للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلمختارات من شعر خليل حاوي 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5819 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 29 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 29 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    مختارات من شعر خليل حاوي Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     مختارات من شعر خليل حاوي

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    نشأت صقر
    محرر
    نشأت صقر


    الاقامة : الوطن العربي
    المشاركات : 146
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    مختارات من شعر خليل حاوي Empty
    مُساهمةموضوع: مختارات من شعر خليل حاوي   مختارات من شعر خليل حاوي Icon_minitime29.04.11 20:19

    قصيدة : السندباد في رحلته الثامنة


    (1)

    دَاري التي أَبحرتِ غرَّبتِ معي،
    وكنتِ خيرَ دارْ
    في دوخةِ البحارْ
    وغربةِ الديارْ،
    والليلُ في المدينهْ
    تمتصُّني صحراؤُه الحزينهْ
    وغرفتي ينمو على عَتْبَتِها الغبارْ
    فأَبتغي الفرارْ،
    أَمضى على ضوءٍ خفيٍّ
    لا أَعي يقينَهْ
    فتزهر السكينهْ
    وأَرتمي والليلَ في القطارْ

    * * *

    رِحلاتيَ السبعُ وما كنَّزْتُهُ
    مِنْ نعْمةِ الرحمانِ والتجارَهْ
    يومَ صرعت الغُولَ والشيطَانَ
    يومَ انشقَّتِ الأكفانُ عنْ جسمي
    ولاحَ الشقُّ في المغارهْ،
    رَوَيْتُ ما يَرْوُونَ عنِّي عادةً
    كَتَمْتُ ما تعْيَا لهُ العِبارَهْ
    ولم أَزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ
    أُحسُّهُ عندي ولا أَعيهِ
    وكيفَ أَنساقُ وأَدري أَنني
    أَنساقُ خلف العري والخسارَهْ
    أودُّ لو أَفرغتُ داري عَلّهُ
    إن مرَّ تُغْويه وتدَّعيهِ
    أُحسُّه عندي ولا أَعيهِ.

    (2)

    وكان في الدارِ رواقٌ
    رَصَّعَتْ جدرانَهُ الرسومْ
    موسى يَرى
    إزميل نارٍ صاعقَ الشرَرْ
    يحفرُ في الصخْرِ
    وصايا ربِّهِ العَشَرْ:
    اَلزفتُ والكبريتُ والملحُ على سَدُومْ.
    هذَا على جدارْ
    على جدارٍ آخرٍ إطارْ:
    وكاهنٌ في هيكلِ البعْلِ
    يُرَبِّي أُفعُوَانًا فاجرًا وَبُومْ
    يَفْتَضُّ سرَّ الخصبِ في العَذَارى
    يهلِّلُ السكارى
    وتُخصبُ الأرحامُ والكرومْ
    تُفَوِّرُ الخمرةُ في الجِرَارْ.
    على جدارٍ آخرٍ إطارْ:
    هذا المعَرِّي،
    خلف عينَيْهِ
    وفي دهليزِهِ السحيقْ
    دنياهُ كيدُ امرأَةٍ لم تغْتسِلْ
    من دمِها، يشتمُّ ساقَيْها وما يُطِيقْ
    شطَّي خليجِ الدنسِ المطليِّ بالرحيقْ
    تكويرةُ النهدينِ من رغوتِهِ
    وسوسنُ الجباهْ،
    اَلمجرمُ العتيقْ
    والثمرُ المرُّ الذي اشتهاهْ.

    * * *

    من هذه الرسومْ
    يرشحُ سيلٌ
    مثقلٌ بالغَازِ والسمومْ
    تمتصُّهُ الحيَّةُ في الأنثى
    وما في دمها من عنصر الغَجَرْ
    والنِمرُ الأعمى وحمَّى يدهِ
    في غَيرةِ الذكَرْ:
    "لوركا" و"عُرسُ الدمِ" في إسبانيا
    وسيْفُ ديكِ الجِنِّ يوم ارتدَّ من حماهْ
    اَلعُنُقُ العاجِيُّ نهْرٌ أَحْمَرٌ
    يا هولَ ما جمَّدَهُ الموتُ على الشفاه.
    هذا الدمُ المحتقنُ الملغُومُ في العُروقْ
    تعضُّهُ, تكويهِ ألفُ حُرْقَهْ
    وفي حنايا دَرَجٍ
    في عَتْمَةِ الأَزقَّهْ
    حشرجةٌ مخنوقةٌ وشهقَهْ.

    * * *

    عاينتُ في مدينةٍ
    تحترفُ التمويهَ والطهاره
    كيف استحالتْ سمرةُ الشمسِ
    وزهوُ العمرِ والنضارهْ
    لغصَّةٍ، تشنُّجٍ، وضيقْ
    عبرَ وجوهٍ سُلختْ من
    سورها العتيقْ،
    عاينتُ في الوجوهْ
    وجهَ صبيٍّ ناءَ بالعمرِ
    الذي أتلفَهُ أبوهْ
    وأَطعمَ الجوعَ من الأفيونِ
    رؤْيا خلَّفتهُ يعلكُ اللِّجامْ
    وبعدَ حينٍ يحمدُ الصيامْ.
    مدينةُ التمويهِ والطهارهْ
    مدينةُ (...) تستفيقْ
    فتبصرُ الأدغالَ تغْزو سورَها العتيقْ
    وتبصرُ الحجارَهْ
    تفرُّ في الطريقْ
    ومن كهوفٍ شبعتْ مرارَهْ
    تفورُ قطعانٌ جياعٌ
    ليسَ يرويها سوى التدمير والحريقْ

    * * *

    هذا الدمُ المحتقنُ الملغومُ في العروقْ

    (3)

    بَلَوتُ ذلك الرِّوَاقْ
    طِفلاً جَرَتْ في دمهِ الغازاتُ والسمومْ
    وانْطَبَعتْ في صدرِهِ الرسومْ
    وكنتُ فيه والصحابَ العتاقْ
    نرفِّهُ اللؤْمَ، نحلِّي طعْمَهُ بالنفاقْ
    بجُرْعةٍ من "عَسَلِ الخليفَهْ"
    "وقهوة البشيرْ"
    أُغَلِّفُ الشفاهَ بالحريرْ
    بطانةِ الخناجرِ الرهيفَهْ
    لحلوتي لحيَّةِ الحريرْ

    * * *

    سلَختُ ذاكَ الرِّواقْ
    خلَّيتْهُ مأْوى عتيقًا للصحابِ العِتاقْ
    طهّرْتُ داري من صدى أشباحِهِمْ
    في الليل والنهارْ
    من إلِّ نفسي، خنجري،
    لِيني، ولينِ الحيَّةِ الرشيقَه،
    عشتُ على انتظارْ
    لعَلّهُ إن مَرَّ أُغويهِر
    فما مرَّ
    وما أرسلَ صوبي رعدَهُ، بروقَهْ.
    طلبتُ صحوَ الصبح والأمطَارَ، ربِّي،
    فلماذا اعتكرتْ داري
    لماذا اختنقَتْ بالصمتِ والغُبارْ
    صحراءَ كلسٍ مالحٍ بَوَارْ.
    وبعدَ طعْمِ الكلسِ والبَوَارْ
    اَلعَتْمَةُ العَتْمَةُ فارَتْ مِنْ
    دهاليزي, وكانت رَطْبةً
    مُنْتِنَةً سخينَهْ
    كأَنَّ في داري التقَتْ
    وانسكبَت أَقنيةُ الأوساخِ في المدينَهْ،
    تَفُورُ في الليلِ وفي النهارْ
    يعُود طعْمُ الكلس والبَوَارْ
    وذاتَ ليلٍ أرْغَتِ العَتمةُ
    واجترَّتْ ضلوعَ السقفِ والجدَارْ،
    كيف انطوى السقفُ انطوى الجدارْ
    كالخرقةِ المبتلَّةِ العتيقَهْ
    وكالشراعِ المرتمي
    على بحارِ العَتْمَةِ السحِيقَهْ،
    حفُّ الرياحِ السودِ يُحْفيهِ
    وموجٌ أَسودٌ يعلِكُهُ،
    يرميهِ للرياحْ،
    أغلقتِ الغَيْبوبةُ البَيْضاءُ عَيْنَيَّ
    تركتُ الجَسدَ المطحونَ
    والمعْجونَ بالجراحْ
    للموجِ والرياحْ

    (4)

    في شاطىءٍ من جُزُرِ الصَّقيعْ
    كنتُ أَرى فيما يَرَى المُبَنَّجُ الصريعْ
    صحْراءَ كلْسٍ مالحٍ، بَوارْ،
    تمرجُ بالثلجِ وبالزهرِ وبالثِّمارْ
    داري التي تحطَّمَتْ
    تنهضُ من أَنقاضِها،
    تختلِجُ الأخشابُ
    تلْتمُّ وتحيا قُبَّةً خضراءَ في الرَّبيعْ
    لن أَدَّعي أَنَّ ملاكَ الربِّ
    ألقى خمرةً بكرًا وجمرًا أخضرًا
    في جسدي المغْلُولِ بالصقيعْ
    صفَّى عروقي من دمٍ
    محتقنٍ بالغَازِ والسمومْ
    عن لوحِ صدري مسحَ
    الدمغَاتِ والرسومْ،
    صحوٌ عميقٌ موجُهُ أُرجوحةُ النجومْ.
    لن أَدَّعي، ولستُ أَدري كيفَ،
    لا، لعَلَّها الجراحْ،
    لعلَّهُ البحرُ وحفُّ الموجِ والرياحْ
    لعلَّها الغَيْبوبةُ البيضاءُ والصقيعْ
    شدَّا عروقي لِعُروقِ الأرضِ
    كانَ الكفنُ الأبيضُ درعًا
    تحتَهُ يختمرُ الربيعْ،
    أَعشبَ قلْبي،
    نبضَ الزنبقُ فيهِ،
    والشراعُ الغَضُّ والجناحْ،
    طفل يغَنّي في عروقي الجهلُ،
    عريانٌ وما يُخلجني الصباحْ،
    اَلنبضةُ الأولى،
    ورؤْيا ما اهتدت للَّفظِ
    غصَّتْ، أَبرقتْ وارتعَشَتْ دموعْ
    هلْ دعوةٌ للحُبِّ هذا الصوتُ
    والطيفُ الذي يلْمعُ في الشمس
    تجسَّدْ واغْترفْ من جَسَدي
    خبزًا وملْحًا،
    خمرةً ونارْ،
    وحدي على انتظارْ
    أفرغتُ داري مرة ثانيةً
    أَحيا على جمرٍ طريٍّ طَيبٍ وجوعْ
    كأَنَّ أَعضائي طيُورٌ
    عَبَرَتْ بحارْ
    وحدي على انتظَارْ

    (5)

    في ساحة المَدينهْ
    كانَتْ خُطَاها
    زورقًا يجيءُ بالهزيجْ
    من مَرَحِ الأمواجِ في الخلِيجِ
    كانَتْ خُطَاها تكسرُ الشمسَ
    على البلَّورِ، تسقيهِ الظلالَ
    الخضرَ والسكينهْ،
    لمْ يَرَها غيري تُرَى
    في ساحةِ الْمدينَهْ؟
    لم تَرَها عينٌ من العُيونْ.
    اَلعُمرُ لن يقولْ
    يا ليتَ من سنينْ
    ملءُ دمي وساعدي
    أَطيَبُ ما تزهو به الفصولْ
    في الكرم والينْبوعِ والحقولْ،
    اَلعُمرُ لن يقولْ
    يا ليتَ من سنينْ.

    (6)

    داري تعاني آخرَ انتظارْ
    وقعُ الخطى الجَريئهْ
    تُفتِّقُ المرجانَ والمرجَ
    بأَرض الدارِ والجدارْ،
    مرآةَ داري اغتسلي
    من همِّكِ المعْقودِ والغُبارْ
    واحتفلي بالحلوةِ البريئهْ
    كأَنها في الصبحِ
    شُقَّتْ من ضلُوعي
    نبتتْ من زنبقِ البحارْ
    ما عكَّرَ الشَّلالَ في ضحكتها
    والخمرَ في حلْمَتِها
    رعبٌ من الخطيئهْ
    وما دَرَتْ كيْفَ تروغُ الحيَّةُ
    الملْساءُ في الأقبيَةِ الوَطيئهْ،
    اِحتفلي بالحلوَةِ البريئهْ
    بالصحوِ في العيْنَيْنِ،
    ما صحوُ الشعاعِ الغَضِّ
    عَبْرَ النبعِ والثلوجْ،
    بالصدرِ والخصرِ،
    ترى ما تربةُ المسكِ
    طريًّا دافئًا
    ما بيْدرُ الحنطةِ والمروجْ
    ما سُمْرةُ الصَّيْفِ على الثمارْ
    ما نكهةُ البهارْ
    ما كلُّ ما رَوَيْتْ
    خلَّيْتُ للغَيرِ كنوزَ الأرضِ
    يكفيني شبِعْتُ اليومَ وارتَوَيْتْ،
    اَلحلوة البريئهْ
    تُعْطي وتدري كلَّما أَعطَتْ
    تَفُورُ الخمْرُ في الجِرَارْ
    بريئةٌ جريئهْ
    جريئةٌ بريئهْ
    في شفَتيْها تُزبدُ الخمْرُ
    وتصفُو الخمرُ في القَرارْ
    لن يتخَلَّى الصُّبحُ عنا
    آخِرَ النَهارْ.

    (7)

    وليلُ أَمسِ كانَ ليلَ الجنِّ
    والزوبعَةِ السوداءِ
    في الغَاباتِ والدروبْ
    مال إليْنا الزنبقُ العريانُ
    أَدفأناهُ باللمسِ وزودْناهُ بالطيُوبْ
    أَوَتْ إليْنا الطيرُ
    من أعشاشِها المخرَّبَهْ
    رُحْنا مع القافلَةِ المغَرِّبَهْ
    في أرخبيلِ "الجُزُرِ الحِيتانِ"
    حوَّلْنا استرحنَا والتحَفْنَا الليْلَ والغُيُوبْ،
    غريبةٌ ومثلُها غريبْ
    حيْثُ نَزلْنا ارتفعَتْ
    دارٌ لنا ودَارْ
    خَفَّ إليْنا ألفُ جارٍ مُتعَبٍ وجارْ
    في دَوْخةِ البحارْ
    وغُرْبةِ الديَارْ

    (8)

    ولم أزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ
    أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ
    أَودُّ لو أفرغتُ داري علَّهُ
    إنْ مرَّ تُغْويهِ وتدَّعيهِ
    أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ.

    * * *

    تمضي إلى غُرفتها
    تعْثرُ في وَحْشتي،
    وحدي،
    مَدى عَتْمَتي
    مَدى ليالى السهَادْ
    دقَّاتُ قلْبي مثلُ دَلْفٍ أَسودٍ
    تحفِّرُ الصمتَ
    تزيدُ السوادْ،
    وكانَ ما عاينتُ ممَّا ليْسَ
    يُروى عادةً أَو يُعَادْ:
    بئرٌ جفافٌ فوَّرَتْ,
    وفورَتْ من عَتْمتى منارَهْ
    أُعاينُ الرؤيا التي تصرعني حينًا،
    فأَبكي،
    كيْفَ لا أَقوي على البشارَهْ؟
    شهرانِ, طالَ الصمتُ،
    جفَّتْ شَفَتي،
    مَتَى مَتَى تُسعِفُني العبارَهْ؟
    وطالما ثُرْتُ، جلدتُ الغُولَ
    والأَذنابَ في أَرضي
    بصقتُ السم والسبابْ،
    فكانتِ الأَلفاظُ تجري من فمي
    شلاَّلَ قطْعَانٍ مِن الذئابْ،
    واليَومَ, والرؤيا تغَنِّي في دمي
    برعشَةِ البرق وصحو الصباحْ
    وفطرةِ الطيرِ التي تَشْتَمُّ
    ما في نيَّةِ الغاباتِ والرياحْ
    تُحِسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ
    تَرَاهُ قبلَ أن يولدَ في الفُصُولْ،
    تُفَوِّرُ الرؤْيا، وماذا،
    سوف تأتي ساعةٌ،
    أَقول ما أَقولْ:

    (9)

    تحتلُّ عَيْنيَّ مروجٌ، مُدْخَناتٌ
    وإلَهٌ بَعْضُهُ بَعْلٌ خصِيبٌ
    بعْضُهُ جبَّارُ فحْمٍ ونارْ،
    ملْيُونُ دارٍ مثلُ داري ودارْ،
    تزهو بأَطفالٍ غصُونِ الكرمِ
    والزيتونِ، جمرِ الربيعْ
    غبَّ ليَالى الصَّقيعْ
    يحتلُّ عيْنيّ رِواقٌ شمختْ
    أَضلاعُهُ وانعَقَدَتْ عَقْدَ
    زنودٍ تبتنيهِ، تبتني المَلْحَمَهْ
    ومن غِنى تربتنا تستنبتُ
    البلَّورَ والرخامْ
    تكدَّسَ البلَّورُ من رؤيا عيُونٍ
    ضوَّأَتْ واحترقتْ في حلَكِ الظَلامْ
    وفرَّخَتْ أَعمدةُ الرخامْ
    من طينَةِ الأَقبيَة المعْتِمَهْ
    تلْك التي مصَّتْ سيُولَ الدمعِ،
    مصَّتْ رَبَواتٍ
    من طحينِ اللحْمِ والعِظَامْ
    واختمرتْ لألفِ عامٍ أَسودٍ وعامْ
    فكيْفَ لا يفرخُ منْها ناصعُ الرخامْ
    أَعمدةً تنمو ويعْلوها رِواقٌ أَخضَرٌ
    صَلْبٌ بوجهِ الريحِ والثلوجْ
    اَلمِحورُ الهادىءُ والبرجُ الذي
    يصْمدُ في دوَّامَةٍ تبتلِعُ البروجْ

    * * *

    رؤيا يقين العَينِ واللمسِ
    وليْست خَبَرًا يحدو به الرواةْ

    * * *

    ما كانَ لي أن أحتفي
    بالشمْسِ لو لم أرَكُمْ تغْتَسِلُونَ
    الصُّبحَ في النِّيلِ وفي الأردنِّ والفُراتْ
    من دمغَة الخطيئهْ
    وكلُّ جسمٍ ربوةٌ تجوهرتْ في الشمْسِ،
    ظلٌّ طيِّبٌ، بحيرةٌ بريئهْ.
    أَمَّا التماسيحُ مَضَوا عن أرضِنَا
    وفارَ فيهم بحرُنا وغَارْ
    وخلَّفُوا بعْضَ بقايا
    سُلِخَتْ جلُودُهُمْ،
    ما نبتَتْ مطرحَها جلُودْ،
    حاضرُهُم في عَفَنِ الأمس الذي
    ولَّى ولنْ يَعُودْ
    أَسماؤهمْ تحرقُها الرؤيا بعَينيَّ
    دخانًا ما لها وجودْ.

    * * *

    ربِّي، لماذَا شاع في الرؤيا
    دخانٌ أحمرٌ ونارْ؟
    أَحببتُ لو كانت يدي سيْلاً،
    ثلُوجًا تمسحُ الذنوب
    من عَفَنِ الأمس تنمِّي الكرْمَ والطيُوبْ،
    تضيعُ في بحري التماسيحُ
    وحقدُ الأنهرِ الموحلَهْ
    وينبعُ البَلْسَمُ من جرحٍ
    على الجُلْجُلَهْ.
    أَحببتُ، لا، ما زالَ حبّي مطرًا
    يسخُو على الأخضَرِ في أرضي،
    عداهُ حطَبٌ وَقودْ
    تحرقها الرؤيا بعَينيَّ دخانًا
    ما لها وجودْ،
    وسوف يأْتي زمنٌ أَحتضنُ
    الأرضَ وأَجلو صدرَها
    وأَمسَحُ الحدودْ

    (10)

    رِحلاتيَ السبْعُ رواياتٌ عن
    الغُولِ، عن الشيطَانِ والْمَغارَهْ
    عن حِيَلٍ تعْيا لها المَهارَهْ،
    أُعيدُ ما تحكي وماذَا، عَبَثًا،
    هيهاتِ أَستعِيدْ،
    ضيَّعتُ رأس المالِ والتجَارَهْ،
    ماذا حكى الشلاَّلُ
    للبِئرِ وللسدودْ
    لريشةٍ تجوِّدُ التمويه تُخفِي
    الشحَّ في أقنِية العِبَارَهْ
    ضيَّعْتُ رأس المالِ والتجارَه،
    عدتُ إليكم شاعرًا في فمه بشارَه
    يقولُ ما يقولْ
    بِفِطرةٍ تحسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ
    تراهُ قَبْلَ أن يولدَ في الفُصُولْ




    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    نشأت صقر
    محرر
    نشأت صقر


    الاقامة : الوطن العربي
    المشاركات : 146
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    مختارات من شعر خليل حاوي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مختارات من شعر خليل حاوي   مختارات من شعر خليل حاوي Icon_minitime29.04.11 20:20

    قصيدة : في سدوم للمرّة الثالثة


    أَمسي احتراقٌ
    واحتراقٌ غدي
    وخطوةٌ مرهقةٌ مرهقَهْ
    تَهمُّ في الظنِّ ولا تَبتدي
    في سَبْخةٍ محروقةٍ محرقَهْ

    * * *

    يَحْتَرقُ التُّرَابْ!
    يَحْتَرِقُ الحَجَرْ!
    يَحْتَرِقُ السَّحَابْ!

    * * *

    لا يَلْتَقي ظلٌّ على أَرضِهَا
    مِنْ غَيمةٍ أَو نَبْتةٍ مُورِقَهْ.

    * * *

    حوافرُ الدوابْ
    تُرصِّعُ الأَوحالَ بالحُفَرْ.

    * * *

    بعضُ البياضِ الشاهقِ البعيدْ
    ينحلُّ فيهَا، يمَّحي فِي رَغْوةِ الصديدْ

    * * *

    وشهوةُ البشَرْ
    تشتفُّ ما لا تشتهي
    وغيرَ ما تريدْ
    مَا يَلْتوي عَنْهُ دويُّ اللهَبِ
    المسعورِ في الكِلاَبْ
    وتَلْتَوي قَنَاطِرُ الذُبَابْ
    مسعورةً، تشفُّ عَنْ شَرَرْ

    * * *

    يَحْتَرقُ التُّرَابْ!
    يَحْترِقُ الحَجرْ!
    لست أدري
    لستُ أدري
    كيف تصفو أسطري
    صفوة الوهجِ الطري
    أتراها انسكبت
    من دفقة الينبوع
    لفظًا ومعاني؟
    أم ترى صفّيت
    لفظًا ومعاني
    عبر عصرٍ يتمطى ويعاني
    ما يعانيه اجترارا
    في اجترارِ
    دون طعمِ الملح
    أو طعمِ البهارِ؟



    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    نشأت صقر
    محرر
    نشأت صقر


    الاقامة : الوطن العربي
    المشاركات : 146
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    مختارات من شعر خليل حاوي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مختارات من شعر خليل حاوي   مختارات من شعر خليل حاوي Icon_minitime29.04.11 20:22

    قصيدة : حب وجلجلة


    وأَنا في وحشَة المَنفَى
    مَع الداءِ الذي ينثرُ لَحْمي
    ومع الصمت وإِيقَاعِ السُّعالْ،
    أنفُض النومَ لَعلِّي أَتَّقي
    الكابوسَ والجِنَّ التي تحتلُّ جِسْمي
    وإِذا الليلُ على صدري جلاميدٌ،
    جدارُ الليلِ في وجهي
    وفي قلبي دخانٌ واشتعالْ،
    آهِ ربِّي! صوتهم يصرخُ في قبري:
    تعالْ!!
    كيف لا أنفضُ عن صدري الجلاميدَ
    الجلاميدَ الثقالْ
    كيف لا أصرعُ أوجاعي ومَوتي
    كيف لا أضرعُ في ذلٍّ وصمتِ:
    "رُدَّني، ربي، إِلى أرضي"
    "أعِدني للحياة"
    وليكن ما كانَ، ما عانيتُ منها
    محنةَ الصلب وأعيادَ الطغاة.
    غير أني سوف ألقى كل من أحببتُ
    مَنْ لولاهُمُ ما كان لي
    بعثٌ، حنينٌ، وتمنِّي
    بِي حنينٌ موجع، نارٌ تدوِّي
    في جليد القبر، في العرق المواتْ،
    بِي حنينٌ لعبير الأرضِ،
    للعصفور عند الصبحِ، للنبعِ المغنِّي
    لشبابٍ وصبايا
    من كنوزِ الشمس، من ثلجِ الجبالْ
    لصغارٍ ينثرونَ المرجَ
    مِنْ زهوِ خطاهمْ والظِّلالْ
    في بيوتٍ نَسيَتْ أَنَّ وراءَ
    السور مرجًا وظلال.
    أنتُمُ أَنتنَّ يا نسل إلهٍ.
    دمُهُ يُنبت نيسانَ التِّلالْ
    أنتُمُ أَنتنَّ في عمري
    مصابيحٌ، مروجٌ، وكفاهْ
    وأنا في حُبِّكمْ، في حبكنَّ
    - وفِدى الزنبق في تلك الجباهْ -
    أتحدَّى محنةَ الصَّلبِ،
    أُعاني الموتَ في حبِّ الحياهْ



    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    نشأت صقر
    محرر
    نشأت صقر


    الاقامة : الوطن العربي
    المشاركات : 146
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    مختارات من شعر خليل حاوي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مختارات من شعر خليل حاوي   مختارات من شعر خليل حاوي Icon_minitime29.04.11 20:23

    قصيدة : السجين


    أتُرى هلْ جُنَّ حسِّي فانطوى الرعبُ
    تُرى عادَ الصدى، عادَ الدُّوارْ؟
    مَن تُرى زحزح ليلَ السجنِ عن صدري
    وكابوسَ الجدار؟
    اَلكوى العميا يغطّيها
    سوادٌ رَطِبٌ، طينٌ عتيقْ
    اَلكوى ما للكوى تنشقُّ
    عن صبحٍ عميقْ
    وصدى يهزج من صوب الطريقْ:
    "هِيَ، والشَّمسُ، وضحكات الصغارْ،"
    "وبقايا الخِصبِ في الحَقْل البوارْ،"
    "كلُّها تذكر ظلِّي، تَعَبي"
    "كَفِّي المغَنِّي للبذار"
    "كلُّها تُغري وتُغري بالفرار".
    طالما أغرى الصدى قلبي وجفني
    طالما راوَغَني صوت المُغنِّي
    طالما أدْمَتْ يدي جدْرانُ سِجني
    طالما ماتَتْ على كيْد الجدارْ
    ردَّ باب السِّجنِ في وجه النهارْ
    كان قبل اليوم يُغري العفوُ
    أو يُغري الفرارْ
    قبلَ أن تصدأ في قلبي الثواني
    لا صدى تُحصيهِ، لا حمَّى انتظارْ
    قبل أن تمتصَّني عتمَةُ سجني
    قبْلَ أنْ يأكُلَ جفنيَّ الغبارْ
    قبلَ أنْ تنحلَّ أشلاءُ السَّجينْ
    رِمَّةً, طينًا، عِظامًا
    بعثَرتْها أرجلُ الفيرانِ
    رثَّت من سنينْ
    كيْفَ تلتمُّ وتحْيا وتلينْ،
    كيف تخضرُّ خُيوطُ العنكبوتْ
    تتَشهَّى عودَةً للمَوْتِ
    في دنيا تموتْ؟
    ما الذي يَهْذي تُرى؟
    صوتُ المُغنِّي
    لم يعد يخْدع كَفَّيَّ وجفني
    لم يعد يخدعني العَفوُ اللَّعينْ
    بعد أن رثَّت عظامي من سنينْ
    هل أخَلِّيها، أُخلِّيها وأمضي
    خاويَ الأعضاءِ وجهًا لا يبينْ
    شبحًا تجلده الريحُ
    وضوءُ الشمْس يُخزيهِ
    وضحكاتُ الصغارْ
    يتخَفَّى من جدارٍ لجِدارْ
    ردَّ باب السِّجْن في وجه النهارْ
    كان قبل اليومِ
    يُغري العفو أو يُغري الفرار



    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    مختارات من شعر خليل حاوي
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: فضاء الشعر العربي :: ديوان الشعر الحديث والمعاصر-
    انتقل الى: