إنـــا كيــدي لعظيـــم ... وأنــا خلف كل رجـل عظيــــم

زائر

ذات يوم كنت جالسة على الشاطئ .. كعادتي معه كلما شعرت بأنني بحاجه لأثرثر وأبيح كل ما بداخلي ... وإنا متيقنة بأنه كل ما يدور بيني وبينه لن يتعدى حدود شواطئه..

وبين مد وجزر وبين حديثي وانفعالاتي.. وكأنه مده يداه التي يمدها لي ليطبب علي، وكأنه جزره حالة ذعر منه عندما أصل لأعلى درجات الغضب.. وأنا هكذا وإذ بامرأة تقترب مني بخطوات أجدها خفيفة ناعمة ... لتقف بجانبي وماهي إلا لحظات وجدتها جلست بالقرب مني ، كانت تجمع كل نقيض بها ... غموض ووضوح... براءة ودهاء.. جنونا وعقل... حب وكره ... عطاء وبخل ... جمالا وقبح... جاذبيه وهروب ... جنة ونار ... كانت إمرأه عجوز لا بل شابة لالا كانت مراهقة .. ربما طفلة... أمر غريب وعجيب ... وكأنها كل النساء بكل مراحل حياتهن .

أخذت تتأملني وبعينيها دهاء .. طال نظرها ..لعلني اسألها من تكون ؟؟ ..أو حتى أبادلها النظرات .. لكني لم أعرها اهتمام فزادها ذلك غيض بغيض....حتى وصلت لمسمعي.. صوتها الممزوج بالكبرياء.

أنتي يا حواء.. ألم تشعرين بوجودي .. ألم تلاحظين جلوسي ؟

فأجبتها: .. هل تريني عميــــاء.. ؟

فأجابت: إذن لما تتجاهلين جلوسي بقربك بصمت ؟

فأجبتها : وهل تعتقدين بأني أيضا صماء ؟؟؟ ... أليس الجدير بك أنتي بأن تلقي التحية ثم تستأذنين بالجلوس ؟ وحينها تيقني بأني سألاحظ وجودك وحتى إنني سأسمع همسات أنفاسك .

فابتسمت ... ولم افهم معنى لابتسامتها..اهو استهزاء ..ام أرادت أن تلطف الحوار وتخف من حدة الكلام .. وإذ أجد ابتسامه ساحرة إرتسمت على شفتيها ..ويد دافئة إمتدت لتلمس أًصابع يدي لتسألني: لما أنتي هكذا ؟ الحياة اخذ وعطاء..!!

وإذ بي أبادلها الإبتسامة قائلة : وها أنا انتظر العطاء ... !!! لكن يا سيدتي الفاضلة كفة ميزان الحياة ليست متعادلة قد أخذت الكثير الكثير ..ووعدتني ببحر وغدير.. وهانا منذ سنين انتظر وعد العطاء ووصلت لمرحلة قلت لا اريد سوى قطرات ماء !!! أتمنى أن يأتي وعدها قبل أن يصل جسدي إلي الفناء

تنهدت دون تجد لسؤالي جواب .. فسارعت بقلب الحوار لتسألني من جديد :ما بالك تجلسين وحيده ، أليس لديك صديقه ... وماهي قصتك .. ؟..فشعرت بتطفل كل النساء بها لاجيبها باستغراب : لما تسالين ومن تكوني لتتدخلي في شئوني دون إذن أو حتى استحياء ؟؟

فضحكت بصوت مرتفع : قائلة ياله غرورك وعنادك ؟ ألا يكفيك اهتمامي فربما استطيع أن أقدم يد العون أو أهون عليك الأمر ؟؟ ...فأجبت : كلا لا أريد .. ثم من أنتي ومن تكوني.. وماسر إهتمامك ..؟ ....فرفعت رأسها شامخـــة وبكـــل ثقـــة قائلــــة : إنني يا عزيزتي (( كيد النساء ))

وهنا عرفت لماذا كنت ارى بها كل النساء ..وكل التناقض يحيطها ....  وبدون شعور صرخت :انه ألمي ومعاناتي لم يكن إلا منك.. لما أنتي تظلمين وتتجبرين .. أليس لكي شعور .. الم تخشي من خالقي الذي لا تخفى عليه الأمور .. ؟

ثارت غاضبة: تتهميني يا حواء..ألست أنا جزء منك.. وعقلك هو اداة التحكم بي ....فبيديك أكون قوتك التي تحميك وبيديك أكون عدوة تدمر غيرك وتدمرك .

وإذ بي أطأطئ براسي للأرض .. إنها صادقه.. فالمرأة هي بيديها كل شيء، فلما ألومها وهي بالأساس نأمرها فتطاع.... اعتذرت لها عن خلط الأمور ، فعقلي اجتاحته كارثة طبيعيه زلزال قلبه رأسا على عقب .... وأنا الآن أقوم بترتيب المكان .

ثم همست لي : أين منك ادم.. ؟؟ فاجبتها :أنه دائما معي فأخرجت صورة أبي وأخي.. أليس ذلك يكفيني من ادم... يا سيدتي . فردت : يكفيك الآن لكن لم تنتهي من إكمال عالمك.....و....

فقاطعتها : ذلك لا يهمني .. ولا يشغل تفكيري .. لأني عن نفسي لا استعجل الأمور ..بل بالواقع اهتمامي نافر منه.. فانا لن اضمن حياتي للغد..فكيف لي أن اضمن النصيب والبخت.

ساد السكون المكان ..وأخرجت من حقيبتها رسالة .. وحلفتني أن أوصل الأمانة.. فسألتها : لمن ؟ .. فأجابتني: لمعاشر الرجال .. منذ زمن وأنا ارغب أن تصل هذه الرسالة .. فتعجبت : ولماذا ؟ ....فابتسمت بدهاء : كي يعلم أدم من هي حواء وبكيدها قد يصل إلي السماء....هل توعديني بتوصيل الأمانة ..

فوعدتها .. وقبل أن أسألها كيف ولمن ؟؟ كانت قد رحلت واختفت ...وبما إنني لا وسيلة للوصول لمعاشر الرجال إلا من خلالكم فهاهي الرسالة.. وبها قد أديت الأمانة .. فمن يقرأ السطور فقط  قد يزمجر ويغضب .. ومن يقرأ ما بين السطور قد يسعد وبمفاتيح الراحلة ينعم .

أنا كيدي لعظيـــم .. وأنا خلـف كل رجل عظيم

أنا كيدهن لعظيم ...يجده البعض بأنها تهمة التصقت بحواء... فوجدته أنا مديح رفع من شأنهن..فلكل من لم يؤمن بعقلي كأنثى .. كيف لك أن تؤمن بعظمة دهائي وكيدي ... وان لم تؤمن به فليس لك تنكره ، فهي كالشمس الساطعة لن يخفيها كفة يديك ، إن اشتد دهائي ومكري تسرى وتجوب في دمائي ، ولم لا فهي غريزتي الأنثوية ، هي ملاذي حين أجدك تستعد للحرب بالأسلحة الساخنة ، استعد أنا بحرب باردة تصل برودتها لتجمدك وتشل حركتك.

ألست أنا حواء.. ألست أنا أنثى..أليس البعض منكم وصف عقلي بالنقص ..وهو الكمال وانتم لا تعلمون ..فدهائي بضعف عقلي وقوة عطفي ..وعظمتي تقف في كيف أشعرك بالانتصار، لكل أوامرك خاضعة لتشعر بنشوة الانتصار، لأجعلك تفعل ما أريد أنا أن تفعله لكن بذكائي أشعرك بنشوة الانتصار، وبذكائي اشعر بغروري ودهائي.

اتستهين بي نعم أنا من ضلع اعوج... وعوجي هذا هو سر قوتي..... أتعلم لماذا .. فذلك الأعوج استخرج من جسدك أنت، من جسد ادم..جسد رجل .. أخذت باعوجاجي بعضا من أسرارك وكيفية التعامل معك.. فربما ضلعي منك ..لكن أكمل الله نشأتي .. بمكونات تجهلها ..فأصبحت أنا أفهمك وانظر ما بداخلك لأني منك استخرجت .. لكنك للأسف لن ولن تجد يوما طريقا لفهم الصفحة الأولي مني.. وكم من ادم غرق على شواطئي لأنه أراد فهم كينونة هذا الكائن العجيب الغريب.

واتحدي منذ خلقي إلي أخر يوم لحواء..بان يصل أي رجل لفهما واستيعاب عقلها..لهذا أريحوا أنفسكم فهي بئر لا قاع له..بحر لا نهاية به ... سماء امتدت ولن تنتهي... طريق كلما خطوت وجد نفسك بدائرة مغلقه... فحواء لن يفهمها إلا حواء.. وغير ذلك فهو المحال بعينه.

لا تستهين بحواء مهما كان عمرها.. فانا أيقنت بأنني عجنت بدهائي بالنطفة التي اصبحت طفلة برحم امها .. فتكونت معي وكبرت معي ، وكلما زاد عمرها زاد ذكائي ودهائي .. .... أيها الرجل ..أتعتقد بأنني محل خطر .. ام محمل احترام ..... بالنسبة لك ؟؟....وقبل الإجابة تذكر باني

(( أمك .. وأختك.. وزوجتك ..وابنتك المدللة..!! ))

إنك محاصر من قبلي من كل الجهات فــماذا ترى فيني يا ادم ؟؟

لن تستطيع حتى نكراني أو التخلي عن فكرة أهميتي .. لأني أمك التي حملتك ثم أنجبتك ثم احسنت تربيتك وضعت بك أجمل ما ترى من طيب الخلق والتربية.. فضلتك على نفسها ، سهرت لتنام ، ضحت كي تسعد ، بكيت لبكائك ، وتسعد لفرحك ، صلواتها الخمس لا يخلوا من ذكر إسمك في دعائها ، وعندما تغيب تظلم الدنيا بعينيها ، وعندما تمرض تكاد دقات قلبها توقف ، وعندما تنجح تطير فرحا وبهجتا اكثر منك انت . ,والجنه بأكلمها وضعت تحت أقدامها.. فرضاء الرحمن من رضاها .. وغضبة من عضبها... وياليتها تغضب رغم العصيان والجبروت والظلم ..حال لسانها يقول ..اللهم احفظه ووفقه وابعد عنه كل ما يؤلمه ..وافتح باب رزقه ..ويسر امره ...واغفر له عصيانه لي ..فانا عفوت عنه ...... انها حواء لكنها امك

وأنا أختك التي رفعت رأسك بها لحشمتها وطهارة سيرتها.. وطيبة قلبها وحنيتها ...لشقاوتها ومقالبها معك .. لكثرة لجوئك لها .. كلما احتجت لها تجدها دوما امامك.. لجمال طفولتكما معا .. ولذكريات الشباب والعراك ... ولجمالها الان بعينيك ..ولشدة خوفك عليها النابع من كثرة حبك لها .. وليقينك الكامل بانها كالسيف ..من يقترب منه لن يسلم من جرح نفسه.

زوجي انا نصف قلب فكمل القلب او اعدمه

وأنا زوجتك المحبة المخلصة الملجئ الذي تلجئ إليها كلما شدت عليك الأزم ..وهي من تقف خلفك كي تكون أعظم الرجال ، وهي من تنجب أبنائك وتحسن تربيتهم لأنهم منك واليك ويحملون اسمك ،فتحرص أن تتباه بهم أينما تذهب ، وكي تطرب إذنيك بمن يمدح نطفتك ابنك أو ابنتك لترفع راسك شامخا بنجاحهم .

وأنا ابنتك المدللة التي ترتمي لحضنك كلما أقبلت من العمل .... تتمسك بكلى يدي الصغيرتين .. تتسلقك كي ترغمك على حملها ... فتغمرك بسيل من قبلاتها الصغيرة.. تقص لك حكاياتها المدرسية بصوتها الطفولي المموج والممزوج بدلع استمدته منك .. وأنت تنظر لها بفرح عامر.. تسعدك ابتسامتها طريقة حديثها ... وترفض أن تنزلها إلا بأمر من والدتها..كي لا يزداد غرورها ودلعها ..

هل عرفت من أنا يا ادم... أنا عالمك الذي مهما هجوته وقسوت عليه ... ونضمت الاشعار والخواطر ضدي .. وكتبت القصص والروايات عني ... واسميتني بالزهره المسمومه .. وبالعسل المر ... وباني شر لا بد منه ... وشبهت زواجي منك بسجن أبدي ...

فاعلم وتيقن فلن تلجئ إلا إلي ...ومهما ذممته ...فلن يحتضنك إلا ذلك العالم الحوائي ....ومهما مشت بك كل الطرق والسبل..لن تجد في أخره سوى حواء .. أيعقل أن أكون نصف العالم ...وأنـــا بالنسبة لك عالمك كله

وألان هل شعرت بأهميتي ...قبل إن ارحل استسمحك ... واطلب منك أن تصحوا من ذلك العالم الوردي الذي رسمته لك الأن.. لتخرج لعالمك الواقعي .. اعذرني دهائي وعظمتي جعلتني امثل لك حياة بهية رائعة ورديه قد تصل الي المثاليه.. !!

لكــــــــــــن ....... !!!! بيديك أنــــــــت فقط تيقن بإمكاني أن أكون بعينك كل ذلك ..لو أمنت باني عالمك المحب وليس قدرا اسود لاحول لك فيه ولا قوه....فبيديك مفتاح سعادتك .... فكل عظمتي ودهائي وذكائي ... قد تمتلكها لتكون سلاح لك .. وقد تخسرها فتوجه ضدك.

توقف وابحث عن كل حواء بحياتك

أمــــك

أختــك

زوجتـك

ابنتــك



أمك..فالجنة وضعت تحت أقدمها .. ورضاها من رضى الله ورسوله

أختك.. ااه مهما جنيت عليها فلن تجد منها ما يغضبك  لكن عين الله ترى ..

زوجتك ... إن كيدي لعظيم وان حبي أعظم واكبر ..رسالة من زوجتك

وابنتك.... فأنت في أمس الحاجة لها غدا أن كبرت فهي عكازتك ..

وابدأ معهن من جديد كي تنعم بذلك العالم الذي رسمته لك... وإلا........!!!!

وألان يا ادم انتهى رسالتي لكن بدأت حياتك..ولك مطلق الحرية بان تكون كيفما تريد ...واعلم أن كيدي لعظيم

وخلف كل رجل عظيم أمراه ذات كيد عظيم

*****

***

*

كاتبة المقالـــــة

حواء ذات كيد عظيم لن تستعمله الا وقت اللزوم

منـى أحمد الجميـّع

كاتبة بمجلة النهضه الكويتيه

وخبيرة تجميل بالأعشاب

ورئيسة حملة

(اللهم إجعلني صدقه جاريه لنفسي )

وحدة المعرفة

إنـــا كيــدي لعظيـــم ... وأنــا خلف كل رجـل عظيــــم

إنـــا كيــدي لعظيـــم ... وأنــا خلف كل رجـل عظيــــم :: تعاليق

إنـــا كيــدي لعظيـــم ... وأنــا خلف كل رجـل عظيــــم