الإمام المهدي عليه السلام
المهدي لغةً :
المهدي في اللغة : اسم مفعول من هدى. والهدى هو الرشاد.
- قال الجوهري في الصحاح في اللغة (6 / 383):[الهدى: الرشاد والدلالة - يؤنث ويذكر - يقال: هداه الله للدين هدىً.وقوله تعالى: (أولم يهد لهم) قال أبو عمرو بن العلاء: أولم يبين لهم.وهديته الطريق والبيت هداية أي عرفته.] اهـ
- وفي لسان العرب لابن منظور(15 / 353):[الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ والدلالة أُنثى وقد حكي فيها التذكير وأَنشد ابن بري ليزيد بن خَذَّاقٍ :"ولقد أَضاءَ لك الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ" ، والهُدَى تُعْدِي قال ابن جني : قال اللحياني : الهُدَى مذكر قال وقال الكسائي بعض بني أَسد يؤنثه يقول : هذه هُدًى مستقيمة .قال أَبو إِسحق : قوله عز وجل قل إِن هُدَى الله هو الهُدَى) أَي الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ .وقوله تعالى إِنَّ علينا لَلْهُدَى) أَي إِنَّ علينا أَنْ نُبَيِّنَ طريقَ الهُدَى من طَرِيق الضَّلال.وقد هَداه هُدًى وهَدْياً وهِدايةً وهِديةً وهَداه للدِّين هُدًى وهَداه يَهْدِيه في الدِّين هُدًى.وقال قتادة في قوله عز وجل:(وأَما ثَمُودُ فهَدَيْناهُم) أَي بَيَّنَّا لهم طَرِيقَ الهُدى وطريق الضلالة فاسْتَحَبُّوا أَي آثرُوا الضلالة على الهُدَى.الليث لغة أَهل الغَوْرِ هَدَيْتُ لك في معنى بَيَّنْتُ لك.وقوله تعالى (أَوَلم يَهْدِ لهم) قال أَبو عمرو بن العلاء:أَوَلم يُبَيِّنْ لهم.وفي الحديث أَنه قال لعليّ:"سَلِ اللهَ الهُدَى"وفي رواية:"قل اللهم اهْدِني وسَدِّدْني واذكر بالهُدَى هِدايَتك الطريقَ وبالسَّدادِ تَسْدِيدَك السَّهْمَ"والمعنى:إِذا سأَلتَ الله الهُدَى فأَخْطِر بقَلْبك هِدايةَ الطَّريق وسَلِ الله الاستقامة فيه كما تتَحَرَّاه في سُلوك الطريق لأَنَّ سالكَ الفَلاة يَلزم الجادّةَ ولا يُفارِقُها خوفاً من الضلال وكذلك الرَّامِي إِذا رَمَى شيئاً سَدَّد السَّهم نحوه ليُصِيبه فأَخْطِر ذلك بقلبك ليكون ما تَنْويه مِنَ الدُّعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي.وقوله عز وجل الذي أَعْطَى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هَدَى)معناه خَلَق كلَّ شيء على الهيئة التي بها يُنْتَفَعُ والتي هي أَصْلَحُ الخَلْقِ له ثم هداه لمَعِيشته.وقيل:ثم هَداه لموضعِ ما يكون منه الولد والأَوَّل أَبين وأَوضح.وقد هُدِيَ فاهْتَدَى. الزجاج في قوله تعالى:"قُلِ اللهُ يَهْدِي للحقِّ" يقال:هَدَيْتُ للحَقِّ وهَدَيْت إِلى الحق بمعنًى واحد لأَنَّ هَدَيْت يَتَعدَّى إِلى المَهْدِيّين والحقُّ يَتَعَدَّى بحرف جر.المعنى:قل الله يهدي مَن يشاء للحق.وفي الحديث: "سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِين المَهْدِيّينَ".]اهـ
- المهدي في الاصطلاح :
- قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر(5/577):[المَهْدِيّ : الذي قَدْ هَداه اللَّه إلى الحَقّ. وقد اسْتُعْمِل في الأسماء حتى صار كالأسْماء الغالِبَة . وبه سُمِّي المَهْديُّ الذي بَشَّر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه يَجيء في آخِر الزَّمان . ويُريد بالخُلَفاء المَهْديِّين أبا بكر وعُمَر وعثمان وعليّاً رضي اللَّه عنهم وإن كان عامّاً في كُلّ من سارَ سَيرَتَهُم.]اهـ
- وقال ابن منظور في لسان العرب (15 / 353):[المَهْدِيُّ :الذي قد هَداه الله إِلى الحق وقد اسْتُعْمِل في الأَسماء حتى صار كالأَسماء الغالبة.وبه سُمي المهْدِيُّ الذي بَشَّر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنه يجيء في آخر الزمان. ويريد بالخلفاء المهديين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً رضوان الله عليهم،وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم.]اهـ
- وقال ابن خلدون في مقدمته (1/171) – وذلك على الرغم من تخبطه في هذه المسألة كما سيأتي –:[اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الاعصار إنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولى على الممالك الاسلامية ويسمى المهدي ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وإن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته]اهـ
- ذكر الإمام المهدي في العهد القديم :
- قد ورد في سفر أشعيا – أحد أسفار العهد القديم – ( 11 /1 : 11) في معرض الحديث عن وقائع وأخبار آخر الزمان:[ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب ، روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة ، روح المعرفة ومخافة الرب ، ولذته تكون فى مخافة الرب ، فلا يقضى بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه ، بل يقضى بالعدل للمساكين ، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ، ويضرب الأرض بقضيب فمه ، ويميت المنافق بنفخة شفتيه ، ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه،فيسكن الذئب مع الخروف ، ويربض النمر مع الجدى ، والعجل والشبل والمسمن معاً؛ وصبى صغير يسوقها ، والبقرة والدبة ترعيان ، تربض أولادهما معاً ، والأسد كالبقر يأكل تبناً ، ويلعب الرضيع على سرب الصل ، ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان ، لأن الأرض تمتلىء من معرفة الرب ، كما تغطي المياه البحر ، ويكون فى ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ، ويكون محله مجداً]اهـ
هذه النبوءة تحدثنا عن خروج مُخَلِص من نسل [يسى] ، وأعتقد – والله أعلى وأعلم – أن كلمة [يسى] هذه يراد بها ما يلي :
- أولاً: إما أن تكون تحريفاً لكلمة [يس] – وهو اسم من أسماء مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – وذلك للآتي :
- فهذه الأوصاف الواردة في النبوءة تنطبق على ماورد في الأحاديث الشريفة من وصف لزمن الإمام المهدي وخصوصاً بعد نزول روح الله عيسى عليه السلام .
- من المعلوم أن التحريف قد طال كتب الأمم السابقة فلا يبعد أن يكون قد وقع هذا التحريف الذي أشير إليه في الإسم ، وبقية النبوءة مما لم يطله التحريف.
- ومما يعضد هذا الرأي أنني قد وجدت على بعض مواقع النصارى ترجمة لسفر أشعيا ولكن قد ذكرت كلمة [يس] صراحة بدلاً من [يسى] كما على الرابطين التاليين :
http://noral3alm.yoo7.com/t955-topic
يلاحظ أن الرابط التالي خاص بمنهج التربية الدينية المسيحية – في مصر – ثانية إعدادي ترم أول: الوحدة الأولي / أسس الإيمان.
http://www.shabab-abaskhieroon.com/vb/s ... php?t=3278
وعلى هذا تكون النبوءة واضحة وهي تشير إلى ظهور منقذ أو مُخَلِص في آخر الزمان من نسل [يس] – وهو سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – ، وهذا يتوافق مع الأحاديث الشريفة الصحيحة التي دلت على ذلك.
ثانياً : إما أن يكون المقصود من كلمة [يسى] – على افتراض أنه لم تطلها يد التحريف – أبو نبي الله داود عليه السلام – وفق تفسير أهل الكتاب فاسمه عندهم داود بن يسى– وفي هذه الحالة يكون المقصود بالمنقذ أو المخلص نبي الله عيسى عليه السلام – وفق تفسير النصارى لهذه النبوءة – .
وأرى – والله أعلى وأعلم – بأن هذا أيضاً يشير للإمام المهدي .
ذلك أن الوصف الوارد في هذه النبوءة متوافق مع ما صح من الأحاديث الشريفة في وصف زمن الإمام المهدي وقت نزول روح الله عيسى عليه السلام واجتماعهما معاً، فهنا يكون ذكر الإمام المهدي قد ورد ضمناً.
ولكن – ووفقاً لوجهة نظري – أميل لمسألة تحريف كلمة [يس] إلى [يسى] ، وذلك وفقاً لما تقدم ، ولأن النبوءة تتحدث عن خروج وبداية إنبات [ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب].
ومما لا خلاف فيه – حتى بيننا معشر المسلمين وبين النصارى – أن نبي الله عيسى عليه السلام قد خرج ونبت وأيده الله بروح القدس .كما يلاحظ أنه لم يحدث أي من هذه الأمور التي تشير لها النبوءة في ذلك الوقت – وقت الظهور الأول للمسيح عليه السلام – .
وأن ظهوره في آخر الزمان سيكون مجيئاً وليس بخروج ، فهو عليه السلام قد خرج وظهر ، والنبوءة تتحدث عن الموضوع في سياق المستقبل بصيغة المضارع.
وأكرر بان ظهور نبي الله عيسى في آخر الزمان سيكون مجيئاً وليس بخروج.
لذا – والله أعلى وأعلم – أميل إلى مسألة وقوع التحريف لما سبق وتقدم ، وأن كلمة[يسى] هي تحريف لكلمة [يس] وهو اسم من أسماء سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
- أشهر من أنكر مسألة الإمام المهدي – من الأحدث للأقدم –
1- المدعو محمد سليم العوا كما هو موجود على المقطع التالي على هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=vdo0pWPNANs
2- المدعو يوسف القرضاوي:
تظهر رؤيته لهذا الموضوع وإنكاره لظهور الإمام المهدي من هذا الجزء المنقول من محتوى الرابط التالي : - من موقع القرضاوي –
http://qaradawi.net/life/8/948-2011-10-10-13-56-57.html
[إن الموضوع الذي حرك هذه القضية كلها، ودفع إلى هذه الحركة الغريبة في مظهرها وفي جوهرها، هو: قضية (المهدي المنتظر) وهي قضية أخذت مساحة كبيرة من تفكير المسلمين، ولاسيما المتأخرين، ومن مجادلاتهم، سواء في علم الحديث أم في علم الكلام: هل هناك مهدي ينتظر أو لا؟ وإذا كان فمن هو؟ ومتى يظهر؟ وما علامته؟ وما اسمه ونسبه؟ وما وظيفته؟ وهل الأمة في حاجة إلى مثله بعد أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، وختم النبوة، وترك في الأمة ما إن تمسكت به لم تضل أبدا؟
قضية المهدي كلها، لا أصل لها في القرآن، ولم يتحدث عنها بالعبارة ولا بالإشارة، بل الذي أكده القرآن ما جاء في قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة:3] وهي من أواخر ما نزل من القرآن.
وقال تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40].
وقد أودع الله في هذا الدين ـ عقيدته وشريعته وقيمه ـ من عناصر الخلود والتجدد: ما يضمن بقاءه محفوظا متجددا، قادرا على مواجهة كل تطور، وكل جديد.
وقد تكفل الله بحفظ مصادر هذا الدين، فقال في حفظ القرآن: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] وقال: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت:42] .
وقرر الإمام الشاطبي: أن حفظ القرآن يستلزم حفظ السنة؛ لأنها مبينة للقرآن، وحفظ المبين يستلزم حفظ بيانه.
كما تكفل الله بحفظ هذه الأمة ـ أمة الإسلام ـ ماديا: بحفظها من الاستئصال، ومعنويا: بإبقاء طائفة منها تحافظ على وجودها الأدبي، وتحرس حدودها أن تستباح، وهم الذين يسميهم العلماء: (الطائفة المنصورة) التي صحت بها الأحاديث عن عدد من الصحابة: أنها لا تزال قائمة بالحق داعية إليه، حتى يأتي أمر الله، وهي ظاهرة على ذلك.
ويدخل في هذه الطائفة (المجددون) الذين يبعثهم الله على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة ليجددوا لها دينها، كما روى ذلك أبو داود والحاكم وغيرهما، وصححه عدد من الأئمة.
وقد يكون هذا المجدد فردا، وقد يكون جماعة أو مدرسة، المهم هو تجديد الدين من داخله، وبآلياته الذاتية، وهذا هو التجديد الحقيقي. وإذا كان القرآن لم يذكر المهدي المنتظر لا بالعبارة ولا بالإشارة، فكذلك الصحيحان (صحيح البخاري وصحيح مسلم): لم يذكرا المهدي هذا كذلك، إلا ما قيل في حديث: "يأتي في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثيا، ولا يعده عدا".
وهذا ليس فيه ما يدل على دعوى المهدي، كل ما فيه: أن خليفة سيأتي يتحقق في زمنه الرخاء والغنى، بحيث يدفع المال إلى الناس بغير عد.
وربما يقول بعض الناس: إن صاحبي الصحيحين: (البخاري ومسلم) لم يقصدا أن يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما، كما هو معلوم لعلماء هذا الشأن.
ولكن يجب أن يضاف هنا: أنهما حرصا على أن لا يدعا بابا مهما من أبواب العلم إلا وذكرا فيه حديثا، ولو واحدا. فكيف بموضوع مثل هذا قامت على أساسه معتقدات، وحدثت مجادلات، كيف يكون عندهما حديث أو أكثر على شرطهما أو شرط أحدهما ولا يخرجاه أو واحد منهما؟!
ثم إن البحث في الأحاديث المروية في هذا الشأن ـ في ضوء موازين الجرح والتعديل، والتوثيق والتضعيف ـ يبين لنا أن هذه الأحاديث كلها لا تبلغ درجة الصحة التي يجب أن تتوافر ليحتج بها في قضية مهمة كهذه.
وقد تعرض العلامة ابن خلدون في مقدمته، لقضية المهدي، وما ورد فيها من أحاديث ضعفها كلها، ولم يجد دليلا معتبرا يستند إليه في الاعتقاد بظهور المهدي.
وقد رد العلامة الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ على ابن خلدون ـ في تخريجه لمسند أحمد ـ وقال: إنه ليس من أهل هذا الشأن.
وأقول: إن شيخنا أحمد شاكر لم ينصف ابن خلدون، فإنه حين نقد أحاديث المهدي: نقدها على طريقة المحدثين، مستخدما موازين الجرح والتعديل التي وضعها الأئمة، ولم يعتمد على مجرد المنطق العقلي.
وفي المؤتمر العالمي الثالث الذي انعقد في قطر للسنة والسيرة: ألقى العلامة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود، قاضي قضاة قطر، بحثا قويا، عنوانه: (لا مهدي ينتظر بعد محمد خير البشر)، رد فيها كل ما استند إليه القائلون بوجوب ظهور المهدي. وكان له ضجة في المؤتمر. وقد ذكرنا ذلك من قبل. وكان الشيخ رحمه الله ببحثه هذا، يرد على الذين احتلوا الحرم، بناء على هذه الفكرة عندهم.
وأذكر أن المحدّث المعروف الشيخ ناصر الدين الألباني، زار بعده دولة قطر، وطلب أن يلقى الشيخ ابن محمود، ليناقشه في قضية المهدي، كما طلب أن أحضر معه والشيخ الغزالي والشيخ الأنصاري رحمهم الله، وكان الألباني مقتنعا في قرارة نفسه، أنه قادر على أن يرد ابن محمود عن مقالته. وقد حضرنا وسمعنا ما قاله الألباني، وما رد به ابن محمود، وانصرفنا، وظل يتمسك برأيه. ولم نر فيما ذكره الألباني أدلة قاطعة تجبر ابن محمود على التسليم، بل كلها يتطرق إليها الاحتمال. وقد قال علماؤنا: إن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.]اهـ
3- المدعو حسن البنا – مؤسس ما يعرف بجماعة الإخوان المسلمين –
قال حسن البنا في كتاب :"حديث الثلاثاء للإمام حسن البنا من إعداد احمد عيسى عاشور" صـ 97 :[ثم إننا نجد أن الأهواء السياسية جاءت تصف المهدي المنتظر فتضع له أحاديث مثل"خليفة الله في أرضه المهدي"لأن الخليفة كان حينئذ (المهدي العباسي)فهذا من قبيل الدعاية السياسية,ولذلك فمن حسن الحظ لم نر في السنة الصحيحة ما يثبت دعوى المهدي,وإنما أحاديثه تدور بين الضعف والوضع]اهـ
4- أحمد أمين – صاحب كتاب ضحى الإسلام – :
قال في كتابه هذا (3 /238):[وزاد القول بالمهدي وانتشر خاصة بين الشيعة ووضعت فيه الأحاديث المختلفة ولم يرو البخاري ومسلم شيئاً من أحاديث المهدي مما يدل على عدم صحتها عندهما. وإنما ذكرها الترمذي وأبو داود وابن ماجة وغيرهم من مثل ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي". ومثل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً.]اهـ
وقال أيضاً في نفس الكتاب (3 / 241):[وفكرة المهدي هذه لها أسباب سياسية واجتماعية ودينية ففي نظري إنها نبعت من الشيعة وكانوا هم البادئين باختراعها وذلك بعد خروج الخلافة من أيديهم وانتقالها إلى معاوية وقتل علي وتسليم الحسن لأمر معاوية.]اهـ
وقال أيضاً في نفس المرجع السابق(3 / 243):[واستغل هؤلاء القادة المهرة أفكار الجمهور الساذجة المتحمسة للدين والدعوة الإسلامية فأتوهم من هذه الناحية الطيبة الطاهرة ووضعوا الأحاديث يروونها عن رسول الله في ذلك وأحكموا أسانيدها وأذاعوها من طرق مختلفة، فصدقها الجمهور الطيب لبساطته وسكت رجال الشيعة لأنها في مصلحتهم وسكت الأمويون لأنهم قلدوها في سفيانيهم وسكت العباسيون لأنهم حولوها إلى منفعتهم وهكذا كانت مؤامرة شنيعة أفسدوا بها عقول الناس.]اهـ
5- المدعو محمد رشيد رضا :
- قال في مجلته المنار(7/ 138):[وجملة القول أننا لا نعتقد بهذا المهدي المنتظر، ونقول بضرر الاعتقاد به ,ولو ظهر ونحن له منكرون لما ضره ذلك إذا كان مؤيدًا بالخوارق كما يقولون.]اهـ
- وقال في تفسيره المعروف بالمنار(9 / 416) : (التَّعَارُضُ وَالْإِشْكَالَاتُ فِي أَحَادِيثِ الْمَهْدِيِّ):وَأَمَّا التَّعَارُضُ فِي أَحَادِيثِ الْمَهْدِيِّ فَهُوَ أَقْوَى وَأَظْهَرُ ; وَالْجَمْعُ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ فِيهِ أَعْسَرُ ، وَالْمُنْكِرُونَ لَهَا أَكْثَرُ ، وَالشُّبْهَةُ فِيهَا أَظْهَرُ ; وَلِذَلِكَ لَمْ يَعْتَدَّ الشَّيْخَانِ بِشَيْءٍ مِنْ رِوَايَاتِهَا فِي صَحِيحَيْهِمَا . وَقَدْ كَانَتْ أَكْبَرَ مَثَارَاتِ الْفَسَادِ وَالْفِتَنِ فِي الشُّعُوبِ الْإِسْلَامِيَّةِ ; إِذْ تَصَدَّى كَثِيرٌ مِنْ مُحِبِّي الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ ، وَمِنْ أَدْعِيَاءِ الْوِلَايَةِ وَأَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ ، لِدَعْوَى الْمَهْدَوِيَّةِ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ ، وَتَأْيِيدِ دَعْوَاهُمْ بِالْقِتَالِ وَالْحَرْبِ ، وَبِالْبِدَعِ وَالْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى خَرَجَ أُلُوفُ الْأُلُوفِ عَنْ هِدَايَةِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ ، وَمَرَقَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ .وَقَدْ كَانَ مِنْ حَقِّ تَصْدِيقِ الْجَمَاهِيرِ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ بِخُرُوجِ مَهْدِيٍّ يُجَدِّدُ الْإِسْلَامَ وَيَنْشُرُ الْعَدْلَ فِي جَمِيعِ الْأَنَامِ أَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى الِاسْتِعْدَادِ لِظُهُورِهِ بِتَأْلِيفِ عُصْبَةٍ قَوِيَّةٍ تَنْهَضُ بِزَعَامَتِهِ ، وَتُسَاعِدُهُ عَلَى إِقَامَةِ أَرْكَانِ إِمَامَتِهِ ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا ، بَلْ تَرَكُوا مَا يَجِبُ لِحِمَايَةِ الْبَيْضَةِ وَحِفْظِ سُلْطَانِ الْمِلَّةِ بِجَمْعِ كَلِمَةِ الْأُمَّةِ ، وَبِإِعْدَادِ مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ حَوْلٍ وَقُوَّةٍ فَاتَّكَلُوا وَتَوَاكَلُوا ، وَتَنَازَعُوا وَتَخَاذَلُوا ، وَلَمْ يَعِظْهُمْ مَا نُزِعَ مَنْ مُلْكِهِمْ ، وَمَا سُلِبَ مِنْ مَجْدِهِمْ ، اتِّكَالًا عَلَى قُرْبِ الْمَهْدِيِّ ، كَأَنَّهُ هُوَ الْمُعِيدُ الْمُبْدِئُ ، فَهُوَ الَّذِي سَيَرُدُّ إِلَيْهِمْ مُلْكَهُمْ ، وَيُجَدِّدُ لَهُمْ مَجْدَهُمْ ، وَيُعِيدُ لَهُمْ عَدْلَ شَرْعِهِمْ ، وَيَنْتَقِمُ لَهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ ، وَلَكِنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِالْكَرَامَاتِ ، وَمَا يُؤَيَّدُ بِهِ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ لَا بِالْبَوَارِيدِ أَوِ الْبُنْدُقِيَّاتِ الصَّارِخَاتِ وَلَا بِالْمَدَافِعِ الصَّاخَّاتِ ، وَلَا بِالدَّبَّابَاتِ الْمُدَمِّرَاتِ ، وَلَا بِأَسَاطِيلِ الْبِحَارِالسَّابِحَاتِ وَالْغَوَّاصَاتِ وَلَا أَسَاطِيلِ الْمَنَاطِيدِ وَالطَّيَّارَاتِ ، وَلَا بِالْغَازَاتِ الْخَانِقَاتِ . وَقَدْ كَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَالْمُشْرِكِينَ سِجَالًا ، وَكَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَنْفِرُونَ مِنْهُ خِفَافًا وَثِقَالًا ، فَهَلْ يَكُونُ الْمَهْدِيُّ أَهْدَى مِنْهُ أَعْمَالًا وَأَحْسَنُ حَالًا وَمَآلًا ؟ كَلَّا .وَقَدْ جَاءَهُمُ النَّذِيرُ ، ابْنُ خَلْدُونَ الشَّهِيرُ ، فَصَاحَ فِيهِمْ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى سُنَنًا فِي الْأُمَمِ وَالدُّوَلِ وَالْعُمْرَانِ ، مُطَّرِدَةً فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ، كَمَا ثَبَتَ فِي مُصْحَفِ الْقُرْآنِ ، وَصُحُفِ الْأَكْوَانِ ، وَمِنْهَا أَنَّ الدُّوَلَ لَا تَقُومُ إِلَّا بِعَصَبِيَّةٍ ، وَأَنَّ الْأَعَاجِمَ قَدْ سَلَبُوا الْعَصَبِيَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْعِتْرَةَ النَّبَوِيَّةَ ، فَإِنْ صَحَّتْ أَخْبَارُ هَذَا الْمَهْدِيِّ فَلَنْ يَظْهَرَ إِلَّا بَعْدَ تَجْدِيدِ عَصَبِيَّةٍ هَاشِمِيَّةٍ عَلَوِيَّةٍ ، وَلَوْ سَمِعُوا وَعَقَلُوا ، لَسَعَوْا وَعَمِلُوا ، وَلَكَانَ اسْتِعْدَادُهُمْ لِظُهُورِ الْمَهْدِيِّ بِالِاهْتِدَاءِ بِسُنَنِ اللهِ تَعَالَى رَحْمَةً لَهُمْ ، تِجَاهَ مَا كَانَ فِي أَخْبَارِهِ مِنَ الْفِتَنِ وَالنِّقَمِ فِيهِمْ ، وَرُبَّمَا أَغْنَاهُمْ عَنْ بَعْضِ مَا يَرْجُونَ مِنْ زَعَامَتِهِ إِنْ لَمْ يُغْنِهِمْ عَنْهُ كُلَّهُ .كَانَتِ الْيَهُودُ اغْتَرَّتْ مِثْلنَا بِظَوَاهِرِ مَا فِي كُتُبِ أَنْبِيَائِهِمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ بِظُهُورِ مَسِيحٍ فِيهِمْ يُعِيدُ لَهُمْ مَا فَقَدُوا مِنْ مُلْكِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ، فَاتَّكَلُوا عَلَى مَا فَهِمَ أَحْبَارُهُمْ مِنْهَا بِمَحْضِ التَّقْلِيدِ الْأَصَمِّ الَّذِي لَا يَسْمَعُ ، الْأَعْمَى الَّذِي لَا يُبْصِرُ ، وَمَضَتِ الْقُرُونُ فِي إِثْرِ الْقُرُونِ وَهُمْ لَا يَزْدَادُونَ إِلَّا تَفَرُّقًا وَضَعْفًا ، فَلَمَّا عَرَفَتْ أَجْيَالُهُمُ الْأَخِيرَةُ سُنَنَ اللهِ تَعَالَى فِي الْعُمْرَانِ طَفِقُوا يَسْتَعِدُّونَ لِاسْتِعَادَةِ ذَلِكَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ ، بِالسَّعْيِ إِلَى إِنْشَاءِ وَطَنٍ يَهُودِيٍّ خَاصٍّ بِهِمْ يُقِيمُونَ فِيهِ قَوَاعِدَ الْعُمْرَانِ ، بِإِرْشَادِ الْعُلُومِ وَالْفُنُونِ الْعَصْرِيَّةِ ، الَّتِي يَتَعَلَّمُونَهَا بِمَا يُحْيُونَ مِنْ لُغَتِهِمُ الْعِبْرَانِيَّةِ ، وَقَدْ أَنْشَؤُوا لِذَلِكَ مَصْرَفًا مَالِيًّا خَاصًّا ، وَمَا زَالُوا يَجْمَعُونَ لِأَجْلِهِ الْإِعَانَاتِ بِالْأُلُوفِ وَأُلُوفِ الْأُلُوفِ مِنَ الدَّنَانِيرِ ، حَتَّى إِنَّهُمُ اسْتَمَالُوا لِمُسَاعَدَتِهِمْ فِي هَذَا الْعَهْدِ ، أَقْوَى دُوَلِ الْأَرْضِ .هَذَا - وَالْمُسْلِمُونَ لَا يَزَالُونَ يَتَّكِلُونَ عَلَى ظُهُورِ الْمَهْدِيِّ ، وَيَزْعُمُ دَهْمَاؤُهُمْ أَنَّهُ سَيَنْقُضُ لَهُمْ سُنَنَ اللهِ تَعَالَى أَوْ يُبَدِّلُهَا تَبْدِيلًا ، وَهُمْ يَتْلُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى : فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا (35 : 43) فَإِذَا كَانَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ آيَاتٌ ، وَكَانَ زَمَنُهَا زَمَنَ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ ، فَهَلْ يَضُرُّهُمْ أَنْ تَأْتِيَهُمْ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَإِقَامَةٍ لِشَرْعِهِمْ وَعِزَّةٍ وَسُلْطَانٍ فِي أَرْضِهِمْ ؟ .عَلَى أَنَّهُمْ أَنْشَؤُوا فِي الْعُصُورِ الْأُولَى عَصَبِيَّاتٍ لِأَجْلِ الْمَهْدِيِّ ، وَلَكِنَّهَا جَاهِلِيَّةٌ بَلْ أَنْشَؤُوا الْمَهْدِيَّ الْمُتَنَظَرَ (عَجَّ) نَفْسَهُ لِأَجْلِ تِلْكَ الْعَصَبِيَّاتِ الْمَجُوسِيَّةِ ، الَّتِي كَانَتْ تَسْعَى لِإِزَالَةِ مُلْكِ الْأُمَّةِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَإِفْسَادِ دِينِهِمُ الَّذِي أَعْطَاهُمُ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ ، وَلِأَجْلِ ذَلِكَ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ فِي اسْمِ الْمَهْدِيِّ وَنَسَبِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَعْمَالِهِ ، وَكَانَ لِكَعْبِ الْأَحْبَارِ جَوْلَةٌ وَاسِعَةٌ فِي تَلْفِيقِ تِلْكَ الْأَخْبَارِ]اهـ
- وقال في نفس المرجع (10/ 342):[وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَقُولُ : إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْبِشَارَاتِ لَا يَتِمُّ إِلَّا فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ ظُهُورِ الْمَهْدِيِّ ، وَمَا يَتْلُوهُ مِنْ نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ السَّمَاءِ وَإِقَامَتِهِ
لِدِينِ الْإِسْلَامِ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَإِظْهَارِهِ بِالْحُكْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ ، خِلَافًا لِمَا يَتَوَقَّعُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى عَلَى اخْتِلَافِهِمَا فِي صِفَتِهِ ، وَقَدْ كَانَ شُيُوعُ هَذَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَسْبَابِ تَقَاعُدِهِمْ عَمَّا أَوْجَبَهُ اللهُ تَعَالَى فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ إِعْلَاءِ دِينِهِ ، وَإِقَامَةِ حُجَّتِهِ وَحِمَايَةِ دَعْوَتِهِ ، وَتَنْفِيذِ شَرِيعَتِهِ وَتَعْزِيزِ سُلْطَتِهِ اتِّكَالًا عَلَى أُمُورٍ غَيْبِيَّةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ لَا تُسْقِطُ عَنْهُمْ فَرِيضَةً حَاضِرَةً ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْكَلَامِ عَلَى أَشْرَاطِ السَّاعَةِ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْأَعْرَافِ أَنَّ أَحَادِيثَ الْمَهْدِيِّ لَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَأَنَّهَا مَعَ ذَلِكَ مُتَعَارِضَةٌ مُتَدَافِعَةٌ ، وَأَنَّ مَصْدَرَهَا نَزْعَةٌ سِيَاسِيَّةٌ شِيعِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ ، وَلِلشِّيعَةِ فِيهَا خُرَافَاتٌ مُخَالِفَةٌ لِأُصُولِ الدِّينِ لَا نَسْتَحْسِنُ نَشْرَهَا فِي هَذَا التَّفْسِيرِ.]اهـ
6- عبد الرحمن بن خلدون – وأرى والله أعلى وأعلم أنه متخبط في هذه المسألة أكثر منه مُنكِراً – :
- قال في مقدمته (1/177، 178):[فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان. هي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه.]اهـ
- وقال أيضاً في نفس الكتاب (1/181) :[ وما أورده أهل الحديث من أخبار المهدي قد استوفينا جميعه بمبلغ طاقتنا. والحق الذي ينبغي أن يتقرر لديك أنه لا تتم دعوة من الدين والملك إلا بوجود شوكة عصبية تظهره وتدافع عنه من يدفعه حتى يتم أمر الله فيه. وقد قررنا ذلك من قبل بالبراهين القطعية التي أريناك هناك. وعصبية الفاطميين بل وقريش أجمع قد تلاشت من جميع الأفاق، ووجد أمم آخرون قد استعلت عصبيتهم على عصبية قريش، إلا ما بقي بالحجاز في مكة وينبع بالمدينة من الطالبيين من بني حسن وبني حسين وبني جعفر، منتشرون في تلك البلاد وغالبون عليها، وهم عصائب بدوية متفرقون في مواطنهم وإمارتهم وآرائهم يبلغون آلافاً من الكثرة. فإن صح ظهور هذا المهدي فلا وجه لظهور دعوته إلا بأن يكون منهم، ويؤلف الله بين قلوبهم في اتباعه حتى تتم له شوكة وعصبية وافية بإظهار كلمته وحمل الناس عليها. وأما على غير هذا الوجه، مثل أن يدعو فاطمي منهم إلى مثل هذا الأمر في أفق من الأفاق ثمن غير عصبية ولا شوكة إلا مجرد نسبة في أهل البيت، فلا يتم ذلك، ولا يمكن، لما أسلفناه من البراهين الصحيحة.]اهـ
7- الشاطبي صاحب كتاب : الاعتصام – وهو غير الإمام الشاطبي الإمام المشهور في علم القراءات – .
- قال في كتابه : [الاعتصام(1/ 387)]:-في معرض كلامه عن ابن تومرت- [وكذب ، فالمهدي عيسى عليه السلام.]اهـ
يتبع إن شاء الله .