للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلتميز المسلم من دروس عاشوراء 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5811 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 41 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 41 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    تميز المسلم من دروس عاشوراء Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     تميز المسلم من دروس عاشوراء

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    مريم
    زائر
    Anonymous



    تميز المسلم من دروس عاشوراء Empty
    27112011
    مُساهمةتميز المسلم من دروس عاشوراء

    الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده، نستعين به، نستهديه، نسترشده، نتوب إليه، نتوكّل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيّه وخليله، خيرُ نبيّ اجتباه وهدىً ورحمة للعالمين أرسله، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه ورضي عن خلفائه الراشدين سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن بقية العشرة المبشرين بالجنة وعن سبطيه الشهيدين الحسن والحسين وعن أمهما فاطمة الزهرا وجدتهما خديجة الكبرى وعن عائشة أم المؤمنين وعن جميع الآل والصحابة والأهل والأزواج والقرابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد أيها الإخوة المؤمنون: كان العرب يصومون يوم عاشوراء وكان النبي عليه الصلاة والسلام يوافقهم في ذلك غيرَ أنه ما كان يعرف سبب صيام هذا اليوم
    هاجر النبيّ عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة فرأى أهل المدينة من اليهود يصومون عاشوراء، واليهود أهل كتاب عندهم علمٌ لا يوجد عند العرب، فسألهم عن صيام هذا اليوم فقالوا: هو يوم صالح فيه نجّى الله موسى من الغرق وأغرق فرعون وشيعته، فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أولى بموسى منكم، فصامه وأمر الناس بصيامه
    صار صيام عاشوراء في تلك السنة فرضًا على المسلمين رجالا ونساء ولم يكن صوم رمضان قد فرِض؛ حدث هذا في السنة الأولى للهجرة وصوم رمضان فرض في السنة الثانية للهجرة، فلما أنزل صوم رمضان نسخ فرض صيام عاشوراء وصار صيام عاشوراء سنة مؤكذة، بيّن النبي عليه الصلاة والسلام ثوابَها في قوله: (إني لأحتسب على الله أن يكفّر السنة الماضية) يكفّر ذنوب سنة ماضية من الصغائر
    أرسل النبي عليه الصلاة والسلام بعض أصحابه رسلا إلى أطراف المدينة في ذاك اليوم، يوم عاشوراء، يعلنون فرض صيام هذا اليوم فجعلوا ينادون ويسمعون الناس: من أصبح منكم صائما فليتمّ صومه ومن أصبح منكم مفطرا فليصُم
    فمن أصبح صائما صحّ صيامه وأتمّ الصيام ومن أصبح مفطرا أمسك بقية يومه منذ أن سمع النداء فكانوا يصومونه ويصوّمونه صبيانهم كما جاء في الحديث، وربما بكى الطفل الصبي لجوعه وطلبه للطعام فيعطونه اللعبة من العهن أي من الصوف يلهو بها إلى أن تغرب الشمس ويحين وقت الإفطار
    بعد أن صام النبي عليه الصلاة والسلام وأمر الناس بصيامه وانقضى ذلك اليوم بيّن النبيّ عليه الصلاة والسلام لفتةً مهمّة تُعَدُّ أساسًا عظيمًا من أسس الشخصية الإسلامية فقال صلى الله عليه وسلم: (لئن أحياني الله إلى قابل لأصومنّ التاسع والعاشر) لئن أحياني الله إلى قابل، إلى السنة القادمة، لأصومنّ التاسع والعاشر؛ وهاهنا حديثنا اليوم أيها الأحبة، لماذا أراد النبيّ عليه الصلاة والسلام أن يخالف ذلك الصوم المألوف المعهود عند العرب واليهود ويزيدَ يومًا هو التاسع؟ لماذا أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يتميّز ويتميز أصحابه عن عبادة تشبه عبادة اليهود والعرب؟ هاهنا موضع حديثنا أيها الأحبة، الشخصية الإسلامية المتميزة، الشخصية الإسلامية التي ليست نسخةً طبق الأصل عن أية شخصية أخرى بل وليست نسخةً معدّلة عن أية شخصية أخرى إنما هي شخصية لا تشبه شخصيّة أخرى ولا تشبهها شخصية أخرى، إنها شخصية فيها من مقوّمات التكامل، من مقومات الكمال، ما لا يمكن وجوده عند أية أمة أخرى وعند أي إنسان آخر
    لقد أراد النبي عليه الصلاة والسلام، أراد الله جلّ وعلا ومثّل إرادتَه بكتابه وسنّة نبيه عليه الصلاة والسلام، أن تكون هذه الأمة قدوة لا تابعة، أراد أن تكون هذه الأمة مثالا يحتذى لا إمّعة تتبع الأمم شرقا وغربا وتأخذ من هنا وتستقي من هناك أسس بنائها بل إنها أمةٌ أنزل مخطط بنائها من السماء ولا حاجة بها إلى أن تستعير مخططات من هاهنا وهناك ولا حاجة بها لأن تقلد أمما سالفة وأمما ستأتي لأنها أمة وصفها الله جل وعلا بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} فكيف تكون خيرُ أمة أخرجت للناس تابعةً لأمة أخرى من سائر الأمم؟!
    لقد أراد الله جل وعلا لهذه الأمة أن تكون متميزة، متميزة بكل تفاصيل بنائها، أمة تصلح لأن تكون المثال التاريخيّ الأوحد الذي يستحقّ أن يقتدى به في كلّ شيء
    الأمم الأرضيّة -أيها الأحبة- قد تتميز وقد تكون لها حضارات وقد تصلح لأن تكون قدوة ولكن في مجال أو اثنين أو ثلاثة
    قد تصلح أمة من الأمم لأن تكون مثالا يحتذى في المدنية المادية، قد تصلح أمة من الأمم لأن تكون مثالا يحتذى في نظافة الشوارع، قد تصلح أمة من الأمم لأن تكون مثالا يحتذى في التقدم العلمي والتقْني، قد تصلح أمة من الأمم لأن تكون مثالا يحتذى في الخلُق الحسن وطيبة قلوب أهلها، قد تصلح أمة من الأمم لأن تكون مثالا يحتذى في التكافل والتعاضد بين أفراد مجتمعها، قد تصلح أمة من الأمم لأن تكون مثالا يحتذى في التفكير المنطقي الذي يتبعه أبناؤها؛ ولكن أن تكون أمةٌ من الأمم مثالا يحتذى في كل ذلك وفي غيره، أن تكون مثالا يحتذى في كل تفاصيل الحياة وأن تمتلك المخطط الكامل لبناء الإنسان الكامل في المجتمع الكامل فهذا موجود حصرًا في أمة النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام، هي وحدها تمتلك الخريطة الكاملة لسعادة الإنسانية، هي وحدها تمتلك المخطط الكامل للتكامل الإنساني، هي وحدها تصلح لأن تكون قدوة للأمم الأخرى في كل شيء؛ أمة مثل هذه كيف تقتدي بأمة أخرى؟ أمةٌ مثل هذه كيف تستقي أسباب عزها وأسباب تقدّمها من أمة أخرى وهي خير أمة أخرجت للناس في كل التفاصيل وليس في جانب دون آخر؟
    {كنتم خير أمة أخرجت للناس} لم يقل: في أخلاقكم فحسب ولم يقل: في عقيدتكم فحسب ولم يقل: في تقدمكم العلمي فحسب، بل أنتم خير أمة أخرجت للناس على الإطلاق في كل شيء على الإطلاق، أنتم خير أمة أخرجت للناس تصلحون لأن تكونوا قدوة تُتبَع لو أنكم قمتم بهذا الدين، قدوةً تتبَع في دينكم وفي أخلاقكم وفي حياتكم وفي علاقاتكم الاجتماعية وفي تهذيب نفوسكم وفي تقدمكم العلمي وفي كل شيء سوى ذلك؛ من هنا أقرّ الإسلام أمورا عديدة لتميُّز المسلم لأنه يعتبَر وارث النبوّات والرسالات والممثّل الأصلح للحضارة الإنسانية الكاملة لذا ينبغي أن يتميز ولذا ينبغي أن تكون له شخصيته الفذّة ولذا لا ينبغي أن يكون إمّعة مقلّدا لشرقي أو غربي أو شمالي أو جنوبي، لا بد من أن يتميز.
    حرص الإسلام على تمييز المسلم بعباداته وبعاداته، تميز المسلم في شرع الله تعالى في كل شيء؛ عباداتنا كثيرٌ منها شرِعت من أجل المخالفة، شُرعت من أجل التميّز، لم تكن عباداتنا نسخةً لا طبق الأصل ولا معدّلةً عن عبادات شريعة أخرى بل على العكس، نجد النبيّ عليه الصلاة والسلام يشدّد على التميّز في مواقف كثيرة فيقول صلى الله عليه وسلم: (إنّ اليهود والنصارى لا يصلون في نعالهم فخالفوهم) فأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يصليَ المسلم بنعليه، لا حرج في ذلك، لأن اليهود والنصارى لا يصلّون إلا بعد خلع نعالهم، ففي مسجد النبي عليه الصلاة والسلام حيث لم تكن هناك بسُطٌ وسجاجيد كما الآن بل كان التراب والرمل والحصى كان المسلمون يدخلون بنعالهم ويصلون بنعالهم، يومًا ما كان المسلمون يصلون وأثناء الصلاة خلع النبي عليه الصلاة والسلام نعله فخلع الصحابة نعالَهم وهم في الصلاة وبعد أن فرغ النبي عليه الصلاة والسلام من الصلاة التفت فرآهم جميعًا قد خلعوا نعالهم، قال: لم فعلتم ذلك؟ قالوا: يا رسول الله رأيناك نزعت فنزعنا، قال: (أما أنا فقد جاءني جبريل وأنا في الصلاة وأخبرني أنّ في نعلي نجاسة)، صار علي أن أنزع نعلي، وأما أنتم فما الذي حملكم على ذلك؟
    إذًا الأصل أن يصليَ المسلم بنعله ويجوز أن يصلي بغير نعل، شُرِع هذا الحكم من باب المخالفة (إنّ اليهود والنصارى لا يصلون في نعالهم فخالفوهم)
    شرعت لنا المخالفة، شرع لنا التميز في عاداتنا، في مظهرنا، في كل تفاصيل حياتنا
    المظهر على سبيل المثال، أمرنا باللحية من باب المخالفة فقال عليه الصلاة والسلام: (خالفوا المشركين، وفّروا اللّحى وأحفوا الشوارب) وفي حديث آخر: (أحفُوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المجوس)
    قبلتُنا كانت مظهرا عظيمًا لتميزنا، لم نصلّ إلى قبلة اليهود ولا إلى قبلة النصارى فما هي إلا شهورٌ معدودة حتى حوّلت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام لتكون قبلةَ المسلمين الخاصة وليكونوا هم قدوة للأمم ولا يتشبّهوا بأحد آخر
    التميّز ظاهر في تفاصيل كثيرة في شريعتنا أيها الأحبة، المسلم متميّز، قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحضُّه على التميّز: (أحسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة بين الناس) تميّزوا يا مسلمون، تميّزوا حتى بمظهركم لتكونوا رمزا للجمال، رمزًا للأناقة، رمزًا للنظافة (أحسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة بين الناس) إذا كان هذا في المظهر فمن باب أولى أن يكون هذا في العبادات وفي العقائد وفي طريقة التفكير.
    أين نحن اليومَ -أيها الأحبة- من هذا التميّز؟ (لئن أحياني الله إلى قابل لأصومنّ التاسعَ والعاشر) اليهود يصومون العاشرَ فقط، أريد أن أفعل شيئا مختلفا عنهم سأصوم مع العاشر يوما آخر، يوما قبله أو يوما بعده، لا ينبغي أن يكون عملي نسخة من عمل اليهود
    نحن لا نصوم العاشرَ الآن لأنّ اليهود صاموه؛ لا، شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى فالله جلّ وعلا هو الذي شرعه ونحن ملزَمون بالأخذ بهذا الشرع بغضّ النظر عن سبب التشريع، إنما نحن الآن لا نتكلم عن الحُكم، نتكلم عن الحكمة.
    الحكم: صيام عاشوراء سنة مؤكدة لأنّ النبي صلى الله عليه وسلّم صامه
    الحكمة: رسول الله صلى الله عليه وسلّم صامه وصام يوما معه، أو قال سيصوم يوما معه من باب المخالفة
    أين نحن اليومَ -أيها الإخوة- من هذا التميّز؟
    اليوم غلب على كثير من المسلمين الانسياق وراء غير المسلمين في كل شيء، وظهر فريق آخر منغلق فهم التميز فهما مغلوطا فلم ينتفع من غير المسلمين بشيء، والصواب ضائع بين الاثنين، الحق ليس واضحا بين هذين الفريقين
    الفريق الأول أيها الأحبة هو الذي تريد أعداد أتباعه يوما إثر يوم، الفريق الذي عدل عن الإسلام كطريقة تفكير، عدل عن الإسلام كعقيدة وروح وحضارة وحياة وصار يستقي طريقةَ تفكيره من الغرب ويقولبها في قالب إسلامي ليقنع نفسه ويقنع الآخرين أنه مسلمٌ ولكنّه متحضّر فهم الإسلام فهما صحيحا، فهما منطقيا؛ ولكنّ هذا الفهم قد مسخ الإسلام في حقيقة الأمر وقد أنقص كثيرا كثيرا من تفاصيل الإسلام وشوّه روح الإسلام، وإذا استمرّ هذا الأمر ففي بضعة أجيال لن يبقى من الإسلام إلا اسمه، إذا كل جيل عدّل بعض التعيلات في الإسلام تحت عنوان التفاعل مع الغرب والشرق فلن يبقى من الإسلام إلا اسمه في أجيال معدودة، تعديلاتٌ ثم تعديلات، الإسلام الذي وصل إلينا صرفا من ألف وأربع مئة عام سندمّره في أقلّ من مئة عام إن نحن مشينا في هذا الطريق، طريقِ الاستغراب في فهم الإسلام
    أيها الأحبة: شبابُنا اليوم أخذوا الإسلام ميراثا من الآباء والأجداد ولكنّهم أدخلوا عليه تعديلات لأنهم أرادوا أن يُجروا تعايشًا في دواخلهم سلميا بين الغرب الذي يقدّسونه والإسلام الذي ورثوه فهم لا يريدون أن يتركوا الإسلام جملة وتفصيلا، لا، هم يحبون أن يحافظوا على ميراث الآباء والأجداد وفي الوقت نفسه هم ليسوا مستعدين لترك ميراث الغرب، هذا الميراثِ الضخم من العلم والتقنيّة والحضارة الزائفة فلذلك قرروا أن يجروا تزاوجا في داخلهم ما بين الإسلام والغرب فخرجوا بمزيج ممسوخ مِن إسلام ليس كالإسلام ومِن عقيدة لا تشبه عقيدة الإسلام ومن طريقة تفكير لا تمتّ إلى فطرة الإسلام بصلة، وظنوا أنهم قد طوّرو وجددوا
    لا والله لقد هدّموا ومسخوا الإسلام الذي قال فيه النبيّ عليه الصلاة والسلام: (تركتكم على المحجّة البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)
    ماذا في الغرب يُقتفى أثرُه وماذا فيه ينبغي أن يُجتنَب؟ لعلنا نفتقر إلى الشمولية لذلك نركّز على ما تحبه نفوسنا وتهواه فنرى الإيجابيات القليلة التي في الغرب ونضخّمها ونكثر من الكلام عنها ونغفل عن الكثير الكثير من السلبيات التي بدأت بلاد الغرب تصلى بنارها وتكون أول المتضررين بها
    ماذا في الغرب أيها الإخوة؟ في الغرب نظام، في الغرب علم، في الغرب تقنيّة، في الغرب التزام بالمواعيد، في الغرب منطقيّة في التفكير، في الغرب نظافة في الشوارع، في الغرب حريّة في التعبير، في الغرب حريّة في السلوك والتصرّف والاعتقاد، كل هذا في الغرب ولكن هل يوجد غير هذا في الغرب؟!
    شبابنا يقولون: كلُّ هذا في الغرب! وأنا أقول: لا يوجد غيرُ هذا في الغرب!
    عبارتان تفيدان النتيجة نفسها ولكن بأسلوب مختلف؛ شبابنا يرون هذه ولا يرون غيرها من السلبيات القاتلة، وأنا أرى هذه بعين منصفة ولكن أرى غيرَها كثيرا كثيرا مما لا يبقى في مقابله شيء من الإيجابيات
    في الغرب نظام، في الغرب نظافة، في الغرب تقنيّة، في الغرب التزام بالمواعيد، في الغرب منطقيّة في التفكير، لن أناقش هذه الأمور لأنّ الإنسان الذي يعرف الغرب لا يغترّ بكل هذه الأشياء غير أنّ صاحب الوهم يرى هذه الأشياء أهمّ شيء في الحياة ويقول: وهل هذه الأشياء قليلة؟ نقول: لا، هي ليست قليلة ولكنّها لا تساوي شيئا على الإطلاق إذا قورنت بالسلبيات القاتلة وبالسوس الذي ينخر أسس المجتمع الغربي.
    في الغرب -أيها الأحبة- كل إيجابية وراءها سلبية عظيمة أكبر منها؛ الحريّة التي يتكلّمون عنها هي في حقيقة الأمر زائفة لوجهين، أما الوجه الأول: هي حرية وراءها التحلل ووراءها عدم الانضباط بقاعدة ثابتة، الحرية عندهم تترك المجال لمن شاء أن يكون ملحدا ولمن شاء أن يكون فاجرا عاهرا ولمن شاء أن يفعل أقبح الأمور ويعتقد أقبح المعتقدات ويدمّر المجتمع، حرية الغرب تتيح له ذلك؛ حرية الغرب تمنع من تعدد الزوجات ولكن تبيح تعدد الصاحبات، أن يكون للإنسان ألف صاحبة، في كل يوم مع امرأة فالغرب حرّ يسمح له بذلك، ولكن أن يتزوج الإنسان زواجًا نظاميا شرعيا من أكثر من امرأة فالغرب لا يسمح له بذلك هذه هي حرية الغرب؛ حرية الغرب تقتضي أن يسبّ الإنسان الذات الإلهية ولا أحدَ يكلّمه في ذلك وأن يهاجم الإسلام في وسائل الإعلام ولا أحدَ ينتقده على ذلك ولكن إن تكلم كلمة واحد عن يهودي في أقصى شرق الأرض أو أقصى جنوبها فالغرب كلّه يتصدى له ويقول له: يا عدوّ الساميّة اذهب إلى بلدك، يا عدوّ الساميّة لا بد من أن نقضيَ عليك لأنك شرير تحارب الفضيلة وتحارب الخير وتحارب الحق الذي يتمثّل باليهود
    حرية الغرب -أيها الأحبة- زائفة لوجهين الأول أنها حرية تعني التحلل من القيم، التحلل من الفضائل، افعل ما تشاء وغيرك يفعل ما يشاء ولا أحد يتدخل مع أحد، والوجه الآخر أنها حرية تنتهي، تتوقف، عندما ترتطم بمخططات الصهيونية العالمية التي تحكم الغرب بدقّة وإحكام؛ فأية حرية هذه؟! أية حرية هذه التي ينخدع بها شبابنا الواهم، شبابنا الذي لم ينضج تفكيره ليفهم الأمور على حقيقتها؟
    كل إيجابية في الغرب تخبئ وراءها دمارا، تخبّئ وراءها ما يدمّر المجتمع من جذوره
    في الغرب نظافة، والنظافة -أيها الأحبة- أمرٌ فطريّ غيرَ أنه يحتاج إلى تقنين، إلى تنظيم؛ كلّ مجتمع في العالم إذا وجد نظامٌ يعلّمه النظافة يتعلّمها ولو فرِض النظام الغربي على مجتمعات الشرق لصارت نظيفة مثل الغرب، ولو فرض على المجتمعات الإسلامية لصارت نظيفةً أكثر من الغرب لوجود سببين: الدافع والرادع، أما الدافع فهذا ما نتميّز به ألا وهو الإيمان، الدين الذي يأمرنا بالنظافة ابتغاء الأجر والثواب وأما الرادع فهو حساب القانون الذي يوجد عند الغرب فلو وجد عندنا هذا القانون لصرنا خيرا منهم وأكثر نظافة منهم لاجتماع العاملَين
    الالتزام بالقوانين: هم ملتزمون بالقوانين لأنّ قوانينَهم ملزِمة، مجتمعٌ آخر لا يلتزم بالقوانين لأنّ القانون غيرُ ملزِم أي لأنه يستطيع أن يتفلّت من القانون والقانون لا يلاحقُه، فلو كان القانون ملزِما في أيّ مجتمع لالتزم الناس بهذا القانون ولو فرض هذا القانون في مجتمع مسلم لزاد التزامه لوجود الدافع الإيمانيّ الداخليّ
    الذين ينخدعون بالغرب لعلّهم لم يقرؤوا تاريخ الغرب ولم يتعرّفوا على التاريخ الأوروبيّ، تاريخِ الهمجيّة التي ولّدت هذه المدنيّة، أوروبا أين كانت من خمس مئة سنة فقط؟ كانت أوروبا تحت الأرض في أقبية الكنائس، كانت أوروبا بعيدة عن كلمة اسمها (حضارة)، اسمها (علم)، اسمها (نظام)، كانت أوروبا شرا من المغول وشرا بكثير من العرب أيام الجاهلية، قبائل الغال التي تحكم فرنسا، قبائل الجرمان التي تحكم ألمانيا، قبائل الأنجرس التي تحكم بريطانيا، قبائل الفايكنغ التي تحكم الدول الاسكندنافية، كانت رمزا من رموز الهمجية والتخلف والتطرف؛ أين كان الغرب أيام الحروب الصليبية التي ذبّحوا فيها ملايين المسلمين في بلادنا؟
    يا أيها الناس لا بدّ من دراسة تاريخ أية أمة لنفهم حقيقتها الراهنة إذا لم نفهم تاريخها فسوف نكون مخطئين في تقدير حقيقتها الراهنة، الغرب اليوم ليس منفصلا عن تاريخه أبدا، إنما كل حلقة من حلقات التاريخ امتداد لسلسلة طويلة متلاصقة الحلقات سبقتها، الغرب اليوم امتداد للغرب أمس من خمس مئة عام ومن ألف عام، الغربُ اليوم نسخةٌ مجمّلةٌ من الغرب أمس، نسخة خدّاعةٌ برّاقة لن يلبث أن يكشف عن قناعه وأن تظهر حقيقته السوداء النتنة، ولكن إن اتبعته اليوم وجعلتَه قدوتَك ونبراسك فعندما سيكشف الغرب عن قناعه قد لا تستطيع الرجوع إلى حضارتك لأنك صرت ابن الغرب وستدافع عن الغرب حتى الرّمق الأخير، وما أكثر المسلمين الذين رأيتهم كذلك، ذهبوا إلى الغرب وانصهروا في أتون الغرب فصاروا مسلمين في شكليات محدودة، غربيين في كل التفاصيل الأخرى في شخصياتهم، مسلمًا يصلّي، مسلمةً تتحجب، مسلمًا يقرأ القرآن، مسلمًا يحب الإسلام ولكن انظر إلى الجوانب الأخرى في شخصيته، انظر إلى طريقة تفكيره، انظر إلى محاكمته للأمور، انظر إلى فهمه لمفهوم الحضارة تجده غربيا، لقد انصهر في أتُون الغرب ثم جاء يدافع عن الغرب ويدعو إلى إسلامٍ غربيّ أو استغرابٍ إسلاميّ وكأنه صار بوقا من أبواقهم يدعو إلى مدنيّاتهم أشدّ مما يدعو إلى الإسلام؛ نعرض عليه أخطاءَ واضحةً صارخةً من الغرب فيبدأ بالدفاع عنها ويقول: لا، الغرب ديمقراطية، الغرب حريّة، الغرب حضارة؛ نقول: فلماذا يفعلون كذا وكذا وكذا؟ فيخترع التبريرات.
    أحدُهم كان يكلّمني هكذا فقلت له: انظر إليّ يا أخي، إذا الغرب حاربني فهو معذور لأنّه عدونا، إذا الغرب فعل بنا كل ما يفعل فنحن نلتمس له العذزَ لأنه يعدّنا أعداءَه؛ ولكن أنت، أنت المسلم، أنت الذي تصلي، أن تتكلم بمنطق الغرب فإنّ هذه هي الهزيمة الكبرى لأنهم اخترقونا إلى لبّ حضارتنا، إلى الإنسان.
    اخترقوا اقتصادنا لا بأس، اخترقوا وطننا وأرضنا مصيبة ولكن ليست مصيبة نهائيّة، اخترقوا سياستنا، اخترقوا كلّ شيء لا بأس، ولكن أن يخترقوا الإنسان فهذه المصيبةُ العظمى، أن يصيرَ إنساننا يتكلّم بمنطقهم ويدافع عن أخطائهم ويبرّر لهم جرائمهم فهذه هي المصيبة العظمى.
    أيّها الأحبة: المسلمون الغربيون الذين دخلوا في الإسلام نحبّهم ونقدّرُهم كثيرًا ولكن أستغرب كثيرا مسلمين عربا من بلادنا صاروا يعدّون أولئك المسلمين الغربيين قدوةً لهم!
    هذا المسلم الغربي أيستطيع أن يفهم الإسلام أكثر مما يفهمه المسلم العربيّ الذي نشأ في بيئة مسلمة؟ لا، قد يطبّق بعضَ الأحكام أكثر مما يطبّقها أهل بلادنا، نعم، قد يلتزمون بالصلاة، بالحجاب، بأمور كثيرة، لحبّهم ولصدقهم، أكثر مما نلتزم نحن؛ ولكن أن يفهمَ الإسلام بدقّة وموضوعيّة أكثر مما نفهمه نحن في بلادنا فهذا مستبعَد، والدليل على ذلك أن النبيّ عليه الصلاة والسلام قد بيّن أن الإمامةَ، إمامة المسلمين العامّة، إلى آخر الزمان لا بدّ من أن تبقى في العرب [الأئمة من قريش ولو بقي منهم اثنان] ولا أدَلّ من هذا الحديث على أنّ قريشًا التي تمثّل العرب يفقهون الإسلام أكثر مما يفقهه غيرهم وإن قصّروا في تطبيقه.
    المسلمون الغربيون أيها الأحبة رأيت منهم كثيرين فماذا رأيت؟ رأيتُ أُناسًا صادقين مخلصين محبّين للإسلام محبّين للمسلمين ولكن ماذا رأيت أيضا؟ رأيت أيضا أناسا ترجموا الإسلام بمنطقهم الذي تعلّموه في غربهم، فهذا الذي يدعو إلى إسلام أقرب إلى الإسلام الشيوعي لأنّه نشأ نشأة شيوعية وسيطر عليه هذا الفكر ولا يستطيع الإنسان غالبا أن يتخلّى عن كلّ ميراثِه الفكريّ السابق عندما يدخل في الإسلام؛ دليل من الأدلة، شاهد من الشواهد: كعب الأحبار دخل في الإسلام بعد أن كان يهوديا ولكن في رواياته التي رواها وهو مسلم كثيرٌ من الدّسائس اليهودية التي نقلها، قد يكون بحسن نيّة، ولكن المهم أنه لم يستطع التخلّص من ميراثه اليهودي السابق عندما كان يتكلّم.
    وهكذا اليوم، إذا كان هذا حدث في زمن الصحابة والتابعين فما بالك بالقرن الحادي والعشرين؟! كثيرون من المسلمين الغرب يدخلون في الإسلام فيتكلمون عن الإسلام بمنطق تعلّموه في غربهم وأسلوبٍ بعيد كل البعد عن روح الإسلام التي كانت في جيل الصحابة، ليت المصيبةَ تتوقّف عند هذا الحدّ، هؤلاء المنظّرون المفكّرون صار شبابنا المسلم العربي يتخذه قدوة له فيفكّر بمنطقهم ويتكلّم بلسانهم وكأنهم صاروا أئمة الدين وكأنهم صاروا خلفاء الصحابة في شرح الدّين للعالَم.
    لن أكون اليوم في معرِض سردٍ لتفاصيلَ ووقائع من إساءة الفهم ومن الأخطاء الكثيرة التي يقع فيها أولئك المسلمون الصادقون، ولكنني أتكلم عن حقيقة عامة البراهين عليها كثيرة ليس هذا موضعَ سردها.
    صرنا نتخذ أولئك مثلا لنا في طريقة التفكير؛ أيها الأحبة: قد يكون في بلادنا جهَلة عوام وقد يكون في بلاد الغرب من المسلمين مثقّفون متعلّمون ولكن أقول لكم: ما هو الفرق بين العاميّ في بلادنا والمسلم المثقّف في بلاد الغرب؟
    إن العاميّ في بلادنا لم يتعلّم أحكام الإسلام في كتب ولكنه أخذ الكثير الكثير من رُوح الإسلام من مجتمع ضارب الجذور في التاريخ عنده عمقٌ تاريخيّ ثقافيّ يربطه بالنبيّ عليه الصلاة والسلام على مدى ألفٍ وأربع مئة سنة؛ نعم، شوِّهَت هذه الرُّوح ودخلت تعديلاتٌ تخريبيّةٌ على هذا العُمق ولكن بقيَت آثارٌ كثيرة يأخذُها الطّفل من المجتمع أما ذاك الغربيّ فإنه لم يأخذ الإسلام إلا من الكتُب وليس عنده ذلك العمق الذي يفهِمه حقيقة الإسلام.
    نحن إذا أردنا أن نفهمَ معلومةً ما فلا نحتاج إلى كبير تفكير هل الإسلام يقرّ هذا أم لا يقرُّه، في الحقائق العامّة، لا نحتاج إلى كثير فلسفة؛ إذا أردنا أن نتكلّم مثلا عن العطاء والأخذ فالمسألة واضحة، في مجتمعنا الذي بقيَت فيه بقيّة خير من زمن الصحابة إلى الآن، فنفهم أنّ العطاء هو الأصل وينبغي أن يكون الإنسان معطاءا ولا ينتظر النتيجة؛ الغرب ليس كذلك، الذي يدخل في الإسلام من الغرب يقرأ عن العطاء في الإسلام وعن كرم النبيّ عليه الصلاة والسلام ولكن يصعُب أن تتحوّل هذه القراءات إلى نفسيّة في داخله وهو الذي عاش في مجتمع تغلب عليه النفسيّة الأنانيّة.
    إذا تكلّمنا نحن عن التواضع والتكبّر، قد نكون متكبّرين ولكن نحن على حسْب التراث الإسلاميّ الثقافيّ الضّاربِ الجذور نعرف أنّ التواضُع فضيلة ونقلّدُ هذه الفضيلة لأننا نعيش في مجتمعٍ مسلم عريق، وأمّا في الغرب فإن قرأ عن التواضع سيعرف أنه فضيلة ولكنه ما اعتاد عليها أبدا لأنه عاش في مجتمع يغلب عليه الغرور ويغلب عليه النفسيّة المتعجرفةُ المتكبّرة وقد يرى تواضع الإسلام والمسلمين وقد يرى تواضعَ الصّحابة فيقول: هذا ذلٌّ لا نرضاه؛ وبما أنّه صار مفَوّضًا أن يتكلّم بلسان الإسلام فقد يقرأ أحاديث أو قصصًا للصحابة تتنافى مع طريقة التفكير الغربيّة التي تعوّد عليها فيقول: لا، هذه أحاديث موضوعة، هذه قصَصٌ تتنافى مع الإسلام أنا لا أقبلُها؛ لقد صار يحكم على السُّنّة وعلى التراث الإسلاميّ، يحكم عليه بماذا؟ يحكم عليه من منطلَق طريقة تفكيره الغربيّة وإن كان يتظاهرُ بإيجاد حجج إسلاميّة لأحكامه.
    لن أطيلَ الحديث -أيها الأحبة- إنما أريد أن أخلُصَ بكلامٍ مختصَر، قد يكون لم يوفّ هذا الموضوعَ حقّه، إلى نتيجةٍ مفادُها: إنّ الغربَ لا يصلُح أن يكون إمامًا لنا بحالٍ من الأحوال والإنسان الغربي لا يصلح أن يكون إمامًا للإنسان المسلم، الإنسان المسلم معلّم عنده خريطة كاملةٌ لسعادة البشريّة فإذا قال: سأحذف هذا الجزء من الخريطة وأستعير جزءا يقابله من الغرب فقد شوّه الخريطة كلّها، الخريطة التي أنزلها الله وتركها لنا السّلفُ الصّالح كاملة لا تحتاج إلى تعتديل بل ولا تقبلُ التعديل فإن عدّلتَ فيها شيئا استفدتَه من غربٍ أو شرق فقد شوّهتها ولم تعد صالحةً لسعادة البشر.
    يقول النبيّ عليه الصلاة والسلام: [لتتبعُنّ سَنَنَ من قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ حتى لو دخلوا جُحر ضَبّ دخلتموه وراءَهم] قالوا: يا رسول الله آليهود والنصارى؟! قال:[ومن الناسُ غيرُهم؟]
    تمثّل هذه العبارة: [حتى لو دخلوا جُحر ضبّ دخلتموه وراءَهم] ما أكثرَ ما رأيتُ مسلمين فعلوا هذا، تعلّموا فكرة من الغرب فبدؤوا يتبنّونها ثمّ يدافعون عنها، تعلّموا منطقًا ما من الغرب وكأنّ القرآن لم يعلّمنا المنطق وكأنّ الكتاب والسنّةَ ليس فيهما منطق فقال: المنطقُ الذي تعلّمته من الغرب يقتضي كذا وكذا، وليته قال: أنا مستغِربٌ وأنتم مسلمون؛ لا، بل لقد حاول أن يُقحِمَ -شبابنا- حاول أن يقحم طريقةَ التفكير الغربيّة في الإسلام؛ لو أنّه قال: أنا مستغِرب وأنتم مسلمون، لقلنا: لا بأس، نسأل الله لك الهداية؛ ولكن أن يقول: أنا مسلمٌ بطريقتي الخاصّة، بطريقتي الغربيّة، أنا مستغربٌ ومسلم في الآن نفسه؛ فهذا ما لا يتوقّف خطرُه على الشّخص نفسِه بل إنّه يدمّرُ كثيرين من حوله لأنه يخرج بأفكار يزعم أنها إسلاميّة وينقلها إلى الناس وهي ليست إسلاميّةً إلا بإيجاد المبررات ولكنّها من حيث الجوهر ومن حيث الرّوح ومن حيث المضمون غربيّةٌ محْضَة.
    لا يصلُح الغرب أن يكون لنا قدوة، ولا يصلح لأن نستمدّ منه طريقة التفكير لأننا تحضرنا بطريقة تفكير خاصّة بنا فإن أردنا أن نتعلم من الغرب التّقنيّة والعلم وأن نأخذَ منهم أسباب المدنيّة المادّية فلا بأس، على أن نكون متأكّدين من أنّه لن يعلقَ بهذه المدنيّة المادية شوائبُ من طريقة التفكير الغربية ومن النفسيّة الغربيّة ومن روح الحياة الغربية.
    وإن اضطررنا في بعض الحالات لأن نتخلّى عن بعض أسباب المدنية المادية لنضمنَ ألا يأتيَنا من الغرب طريقةُ تفكيرٍ أو نفسيّةٌ منحرفة فنحن مستعدّون لذلك لأنّ المحافظة على حضارتنا خيرٌ لنا من أن نتمدّن ونترك الإسلام وراءَ ظهورنا؛ نسأل الله أن يحققنا بهذا الكلام وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أقول هذا القولَ وأستغفر الله.

    الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بوحدانيته وإرغاما لمن جحد به وكفر وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الشفيع المشفّع في المحشر ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن لخبر
    أوصيكم عبادَ الله ونفسي بتقوى الله وأحثّكم وإياي على طاعته وأحذركم وبال عصيانه ومخالفةِ أمره واعلموا أنه لا يضرّ ولا ينفع ولا يصل ولا يقطع ولا يعطي ولا يمنع ولا يخفِض ولا يرفع ولا يفرّق ولا يجمع إلا الله، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه وثنّى بملائكة قدسه وعرشه فقال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليما}
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيّدنا محمّد كما صليت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم ، في العالَمين إنّك حميدٌ مجيد.
    اللهم أيّد الإسلام وأعزّ المسلمين، وأعلِ وانصُر كلمةَ الحقّ والدّين، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فوفقه إلى كل خير ومن أراد بالإسلام والمسلمين شرا فخذه أخذ عزيز مقتدر واجعله عبرة لمن أراد أن يتذكّر أو يعتبر.
    اللهم إنا نسألك موجباتِ رحمتك وعزائمَ مغفرتك والغنيمةَ من كلّ برّ والسلامة من كلّ إثم والفوز بالجنّة والنجاة من النار.
    اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرّجته ولا كربا إلا نفّسته ولا دَينًا إلا قضيتَه
    اللهم لا تدع فينا مريضا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا ضالا إلا هديته
    اللهم لا تدع فينا شاردًا عن رحابك إلا إليك رددته، اللهم لا تدع فينا مظلومًا إلا نصرته ولا ظالمًا لنفسه إلا أصلحتَه ولا ظالمًا لنا إلا أصلحتَه أو قصَمتَه ولا دعاء إلا أجبته ولا حاجة لك فيها رضى إلا تفضّلت علينا بقضائها يا قاضيَ الحاجات، يا مجيبَ الدّعوات، يا كاشفَ المُلمّات، يا رافعَ البليّات، يا سامعَ الأصوات، يا ربّ الأرض والسماوات، يا مبدّل السيّئات حسنات بدّل سيئاتنا حسنات
    اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا، اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا
    اللهم اجعلنا أهلا لأن تنصرَنا في الدّنيا، اللهم اجعلنا أهلا لأن تعزّنا، اللهم اجعلنا أهلا لأن ترحمَنا في الآخرة وتغفرَ لنا
    اللهم إنك عفوّ تحبّ العفو فاعفُ عنا
    اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله وعاملنا بما أنت أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
    والحمد لله ربّ العالمين.

    المربي والمفكر باسل بن عبد الرحمن الجاسر رحمه الله
    سورية - حلب
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    تميز المسلم من دروس عاشوراء :: تعاليق

    لا يوجد حالياً أي تعليق
     

    تميز المسلم من دروس عاشوراء

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: @ مقالات و أقــلام حـــرة ..أضف مقالك هنا ..شارك بقلمك-
    انتقل الى: