قصة حبّ مجوسية)، ومنذ البداية أراد الراوي أن يجد وسيلة فنية لتفجير هذا الصراع، فوضع صيغة نصّية تقوم علي جعل القارئ طرفاً نصيّاً في البناء السردي. وفي مقابل هذا الصراع الثنائي، ثمة صراع ثنائي آخر، ذو صلة بالبناء الفني لهذه الرواية هو صراع الأجناس، جنس الشعر وجنس النثر:
    قلت لنفسي بنزق: أيتها العيون التي انفجرت في ظلمة الحياة التي أعيش فيها. سوف أعبدك. أنا مجوسيّ أكثر من مجوس الأرض كلهم.
    صرخت دون صوت وأنا أنتفض مثل ديك مبلول: الزجاج بيننا يحصد خفقة القلب ثم يعجنها كتلة نار ويدحرجها.. ثم يأتي المطر ليذيب لذة الحلم.
    ليست هذه الرواية رواية أصوات متعددة، فهي لا تكترث بأية وجهة نظر أخري غير وجهة نظر الراوي، الذي يضيق ذرعاً بالآراء المفترضة للقراء، قال مخاطباً هؤلاء القرّاء الذين يتوهم الراوي معارضتهم، ويستبطن منطقهم وحجمهم:
    وأنتم أيها الشديدو التزمت.. ماذا تستطيعون أن تقولوا عن الأفكار الصغيرة التي تحركت في رأسي؟ الخطيئة؟ ولكن أين الخطيئة؟ حتي هذه اللحظة لا أشتهيها. ووصية المسيح التي تستندون إليها لا يمكن أن تجعلوها مقصلة لتنتزع رأسي بكلّ هذه البساطة. لم أشته امرأة غيري.. كل ما أردته أن أغفو في تلك الجنة لحظة واحدة ثم أموت. من الواضح أن هذا الراوي يشعر بأن الفعل الذي أقدم عليه، أي عشق امرأة متزوجة، يخرق الأعراف الدينية، ولذلك فهو يتصور هذه المعارضة من الآباء المقدسين، ويقاومها بمنطق آخر، منطق ذاتي محض، قال مخاطباً هؤلاء الآباء المقدسين:
    أيها الآباء المقدسون.. تعالوا واسمعوا اعترافات رجل حزين. الأرض مليئة بالرجال الحزاني. وحتي الآن لم تسمعوا سوي اعترافات المخطئين.. أما الذين يموتون كل لحظة.. فأنتم لا تعرفونهم... وعلينا أن ننتبه إلي التكرار الذي يكرّر به الراوي وجهة نظر هؤلاء الآباء المقدسين، الذين أصبحوا الآن في موقع القرّاء المفترضين للحكاية التي تتضمنها رواية (قصة حب مجوسية)، ويمكن أن نطلق عليهم تسمية (القرّاء المقدسون). وعندما يكرر الراوي اعتراضاتهم، فإنه يكشف عن شعوره الباطني بوطأة تلك الاعتراضات عليه، قال يخاطبهم:وأنتم أيها الآباء.. هل تحاسبون رجلاً جباناً، ولا يحمل في قلبه رغبة شريرة، ويريد أن يشعل سيجارة امرأة حزينة ولا يستطيع؟ يجب أن تقولوا شيئاً. إن هذا التوجّه بالسرد إلي هؤلاء (القراء) الذين يفترض الراوي أنهم جزء من حكايته، لا يمكن تفسيره بغير رغبة المؤلف الحقيقي في أن يفجّر السياقات الثقافية والدينية والسيكولوجية المرتبطة بهذه الحكاية، وذلك جزء من التخطيط الشكلي العام لهذه الرواية، التي وجد عبد الرحمن منيف أن القارئ المفترض أو الضمني جزء منها. وعلي هذا الأساس، جاء أسلوب تكرار مخاطبة القراء في هذه الرواية، والسعي إلي فتح حوار معهم، وقد استهلت الرواية بهذا الحوار أو الشجار بصورة أدق. ولكي يكشف الراوي عن وطأة اعتراضات (القرّاء)، فقد استهلّ روايته بالشجار معهم:
    وما دام الأمر هكذا.. وما دام ظني بكم سيئاً لدرجة كبيرة، قد تسألون: لماذا إذن أقصّ عليكم هذا الذي حصل؟ وماذا أريد منكم؟ لكي أقطع عليكم الطريق، وأسدّ أفواهكم أقول:
    إن الكنيسة الكاثوليكية، الرحيمة القلب، جعلت للإنسان طريقاً للخلاص، عندما كلفت الآباء المقدسين بتلقي الاعتراف. كما أن علم النفس المعاصر، بالضوء الخافت في غرفة الطبيب، والمقعد الوثير الذي يستلقي عليه المريض، أوجد طريقاً لإذابة العذاب.. تمهيداً للشفاء، وأنتم.. هل أنتم آباء الكنيسة أو أطباء نفسيون تتلقون الاعتراف؟
    مرّة أخري لا يهمني. أريد أن أقول ما حصل. سأقول ما حصل حتي لو نزلت السماء علي الأرض. وأنتم إذا شئتم اقرأوا.. وإذا شئتم كفّوا عن القراءة.. وحتي لو قرأتم فلن تضيفوا أية صفة جديدة للصفات الكثيرة التي أعرفها عن نفسي.
    إنّ القرّاء الذين يتشاجر معهم الراوي، ليسوا صنفاً واحداً، بل أصنافاً متعددة، كل صنف له تكوينه الثقافي والاجتماعي الخاص. فهو يتشاجر مرة مع (قارئ حكيم):
    ولكن إذا وجد بينكم حكيم أعور، له لحية تشبه خيوط العنكبوت، فسوف يقول:
    إن حالة مثل هذه تعود بأصولها إلي أيام الطفولة.. إنه الحرمان من عطف الأم. نعم ماتت أمي لما كنت صغيراً.. لكن هذا الحكيم الذي يفتح فمه كضفدعة ليغرق الناس بكلمات كبيرة وغامضة تفتقر إلي شيء أساسي يكون جوهر الإنسان والعلاقة الجنسية.. يفتقر إلي الحب. ومرة يوجّه هذا الراوي خطابه إلي (قارئ مجهول): يمكن لأي تحليل يسرف في دراسة حالتي، بحيث ينتهي إلي أشياء كثيرة، لكن الأمر الأكيد إن ما وجدت نفسي فيه لا يجد مأوي في الكلمات القائمة والبلهاء التي تموج في رؤوسكم الآن.
    ومرة أخري يخاطب هذا الراوي قارئاً يمكن أن نطلق عليه (القارئ الساخر): آه.. يمكن أن تضحكوا. اضحكوا مثل بغال تفتح أفواهها حتي النهاية. لقد سقطتُ.
    ويقول أيضاً مخاطباً هذا القارئ الساخر: وأنتم لا تستطيعون أن تقولوا أي شيء اضحكوا بسخرية، ولكن من دون أن أري. وإذا علت قهقهاتهم فسوف أشتم مثل إبليس، سوف أقول لكم: أيها الخنازير، يا من تفتقرون إلي القلوب، يا من بالت عليكم أمهاتكم لكي تشفي الدمامل المنتشرة فوق صدوركم ووجوهكم.. لن أقول هذا فقط، سوف أقول أكثر: أنتم.. يا أربطة العنق.. سوف أشنقكم بهذه الأربطة ذات يوم. لن أكون رحيماً. الرحمة لا تعرف طريقها إلي قلبي. ومن تريدون أن أرحم؟ الصدور المليئة بالقيح؟ أنتم؟ لا تخافوا.. سوف أتصرف كوحش.
    ومرة يخاطب هذا الراوي نمطاً من القرّاء يمكن أن نطلق عليه (القارئ القاسي):
    وأنتم أيها الناس.. يجب أن تجلدوني مئات الجلدات. لا تكونوا رحماء معي، وأنا لا أستحق الرحمة أبداً.. ابصقوا عليّ.. لو أن كلمة قلتها، لو أن مسّة قدم أخري، ابتسامة شجاعة... آه اتركوني، لقد تعذبت أكثر مما أطيق.. والآن، وبعد مرور السنين، إذا سقط المطر.. إذا لم يسقط أتعذب.
    من خلال هذه الطائفة من القرّاء الذين افترضهم الراوي يعارضون ما يقوم به، نستطيع أن نكشف عن الطابع السيكولوجي المتأزم لهذا البطل، ولكي يجد الراوي أسلوباً أكثر نجاعة في بناء منطقه الداخلي، فإنه يبتكر طريقة سردية خاصة، تتناسب مع بناء شخصيته المزدوجة، شخصية الخطّاء الذي يعرف طبيعة الخطيئة. ومن هنا، فإنّ التصميم الشكلي لرواية (قصة حب مجوسية) لا يخلو من الاجتهاد الجمالي في الاعتقاد بأنّ السرد الروائي الحديث لا يتواني عن التداخل الإجناسي، أي التداخل بين جنسين من أجناس الكتابة الأدبية، لإنتاج جنس هجين. وقد شاعت هذه الدعوة إلي التداخل بين الأجناس في الأدب العربي الحديث، وأراد بعض الكتاب العرب أن يلغي الصفة الجنسية للنوع الأدبي والاكتفاء بتسميته (نصّ). وقد تشتت الرد في هذه الرواية علي جنسي الشعر والنثر، فالراوي ليس شخصاً ذا سلوك عقلاني، بل هو شخصية رومانسية، ذات حساسية مفرطة. ولذلك فإنّ رواية (قصة حب مجوسية) ذات خصائص أسلوبية تقترب من الخصائص الأسلوبية للرواية الرومانسية، بحسب اصطلاح تودوروف، فهي رواية تتصف بـ(التحليقات الغنائية، والخواطر المجردة). ويمكن أن نلحظ أن الراوي نفسه في هذه الرواية يتمتع بهذه الخصائص الأسلوبية، فهو شخصية رومانسية تحلّق عالياً برغباتها، ولا تكترث بالتعارض الذي ينتج عن تلبية هذه الرغبات.

    (1) قصة حبّ مجوسية ــ عبد الرحمن منيف ــ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ــ بيروت ــ ط5 ــ 1990ـ ص33
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    عبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد :: تعاليق

    فهد الشقيران من الرياض: عبد الرحمن إبراهيم المنيف أشهر روائي سعودي، ولد في مدينة بريدة أحد مدن منطقة القصيم شمال الرياض 360 كيلو متر ولد في عام 1933 وتوفي عام 2004 ويصنّف على أنه من رموز الرواية العربية في القرن العشرين، واستطاع في رواياته أن يدخل الحياة السياسية والاجتماعية العربية عامةً والسعودية بشكلٍ خاص في النص الأدبي على طريقة "غولدمان" النظرية التي تعزو الرواية إلى "سسوسيولوجيا اجتماعية"، فروايته مدن الملح التي طبعت في خمسة أجزاء ضخمة كانت بحق تحكي عن بنى وعلاقات فصّلها بشكلٍ باهر، كما تحكي بإسهاب عن شرارة الاحتكاك التي انفعلت في المجتمع الصحراوي السعودي مع اكتشاف النفط، وكم كان للنفط الكثير من التأثير على كتاباته ومقالاته الأدبية والفكرية، فهو بالأساس "خبير بترول" وعمل في العديد من شركات النفط وكان "النفط" ومستقبله هو الهاجس الذي يحرك حواراته الفكرية وبعض أعماله الأدبية، وهو آخر العمالقة الذين ناقشوا أثر النفط على المجتمع الخليجي، ولا ننسى أيضاً كتابات الكاتب السعودي عبد الله بن علي القصيمي وهو من نفس موطن منيف حيث ولد في بريدة أيضاً حيث رصدا بدقة آثار هذا المارد على البنية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية السعودية.
    كما حدث نفور بينه وبين الحكومة السعودية سحبت على إثْرها الجنسية السعودية منه وذلك عام 1963 غير أن السعودية حاولت المملكة -وفي أواخر أيامه- أن تقنعه بالمجيء من دمشق إلى الرياض وطمْأنتْه ولكنه عدل عن المجيء، وبعد وفاته أمر الملك عبد الله بن عبد العزيز بدفنه في السعودية، غير أنه رغب في وصيته أن يدفن حيث توفي في سوريا، تدرّس بعض رواياته في بعض الأقسام الاجتماعية في الجامعات العالمية، وهو من أشد المناوئين للنظام الأمريكي وللتطرف الديني وللامبريالية العالمية وللصهيونية، فقد كان مناضلاً ضد أفكاره الحديدية التي لم يتزحزح عنها جراء قناعة تحجّرت حول بعض الموضوعات السياسية الصلبة والتي لم تهزمها تجاعيد الزمن وغبار السنين، ترجمت روايات إلى (15) لغة عالمية.
    بعد أن كانت كتب عبد الرحمن منيف ممنوعة في السعودية كغيرها من الروايات الجريئة العربية، لفت نظري توفر هذه الروايات في "كشك الكتب" الموجود في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، ضمن الكتب القليلة التي تباع فيها، هذا فضلاً عن توفر رواياته في بعض المكتبات الأساسية في الرياض، باستثناء "مدن الملح" والتي يدخل فيها بقضايا ترى مؤسسات الرقابة أنها شائكة وصعبة الفسح، غير أن كتابه الجديد 2007 "إعادة رسم الخرائط"- والذي تضمّن كتابات سياسية له نشرها في جريدة السفير اللبنانية- توفر في المكتبات وقد لقي رواجاً هائلاً في بلد هو الأكثر استهلاكاً للكتب وأعني به السعودية، وهو أكبر سوق كتاب عربي وفق إحصائية تابعة للجان في جامعة الدول العربية، ولا عجب فهذا البلد الناشيء يضم طبقة شبابية تشكّل أكثر من 60% من السكان، كما تشهد السعودية خصوبة روائية وفكرية بين الشباب والفتيات، وكأن ناقوس إعلان النهاية يدقّ مؤذناً بخفوت عصر الرواج للخرافيات والأساطير والأباطيل والتي سادت منذ الثمانينات وحتى أوائل التسعينات.
    في كتابه الجديد "إعادة رسم الخرائط" يتناول عبد الرحمن منيف الحالة العربية مبتدئاً بأحداث 11 سبتمبر التي رأى أنها بوابة استغلتْها الولايات المتحدة لتمرير مشروعها الأساسي وهو يتمثل بـ"الانتقام" من اتفاقية سايكس بيكو والتي قسّمت الدول وفق مساحات لم تعد تعجبها، الأمر الذي شرّع لها زرع الفوضى في المنطقة عبر خوض العديد من الحروب، كما علق على التقرير الأمريكي الذي رأى أن مستقبل العرب عناوينه الكبر تتمثل في "البطالة، والإرهاب، والأصولية" وأنها هي صورة العرب التي ستسيطر في عام 2015 وذلك في مقالة عنونها بـ"صورة العرب بريشة المخابرات المركزية" وهي مقالة ضمنها قراءة للتقرير الأمريكي والذي تحدث عن "ضغوط ديمغرافية" جمة ستواجه العرب في ظل ازدياد سكاني غير متلائم مع التطور والإمكانيات وفرص العمل المتاحة، وفي التقرير أن العرب في عام 2015 سيتحولون إلى مجرد عصابات من الشباب العاطل المستعد للتطرف والإرهاب، وقد وصف منيف هذا التقرير إنه يحمل مظاهر موضوعية.
    ولمناسبة ترشح هيلاري كليتون لنفسها في الانتخابات الأمريكية الحالية، من المهم الوقوف عند مقالة منيف "هيلاري بين الماضي والمستقبل" حيث تضمنت كتابته معلومة أساسية، وهي أن أطروحة هيلاري الجامعية عام 1969 كانت عن "اليسار الراديكالي" وتحدثت فيها عن الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه اليسار للارتقاء بالمجتمع!! ويسأل منيف عن سبب تغييب هذه الرسالة طيلة تلك السنوات؟ فيجيب: (الأطروحة أخفيت بشكل متعمد حين بدأت هيلاري في ارتقاء سلالم المجد والشهرة، إلى جانب زوجها، كلينتون، أولاً في أن يكون حاكم ولاية أركنسو ثم في الاستعداد للوصول إلى البيت الأبيض، وكان من الضرورات لتحقيق هذا الطموح، إبعاد أية شبهة لها صلة باليسار سواء كانت متعلقة به شخصياً أو بأي واحد من فريقه، ومن باب أولى زوجته) ورأى منيف أن إخفاء رسالتها سهّل له-بيل كلينتون- (الوصول إلى منصب حاكم الولاية ثم البيت الأبيض).
    في الكتاب أيضاً كتابات عن اليسار الإسرائيلي، الإرهاب وأمريكا، العرب وأمريكا، البحث العلمي، حوارات من أجل تجديد العمل السياسي، هذا هو كتاب عبد الرحمن منيف "إعادة رسم الخرائط" الذي يقع في 198 صفحة وهو الكتاب الأول الذي يصدر ويباع في السعودية ويحتفى به كأحد الكتاب السعوديين، هذا مع العلم أن جنايات كبيرة ارتكبها بعض الأدباء ضده، أبرزها أن (موسوعة الأدباء السعوديين) الضخمة لم تعرج على ذكر منيف بأي شكلٍ من الأشكال، ولم تتطرق إلى ذكره أبداً، ولم يترجمْ له في تلك الموسوعة، فقد واجه أشدّ النكران وأوقحها حينما يأتي التجاهل من "القريب" وقد حدثني صديق هاتفه في عام 2002 أن منيف لديه حنين شديد إلى السعودية التي ولد فيها وعاش فيها زهرة عمره، قبل أن ينتقل إلى فرنسا وبلغراد والأردن والعراق ولبنان إلى أن تزوج من امرأة سورية عاش معها بقية حياته وكانت آخر مواقفه معارضته الشديدة لغزو العراق 2003 مع أنه من المعارضين لنظام صدام حسين، وكان آخر ظهورٍ إعلامي له على قناة "العربية"، أما آخر الممارسات الوقحة التي وجهت إلى منيف كانت بعد وفاته بسنوات، وتحديداً في 20-5-2007 حينما نشر موقع "العربية نت" خبراً جاء فيه "أن قبر منيف تعرض للهدم الجزئي" من قبل أشخاص مجهولين، إلا أن أرملته نفت أي دوافع سياسية أو أيديولوجية للتصرف ورأت أيضاً أن فاعلها يريد أن يجرّها لاتهام السعودية بهذا العمل وقالت: "هذه أذية لي لكي أتهم السعودية. وحاول البعض الإشارة إلى أن السعودية وراء ذلك وأنا لا أتهم السعودية أبدا، فهي لا تقوم بهذه الأمور، كما أنها حاورته وسمحت بكتبه" ومن المرجح أن جهات سورية أرادت إحراج السعودية بهذه الفعْلة التافهة.
     

    عبد الرحمن منيف: عندما يبني النص علي الصوت الواحد

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: بانوراما .. أخبار ثقافية وفنية-
    انتقل الى: