للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلرسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 142 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 142 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس Empty
    مُساهمةموضوع: رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس   رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس Icon_minitime16.10.09 3:38

    عزيزي سميح...
    ساعات ما بعد الظهر، ضوء سماء زرقاء، ضوء يتلألأ علي أوراق الشجر، ضوء يتسرب



    الي النفس، ضوء من ضوء، لا من موسيقي موزارت ولا من رواية فوكنر. ضوء ضوء...
    لعل أول الخريف هو أحد هبات الطبيعة الجديرة بالمدائح. تشدُّ الشجرة قامتها لتشكر هذا البهاء كامرأة تشكر الرجل.. شجرة، امرأة، قصيدة يونانية صافية. وفي وسع الحمام، المصاب صوته بالربو والزكام، ان يطير علي هذا الضوء الثابت، وأن يطمئن الي سماء العودة، في وسعه أن يكف عن الهديل.. ضوء
    وأحسُّ برغبة في التعبير عن فرح طاريء، مجاني، غامض، ما أشد سعادة المرء حين لا يودع أحداً، ولا ينتظر أحداً، كأنه لا يصحح بروفات كتاب. أمن مثل هذه العناصر البسيطة تتكون السعادة؟.. وجرس الهاتف لا يرن، فما أجمل هذا الكسل! أغلق رواية اسم الوردة للايطالي إيكو، واترك نفسي لفراغ لذيذ.

    لا أفكر بشيء يُخرب القلب، واغبطك وانت جالس علي صخرة البداية - الي متي تبقي البداية بداية؟ - سعيداً بشوكة أسوكار وايلد التي تحيل دم العندليب الي وردة، هارباً من سالومي ومن اضطراب مؤلف صورة دوريان جراي وقابضاً علي التعريف المادي الأولي للحرية: هي وعي الضرورة ، ومسلطاً احلام اليقظة علي أساطيل البحر الأبيض المتوسط.. والي متي تبقي البداية بداية؟

    ولكن هل استطاع امرؤ القيس فينا - يا عزيزي - امرؤ القيس الذي لا تحبه أن يوقف المذبحة وأن يسقط الطائرات؟ أو هل استطاع، علي الأقل، أن يمنع سواه، ممن ساروا علي دربه، من اللحاق بقيصر، علي الرغم من أنه أدرك الخيبة منذ البداية ونبه السائرين الي أن صاحبه قد بكي...! لا تظلم امرأ القيس، يا صاحبي، وإن وضعه المستشرقون مع السموأل الركيك لأسباب لا تعنيه!

    رتب العالم علي هواك، أيها الشاعر القادر علي الاحتفاظ بكل بداية، ومنها وهم الشاعر - أعني قوته ومبرره - في تغيير العالم واستبدال فوضاه بنظام الصورة والإيقاع. وأسلم من الثلج القادم من النافذة. نعم، هناك ثلج لا يراه فتي وجهت إليه السؤال.. هناك ثلج.. ثلج نحسُّ به ولا نريد أن نراه..

    وهذا حسن. هذا أفضل من الدفء الرخيص، المبتذل الي حد وصف الثلج بأنه دافيء، ساخن، لاهب. فالثلج ثلج يستمتع بمشهده العباد، عبر الزجاج، وهم جالسون في بيوت دافئة، ألا يشبه هذا اللؤم المنافق لؤم المتفرجين علينا، عبر الزجاج والنظريات، وهم يستمتعون بالدفء، والنصر؟ ونحن.. أو بعضنا يتلقف الآهة الضرورية لتحسين الصورة، ونبني عليها، أو منها، تخطيطاً أولياً لتأسيس جمهورية أفلاطونية!.

    هل أسخر؟ أسخر كثيراً. فالسخرية وهي البكاء المُبطن خير من دموع الاستعطاف، لأن الأجل قد امتد بنا الي ما دون أرذل العمر، الي يوم نهبُ فيه لمواساة القاتل بما حل به من مصاب، هو تأنيب الضمير، حين أتقن لعبة البكاء الالكتروني علي ضحايانا، فكدنا نقول له: اغفر لنا موتنا علي يديك.. اغفر لنا أننا سببنا لك بعض الازعاج!..

    اضحك، يا ولدي، اضحك، فليس في وسعنا ان ننساق في لغة الحزن أكثر مما انسقنا، فلنوقفها بالسخرية، لا لأن السخرية هي اليأس وقد تهذب كما يقولون، بل لأنها لا تثير الشفقة، ولأنها تنزل القاتل من منزلة الفكرة المجردة، السلطة المطلقة، الي إنسانية تتعارض مع إنسانية البشر ومع الطبيعة الإنسانية الي انسانية مضحكة بقدر ما هي مرعبة..

    هل تعرف ماذا يُشغلني في هذه الأيام، انه الدكتاتور، نقيضٌ ملاكك.. الدكتاتور، اني مشغول بالدكتاتور الي درجة عينت معها نفسي كاتباً لخطب الدكتاتور!!. ما أصعب هذه المهمة، وما أشدُّ ما تثيره من متعة حين نعي أنها لعبة أدبية. سأواصل كتابة خطب الدكتاتور، أليس هذا مسلياً؟.

    هل تساءلت يوماً عن خلو الأدب العربي الحديث مع شخصية الدكتاتور؟ ألأن ملامحه لم تتبلور، بعد، في وعينا، أم لأننا نخلو من طفل أندرسوني البراءة يشير الي عُري الملك؟.. لقد فسر الكولومبي غارسيا ماركيز اهتمام الرواية الأمريكية اللاتينية بشخصية الدكتاتور بقوله إن الدكتاتور هو الشخصية الأسطورية الوحيدة التي انتجتها امريكا اللاتينية . أمن الضروري أن يتحول الدكتاتور العربي الي شخصية أسطورية لتنتبه إليه الرواية العربية الحديثة، أم أننا نحتاج الي شروط أخري لتعامل أكثر واقعية وأقل تجريدية مع سؤال السلطة؟.

    الدكتاتور فينا حد التماهي، شخصاً وفكرة. الدكتاتور في نسيج حياتنا، بأسلوب آسيوي كما يقول الاستشراق، سواء كان الدكتاتور معبود الجماهير أم عدو الجماهير ولكنه ما زال مغلفاً بالتجريد، لا أحد يعرفه، لا أحد يراه، مخبأ بأغلفة سميكة من الكوادر والمصالح والأقنعة، لأنه مشغول بتأمين مستقبل مزدهر للأمة تارة، ولأنه مشغول بتفكيك الأمة وإعادتها الي مصادر تكونها الأولي تارة أخري، ولأنه دائماً متأرجح بين المصطلحات الأيديولوجية المرنة وتوزعنا التلقائي والقسري علي خنادق أوهامنا.. الدكتاتور حولنا، بيننا، فينا.

    حين انتهيت من قراءة رواية الغواتيمالي العظيم استورياس السيد الرئيس انتابني شعور غريب وملتبس: شعرت انني انتهيت من كتابتها لا قراءتها. كم تسحرني هذه الرواية المدمرة التي لا تُظهر الدكتاتور في أكثر من صفحتين. ولكنه منتشر في نسيج الخراب النفسي، والتدمير الذاتي، والموت الأخلاقي، الذي أشاعه في من يعملون معه، وفي تغييب الحد الأدني من العلاقات الإنسانية حتي بين أفراد حاشيته، وفي تحويل القلب البشري الي خرقة.

    وبالمناسبة، لم أفهم لماذا استدرج صديقنا ماركيز الي القول إن هذه الرواية رديئة جداً رداً علي قول استورياس ان ماركيز مجرد كاتب أمثال . لعل هذا التراشق بالإنكار والضغينة هو أحد آثار التخريب النفسي التي أشاعتها الدكتاتورية في أمريكا اللاتينية حتي علي مستوي العلاقات بين الأدباء الذين تفشت فيهم الدكتاتورية الأدبية وهم يقاومون الدكتاتورية العسكرية.

    الدكتاتور يتلاعب بمصائرنا، فلم لا نلعب بشخصية الدكتاتور بتحويله الي مضحك، كما كنا نسخر من الحاكم العسكري الاسرائيلي بتحويله الي مجرد خواجه في مطلع حياتنا الأدبية والسياسية. هل تذكر تلك الأيام؟ هل تذكر زاوية من وحي الأيام في جريدة الاتحاد التي تألب علي كتابة قصائدها الساخرة حنا أبوحنا وتوفيق زياد وسالم جبران؟ لماذا توقفتم عن السخرية، واحتكرها شيخ شبابنا أميل حبيبي؟ وأنت.. أنت ألم تكن لاذعاً ورائعاً حين دفعت قرقاش الي تعيين وزير للفرح ووزير للحزن لا تفرح الناس ولا تبكي إلا بأمر منهما، أو لعلهما اللذان يفرحان ويبكيان نيابة عن الشعب!.

    ... والدكتاتور يعيش في حياتنا، ويصوغ أسطورته التدريجية، هل خطر لحاكم أمريكي لاتيني أن يُسلط صورته علي القمر بالأشعة ليؤمن الناس بنبوءته عندما يرون وجهه طالعاً من القمر، كما قد يفعل حاكم عربي؟ أفي وسعنا أن نواجه هذه الظواهر الساخرة بغير السخرية؟.

    حين باشرت كتابة خطاب الدكتاتور الأول خطاب الجلوس كنت أنوي كتابته نثراً، ولكن امتلائي بالسخرية جرني الي الايقاع. ورغبتي في الضحك جرتني الي القافية. لماذا تثير القافية الضحك الي هذا الحد؟ ألأنها تسلط الحواس علي النتوء، ولأن الدكتاتور نتوء في الطبيعة؟ لا أعرف تماماً. ولكن الانسجام في غير موضعه يثير السخرية، والانضباط في موقف فوضوي يثير الضحك. أليست القافية هي أعلي تجليات الانضباط؟.. وهكذا رأيت أن من المضحك أكثر أن استخدم قافية واحدة لكل خطاب الضجر وهو الخطاب الثاني من سلسلة خطب الدكتاتور التي لا أعتبرها، ولا أريد لأحد أن يعتبرها قصائد، بل خطباً موزونة!..

    من هو دكتاتوري؟.. إنه مجمل خصائص الحكم العربي الفردي الاستبدادي المجافي للطبيعة، والمتجسد في حكام يتداخلون في بعضهم تداخل الصفات العامة المشتركة في فرد، دون أن أحدد ملامحه الشخصية المميزة، لأن ذلك قد يعرضني الي خطر استثناء آخرين، وقد يعرضني ايضاً الي مخاطر الهجاء.

    وقد تسألني عن مصادر إنسانية الدكتاتور: هل هي تعاطف خفيّ مع ما يعانيه الدكتاتور من اغتراب وعزلة وحرمان إنساني؟ أم هي تضخيم مع سلطة الكتابة؟.

    لعل مصدر الالتباس الذي تبعثه هذه الأسئلة هو أن علي الكاتب أن يتقمص شخصية موضوعه. ومن شروط هذا التقمص ألا يحوَّل الدكتاتور المخلوق من لحم ودم الي آلة، فهذه الآلة تصلح لعمل الكاريكاتور لا للأدب الساخر الذي يشترط مستوي انسانياً ولعل انسانية الدكتاتور هي نتاج تدخلنا وشرطها لإعادة انتاجه أدباً من ناحية، ومن ناحية اجتماعية - فإن الدكتاتور هو من نتاج البشر، ولو كان تشويهاً لطبيعتهم البشرية!.

    أما الجانب الشخصي الذي لاحظته، يا عزيزي، وهو المشترك الضروري بين المؤلف والمؤلف، فإن هنري برجسون يفرسه في دراسته الشهيرة عن الضحك بقوله: مهما يكن الشاعر الهزلي قوي الرغبة في استجلاء مضحكات الطبيعة الإنسانية، فما أحسبه يمضي الي البحث عن مضحكاته هو. ولنفترض انه أراد ذلك، فلن يستطيع الوصول إليها، إذ لا يُضحك في المرء إلا الجانب المحتجب عن وعيه من شخصيته ولذلك فإن الملاحظة في الملهاة تجري علي الآخرين، ومن هنا تتصف بالعمومية. وهذا ما لا يتوفر لها حين تجري علي الذات. لأنها وقد استقرت علي السطح لن تبلغ من الأشخاص إلا غلافهم. وعند الغلاف يتماس الناس، ويكون من الممكن ان يتشابهوا .

    لنضحك قليلاً مع الدكتاتور وعلي الدكتاتور. ومهما كان الاختلاف الايديولوجي بين أنواع الدكتاتورية صحيحاً فإن الدكتاتور - في علاقته بالناس وفي عزلته - هو الدكتاتور. والدكتاتور يثير الرعب والسخرية معاً. وساعات ما بعد الظهر هي وقت السخرية. سأودعك الآن لأكتب إحدي خطب الدكتاتور، فقد أطلقت عليه قافيتي، كما أطلق هو عليّ نباح كلابه.. وكُتابه.


    أخوك محمود درويش

    (باريس - 9/9/1986)
    يومية الراية القطرية، نشرت بتاريخ 24/10/2007
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس Empty
    مُساهمةموضوع: رد: رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس   رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس Icon_minitime16.10.09 3:38

    رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس

    ما بين الأرمني والتركي والألماني والفلسطيني واليهودي... تداخلات لا تخلو من المفارقات!

    أخي محمود...

    بين تكتكة الآلة الكاتبة في الغرفة المجاورة وهمهمة المروحة الكهربائية لصق مكتبي وهدير محرك الديزل علي الشارع المحاذي وخشخشة الأوراق المضطربة علي حامل التليفون ودعاء جارتنا الساخطة علي ابنها العفريت بانقصاف العمر فورا وحالا وبلا فرصة لأمنية أخيرة.. بين كل هذا وفي غمرة سيمفونية كاملة من الضجيج العصري تأتي رسالتك احزم كل هذه المنغصات بهدوء ونظام وأضعها جانبا، طامحا الي شيء من التفرغ لقراءتك.

    قبل الرد علي رسالتك أود تنبيهك الي أننا وحيدون في حديقة الأسي والتراشق بالياسمين هذه، التي امتشقناها من أضلعنا مثل آدم في طفرته الابداعية الرائعة، ان حشدا كبيرا من الناس يزيح الستائر ويطل من النوافذ المحيطة بنا منتظرا ساعي بريدنا الخاص. ومن المدهش ان بعض القراء يكتشفون في رسائلنا ويستشفون منها أموراً لا أشك في انها لم تخطر لنا علي بال، ولا بأس في ذلك.

    يوم الاثنين الماضي كنت جالسا بمنتهي الوقار علي كرسي الاعدام الكهربائي في عيادة طبيب الاسنان وبينما انا أغلي وأنضح في ألم الاسنان كان الطبيب ومساعداته ومرضاه ذكوراً وإناثا، طوالاً وقصاراً شقراً وسمراً مدنيين وقرويين كانوا جميعا أشبه بجوقة انشاد مدرسية أو بكورس كنسي يحدثونني باهتمام أكيد وبلهفة منقطعة النظير عن انطباعاتهم الخاصة بشأن هذه الرسالة أو تلك ويسألون ويعقبون ويختارون، وأنا أواصل الجلوس بوقار علي كرسي الاعدام علاجاً حتي الموت، محدقا في وجهك الهيتشكوكي لاعناً أجداد أجدادك علي هذه الورطة: ولا بأس، ثم انني اوصلت هديتك الي تلك الفتاة التي مازالت تحلم بأنها عدلت صورتها علي جواز السفر بحيث أصبحت مطابقة لصورتك. وبعملية التزوير البريئة هذه اتاحت لك العودة الي الوطن وبقيت هي في بلاد الغربة منتظرة الفرج. من مؤتمر القمة: مورفي - بيريس - مبارك؟! .

    وماذا أقول؟ نحن يا صديقي لا نحسن التمثيل، ولا نملك قوة المهرج الحقيقي ولئن صعدنا خشبة المسرح فلن نجد هناك سوي بيدائنا التاسعة، تتوسط فضائها ونتشظي علي مشهد من النظارة المأخوذين بانفجار الشرايين وانتصاب اصابع اليدين مثل شجرة عارية.

    لا يا صديقي، نحن لا نحسن التمثيل، ورسالتك الاخيرة تسجل هذه الحقيقة المبهجة في نهاية الأمر نحن مزجوج بنا في مساحة ما بين الملاك والدكتاتور، نقترب من هذا فيشتتنا ذاك، نضطرب قليلا وقد نضيع قليلا، ولا نعثر علي أنفسنا إلا في القصيدة، ولماذا تنفي صفة القصيدة عن خطاب الجلوس ؟ لماذا تعطي متنفسا غير مبرر لخصوم الشعر؟ لماذا تتيح لهم الوهم بأنهم يحاصروننا بينما هم يزحفون حائرين علي أطراف الغاية عاجزين عن اقتحام مغاليقها العصية الا علينا؟ وهل ننسي أن نظرياتهم الشعرية ليست سوي سيور في حذاء الدكتاتور؟

    أعجبتني مهنتك الجديدة، كاتباً لخطابات صاحب السيادة والجلالة والسمو اضحك يا ولدي اضحك ما أجمل أن يصادق المرء احزانه ويؤاخي سخريته، في هذا الزمن الذي ما كنا نؤثر ان يمتد بنا، إلا أنه يمتد ويمتد، ولا حياة تنصف ولا موت يسعف.

    ها أنذا أتأبط ملاكي فتأبط دكتاتورك وتعال معي نتفرج علي النفس البشرية، ان تعبيرا مثل النفس البشرية يوحي تلقائيا بالمغازي الايجابية التي تنسجم أصلا مع اللفظتين في حالة الانفصال: النفس و البشرية وفي هذا الايحاء دليل علي فاعلية التراكم التربوي والتثقيفي لصالح هذا المفهوم العام، ومما يلفت النظر حقا أن هذه الفاعلية لم تتأثر كثيراً بالأدلة المناقضة المتوافرة. علي امتداد التاريخ، وفي التاريخ الحديث حصراً، وحتي لا أؤخذ بالانانية والاقليمية.. فإنني انصرف قليلا عن تجربتنا نحن الفلسطينيين، التجربة الساخنة سخونة الدم الطازج، والتي أثبتت الآن في هذا الوقت، في هذه اللحظة أن النفس البشرية تستطيع الخروج في تظاهرة من مليون انسان الي شوارع مدينة ما جراء لعبة كرة قدم، بينما تنهال شرطة النفس البشرية في المدينة ذاتها بالهراوات وبالغاز المسيل للدموع علي بضع نساء يتظاهرن احتجاجاً علي مذبحة صبرا وشاتيلا.

    منذ عشرين عاما، علي وجه التقريب، فقرأت كتابا عن الأرمن، ومن المفارقات التي تميز حياتنا أن الكتاب كان باللغة العبرية وقد ترجمت منه بعض القطع الشعرية الأرمنية الي اللغة العربية ونشرتها آنذاك في احدي الصحف المحلية.

    وأمس مساء فرغت من قراءة كتاب جديد عن المأساة الأرمنية لكاتب عربي فلسطيني اسمه الياس زنانيري، وازاء الشهادات المقشعرة الواردة في الكتاب والتي رواها شهود عيان وبعض الناجين من المذبحة، وجدتني متورطا مرة أخري في مسألة النفس البشرية هذه والايحاء التلقائي بمغزاها الايجابي، ان تلهي الجنود بقذف طفل الي الاعلي واستقباله برؤوس سنجاتهم، وبقربطون الحبالي، واغتصاب امرأة نفساء، حتي الموت، واصطياد الشعراء وسحل المفكرين، كل هذه الفنون الكامنة في النفس البشرية لم تبدأ عند جنكيز خان وتيمور لنك ولم تنته عند طلعت بك وأدولف هتلر.

    و النسيان الذي نعتبره، بحق، نعمة من الطبيعة علي الانسان، ينبغي أن نعتبره، وبحق، نقمة علي الانسان ومن الطبيعة نفسها، وقد أدرك السفاح المحترف أدولف هتلر هذا السر، فحين اصدر أوامره الي فرق الموت بإبادة جميع الناطقين باللغة البولونية، اختتم أوامره هذه بعبارة ذكية: علي أية حال، من يتذكر اليوم تصفية الأرمن! .

    اضحك يا ولدي أضحك .. وانظر أي مطب هو النسيان هذا؟ وكيف انه قابل للتكيف ومهيأ لأن يصبح ستارا من الدخان يخفي وراءه نيازك الجنون المتفجرة في أعماق النفس البشرية!.

    إلا أن الذكاء ليس وقفا علي الجزار. انه في متناول الضحية ايضا واليهودي الذي رفع شعار لو نشكاح فلو نسلاح لن ننسي ولن نصفح كان يدرك أنه يمارس الانتقام بمجرد طرح الشعار ذاته، لأنه يفوت علي الجزار فرصة التمتع بنعمة النسيان - نقمة النسيان، ولم يكن الفلسطيني أقل ذكاء فقد سارع هو أيضا الي رفع شعار لا نسيان ولا غفران غامزاً لامزاً، مطيحا بتنينين في ضربة واحدة.

    هكذا اذن يتداخل الارمني في التركي واليهودي في الارمني والفلسطيني في اليهودي واليهودي في الالماني والالماني في الأرمني.. تتداخل الفصول، تختلط المقاييس، يمتزج الدم بالسخرية، تتشابه الدمعة والوردة، ويتطابق الموت والحياة في أورجيا صاخبة متفجرة، ونتبجس من كل هذا مصعوقين مبهورين مشحونين بالسخط المتردد كالأرجوحة بين ضفاف النور والظلام، فما الذي أصابنا أيها العزيز محمود، ما الذي أصابنا في هذه الايام؟ لماذا أصبحنا فرائس سهلة للهواجس التي تتشبت بها مثل قشة الغريق؟ هل تذكر هاجس البحر عندك وعند حبيبنا معين؟ هل تذكر هاجس الصحراء عندي؟ ألم تلمس هاجس الصليبيين عند أميل حبيبي؟ وما أنت اليوم مسكون بهاجس الدكتاتور كما يتلبسني هاجس السقوط. ماذا أصابنا؟ أهو الخوف أم هي الجرأة؟ أهي الرؤية أم أنها الرؤيا؟

    ماذا أصابنا؟ إضحك يا ولدي إضحك.. إبك يا بني إبك!.

    أخوك سميح القاسم

    (حيفا 16-9-1986)

    نقلاً عن الراية القطرية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    رسائل الأدباء... من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس وبالعكس
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: فضاء الأقلام المتوهجة..-
    انتقل الى: