ولم يعد الأمر حكراً على الممثلين حيث يستعد المخرج حاتم علي لتصوير عملين مصريين الأول درامي والآخر سينمائي وكذلك المخرج هيثم حقي الذي يحضر لبعض الأعمال المصرية.
ويرى بعض النقاد أن هذه الظاهرة سيئة ولها آثارها البعيدة التي قد تؤثر سلباً على تطور الدراما السورية وتميزها كما أنها من وجهة نظرهم مجرد موضة تجتاح الدراما المصرية لتعطي نكهة مختلفة للعمل المصري.
أما البعض الآخر فيراها اثبات لنجاح وتقدم الدراما السورية وتميز الفنان السوري بالإضافة إلى انه خيار جديد للدراما المصرية للانفتاح على التجارب العربية الأخرى الناجحة.
وعن هذه ظاهرة التي يشهدها الوسط الدرامي السوري والدور الذي سيلعبه وجود الفنان السوري في العمل المصري قامت مجلة لها باستطلاع لآراء ووجهات نظر سورية مختصة.
حيث اعتبر الفنان خالد تاجا أن "الممثلون والمخرجون السوريون مطلوبون بشكل قوي لأدائهم المتميز" مضيفاً "أثبتنا وبكل تواضع أننا نملك مدرسة أداء عالية المستوى وهي مدرسة واقعية تسود العالم الآن ونحن لسن تقليدين".
كما رأى تاجا أنه لا يوجد قانون يمنع عمل الفنان السوري في الدراما المصرية "قديماً وقبل انتشار الدراما السورية كان هناك نجوم كبار تشكلت معهم السينما المصرية والمسرح أيضاً مثل خليل القباني وأنور وجدي وصباح وغيرهم".
أما المخرج الليث حجو فيرى أن الأمر يتعلق بشركات الإنتاج التي "تدفع عشرة في المئة مما تدفعه الشركات في الدول الأخرى" بالإضافة إلى الاحتفاء الذي يلقاه الممثل السوري في مصر حيث أن "ما قدمه جمال سليمان في سوريا أهم بكثير مما قدمه في مصر لكن ما قدم له في مصر أهم بكثير مما قدم له هنا".
ولا تقبل الفنانة سلاف فواخرجي "موضوع الاحتكار في مصر" حيث أكدت أن "رغبتي وحياتي في الأعمال السورية" لكن إذا كان العمل "يقدمني عربياً ويؤمن لي استقراراً مادياً" فلا تمانع من المشاركة فيه.
وقالت أن هناك أمران في العمل في الدراما المصرية أولهما "طريقة طرح النجم اعلامياً وهذا شيء عظيم وثانياً الأجر حيث نبذل جهود جبارة بأقل الأجور رغم التهافت على الدراما السورية" واضافت أن "الاحتراف للنجوم في مصر أكثر بكثير مع أن الدراما السورية تقدم أعمال أجود وأفضل".
وعن رأيه في هذه الظاهرة يقول المخرج نجدة أنزور أنها "ظاهرة ايجابية" وتؤكد "نجاح الدراما السورية" فالمصريين لا يتعاملون "مع غيرهم إلا مرغمين" وبالنسبة لتجربة المخرج السوري في مصر فإنه يرى أن المخرج يمكن أن يستفيد باطلاعه على جو آخر لكنه "لن يحقق نجاحاً أكبر فالبيئة هي الأساس في العمل".
وعلى المخرج الذي يعمل في الدراما المصرية قال أنزور "عليه أن يغير فيها فالمخرج أقدر على القيام بذلك كونه يملك خطوط العمل بعكس الممثل".
من جهتها قالت الفنانة جومانا مراد أن هذه الظاهرة قديمة "بدأت منذ أيام أسمهان وفريد الأطرش ونور الهدى وصباح ورغدة" وعن تجربتها قالت "استطعت طوال السنتين أن أثبت وجودي على الساحة الفنية في مصر".
الفنانة الكبيرة منى واصف ترى أنها ظاهرة "صحية وجيدة" وهذا يثبت "أننا متفوقون" لكن حتى "المنافسة يجب أن لا نتكلم عنها بل الأعمال هي التي تبقى في ذهن المشاهد العربي".
وإعترض الفنان قصي خولي على تسمية عمل الفنان السوري بالدراما المصرية بـ"الهجرة" وقال "لا أسميها هجرة على الإطلاق بل أقول تعاون الفنانين السوريين مع الفنانين المصريين" وطلب مصر بالتعاون مع الفنان السوري هو "بسبب تألق الفنانين السوريين".
وعن احتمال عمله في الدراما المصرية قال قصي "شرطي الوحيد أن يحمل العمل الهم العربي وأن يحقق لي إضافة على صعيد التمثيل".
أما الفنان ميلاد يوسف فقد اعتبر أن عمل الفنان السوري في الدراما المصرية يعني "أن التعصب والانغلاق اللذين كانت تعيشهما الدراما المصرية قد انتهيا بسبب نجاح الدراما السورية".
ورأى ميلاد يوسف أنها ظاهرة "إيجابية تؤكد نجاح الفنان السوري بكل المقاييس" وأضاف أنه يجب أن يكون هناك "محافظة على الهوية السورية".
سيريانيوز