للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| | حوار مع الشاعر و الباحث السوري أحمد دوغان ..بقلم : جميلة طلباوي | |
حوار مع الشاعر و الباحث السوري أحمد دوغان بقلم : جميلة طلباوي
لقبّه الأدباء الجزائريون بسفير الأدب الجزائري في المشرق العربي و يقول: و ما زلت الى هذه اللحظة وفيا للجزائر و شعبها و أدبائها. خصّص جانبا كبيرا من دراساته الأدبية لأدب المرأة العربية و خاصة الجزائريةإيمانا منه بأنّ المرأة ماتزال على هامش الحياة و المجتمع و لا تجدمن يهتمّ بها ، لذا تتبع نتاج المرأة العربية الأديبة توثقا و دراسة. خصوصية و بأنّ المرأة الأديبة سواء كانت جزائرية أو عربية بصفة عامّة هي بحاجة لمن ينصفها فخصّص لها جزء كبيرا من دراساته و أبحاثه و قد لقّبه كبار الأدباء الجزائريين بسفير الأدب الجزائري في المشرق العربي. ولد الشاعر أحمد دوغان في قرية "فافين" شمال حلب بسوريا عام 1946م. أحمد دوغان شاعر و باحث شغوف بالقراءة و الدراسة، متابع لكلّ جديد في عالم الإصدارات الأدبية ، كرّس جلّ وقته و عمره للبحث و الكتابة و الدراسة. هذا الرجل المبدع ، المرهف الإحساس و الواسع الثقافة و الذي تحمّل مسؤولية الأخذ بيد الأقلام الجادّة إلى برّ الأمان حتى أنّه كان وراء طبع عدّة مؤلّفات لبعض أصدقائه. يشرّفنا كثيرا أن نلتقي به و نتشرّف بمصافحته كما ينبغي لرجل في عطائه الأدبي و الإنساني. أصوات الشمال: قال عنك محمّد الزينو السلوم: أحمد دوغان متعدّد الأجنحة يطير بفضاءات الشعر و يوما بفضاءات النقد و آخر بفضاءات القصة، هل هو بحث عن الذات المبدعة أم هو التنوع الذي به يكتمل الابداع؟ أحمد دوغان: إنّ الشعر هو الهاجس الإبداعي الأول ويأتي النقد ثانياً أما الفضاء الثالث فانه يتناول أجناساً أدبية أخرى ,ويظل الشعر هو الطائر الإبداعي الحقيقي الذي أحلّق من خلال جناحيه في سماء الأدب أصوات الشمال:أكثر من ثلاثين كتابا في الشعر و النقد ، كيف تقيّم لنا هذه المسيرة الحافلة؟ أحمد دوغان: بالضبط وحتى أوت 2009 بلغ الإنتاج المطبوع لي ثمانية وثلاثين كتاباً في مجالات شتى ( الشعر ,والفنون الأدبية الأخرى والدراسة والنقد ) وكما قلت في الجواب الأول يظلُ الشعر هو الموال الغنائي و فاتحة النشيد الإبداعي أما باقي الكتابات في الدراسة والنقد وفنون القول رديفاً للشعر أصوات الشمال: مجموعتك الشعرية " إجازة في غرفة"هل هي فلسفة الأشياء بلغة الشعر أم إعادة تشكيل لشيء ما؟ أحمد دوغان: إجازة في غرفة تشكيل شعريُ جديد ـ معاناة فكرية ولغة حمّلتها هذه المعاناة ـ لذلك يجد فيها المتلقي الذات الشاعرة التي تنبض بهمومٍ واقعية ومحمولٍ لغوي قدّمه الشاعر ليعيش هذا المحمول ما يعانيه داخل صلاته الشعرية . أصوات الشمال: هذا الاهتمام بالأدب الذي تكتبه المرأة هل هي محاولة منك لإنصاف المرأة المبدعة أم هو اختيار كمدوّنة بحث فحسب؟ أحمد دوغان: الاهتمام بالمرأة العربية المبدعة ـ أدبياً ـ لم يأت من فراغ وإنما بدأت ذلك في عام 1974 بعد أن أيقنت أن المرأة الأديبة في وطننا ما تزال على هامش الحياة والمجتمع ولا تجد من يهتم بها ـ النساء والرجال على حد سواء ـ لذا أخذتُ في تتبع نتاج المرأة العربية الأديبة ـ توثيقاً ودراسة ـ وظهرت لي مجموعة من الكتب التي تتناول الخطاب الأدبي للمرأة العربية منها : - الخطاب النسوي في الأدب العربي الحديث - ناقص ربع ساعة مع شهرزاد - الصوت النسائي في الأدب الجزائري المعاصر - معجم الصوت النسائي الحديث - و هناك مخطوطات تنتظر الطباعة منها: أديبات عربيات - أنثى الشعر في الجزائر - شخصياتٌ نسائية في الأدب العربي الحديث - أصوات الشمال: هل استطاعت فعلا المرأة المبدعة العربية فرض صوتها الأدبي؟ أحمد دوغان:نعم استطاعت المرأة الأديبة أن تأخذ مكانها في الساحة الثقافية العربية ودليلي على ذلك 1- انتشار الصالونات النسائية الأدبية على مستوى المدن العربية 2- المؤتمرات التي تتناول النتاج الأدبي للمرأة العربية من هذه المؤتمرات و الملتقيات والمهرجانات ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ : - ملتقى الإبداع النسائي في بيروت - ملتقى المرأة والإبداع في القاهرة - الإبداع النسائي العربي في تونس - المهرجان الوطني للشعر النسوي في قسنطينة - المرأة والكتابة في المغرب أصوات الشمال: زرت الجزائر عام 2008م بدعوة من السيدة الوزيرة، و زرتها عام 2009م بدعوة من محافظة المهرجان الثقافي للشعر النسوي بقسنطينة في طبعته الثانية ، و ألّفت عديد الكتب حول الأدب الجزائري ، و قبل هذا عملت مدرّسا في الجزائر في سنوات السبعينيات ما هي هذه العلاقة الخاصّة جدّا بالجزائر؟ أحمد دوغان:جئت الجزائر عام 1977 عضواً في البعثة التدريسية السورية ولكن الذي حصل تحول إلى علاقة حبٍ بيني وبين الأرض التي احتضنتني سبع سنواتٍ كنتُ فيها عاشقاً ومعشوقاً لذلك أخذ الأدباء الجزائريون يصفوني بـ ( سفير الأدب الجزائري في المشرق ) وما زلت إلى هذه اللحظة وفياً للجزائر وشعبها وأدبائها . أصوات الشمال: أنتم تناولتم بالدراسة الأدب الجزائري منذ أجيال الطليعة حتى اليوم كيف تجدون الصوت الأدبي الجزائري في العالم العربي؟ أحمد دوغان:أخذ النتاج الأدبي الجزائري حضوره في الدوريات الأدبية العربية محصناً بثقافة عربية وتقنيةً غربيةً وهذا ما تجلى بشكلٍ واضحٍ في السرد ( القصة والرواية ) أما في الشعر فان القصيدة العربية الجزائرية ما زالت تحتاج إلى بحّارٍ ماهر ,وإذا كانت الساحةُ الأدبية الجزائرية تستقبل عبر وزارة الثقافة في الجزائر فان هذا الاستقطاب العربي يعملُ على تقديم نصٍ شعري جزائري ذي تقنية فنية عالية مثال ذلك ( عكاظية الجزائر للشعر العربي سنوياً ) أصوات الشمال: إضافة إلى نشاطك الأدبي ، لك نشاطات أخرى كالتعاون مع منظّمات الطلائع و الشبيبة و ساعدت الكثير من أصدقائك في طبع كتبهم ، هل هي رسالة أخرى يحملها أحمد دوغان في الحياة؟ أحمد دوغان: رسالة الإنسان تتمثل في التواصل مع الأجيال , وإذا كان الشباب أمل مستقبل الأمة فان رسالتي أن أقدم شيئاً لهؤلاء الشباب الذين يصنعون المستقبل يداً بيد وعلينا أن ندرك تماماً أن المستقبل حاضرٌ الآن و إن الشمس لا يمكن أن تقف عن الدوران وهذا أمرٌ يضعنا أمام مهمةٍ صعبةٍ فيها يقينٌ أن المستقبل كفيلٌ بمن يقفُ إلى جانب الآتي . أصوات الشمال: الذين يعرفونك عن قرب و الذين يعرفون زخم إنتاجك يقرّون بأنّك شعلة من العمل الدؤوب فعلى ماذا يشتغل أحمد دوغان حاليا؟ أحمد دوغان : لا أريد أن أفرض ذاتي على المستقبل لهذا تفرّغتُ للكتابة والإبداع منذ خمسة عشر عاماً وأمامي ثلاث اختصاصاتٍ أشتغل عليها إلى جانب الشعر الذي هو هاجسي الأول والأخير , وهذه الاختصاصات هي : 1- الأدب الجزائري الحديث 2- الخطاب النسوي في الأدب العربي الحديث 3- الأدب الحديث في مدينة حلب أصوات الشمال: كلمة للأدباء و المبدعين في الجزائر؟ أحمد دوغان: أنتم على موعدٍ في الإبداع الجزائري من خلال ما تقدمونه لا إلى الجزائر فقط وإنما إلى الساحتين العربية والعالمية , ولا أخفيكم سراً إذا قلت إن الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية ليس هو بأفضل من الأدب الجزائري المكتوب باللغة العربية ولا تغرنكم الجوائز الأدبية الغربية وخيرُ جوابٍ هو ما قاله الأديب الجزائري الراحل محمد ديب ( يريدون مني تغيير اسمي ) .
| |
|