للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلالطريقتين الشيخية و القادرية بين جنوب الجزائر وشرق المغرب 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5828 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 26 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 26 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    الطريقتين الشيخية و القادرية بين جنوب الجزائر وشرق المغرب Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     الطريقتين الشيخية و القادرية بين جنوب الجزائر وشرق المغرب

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    محمود ج
    زائر
    Anonymous



    الطريقتين الشيخية و القادرية بين جنوب الجزائر وشرق المغرب Empty
    مُساهمةموضوع: الطريقتين الشيخية و القادرية بين جنوب الجزائر وشرق المغرب   الطريقتين الشيخية و القادرية بين جنوب الجزائر وشرق المغرب Icon_minitime04.04.10 1:16


    الشيخية والقادرية -البوتشيشية طريقتان صوفيتان وجدتا المجال مناسبا للتواجد في المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر وفي شرقي المغرب الأقصى في فترات سابقة. ظهرت الأولى منهما في المنطقة الجنوبية الغربية على إثر ظهور عبد القادر بن محمد المعروف بسيد الشيخ المتوفى سنة 1616 م كمؤسس لطريقة صوفية بعد أن أخذ الإذن من شيخه محمد بن عبد الرحمن السهلي صوفي بلدة السهول بالجنوب الشرقي المغربي. وانتشرت طريقته بين قبائل المنطقة وفي شرقي المغرب أيضا على إثر التنقلات التي قام بها سيد الشيخ، وانتقال العديد من أتباعه إلى جهات عديدة. وقد ازداد إشعاع الطريقة بعد ظهور الشيخ بوعمامة زعيم الجهاد في الجزائر ابتداء من سنة 1881، وانسحابه إلى المغرب لاجئا، وتوطن خلفه في الجهة الشمالية الشرقية من المغرب.
    أما القادرية التي ستسمى في المغرب بالبوتشيشية، فقد ظهرت بعد استقرار سيدي بوتخيل، أحد خلف الشيخ عبد القادر الجيلاني، ببلدة اربا جنوبي البيض حاليا. ثم انتقال خلفه غربا ليبنوا بلدة عين الصفراء في القرن الخامس عشر. وفي القرن الثامن عشر خرج من هذه البلدة علي بن محمد البوتخيلي في اتجاه المغرب ليستقر في جبال بني يزناسن بالقرب من تغجيرت، ويؤسس زاوية صوفية تسير على نهج القادرية، ثم انتشرت في بقية البلاد المغربية وحتى في خارجها.
    وهكذا اشتركت المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر وشرقي المغرب الأقصى في تواجد طريقتين عملتا وما تزال تعملان على التواصل والترابط بين أبناء البلدين من خلال الزيارات والمراسلات واللقاءات بين الحين والآخر، وهو نموذج حي لترابط البلدين ووحدة مصيرهما حاضرا ومستقبلا


    **
    الطرق الصوفية ظاهرة إسلامية لا تعترف بالحدود السياسية بين الدول والشعوب، ولا بالقوميات والإثنيات، وهي أوسع مجالا من الوطنية الضيقة، بل هي أفسح ميدان يعبر فيه المريد عن شجونه ويتحرر بها من خصوصياته الضيقة في سبيل خصوصيات جماعية هادفة؛ إذ من أهدافها الجمع لا الُفرقة والألفة لا التشرذم.
    وها هي بلدان المغرب العربي، ورغم انقساماتها السياسية والإدارية؛ هي وحدة متكاملة أرضا وشعبا في الماضي والحاضر، ذاقت الأفراح والأتراح كجسم واحد، وعاشت شعوبها الأوضاع نفسها على مر العصور والأزمان. وهي بلدان تجمعها عوامل كثيرة ومتعددة، ذات موروث ثقافي مشترك وذاكرة جماعية واحدة، تظهر على أشكال مختلفة يراها المجتمع المغاربي، موافقة لخصائصه ومحققة لمطامحه المشروعة ومنسجمة مع المرحلة التاريخية.
    فالبلاد المغاربية ليست فضاء جغرافيا فحسب، بما تحمله من مظاهر طبيعية مشتركة ومتكاملة، بل هي صيرورة تاريخية "تضافرت في تكوينها ديناميات الانتماء إلى الدين والتاريخ المشترك، والتطور ضمن مجتمعات تحكمها مقومات الوحدة والتماثل أكثر من مظاهر الفرقة والتباين."
    لقد حمل الإسلام إلى المنطقة دينا سماويا موحدا ومكملا للديانات السماوية السابقة، وبلغة واحدة بلورت فكر الجميع وأشركته في أصول ثقافية واحدة. لقد عدل الإسلام من بعض المسارات الدينية وال عقدية والسلوكية دون أن ينكر وجودها الجذري، ولكنه وفي الوقت نفسه، أوجد ظواهر جديدة هي من خصوصيات هذا الدين.
    والطرق الصوفية كظاهرة إسلامية هي إحدى عوامل التوحد بين الشعوب المغاربية التي لن تتأثر بالمسارات السياسية والتغيرات الآنية، بل هي سفينة النجاة التي يمكن اللجوء إليها عندما تغيب النوايا السياسية. وسنتعرض لطريقتين كنموذج لهذا التوحد الواقع، وهما الشيخية والقادرية اللتان لهما علاقة وطيدة بالمنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر وبشرقي المغرب الأقصى.
    التعريف بالطريقتين:
    كانت المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر بعيدة نوعا ما عن المناطق الشمالية التي كانت مسرحا لمختلف التغيرات السياسية بين الدويلات التي ظهرت في البلاد المغاربية بعد عملية الفتح الإسلامي.
    وقد يكون ذلك أحد أسباب اختيارها مكانا لاستقرار بعض الطرق الصوفية، كانت أولها الطريقتان القادرية والشيخية اللتان وجدتا المناخ مناسبا للانتشار، وبخاصة بسبب النسب الشريف لكل من مؤسسي الطريقتين. فالشيخية ينتسب مؤسسها عبد القادر بن محمد إلى أبي بكر الصديق الخليفة الأول للرسول صلى الله عليه وسلم. أما الطريقة القادرية فينتسب مؤسسها عبد القادر الجيلاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة الزهراء، ولذلك فإن الشيخية والقادرية طريقتان متأصلتان في المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر، ظهرت كلتاهما بها منذ أزيد من ثلاثة قرون. فمن هما الطريقتان؟
    أولا: الطريقة الشيخية
    هي فرع من فروع الطريقة الشاذلية، ظهرت بين خلف سيدي سليمان بن بوسماحة، أحد تلاميذ الشيخ أحمد بن يوسف الملياني الراشدي، على يد حفيده عبد القادر بن محمد، المعروف ب "سيد الشيخ" والمتوفى سنة 1025 ه/ 1616 م بالأبيض سيد الشيخ ولاية البيض حاليا.
    تعلم عبد القادر بن محمد على يد أبناء عمومته الذين اشتهروا بشرقي المغرب وبالجنوب الغربي الجزائري كمرابطين بوبكريين،يكن لهم سكان المنطقتين كل الاحترام والتقدير، لِما تميزوا به من مكانة اجتماعية منذ استقرارهم هناك. وقد أخذ عبد القادر بن محمد الطريقة عن شيخه محمد عبد الرحمن السهلي من بلدة بوذنيب المغربية. هذا الأخير الذي أخذ الطريقة هو بدوره عن الشيخ أحمد بن يوسف الملياني الراشدي.
    أوصى سيد الشيخ خلَفه ومريديه بإتباع الطريقة الشاذلية، وألف "الياقوتة"، وهي عبارة عن قصيدة منظومة تتكون من 178 بيتا، أبرز فيها تجربته الصوفية ومعراجه الروحي، والتي يبتدئها بقوله:
    بدأت ِباسم اللهِ َقصدًا لِنَجح ما == أروم من استفْتاح َنظْم الَقصيدة
    وأهدي صلاًة ثم أز كى َتحية== على المجتبى الهادي َ شفيع البرية
    صلاًة وَتسليمًا َ كثيرًا مجددًا== إحاطة علْم اللهِ في ُ كلِّ َلحظة.
    وقد علل تسمية القصيدة ب "الياقوتة" بقوله:
    وسميتها الياقوت رفعا لقدر ما == تسلسل فيها من شيوخ عديدة
    معرفة لشأنهم وطريقهم == وأسمائهم ذوي الأحوال الشريفة.

    وفي بلدة فكيك اهتم سيد الشيخ بتكوين المريدين، بعد أن أنشأ زاوية تدعى "العباد" تيمنا ب عباد سيدي بومدين بتلمسان، ولم ينس شي َ خه محمد بن عبد الرحمن، بل داوم على زيارته حيا وزيارة ضريحه بعد مماته، وتقديم "الزيارات" له ولخلفه من بعده. 3 واستمر على ذلك خلفه من بعده إلى اليوم يقدمون "الزيارة" لخلف شيخ جدهم (أولاد بن عبد الرحمان). قام سيد الشيخ بأسفار كثيرة سواء في الجزائر أو في المغرب، فزار فاس وفكيك وتلمسان ووهران، وزار قبائل بني عامر في منطقة سيدي بلعباس، وزار عين ماضي بالقرب من جبل العمور، وزار قورارة حيث الحاج بلقاسم مؤسس الزاوية، التي تحمل الاسم نفسه، وزار توات وتافيلالت والجزائر.
    وبعد وفاته ببلدة ستيَتن سنة 1616 م، دفن بالحاسي الأبيض الذي حمل منذ هذا التاريخ اسم "الأبيض سيد الشيخ"؛ من حيث أنشأ خلفه زاوية في هذه البلدة. وقد اكتسبت هذه الزاوية شهرة واسعة باعتبارها زاوية أصيلة للطريقة الشيخية، لوجود ضريح مؤسسها في البلدة، والتي ما تزال تستقبل الزوار وتقدم لهم المأوى والإطعام تحت إشراف الشيخيين والأتباع.
    لقد كان سيد الشيخ ذا صيت ونفوذ واسعين، شملا مناطق عديدة، وتبعته معظم القبائل في الجنوب الغربي الجزائري وجنوب شرقي المغرب. ويعترف أبو محلي الفيلالي صاحب زاوية بني عباس 1593 م، وأحد تلاميذ الزاوية الشيخية ومن أنجح خريجيها، والذي أصبح فقيها متمكنا وأديبا بارعا) ومن دهاة السياسة، 5 أن صيت الشيخ عبد القادر بن محمد قد بلغ الآفاق إلى قبائل بني يزناسن وإلى الأغواط وغيرها، وتبعا لهذا النفوذ كان السعديون بالمغرب يسالمونه وربما كان بينهما تراض ضمني
    يقول الشيخ عبد الحاكم، أحد حفدة سيد الشيخ وزعيم الطريقة الشيخية في الفترة من سنة 1935 إلى سنة 1966، في إحدى مخطوطاته التي يحتفظ بها ابنه سي حمزة شيخ زاوية عين بني مطهر، ما يلي: "..فإن الطريقة التي هي منسوبة إليه (سيد الشيخ) رضي الله عنه المستمدة من شيوخ عدة، المنتهين في رياسة هذا الفن. وقد أخذ عنهم رضي الله عنه حسبما نوه به وبمراتبهم السامية، وشهرتهم تغني عن طول تعريفهم، وهي طريقة "خلوتية بوبكرية " ولكن لها اتصال وفروع شذولية. وأن هذا الأستاذ له شهرة وذكر وصيت ذائع في أركان المعمورة، وقد كان الشيخ مربي المبتدئين وإمام السالكين، وترك تلامذة وفقراء لا يحصي عددهم إلا الله." ويشير الشيخ المذكور إلى العدد الكبير من الفنون وما يسميه بالكنوز التي تركها سيد الشيخ، والتي ضاعت بسبب الفتن والاضطرابات، وأنه لم يعتن بها أحد من أنجاله وأتباعه لاقتصادهم في العلم وحبهم للرياسة.
    وقد توالى على زعامة الطريقة أبناء سيد الشيخ وأحفاده عهودا طويلة، إلا أن أغلبهم كانت ميوله إلى الرياسة أكثر من ميوله الدينية لنشر الطريقة والعمل لتمكينها. إلى أن انتقلت المشيخة إلى بوعمامة بن العربي بن التاج بن الحرمة في نهاية القرن التاسع عشر. لذلك يعتبر الشيخ بوعمامة المجدد
    الحقيقي للطريقة في العصر الحديث، فقد أخذ الطريقة عن شيخه محمد بن عبد الرحمن، أحد مقدمي الشيخية في بلدة بني ونيف، وهو الذي أشار عليه بالاستقرار في بلدة مغرار وتأسيس زاوية شيخية هناك، وذلك حوالي سنة 1875 إحياء لزاوية الجد "سيد الشيخ". في بلدة مغرار التحتاني حاول الشيخ بوعمامة أن يوحد كلمة أولاد سيد الشيخ بعد أن تفرقت كلمتهم عقودا طوالا. يقول أحد الرواة الشيخيين: إن الشيخ بوعمامة كان يدعو إلى الخير وإلى نبذ الخصام والفرقة، ولكن بقية زعماء أولاد سيد الشيخ كانت لهم أطماع كبيرة في الجاه والسلطة. وقد عمل الشيخ بوعمامة على تجديد الطريقة وإحيائها، بعد أن كادت تنمحي بسبب الصراع بين طوائف أولاد سيد الشيخ حول الزعامة ومختلف الأمور المادية. كما بنى الشيخ زاوية هناك بمساعدة سكان البلدة، وأعلن أنه مرتبط دائما بالشيخية، أي أنه لم يبدع طريقة جديدة، كما لم يعلن عن انفصاله عنها.
    بل أعلن أنها "شيخية عمامية" متفتحة لكل المسلمين بدون تحفظ ولا تمييز لمواجهة الخطر الخارجي، ويمكن لأي كان الانتساب إلى طريقة أخرى، وعلى الطرق جميعها أن تجابه المحتل موحدة.
    وقد التف حوله المريدون من مختلف القبائل، واكتسب سمعة حسنة بين هذه القبائل في القسم الجنوبي الغربي من الجزائر، لتواضعه وتقواه ولأخلاقه الطيبة. وتوالت عليه الوفود من كل جهة تبتغي الانتساب للطريقة، وهي تحمل معها الهدايا والزيارات ابتغاء دعوات الخير، فاتسعت الصلات وتوثقت مع مختلف الطوائف.
    وقد حمل الشيخ على عاتقه بعد سنة 1881 وحتى وفاته سنة 1908، مهمتين عظيمتين: مهمة الحفاظ على الطريقة ونشرها ومهمة الجهاد في سبيل الله ضد الاستعمار الفرنسي الذي غزا بلاد المسلمين في . الجزائر منذ سنة 1830
    ثانيا: الطريقة القادرية:
    تنسب الطريقة لقادرية إلى العالِم والولي الصالح عبد القادر الجيلاني دفين بغداد سنة 561ه/1166 م، وللشيخ عبد القادر الجيلاني مكانة سامية في الوجدان الشعبي الجزائري بخاصة والمغاربي بعامة. كما أن طريقته هي أول الطرق الصوفية ظهورا وأوسعها انتشارا. ورغم تعدد الطرق الصوفية في
    الجزائر، إلا أن مكانة القادرية تبقى في مركز سام، وتحظى بالاحترام والتبجيل من قبل أتباع
    الطرق ومن غيرهم. والشيخ عبد القادر الجيلاني من ذرية فاطمة الزهراء من ولدها الحسن بن علي، كما تذكر أغلب المصادر.
    يغطي أتباع الطريقة القادرية القطر الجزائري كله، وعين الصفراء من ولاية النعامة، هي إحدى هذه الأقاليم التي لا يقتصر فيها تواجد مريدي الطريقة، بل بها سلالة من سلالات الشيخ عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة. إنهم ذرية "سيدي بودخيل،" وهم، حسب أكبر الظن، أول من بنى هذه البلدة في القرن التاسع الهجري/الخامس عشر ميلادي. وهم مجموعة متناسلة عن سيدي بوتخيل. فمن هو سيدي بوتخيل وما صلته بالشيخ عبد القادر الجيلاني؟
    نسب سيدي بوتخيل يذكر صاحب كتاب "سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول" أن من القادريين "فرقة بني سنوس يقال لهم أولاد شعيب، ومن أولاد شعيب فرقة بولهاصة يقال لهم أولاد محمد الأشهب، فهم أولاد عبد الرزاق، والجد الجامع ل ُ شعبهم هو الحسن بن شعيب بن علي بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن لقمان بن محمد بن عبد الرزاق بن الغوث مولانا عبد القادر الجيلاني." ويضيف: "ومن أولاد لقمان فرقة بزمورة ُتعرف بأولاد أبي شيبة. قال الشيخ الورتلاني: ولا شرفاء بزمورة إلا أولاد بوشيبة. ومن أولاد سيدي عبد الرزاق فرقة بالعين الصفراء تعرف بأولاد سيدي محمد ابن بودخيل، ومنهم شرذمة بتلمسان ودويرات بقصر أربا بإزاء أبيض سيد الشيخ. منهم الآن( 1929 ) الوجيه الزي الأ جل التقي الأكمل آغا السيد أحمد بن محمد بن عفان وصنوه المبجل القايد السيد المولود وصنوه المحترم القايد السيد بودخيل."
    ويذكر القاضي بلهاشمي بن بكار في كتابه عن الحسب والنسب والتاريخ والأدب..، أن من أولاد شعيب وأولاد لقمان أهل زمورة، ويضيف أن "منهم فرقة في الصحراء ومنهم فرقة في ولهاصة يقال لهم أولاد شعيب بن محمد، ومنهم فرقة بالعين الصفراء يقال لهم أولاد سيدي محمد بوتخيل، ومنهم فرقة في جبل بني يزناسن يقال لهم أولاد بن عيني وهم صرخة واحدة.."
    ويتفق الكاتبان من خلال المرجعين المذكورين في النسب الشريف لأولاد سيدي بوتخيل بالعين الصفراء وربطهم بشيخ الطريقة القادرية عبد القادر الجيلاني.
    أما سلسلة نسب عبد القادر الجيلالي بفاطمة الزهراء فيذكر الهاشمي بن بكار السابق الذكر أن عبد القادر الجيلاني هو "ابن صالح بن موسى بن يحي الزاهد بن محمد بن داود بن موسى الجوني بن محمد بن عبد الله المحضي بن محمد بن موسى بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم." ويذكر السلسلة نفسها: أحمد الشباني الإدريسي في كتابه: "مصابيح البشرية في . أبناء خير البرية" مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1987، ص: 282
    سيدي بوتخيل وخلفه في الجنوب الغربي الجزائري يذكر بعض رواة العائلة البوتخيلية أن سيدي بوتخيل هذا قدم من المغرب الأقصى، ويقول أحد الفرنسين بل جاء من زمورة –ولاية غليزان حاليا - عاش سيدي بوتخيل في المنطقة الجنوبية الغربية معززا مكرما بين السكان، باعتباره شريفا وارثا لبركة جده الشيخ عبد القادر الجيلاني دفين بغداد،في زمن تواجد بني عامر بالمنطقة، وإلى جواره عاش أبناء سيدي سليمان بن بوسماحة البوبكريين بنواحي الشلالة وأربا والأبيض سيد الشيخ.
    وقد وقعت مصاهرة بين سيدي بوتخيل والشيخيين، حيث زوج سيدي بوتخيل ابنته كلتوم لسيدي أحمد المجدوب ابن سيدي سليمان بن بوسماحة. وسيدي أحمد المجدوب هذا هو عم عبد القادر بن محمد المعروف ب سيد الشيخ زعيم الطريقة الشيخية.
    وبعد حياة من الترحال بين بلدة البُنود وأربوتْ (من ولاية البيض) وافت المنية سيدي بوتخيل، ودفن باربا التحتانية، في القرن السادس عشر، ومن المعروف أن سيدي أحمد المجدوب، المذكور آنفا، كان قد توفي حوالي سنة 1570 م/ 978 ه. فمن المرجح أن وفاة سيدي بوتخيل تكون قبيل وفاة صهره أحمد المجدوب.
    وتأسست حول ضريحه زاوية قادرية انجذبت إليها أرواح الناس، وذاع صيتها في المنطقة الجنوبية الغربية، إلا أن الخلاف دب بين طائفتي أولاد سيدي سليمان بن بوسماحة وأولاد سيدي بوتخيل حول تبعية أحد أهم آبار المنطقة المعروف آنذاك بالحاسي الأبيض، واصطدم الطرفان لعدة سنوات، ثم افترقا بانسحاب أولاد سيدي بوتخيل من اربا نحو المكان الذي سيبنون فيه عين الصفراء.
    وقد بنوا بلدتهم هذه على الشاكلة نفسها التي بَنى بها سكان القصور مساكنهم قبل مجيء الإسلام. تذكر إحدى المخطوطات أن سنة استقرار أولاد سيدي بوتخيل في عين الصفراء كان في شهر الله رجب من سنة 810 م، . وقد بقي إلى جوار ضريحه في اربا التحتانية بعض خلفه الذين يدعون ب "العفافنة"، أبناء عفان بن محمد بن سيدي بوتخيل، والذين ذكرهم صاحب كتاب سلسلة الأصول السابق الذكر

    انتقال الطريقتين الشيخية والقادرية إلى المغرب الأقصى:
    أولا: الشيخية:
    كانت الحركة الجهادية التي قادها الشيخ بوعمامة ابتداء من سنة 1881 أحد أسباب انتقاله وهجرته إلى المغرب الأقصى في مطلع القرن العشرين هو وأتباعه من أولاد سيد الشيخ ومن مختلف أتباع الطريقة ومجاهديه في الحركة الجهادية التي قادها في نهاية القرن التاسع عشر. وبعد أن رفضت السلطات المغربية استقراره في بلدة فكيك انتقل الشيخ إلى نواحي وجدة تلبية للعرض الذي قدمه له الثائر الجيلالي الزرهوني/بوحمارة للوقوف إلى جانبه في مواجهة السلطان عبد العزيز، ظنا من الشيخ أن الثائر هو مولاي امحمد المبعد عن السلطنة من قبل أخيه، وذلك بحسب ادعاء هذا الثائر نفسه.
    وبعد وفاته سنة 1908 خلفه على زعامة الطريقة ابنه البكر سيد الطيب، وانتقلت المشيخة بعد وفاة سيد الطيب سنة 1933 إلى ابنه سي عبد الحاكم حتى سنة 1966 ليتقلدها سي حمزة ابن هذا الأخير.
    وقد عمل هؤلاء الشيوخ على التمكين للطريقة في المغرب والجزائر عن طريق التجوال بين القبائل والأعراش والسهر على لم الصفوف وتوحيد الكلمة في مختلف مراحل حياة سكان البلدين. وكان لتواجد العديد من أولاد سيد الشيخ ومن مريدي الطريقة بالمغرب أثر إيجابي في توسيع نشاط الطريقة، ذلك أن الكثير من هؤلاء كانوا متواجدين بالمغرب منذ ما قبل هجرة الشيخ بوعمامة سواء في عهد سيد الشيخ أو على إثر المصادمات وسوء التفاهم الذي كان سائدا بين مختلف طوائف أولاد سيد الشيخ. وقد جاءت معاهدة سنة 1845 بين السلطات المغربية والسلطات الفرنسية لتثبت تبعية أولاد سيد الشيخ الغرابة للمغرب وتجنسهم بالجنسية المغربية.

    ثانيا: القادرية-البوتشيشية:
    أ- البوتشيشية في المغرب الأقصى:
    تعود نشأة الطريقة القادرية -البوتشيشية إلى القرن الثامن عشر، حين خرج من عين الصفراء علي بن محمد البوتخيلي الذي استقر في جبال بني يزناسن بالقرب من تغجيرت، وواصل سلوك طريقة أسلافه القادريين، والتف حوله الأتباع يقيمون الأذكار والابتهالات على الطريقة القادرية.
    وقد أصيبت البلاد المغربية في عهد علي بن محمد المذكور، بجائحة أهلكت الحرث والنسل، ولم تتمكن السلطات الحكومية من كفاية حاجات الناس، فقام الشيخ علي بن محمد بما يجب أن يقوم به المسلم تجاه أخيه المسلم من تفري ٍ ج لل ُ كرب باستقبال الجائعين من فقراء المنطقة، وكانت وجبة الحساء المعدة من الشعير هي الوجبة التي كانت متوفرة، وتسمى ب "الدشيشة"، وقد تسمى الشيخ تبعا لذلك ب بودشيشة، لتصبح الكلمة لقبا عائليا وتسمية للطريقة نفسها: "الطريقة البوتشيشية."
    وبعد وفاة علي بن محمد خلفه ابنه امحمد ثم المختار الأول فالمختار الثاني. هذا الأخير الذي بنى مسجدا قرب الزاوية، وكانت له صلة حميمية وودية بالأمير عبد القادر خلال مرحلة المقاومة الجهادية لهذا الأخير، والأمير نفسه كان على نهج الطريقة القادرية، وقدم له ما استطاع من المئونة والراحة حين كان الأمير في أمس الحاجة إلى المساعدة بعد أن لجأ إلى المغرب على إثر ضعف قوته في مواجهة العساكر الفرنسية المتزايدة، وهو نوع من صلة الُقربى وأُ ُ خوة الدين والوطن، إلى جانب دعم الجهاد والنضال ضد قوة استعمارية كافرة ظالمة. إلا أن هذا الود لم يستمر طويلا، إذ يذكر صاحب كتاب تحفة الزائر ما جرى للأمير بعد أن ساءت العلاقة بينه وبين السلطان عبد الرحمن، وبخاصة في شهر ديسمبر 1847، ويقول: "وأما الأمير فإنه لما وصل إلى بني خالد نزل على أستاذهم الشيخ مختار بودشنيش(كذا) في بلده تفجيرت(كذا)، وكان قبل ذلك من أصدقاء الأمير، فظن فيه أنه يقوم بشأنه، فإذا به رأى منه ما أنكره، وبلغه عن قومه ما أنذره وحذره.."
    لقد كسبت منطقة مداغ مكانة هامة على إثر استقرار البوتشيشيين، وتمكنت الزاوية –كما يذكر أحد الكتاب المغاربة- "من أن تكون في مصاف أكبر التجمعات الصوفية في العالم، وتبعا لذلك لابد من الاعتراف هنا بأن آل بوتشيش كان لهم أكبر الفضل في ذلك، حيث أضحى اسم الطريقة البوتشيشية في ذاكرة المريدين وغير المريدين من داخل الوطن وخارجه مقرونا باسم موقع مداغ. ولم يتحقق هذا بين لحظة وأخرى، وإنما استغرق زهاء قرن من الزمن، أي منذ أن اقتنى شيخ الزاوية المختار بوتشيش في نهاية القرن التاسع عشر ملكا بالمكان المسمى آنذاك عين مداغ. وكان آنذاك مقر الزاوية بجبل بني يزناسن،" في وسط قبيلة بني خالد، وقد ُنقل مقر الزاوية على عهد الحماية الفرنسية إلى مدينة أحفير بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية. و"تفتحت لأذكارها أفئدة العامة والمثقفين ولمحافلها اشرأبت الأعناق وشدت الرحال."
    ويذكر أحد الكتاب المغاربة في العصر الحاضر أن "الدارسين للطريقة البودشيشية يردون سبب انتشارها السريع وقدرة شيخها على التربية والتوجيه، إلى ما اكتسبه المجدد سيدي بومدين من أنوار وأسرار وأحوال متنوعة من مصادرها المتعددة مع التزام الأدب مع الأشياخ..."
    وتحيي الزاوية البوتشيشية الأعياد الدينية بشكل ملفت، وبخاصة المولد النبوي وليلة القدر، وأضحى تجمعها مشهورا في بلاد المغرب. يذكر عكاشة برحاب، وهو أحد المؤرخين المغاربة أن الطابع الصوفي طغى على الموقع، بعد أن كان معروفا بالفلاحة فقط، بين أهالي المنطقة الشرقية من المغرب. وقد انتشرت فروع الطريقة، كما يذكر المؤرخ المغربي نفسه، في جل ُ كبريات المدن أوفي منتصف القرن العشرين انقسمت الزاوية إلى قسمين: زاوية قادرية بوتشيشية بأحفير، وزاوية بوتشيشية أخرى في مداغ، وقد أخذت هذه الأخيرة تربط صلاتها بالطريقة العليوية بالجزائر في عهد الشيخ بومدين الذي أخذ الطريقة العليوية، عن شيخه أحمد بن عليوة الجزائري، في عهد الشيخ بومدين ثم العباس من بعده، مثلما يذكر المؤرخ المغربي عكاشة بن رحاب. أما الكاتب المغربي أحمد الغزالي الذي اتصل بشيوخ الطريقة فينفي تبعية الزاوية للطريقة العليوية، بل يعتبر اللقاء الذي تم بين الطرفين لا يعبر عن التبعية أو التلمذة، بقدر ما يعبر عن لقاء حصل بين رجال التصوف من أجل التبرك أو التماس الدعاء الصالح أو نصيحة من النصائح.أما شيوخ الزاوية القادرية منذ تأسيسها إلى اليوم هم على التوالي: علي بن محمد―امحمد بن علي―المختار الأول―المختار الثاي―محي الدين―المختار الثالث―ابنه المكي―المصطفى –علي. وفي . قرية مداغ تداول على المشيخة: بومدين بن المنور―العباس بن المكي--- -حمزة بن العباس منذ 1972المغربية، بل أقيمت لها فروع خارج الحدود، وبخاصة في أوربا، وتحول موقع مداغ من اسم لموقع إلى عَل ٍ م مشهور َت عدت شهرته حدود الأراضي المغربية. ويذكر الكاتب المغربي أحمد الغزالي أن موسم البودشيشيين يقام بمدينة بركان بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث تقام ندوات علمية، يقصده الزوار من مختلف جهات المغرب الأقصى. ويعتبر الكاتب نفسه الموسم ظاهرة متميزة في مغرب اليوم، ويضيف أن الموسم استأثر "باهتمام وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة بشكل منقطع النظير، يحضره عشرات الآلاف من المريدين والمريدات من مختلف الأقطار."
    - وقد شهد الشيخ المختار الثاني ثورة الجيلالي الزرهوني على السلطان مولاي عبد العزيز بين 1902 1909، وكان الشيخ بوعمامة، زعيم الطريقة الشيخية آنذاك وحامل لواء الجهاد، قد استقر بالمغرب الشرقي بعد أن جاءته مكاتبات الثائر المغربي تدعوه للوقوف معه ونصرته في وجه الفاسدين أعوان الغرب الظلمة المستعمرين.
    ومن المعروف أن السلطان مولاي عبد العزيز كان قد رفض مساعدة الشيخ بوعمامة مثله في ذلك مثل والده مولاي الحسن الأول، الذي لم يستجب لطلبات الشيخ بوعمامة في الدعم والمساندة المادية والمعنوية. وهكذا ناصر الشيخ بوعمامة الثائر المغرب ي، وحارب إلى جانبه السلطان المغربي على أساس محاربة كل من يتعاون مع النصارى. أما المختار الثالث بن محي الدين الذي عاصر التدخل الفرنسي في مطلع القرن العشرين؛ فقد وقف مع السلطان المغربي باعتباره صاحب السلطة الشرعية في البلاد، والذي يجب نصرته والوقوف في صفه، لهذا لم تكن علاقة الشيخ البوتشيشي بالرجلين السابقي الذكر على ما يرام.


    ب - البوتشيشية في الجزائر:
    لقد انتقلت البوتشيشية إلى الجزائر وبالأخص إلى المنطقة الحدودية القريبة من المغرب في بلدة بو عدال بلدية سوق الثلاثاء دائرة باب العسة ولاية تلمسان، على يد الشيخ صوفي محمد بن 2004 )، الذي أسس الزاوية بمنطقة مسيردة في الخمسينيات من القرن العشرين ببلدة - قدور( 1914 سوق الثلاثاء، والذي كان تابعا للطريقة البوتشيشية منذ سنة 1937 . وللطريقة أتباع في العديد من مدن الغرب الجزائري، يلتقي الأتباع لقراءة القرآن والحضرة والاستماع إلى الدروس، كما تحي الزاوية محليا المولد النبوي وذكرى وفاة الشيخ المؤسس في السابع عشر( 17 ) من شهر ذي الحجة من كل عام، بحسب تصريح الشيخ الحالي صوفي عبد الحفيظ بن محمد.
    هو المختار الثالث بن محي الدين ابن المختار الثاني ابن المختار الأول ابن امحمد بن محمد بن علي. هذا الأخير الذي قدم من عين الصفراء، وهو الذي لقب بالبوتشيشي.
    وتقوم الزاوية بتحفيظ القرآن الكريم لمجموعة من الطلبة، بلغ عددهم هذه السنة 2008 طالبا، يقوم بتعليمهم معلم معين من قبل مديرية الشؤون الدينية لولاية تلمسان.
    عوامل التآلف وطرق التكاتف والترابط:
    تمثل الطريقتان الشيخية والقادرية-البوتشيشية إحدى عناصر الوحدة الروحية بين شرقي المغرب ومنطقة الجنوب الغربي الجزائري. والمنطقتان متجاورتان، تضم في بعضها أفرادا ينتسبون إلى عرش واحد نتيجة التقسيم الاستعماري المجحف أو بسبب هجرة بعضهم إلى المغرب –كما ذكرنا – لظروف معينة، كما تضم في بعضها الآخر أفرادا من مختلف الفئات والمشارب، انتسبوا إلى هذه الطريقة أو تلك، وأصبحوا مريدين أتباعا يذكرون الله على طقوس معينة وأذكار مشتركة، ويذبون عن طريقتهم بكل جد.
    فالشيخية المتواجدة مقرها بعين بني مطهر يشرف على تسييرها شيوخ شيخيون بالنسب(سيد الشيخ). توالى عليها خلف الشيخ بوعمامة، منذ استقرار هذا الأخير هناك في مطلع القرن العشرين وبخاصة منذ سنة 1904، حين كانت عبارة عن زاوية متنقلة تحت الخيام خلال تنقل صاحبها الشيخ بوعمامة في هجرته إلى المغرب، ثم استقراره ببلدة عيون سيدي ملوك غربي وجدة. وفي سنة 1911 نقل سيد الطيب بن بوعمامة الزاوية إلى المكان الحالي المتواجد بالقرب من بلدة عين بني مطهر.
    وقد تواصل الاتصال بين مريدي الطريقة في الجزائر والمغرب ذهابا وإيابا، إما نحو زاوية الأبيض سيد الشيخ بجوار ضريح سيد الشيخ أو زاوية ماجنطة بولاية سيدي بلعباس حيث أسس سيد التاج بن المنور(المتوفى سنة 1944 ) زاوية شيخية في عهد سيد الطيب بن بوعمامة، كما أسس الشيخ محمد بن الحاج بحوص(المتوفى سنة 1954 ) زاوية الموحدين بدائرة الرقاصة بولاية البيض في الفترة التاريخية نفسها، أي في حياة سيد الطيب بن بوعمامة. ومن الجزائر كانت تتجه وفود الزوار نحو الزاوية المقامة بعيون سيدي ملوك أو نحو زاوية عين بني مطهر بالمغرب الأقصى.
    وقد عمل هؤلاء وأولئك على نشر الطريقة وربط الاتصال بين الأتباع في الجزائر والمغرب، باستقبال الوفود الزائرة وبالمراسلات. ومن شيوخ زاوية عين بني مطهر من زار الجزائر كسيد الطيب خليفة الشيخ بوعمامة على الطريقة الذي حل بها سنة.1927 ومنهم سي حمزة بن عبد الحاكم بن الطيب الذي يتردد باستمرار على الجزائر للاتصال بالمريدين أو لتنصيب زوايا ومقدمين جددا، وكانت آخر. زياراته للجزائر حسب علمنا قد تمت سنة2006 وللشيخيين المغاربة إخوان لهم وبني عمومة جزائريين لهم علاقة وطيدة معهم. وقد فرضت الأوضاع السياسية المختلفة على العديد من مواطني هذا البلد أو ذاك من أن يقوموا بدور نضالي مزدوج، مرة مع هذا وأخرى مع ذاك. لذلك كثيرا ما وجدنا مواطنين كانوا من رواد الحركات التحررية في كلا البلدين. كما دعم الشيخ عبد الحاكم بن سيد الطيب، زعيم الشيخية بعين بني مطهر، الثورة التحريرية الجزائرية بتسليمها فرعا من الزاوية بالمكان المسمى غفورية بالقرب من بلدة عين بني مطهر كمركز للمجاهدين في الفترة ما بين 1958 و1962، وبجوار المكان سمح للثورة باستغلال أراض مسقية( 13 هكتارا)، وسلمها تسعة وثلاثين بيتا لاستغلالها وفق حاجات المجاهدين.
    أما القادرية -البوتشيشية ذات الأصل الجزائري، فقد انتعشت في المغرب الأقصى وازداد إشعاعها في تلك الربوع وحتى في خارج القارة الإفريقية، فمن عين الصفراء انتقلت إلى المغرب بنواحي وجدة، لتعود ثانية إلى المنطقة الحدودية الجزائرية بمسيردة.
    وهو دليل آخر على ذلك التوحد والتفكير المشترك بين الشعبين الجزائري والمغربي، وبخاصة لدى أتباع الطرق الصوفية الذين لا يعترفون بالحدود السياسية كعامل مفرق بين الإخوة، فحيثما واَتت الظروف كان الاستقرار وكان التجمع. وكل فرد من الشعبين يستحضر في ذهنه لتراث مشترك ومقومات انتماء إلى المشروعية العربية الإسلامية. كل هذا يؤدي إلى بلورة وعي جماعي بضرورة التنسيق والوحدة من أجل التضامن والتكاتف سواء تم ذلك في العهد الاستعماري لمقاومة الآخر وصيانة الأنا، أو في الحاضر لمواجهة أسباب الفرقة والتنابذ محليا، أو لمواجهة الغزو الأجنبي في عالم يسطر عليه الكبار من خلال العولمة الهادفة إلى القضاء على الهويات المحلية، وربط مصيرنا بصيغ دولية عنصرية تحت مسميات عدة من الشرعية الدولية والقانون الدولي، تلك التي اسُتحدثت لتمرير مخططات سيادة المشروع الغربي في العالم؛ فنحن إذن إزاء قضايا تهدد وجودنا الإنساني فضلا عن تهديدها لقيمنا وتأثيرها في مجرى حياة شعوبنا ومحاولاتها إلغاء نموذجنا الحضاري.
    ومما يجمع شعوب المغرب العربي هو ذلك الإحساس بالانتماء إلى شخصية تاريخية تكونت على قاعدة عربية إسلامية، وأيضا على أرضية وعي الوجود ضمن منطقة جغرافية ظلت لمدة طويلة تشكل وحدة سياسية وثقافية وبشرية.
    لقد كانت الطرق الصوفية في العهد الاستعماري أهم مؤسسة واجهت الاستعمار وحافظت على الشخصية الوطنية وبخاصة في الجزائر التي طال فيها ليل الاستعمار الهادف إلى قطع كل صلة للشعب الجزائري بأصوله الحضارية. لقد تجدد الإسلام ومقوماته، فكان الجهاد، ليس لتوسيع رقعة البلاد الإسلامية، بل "باعتباره رد فعل على واقع الاحتلال بالجزائر وأداة لرفع الإحباط الناجم عن الهزائم الممهدة لترسيم الاستعمار في كل من تونس والمغرب الأقصى، وهكذا غدا الموضوع الأكثر نجاعة لتوتير وجدان المغاربة وإيقاظ وعيهم بضرورة مقاومة الاستعمار ومناهضة أساليبه."
    لقد كان الاستعمار قبل كل شيء اعتداء على الدين ومساس بعزة الإسلام، والطرق الصوفية هي حامية الدين الذائدة عنه في كل وقت وحين. ولأن المجابهة كانت بين عقيدتين مختلفتين وتراثين ثقافيين متناقضين كانت العزيمة صلبة والمواجهة ذات حدة. وكان هذا هو المناخ الفكري والنفسي الذي وسم شعور المغاربة عامة وطبع وجدانهم، وهم يتلقون حدث الاستعمار ويعايشون نتائجه. فكيف لا يستمر هذا الشعور وهذا الإحساس بين وحدات لها من مقومات التلاقي أكثر من وسائل التنافر، بل لا زال في مقدور القوى الواعية أن تستمر قائدة للمسيرة نحو التوحد وقدوة للبشرية ومنارًا لحضارتها.
    إن تفاعل الدين مع الواقع المعيش هو الذي يولد أفكارا حية قادرة على مواجهة التحديات المستجدة.
    وعلى رجال الطرق أن ينتبهوا إلى هذا الأمر بكل جدية، إذ لا مجال لحياة كريمة لأمتنا بغير الصلة الحية بين تفاعل الدين والواقع على أرضية فهم مقاصد الشريعة وإدراك طبيعة هذا الدين وخصوصياته، التي ترفض الجمود والكهنوت.
    كما أنها ترفض في الحين نفسه قطع الطريق على تواصلها الحضاري. لقد تجدد الإسلام عبر مسيرة أمتنا أكثر من مرة على أيدي العلماء وتنوعت عطاءاته بحسب التحديات المطروحة عليه نظرية كان أم عملية.
    وأخيرا يمكن القول بأن القادرية والشيخية طريقتان مغاربيتان تجمعان مغاربة وجزائريين، أي أنهما نموذج من أساليب الوحدة الروحية بين شعوب المغرب العربي. قامتا ولا تزال تقومان بدور مهم في نشر الهداية والفضيلة، وهما من الحصون المنيعة للعقيدة، والأوعية الصافية النظيفة، قامتا في فترات مختلفة، بدور التوعية الوطنية والجهاد في سبيل الله، يلتقي فيهما أبناء المسلمين للعبادة والدراسة ليتخرجوا منها مرشدين بين الناس في القرى والأرياف، ملتزمين بالفضائل الدينية التي صارت فيهم سجية وطبيعة. ويبقى الالتزام بالشريعة الإسلامية وفي مقدمتها القرآن الكريم والسنة النبوية الفيصل في مدى نجاح أو فشل هذه الزاوية أو تلك.

    المراجع:
    -1 مخطوطات:
    -بنويس (القايد)، مخطوطة من أربع صفحات متوارثة لدى عائلات أولاد سيدي بوتخيل لصاحبها المتوفى في العشرينيات من القرن العشرين.
    -عبد الحاكم بن الطيب بن بوعمامة، من شروط الطريقة الشيخية البوعمامية، مخطوطة من ست
    . صفحات سلمنا صورة منها ابنه الشيخ حمزة بن عبد الحاكم بوهران في شهر ماي من سنة 2005.
    -2 مراجع باللغة العربية:
    - أحمد الشباني الإدريسي، مصابيح البشرية في أبناء خير البرية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار. البيضاء 1987
    . -أحمد الغزالي، تفاعل الشرف والولاية لدى بعض القبائل المغربية...، مطبعة ابي، فاس 2003
    -أحمد بن عثمان حاكمي، الطريقة الشيخية في ميزان السنة، مطبعة مكاتب القدس، وجدة 1996.
    -إسماعيلي مولاي عبد الحميد العلوي، تاريخ وجدة وأنكاد في دوحة الأمجاد، الجزء الثاني، مطبعة. النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1989
    -بلهاشمي بن بكار، كتاب مجموع النسب والحسب والفضائل والتاريخ والأدب، مطبعة بن خلدون،. تلمسان 1961
    . -عبد القادر خليفي، الطريقة الشيخية، دار الأديب للنشر والتوزيع، وهران 2006
    -عبد الله بن محمد بن الشارف بن علي حشلاف، سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول، المطبعة. التونسية، تونس 1929
    -عبد الله طواهرية، جامع التصنيف في أحوال حاضرة بني ونيف، دار الهدى عين مليلة الجزائر
    .2006
    -محمد بن الأمير عبد القادر، تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر، الجزء الأول،. المطبعة التجارية غرزوزي وجاويش، الإسكندرية 1903
    -امحمد مالكي، الحركات الوطنية والاستعمار في المغرب العربي، مركز دراسات الوحدة العربية،. الطبعة الثانية، بيروت 1994
    . -ميلاد عيسى، الياقوتة، ترجمة بن الطيب عبد الكريم بن محمد، المطبعة المركزية، وجدة 1986
    -3 رسائل جامعية باللغة الفرنسية:
    -Ahmed ben naoum, Uled-sidi-esh-sheykh, thèse de doctorat d’état, université
    de Provence, centre AIX, département de sociologie, 1993, TOME 01.
    -4 مراجع باللغة الفرنسية:
    -André .p. j. contribution à l’étude des confréries religieuses musulmanes,
    Editions la maison des livres, Alger, 1956.
    14
    -De lamartinère et Lacroix, Document pour servir à l’histoire du nord africain,
    Gouvernement général de l’Algérie, tome/2. Alger 1897 .
    -Si Hamza Boubakeur, Un soufi Algérien Sidi Cheikh: sa vie, son ouvre, son
    role historique, ses descendants (Ouled sidi-cheikh), édition Maisonneuve et
    larose, Paris 1990.
    -5 مقالات باللغة العربية:
    -عكاشة برحاب، مداغ: موطن الزاوية البوتشيشية من موقع مغمور إلى أكبر تجمع للصوفية، مجلة83 . سبتمبر 2007 . إصدار وزارة الثقافة المغربية. - المناهل، الجزء الثاني، العدد 82
    6 -شهادات شفوية:
    -بالحرمة بومدين بن الطيب بن التاج بن المنور، 63 سنة، وكيل الزاوية، بلدة الح صيبة ماجنطة سابقا ولاية سيدي بلعباس، 19 جوي 1995
    . -بن زيان سعيد بن أحمد، 67 سنة، تاجر، بني ونيف 1995
    -بن عمارة خليفة، باحث في تراث المنطقة. "عين الصفراء وقصرها من العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسي." بحث يتكون من 16 صفحة اعتمادا على مراجع باللغة الفرنسية، مؤرخ في عين. الصفراء شهر نوفمبر 2005
    . -بوقرين الطيب بن التهامي، 70 سنة، عين الصفراء 1989، توفي سنة 1997
    . -رقيق حسن، 61 سنة، من أولاد سيد الشيخ، مجاهد، وهران 1995، توفي سنة 2001

    المصدر رباط الفقراء
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الطريقتين الشيخية و القادرية بين جنوب الجزائر وشرق المغرب
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: حياتنا .. دين ودنيا-
    انتقل الى: