ترجمة : آسيه السخيري فرانسوا فاندر ليندن/ بلجيكا توطئة عندما يكسر الصمت جدران الخلاص ليتزحلق الحبر وليرسم منحنيات تجوالنا، ماالذي يتعين علينا اكتشافه؟ ما الذي يجب علينا أن نجعله يزهر؟ لا تفكر…لا تفكر إطلاقا,,, إنها قنبلة في حياتك، اضطراب بهيج، مجهول، كثير من الأسئلة… إنه درب يتاح لنا، كثير من الممكنات االتي يجب علينا أن نجوبها. لا داعي للقيس أبدا… ******** ترجمة لنص فرانسوا فاندر ليندن/ بلجيكا أتذكر يا كريستين، أنت كنت غائبة يومها، في اجتماع كما في كثير من الأحيان، عالقة في مكان ما من بروكسل. وأنا وحدي مع مريم النائمة، ورأسها في تجويف ركبتي. يرن الهاتف. هل هي أنت؟ هل ستعودين في وقت أبكر مما كان متوقعا؟ أزحت قرة عيني النائمة بلطف كي لا أوقظها، وقمت… أوه! لا… إنها ليست أنت! بالفعل، خاب املي: يا لي من أبله! - سيدي؟ يا سيدي؟ هل تسمعني؟ لم أعد أسمع شيئا… قلبي، قلبي! انتابتني قشعريرة! كنت أرتعش… كيف حدث ذلك؟ أبكل هذه السرعة تم كل شيء؟ - سيدي؟ يا سيدي! ألو مرحبا؟ تأشيرتك، يا سيدي؟ وتأشيرة السيدة؟ ألم تستنفذا أجل صلوحيتهما؟ - ……… - وتأشيرة ماري… هي سترافقلكما بطبيعة الحال، أليس كذلك؟ وجدت أخيرا صوتي. - أجل… نعم، هي بالفعل جاهزة منذ ستة أشهر، لماذا؟ - لدينا أخبار تخصك. إذاكنتم قادرين على التفرغ من كل التزاماتكم للسفر في الثاني من أيلول / سبتمبر، فإننا سنهتم برحلتكم ونسوي كل الأمورالمتعلقة بها. سيكون اتصالكم على عين المكان، بشخص يدعى السيد بولاند. هو قس سابق بلجيكي فرنسي، خلع ثوب الرهبنة. تزوج من هناك… آه… نسيت : السيد بولاند يحب كثيرا الويسكي. نحن الآن في الثامن والعشرين من آب/ أغسطس. لا أعرف بماذاأجيب. قلبي، يا حبيبتي، أين أنت؟ لماذا لم تبقي هنا في هذا المساء؟ - انظري، يا سيدتي، لا استطيع الإجابة بخصوص هذا الأمر بشكل حاسم، الآن. زوجتي تعمل، هي مرتبطة بلقاء… اسمعي، سأتصل بها، ثم أهاتفكم… حتى أي ساعة يستمر دوامكم في هذا المساء؟ حسنا، جيد جدا… سأتصل بك لاحقا. يحدوني أمل عارم! أتمنى أن… باضطراب محموم، تكون أصابعي الرقم… - آلو؟ قلبي الصغير؟ نعم… قولي لي، ما رأيك في أن نسافر يوم السبت؟ - ………….. - أجل، يوم السبت! - … - سنذهب إلى أين؟ ماهذا السؤال! سنسافر إلى بانكوك يا بلهائي… إلى أين كنت تظنيننا سنذهب؟ - … - نعم، نعم كل شيء جاهز، هم سيهتمون بكل التفاصيل الأخرى، التلاقيح أيضا، أليس كذلك؟ رائع… إذن سأتصل بهم بعد قليل. إلى اللقاء مساء حبيبتي. كوني حذرة ، أهه؟ وضعت السماعة. كان كل جسدي يرتجف من شدة التأثر عندما اتصلت كي أخبرهم بتأكيد سفري الذي كانوا ينتظرونه. بكيت قليلا. خطت دمعتان وجنتي بنارهما المتقدة. أخيرا! أيقظت طفلتي ماري ذات العشر سنوات برفق. يا الله كم هي جميلة، وهي متكومة هكذا، دافئة ومجعدة القسمات بعد خروجها للتو من مملكة نعاسها العميق. حملتها بين ذراعي وصعدت بها إلى غرفتها. قبلتها ملء محبتي وهمست لها: - سوف نسافر يوم السبت! - أوه! بابا! قالت وذراعاها ينزلقان حول رقبتي، وهي تغمرني بقبلاتها الحارة! - نامي جيدا، يا ملاكي! قلت لها بصوت خافت يكاد يكون مكتوما. ******** حطت الطائرة بالمطار حوالي الساعة الرابعة من صباح يوم الأحد، الثالث من أيلول / سبتمبر. الخمسة وعشرون ساعة من الطيران التي لم يتخللها غير توقف في فيينا، استنفذت كل قوانا. كنا مرهقين ومتوترين بشكل لم نقدرعلى إخفائه. كنا متلهفين، نكاد نموت رعبا. ماذا لو…؟ وجدنا المرافق هناك في انتظارنا. طبعا، هو الذي استقبلنا ورحب بنا… هو موجود هناك للقيام بتلك المهمة لكنه فعلا خفيف الظل كما لو أنه مهرج. صحيح أنه مسن، لكنه في حالة تأهب دائم… مهذارا كان وكان كلامه الكثير الذي يغلب عليه المزاح متعبا بالنسبة لنا. - تعالوا، لنسرع بالذهاب إلى الفندق. لقد حضرت لكم مفاجأة، جهزت كل شيء بمنتهى النظام. لم أفعل ذلك لأنني خنت الله سابقا عندما أحببت قطة صغيرة نسيتني. أنتما محظوظان… هناك أشخاص محظوظون في الحب وآخرون لا… في تلك اللحظة، التفت إلى كريستين وتقاطعت نظراتي بنظراتها المكثفة. ” هل تخمن مثلي…؟” همست لي وانفجرت ضاحكا:” هذا الرجل، حسب رأيي، لم يكن أبدا قسا!” أسرع أربعتنا باتجاه الفندق. الباب الزلاق يشرع لنا الطريق. يا إلهي! يا له من جو خانق! الطقس رطب بشكل قاتل. صرنا نرشح عرقا في لمح البصر. اختنقنا ثلاثتنا. الذي يدعي أنه الأب كان يضحك ببلاهة. صاحب سيارة الأجرة يبدو غبيا وغير محكم. اللعنة! كان ينبغي أن لا نغادر. خارج المطار لا شيء غير الجحيم! الجحيم… هل ثمة من جحيم آخر غير هذا! بانكوك لا تبعد سوى حوالي عشرة كيلومترات. الظلام مازال مخيما على المكان. لحسن الحظ أن ماري ظلت مستغرقة في النوم. سيارة الأجرة كانت تسير مثل عجل لم يولد بعد، تدب بين السيارات والشاحنات والحافلات والدراجات والتوك- توك والدراجات النارية. شيء لا يصدق! أغلقت عيني كي لا أرى كل ذلك. دسست يدي في يد كريستين وضغطت عليها. كان رأس ماري يتأرجح على كتفي وكنت غارقا في غيابي عن كل المشهد الذاهب في العتمة. قادنا السيد بولاند إلى قاعة الاستقبال… الردهة المبهرجة المغطاة بالمرمر الساطع في كل مكان يمتد إليه البصر رصعت بالسحالب وبتماثيل بوذا المذهبة وبالفيلة. باختصار، هو الحلم! ونحن ، سوف نلص بعضا قليلا منه… يا للخسارة… كأن شيئا لم يحدث، وغير مبال تقريبا، تركنا السيد بولاند قائلا: - اذهبوا بسرعة لتغيير ملابسكم، إنهم ينتظروننا، ومعنا المال، تعلمون ذلك، هنا… ******** ها قد وصلنا.المكان يعطي الانطباع بأنه جامعة. حديقة، مساحات خضراء بديعة ومشذبة بعناية فائقة إلى درجة التساؤل ما إذا كان تلوث الهواء سمادا! بطبيعة الحال، كما في كل مكان هنا، ثمة معبد صغير مغطى بأوراق من ذهب يحرس المدخل. لا أحد منا الثلاثة كلف نفسه التوقف بعض الوقت لمشاهدته أو التمعن في نافورة التماسيح، أو السحلبيات المعلقة في فروع الاشجار على مرمى كل بصر. الهواء متعفن، هنا، في بانكوك. لم يعد بإمكاننا الانتباه إلى ذلك لفرط توترنا. ماري نفسها لم تعد تقدر على الوقوف في مكان واحد بسبب ما انتابها من ضغط نفسي. قدمنا السيد بولاند إلى المديرة ذات اليدين المتشابكتين والجذع المائل. هي سيدة مسنة، يغمر الامتلاء كل قسماتها. ليس من الصعب على من ينظرإلى وجهها أن يتوهم أنها أم كل أولئك الأطفال. دام التعارف لفترة من الوقت بدا لنا أنها لن تنتهي أبدا. عقب تلك اللحظات اللانهائية، اتخذت المديرة قرارها: - هيا بنا، لنذهب. ماستر بورامات ينتظرنا… خنت المرأة بإنجليزيتها الآسيوية التقريبية والتي هي أرقى من فرنسيتي الإنجليزية. تبعناها في الممرات متعرقين ونافذي الصبر. وصلنا إلى بيت صغير ووقفنا أمام الباب… هو في الداخل… أخيييييييييرا! ماستر بورامات يشبه فعلا الصورة التي كنا قد اتصلنا بها سابقا. عمره حوالي ثلاث سنوات وهو أجمل هكذا ما دام أمامنا بشحمه ولحمه… شعره طويل لكنه يبدو خائفا جدا. كلمته المديرة. لم يترجم السيد بولاند كلامها لأن ذلك كان سيبدو من غير المناسب. يبتسم بورامات.. يتناول قطعة الشكلاطة التي مدتها له السيدة وهو يتطلع إلينا بطرف عينه. قلبي ، قلبي يخفق! يخفق بشدة أمسكت بيد كريستين وضغطت عليها بلطف. ” توم الذي بطل تعميده توم الذي يعمد من جديد، كم أنت جميل كم أنت مرتاع! ” نحن الآن لا نقدر على شيء كي نحميك من رعبك. أنا وكريستين نحن الاثنان، مثلك تماما، يملؤنا الجزع. أخرجت ماري من حقيبتها الصغيرة سيارة شرطة. ابتسم ماستر بورامات، لا، توم، وانتزعها من بين يديها. كانت ماري ترغب في ممازحته واللعب معه لكنه دار بعنف وجرى كي يخبئ وجهه في تنورة السيدة المديرة. انتهت الزيارة.هي فعلا قصيرة لكنها خطوة صغيرة أولى. ******** عدنا في اليوم التالي. هذه المرة، كان توم ينتظرنا، مع المديرة. أوه! السيارة ليست معه… كانت عينه منتفخة… لا شك أنهم الأكبر منه سنا! نظرنا، أنا وكريستين، إلى بعضنا، وبلمح البصر فهم كل منا الآخر: من حقيبة يدها، أخرجت دبا صغيرا ومدته لتوم. داعبت خده وطرف عينه بأمومة. لم يرتد ماستر بورامات إلى الوراء هذه المرة. لعب قليلا مع الدب ثم نظر إلينا. داعب خد الدب وطرف عينه تماما مثلما كانت كريستين تفعل معه ثم أعطاها إياه. أشار إلى حقيبة يدها ثم ضحك ملء مرحه. لقد فهم الصغير الطريف أننا سنعود! ******** في هذه المرة، رافقنا توم. ودع المديرة والسيدات الأخريات. ودع دار الأيتام. بكى أيضا وهو يحيي ذلك الصبي، الذي لم أعد أذكر اسمه… كان يتجنب بكل مهارة ماري. لا شك أنها تذكره بالكبار هناك. ماري حزينة، لكنها تشعر أن هذا الجفاء لن يستمر طويلا… توم يمتنع عن لمسنا، هو لا يزال متوجسا. ولجنا سيارة الأجرة. كان الهلع يملأ توم. لعله لم يترك الملجأ أبدا في السابق. بعد مرور بعض الوقت، الصمامات دائما، وصلنا إلى الفندق. تشابكت أيادي ماري وكريستين اللتان كانت تسيران أمامنا في البهو أما أنا فقد كنت أمشي بمحاذاة توم. كانت عيناها الكبيرتان تجوبان المكان باندهاش وفضول وبرغبة في الاطلاع على كل شيء وخاصة برعب. فجأة، أحسست بيده تنزلق بلطف في يدي. دق قلبي، دق بعنف شديد. انتابتني ارتعاشة، وفي جزء صغير من ثانية لمست فيها تلك اليد الصغيرة يدي،التمعت الكلمات: أنا بابا! |