للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: قصص قصيرة ... حسن حميد 07.07.09 2:51 | |
| موشيه
في مدينة أريحا , وعند الصباح تماما, أقعى الخواجه موشيه , ونفر من جماعته قرب المدخل الشمالي لمخيم عين السلطان
كانوا جميعا متذمرين من البرد , والمطر , والمطاردات اليومية !بدأ الوقت مبكرا , حين أطلق موشيه آهة طويلة وزفر ! فلفت انتباه صحبه , الذين قلبوه بأبصارهم , وهزوا رؤوسهم , ولم ينطقوا فحاله من حالهم تماما !
حينئذ , بدت أنظارهم مشدودة آلي مدخل المخيم , تنتظر ما يحمله اليوم الجديد !!
لحظات وانكشف النهار عن حركة ناس المخيم حشد من الصبية والشبان , والفتيات , والأمهات يملئون الأزقة والدروب , وحركتهم لا تهدأ .
تطاولت قاماتهم , وتفاوتت .
كانت الأوامر , لدى موشيه وصحبه , واضحة وصريحة , : " تفريق التجمعات بالقوة " لذلك امتد الكلام , وقامت ضجة الرصاص , والحجارة , والعصي , وزجاجات المولوتوف .
وانبعثت رائحة الغاز , والبارود , والبصل , والكاوتشوك وبدأ المشهد موجعا , وجميلا في آن واحد
ولاح صبية المخيم , وناسه , أن موشيه متعب ومنهك منذ الصباح , وهو يتراكض بجسده البدين مع جماعته , من مكان إلى آخر !
واحد من أبناء المخيم , قال لمن حوله :
" سيرى , هذا الثخين , أبشع مما رأى , وستتباهت حركته أكثر , والأيام بيننا " !
وتمتم موشيه نفسه , خوفا من وشاية أصحابه :
( يا إلهي , أما من نهاية لهذا العذاب ) ؟ ! دون أن يدري أن صحبه , مدوا هذه التمتمات في صدورهم منذ نهار الأمس !
ــــــــــــــــــــ
ما بين صافرتين
عند الضحى ,
وفي السجن القريب من مدينة غزة أطلقت الزنازين صريرها , وناسها عندما انطلق صوت الصافرة , معلنا بداية وقت التنفس .
كانت العتمة في داخل الزنازين معشوشبة . وكان الضوء في خارجها , فسحة صغيرة , راعشة بالألوان . حالا , وفوق خطا قصيرة , مشى العجوز ( عبد اللطيف العايدي ) والشاب ( زكي حمدان ) آلي الفناء الصغير , المفروش بالضوء , والملتف بالهواء , الذي لم يفسد بعد ومع امتداد الخطأ , وأصلا حوارا , كانا قد بدأاه في عنبرهما .
سأل الشاب :
- " لكن أتراها تدوم يا عمي "؟! ( وغمزة بعينه )!
- " أبدا , يا بني , لن تدوم "!
- " لكن أمريكا وراءها "!
- " حتى 000 ولو كانت أمريكا "!
- " لماذا يا عمي "؟!
- " يا بني , الشجرة , عندما تتساقط أوراقها , وتتكاثر الثقوب في جذعها تتركها قرودها "!
وابتسم الشاب لكلا رفيقه . أما الحارس فقد رابه كلامهما ! لذلك سأل العجوز: " عن قصده " ؟!
فقال :
-" أقصد جنوب أفريقيا يا خواجه لا " إسرائيل " !
فاكفهر وجه الحارس , وسكت العجوز , ودوى صوت الصافرة مرة ثانية معلنا انتهاء وقت الفسحة .
ومضى العجوز والشاب مع الآخرين آلي داخل زنازينهم , وعنابرهم, مخلفين وراءهما الخواجة الحارس مبلولا بغيظه !
ـــــــــــــــــ
فرار الطبيعة
قرب مخيم الدهيشة في , نابلس
توجد حديقة صغيرة , ناهضة على الخضرة يلعب فيها الصغار , ويستروح الكبار!
أمس , وفي أثناء محاصرة قوات الاحتلال للمخيم دخل الخواجة ( حاييم ) , (الذي يعمل حاخاما في الجيش , والذي يرافق قوات الاحتلال كواعظ ) الحديقة
كانت الورود جميلة راقصة .
ونوافير البحيرات تتراشق بالماء والأنسام تتأرجح فوق أغصان الأشجار , الداكنة الخضرة .
أما الناس , الذين اعتادوا أن يكونوا فيها , وفي وقت مسائي هذا , فكانوا حشو بيوتهم , وأزقتهم , يواجهون رصاص الخواجات بالأعلام الملونة والحجارة وحالما استقر الخواجة الحاخام فوق مقعد خشبي صغير في الحديقة غيبت الورود جمالها و رقصها , وقبضت نوافير البحيرات أنسامها , وأخفت خضرتها !
حدث ذلك عندما لبس الخواجه الحاخام طاقيته السوداء الصغيرة المثقبة وشرع يقرأ في كتاب سميك , صغير الحجم مكتوب عليه :
أسفار العهد القديم !
| |
|