للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلالأفعى والثعبان 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6020 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 30 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    الأفعى والثعبان Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     الأفعى والثعبان

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    الأفعى والثعبان Empty
    مُساهمةموضوع: الأفعى والثعبان   الأفعى والثعبان Icon_minitime08.07.09 1:09

    الأفعى والثعبان


    المرأة ... عندما تعشق جاسوساً.. فإن حبها له قد يحوله – أحياناً – من ثعبان قاتل إلى قط أليف لا يستخدم مخالبه... وربما منحه الثقة ليعمل بفاعلية أكثر ... تدعوها إلى مشاركته والدخول معه إلى وكر الجواسيس.

    فالحبيبة التي صارت حية رقطاء... تضحي – تأكيداً لحبها – بكل ثمين في سبيل حبيبها.

    وفي عالم الجاسوسية ... من باعت الوطن في سبيل الحب ... ما عزّ عليها بيع أولادها... أو قذفهم إلى وكر الثعابين..

    وهذا ما فعلته انشراح بسبب الحب ... !!!
    أزمة لم تطلْ

    في مدينة المنيا ولدت انشراح علي موسى عام 1937 لأسرة متوسطة الحال .. وبرغم التقاليد المتزمتة في ذلك الوقت دخلت الفتاة الصعيدية المدرسة وواصلت تعليمها حتى حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951.

    وبعد نجاحها بأيام قليلة أراد والدها مكافأتها فاصطحبها معه إلى القاهرة لحضور حفل عرس أحد أقاربه.

    كانت انشراح ذات وجه مليح وعينان نجلاوان .. وجسد دبت به معالم الأنوثة فبدت أكبر من سنها.. مما لفت الأنظار إليها واخترقتها سهام الباحثين عن الجمال... فكانت تقابل تلك النظرات بحياء فطري غطى ملامحها مما زادها جمالاً فوق جمال.

    وفي حفل العرس اصطدمت نظراتها البريئة بنظراته.. فتملكها الخجل وتوردت خدودها أيقظت مشاعرها.. التي غزت عقلها وقلبها لأول مرة.

    كان فتاها الذي حرك فيها دماء الأنثى هو إبراهيم سعيد شاهين ابن العريش المولود عام 1929... الذي ما غادر الحفل إلا وعرف عنها كل شيء. وبعد أيام قلائل فوجئت به يطرق باب بيتها في المنيا برفقته والده.. طارت انشراح من السعادة وحلقت بين السحب بخيالها تستطلع مستقبلها الهنيء... فمنذ رأته في الحفل انغرس حبه بصدرها... وباتت ليالي تحلم به وتترقب الليل لتسرح معه طويلاً... وتطوف مع نظراته الحانية في عوالم الأمل... والحبور...

    وانزعجت الفتاة الصغيرة عندما اعترضت والدتها في أمر زواجها منه... متحججة ببعد المسافة بين المنيا والعريش... وبكت بحرقة وهي ترى أحلامها الوردية تكاد أن تحقق... ثم سرعان ما تنهار في ذات الوقت .. دون أن تقدر على عمل شيء..

    وأمام عيونها الصامتة .. سألها أبوها:

    * أتوافقين عليه يا ابنتي.. ؟

    فكان في صمتها إجابتها..

    وأعلنت الخطبة..

    وفي أول حديث مع خطيبها صارحته بأنها أعجبت به مذ رأته في حفل القاهرة... وازداد إعجابها به حينما سعى وراءها حتى المنيا ليطلب يدها.

    وأكد لها الشاب الولهان أنه تمناها زوجة له منذ النظرة الأولى.. ويومها عاهد ربه ألا تضيع منه أبداً..

    وفي حفل أكثر من رائع انتقلت انشراح إلى بيت الزوجية في العريش... تملؤها السعادة بحبيبها الذي أيقظ فيها مشاعر دفينة لم تكن تدركها... وأرسل إلى قلبها سهام الحب فأسلمت إليه نفسها.. وتدفقت موجات متلاحقة من الحب مع كل نبضة من نبضات قلبها الصغير.

    كان إبراهيم شاهين يعمل كاتب حسابات بمكتب مديرية العمل بالعريش... وهو أيضاً لم يحصل سوى على الإعدادية مثلها... لذلك... اتفق وانشراح على أن يواصل أولادهما تعليمهم حتى أعلى الشهادات العلمية... وأصبح هذا الأمل هو هدفهما الذي يسعيان اليه ويعملان على تحقيقه مهما كانت الظروف.

    ومرت بهما الشهور حلوة هنيئة تحفل بالبشاشة والانسجام...
    وفي أواخر عام 1955 زرقا بمولدهما الأول "نبيل"... ثم جاء المولود الثاني محمد عام 1956، ثم عادل في 1958، فعظم حبه لها لأنها ملأت عليه الدنيا بهجة... وملأت بيته بضجيج الأبناء الثلاثة... وهكذا سارت بهما الحياة ترفل في أهازيج الفرح وأغاريد الوئام.

    وفي عام 1963 أرسلا بأولادهما إلى عمهم بالقاهرة ليواصلوا الدراسة هناك... وليعيشوا حياة رغدة بعيداً عن مظاهرة البداوة وظروف الحياة الأقل حظاً من العاصمة.. وفي أكتوبر 1966 ضبط إبراهيم يتلقى الرشوة وحبس ثلاثة أشهر.. خرج بعدها ليكتشف مدى قسوة الظروف التي تمر به... والمعاناة الشديدة في السعي نحو تحقيق آماله في الارتقاء والثراء.

    في يونيو حزيران ـ 1967– اجتاحت إسرائيل سيناء واحتلتها... وأغلقت فجأة أبواب السبل أمام السفر إلى القاهرة... فتأزمت انشراح نفسياً قلقاً على أولادها... وكانت كلما نامت تراهم في المنام يستغيثون بها فتصرخ وتستيقظ... ويحتضنها الزوج الملتاع في حنان ويهدئ من روعها... وإن كان هو الآخر لا يقل عنها قلقاً واشتياقاً لهم.

    هكذا تظل انشراح تبكي معظم الليل والنهار حتى قارب عودها على الذبول.. وأوشك جمالها أن ينطفئ.. ووجد إبراهيم أن الحياة في العريش كما لو كانت في الأسر.. فالحزن يخيم على البيت الذي ما عرف إلا الضحك والفرح.. والمعيشة أضحت في أسوأ حال.. فمنذ الغزو وهو عاطل عن العمل لا يملك المال الذي يشتري به أبسط الأشياء.. كالشاي.. والشاي عند البدوي يعد من الضروريات الأساسية في حياته... فاستعاض عنه إبراهيم بعشب بري يعرف باسم "المرمرية" له مذاق طيب.. وأصبحت المرمرية مشروباً مستقلاً في بيته بعدما كانت وريقاتها تضاف إلى الشاي كالنعناع.

    وسط هذا المناخ كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل بنشاط زائد.. وتسعى لتصيد العملاء بسبب الضغوط المعيشية الصعبة وظروف الاحتلال... فالاحتلال الفجائي لسيناء وقع على سكانها كالصاعقة، فاختنقت نفوس الأهالي برغم اتساع مساحات الأرض والجبال... ولكونهم ذوي تقاليد بدوية ومحبين للحركة والتجوال والتنقل، أحسوا بثقل الأمر ولم يطيقونه ... لكن الظروف التي وضعوا فيها اضطرتهم إلى محاولة تحملها لثقتهم أنها أزمة لن تطول. لكن ما كان يحز في نفوسهم هو تضييق الخناق عليهم في المعيشة والتنقل.. فكانت التصاريح التي يمنحها الحاكم العسكري الإسرائيلي لا تتم بسهولة... وأصبح السفر إلى القاهرة يحتاج لمعجزة من السماء. فالتعنت في منح التصاريح بلغ منتهاه.. واشتدت عضات الغضب في الصدور.. إلى جانب آلام الجوع التي تنهش الأبدان وتجتث الصبر والقوة.
    وفي بئر السبع تغير المشهد.. إذ تحول إبراهيم شاهين من مواطن يسعى للحصول على تصريح بالسفر إلى القاهرة .. إلى جاسوس لإسرائيل وعيناً لها على وطنه.



    يتبع
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    الأفعى والثعبان Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الأفعى والثعبان   الأفعى والثعبان Icon_minitime08.07.09 1:12

    تناقض شاسع بين الحالين يدعونا للبحث في تقلبات النفس البشرية التي لا يعلم سرها إلا الله..

    أخضع الجاسوس الجديد لدورة تدريبية مكثفة تعلم أثناءها الكتابة بالحبر السري وتظهير الرسائل.. ووسائل جمع المعلومات من الأهل والأصدقاء... درب أيضاً على كيفية التمييز بين الطائرات والأسلحة المختلفة.. واجتاز العميل الدورة بنجاح أذهل مدربيه... فأثنوا عليه ووعدوه بالثراء وبالمستقبل الرائع... وبحمايته في القاهرة حتى وهو بين ذويه ... فعيونهم في كل مكان لا تكل.

    دربوه أيضاً على كيفية بث الإشاعات وإطلاق النكات السياسية التي تسخر من الجيش والقيادة .. إلى جانب الاحتراز وامتلاك الحس الأمني العالي، ولقنوه شكل الاستجواب الذي سيتعرض له حال وصوله القاهرة من قبل أجهزة الأمن، وكيف ستكون إجاباته التي لا تثير الشكوك من حوله.

    وعندما رجع إلى بيته محملاً بالهدايا لزوجته وأولاده... دهشت انشراح وسألته عن مصدر النقود .. فهمس لها بأنه أرشد اليهود عن مخبأ فدائي مصري فكافئوه بألف دولار... ووعدوه بمنحه التصريح خلال أيام.

    بهتت الزوجة البائسة لأول وهلة .. ثم سرعان ما عانقت زوجها سعيدة بما جلبه لها .. وقالت له في امتنان:

    * كانوا سيمسكونه لا محالة ... إن عاجلاً أم آجلاً...

    فسألها في خبث:

    * ألا يعد ذلك خيانة .. ؟

    فغرت فاها وارتفع حاجباها في استنكار ودهشة وأجابته:

    * مستحيل ... كان غيرك سيبلغ عنه ويأخذ الألف دولار... أنت ما فعلت إلا الصح.

    غمغم إبراهيم كأنه مستاء مما فعل وأضاف:

    • لقد عاملوني بكرم شديد... ووعدوني بالكثير بسبب إخلاصي.. وتعهدوا بحماية أهلي وأقاربي إذا ما تعاونت معهم في القاهرة ...

    صرخت انشراح في هلع:

    * تعاونت معهم في القاهرة .. ؟ يانهار اسود يا إبراهيم .. كيف .. ؟
    • تقدم نحوها

    يغلق فمها بيده:

    * طلبوا مني موافاتهم بأسعار الخضر والفاكهة في مصر نظير 200 دولار لكل خطاب. أذهلها المبلغ فسرحت بخيالها وألجمها الصمت ثم قالت له فيما يشبه الهمس:

    * أنا خائفة.

    جذبها إلى صدره واحتضنها بقوة وأخذ يردد:

    * أنا لا أملك عملاً الآن وليس لي مورد رزق... وبالمعلومات التافهة التي طلبوها سآخذ الكثير وسنعيش في مأمن من الفقر... ثم إنني لست عسكرياً حتى أخاف على نفسي... ولأنني رجل مدني فمعلوماتي ستكون هزيلة ولن تفيدهم بشيء.

    وظل الثعبان ينفث السم الزعاف في أذني زوجته حتى هدأت.. وشمل المنزل سكون لا يقطعه إلا صوت ارتطام الرغبة .. وتصادم جسدان يلهثان بفعل رعشات الشوق وحرارة اللقاء.

    وبعدما هدأت الأنفاس وجف العرق... وارتمت الأعضاء تتوسل الراحة.. لامست بخدها خده ... ولفح وجهه شعرها الناعم الرطب... وأعلنت المفاجأة التي شلت تفكيره... وتركيزه أيضاً...

    قالت له: كي لا أكون قلقة خائفة... بجب عليك أن تخبرني بكل شيء ترسله وتوعدني بشطب أية معلومات لا داع لإرسالها لهم.

    وافقها إبراهيم على الشرط النهائي ... فنامت قريرة العين تتوسد ذراعه... واستغرق هو في تفكير عميق .. بينما أنفاسها المنتظمة الرتيبة تشبه فحيح أفعى تتربص بفريستها.


    في 19 نوفمبر 1967 وصل إبراهيم وانشراح إلى القاهرة بواسطة الصليب الأحمر الدولي .. فمنح سكناً مجانياً مؤقتاً في حي المطرية .. ثم أعيد إلى وظيفته من جديد بعدما نقلت محافظة سيناء مكاتبها من العريش إلى القاهرة.

    وبعدما استقرت الأمور قليلاً... انتقل إبراهيم إلى حي الأميرية المزدحم .. ومن خلال المحيطين به في العمل والمسكن ...بدأ في جمع المعلومات وتصنيفها.. وكانت زوجته تساعده بتهيئة الجو الآمن لكتابة رسائله بالحبر السري.. وكثيراً ما كانت تعيد صياغة بعض الجمل بأسلوب أفضل .. وتكتب أيضاً حياتها إلى الموساد على أنها شريكة في العمل... واعتاد إبراهيم أن يختتم رسائله بعبارة: "تحيا إسرائيل العظمى ...موسى".

    ولأجل التغطية اتجه إلى تجارة الملابس والأدوات الكهربائية .. وبواسطة المال والهدايا إلى رؤساءه كان يتغيب كثيراً عن العمل غالبية أيام الأسبوع، وتتواصل الرسائل إلى روما مزدحمة بالأخبار.. مما حدا برجال الموساد إلى دعوته إلى روما لاستثمار هذا الثنائي الرائع في مهام أكثر أهمية ..

    وفي أغسطس 1968 وتحت ستار التجارة لا أكثر ... أبحر الثعبان والحية إلى لبنان... ومنها طارا إلى روما حيث التقيا بمندوب الموساد الذي سلمهما وثيقتي سفر إسرائيليتين باسم موسى عمر ودينا عمر .. وعلى طائرة شركة العال الإسرائيلية طارا إلى مطار اللد...

    كان استقبالهما في إسرائيل بالغ الحفاوة والترحيب... إذ عوملا معاملة كبار الزوار... وأنزلا بفيلا خيالية في تل أبيب مكثا بها ثمانية أيام .. حصلا خلالها على دورة تدريبية مكثفة في تحديد أنواع الطائرات والأسلحة .. والتصوير الفوتوغرافي.. وجمع المعلومات .. ومنح إبراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي باسم موسى . أما انشراح فقد منحت رتبة ملازم أول باسم دينا.

    وفي مقابلة مع أحد القيادات العليا في الموساد .. أكدت انشراح على ضرورة زيادة المكافآت لاشتراكها في العمل يداً بيد مع إبراهيم... ووصفت له صعوبة جمع المعلومات ما لم يشتركا معاً في جمعها وتصنيفها .. وأفاضت في سرد العديد من الحيل التي تقوم بها لانتزاع المعلومات من العسكريين الذين صادقهم زوجها ويجيئون لمنزلهم.. ومن ذلك أنها تعلن بمرارة مدى كراهيتها للإسرائيليين وتنتظر يوم الانتقام منهم .. ولأنهم يتحدثون مع امرأة جميلة سرعان ما تنفك عقدة ألسنتهم ... وتخرج الأسرار منهم بسهولة ... خاصة والخمر تدغدغ الأعصاب وتذهب بالعقل.

    ونظراً لأهمية المعلومات التي حصلوا عليها من خلال الجاسوس وزوجته... فقد قرروا لهما مكافأة سخية وأغدقوا عليهما بآلاف الدولارات التي عادا بها إلى القاهرة .. حيث استغلا وجودهما وسط حي شعبي فقير في عمل الصداقات مع ذوي المراكز الحساسة من سكان الحي... وإرسال كل ما يصل إليهما من معلومات إلى الموساد فوراً..

    لقد برعا خلال حرب الاستنزاف – 1967 – 1970 – في التحليل والتصنيف، وتصوير المنشآت العسكرية أثناء رحلات للأسرة بالسيارة الجديدة فيات 124.

    يقول الابن الأصغر عادل في حديث نشرته جريدة معاريف الإسرائيلية عام 1997:

    ـ "لن أنسى ذلك اليوم الملعون من صيف 1969 طيلة حياتي ... فقد استيقظت مبكراً على صوت همسات تنبعث من حجرة نوم والدي... كان أبي وأمي مستغرقين في نقاش غريب...وكانت أمي تمسك في يدها حقيبة جلدية بينما كان أبي يحاول إدخال كاميرا إلى داخلها لم أر مثلها من قبل في ذلك الحين، كانت أمي غاية في العصبية وقالت له: لا ليس كذلك... هكذا سيرون الكاميرا. فأخرج أبي الكاميرا وأدخلها مرات ومرات إلى الحقيبة.. فجلست أنظر إليهما وهما يتناقشان ... ثم قال لي أبي: نحن ذاهبون إلى رحلة إلى الإسكندرية. كانا غاية في القلق... ولم أرهما متوترين إلى هذا الحد من قبل، أخذ أبي يتصبب عرقاً كلما ابتعدنا عن القاهرة، إلى أن بلل قميصه تماماً كلما ابعتدنا أكثر فأكثر من القاهرة. وكان يتبادل الكلمات مع أمي بصعوبة، وصمتنا نحن أيضاً لشعورنا أن هذه الرحلة ليست ككل رحلة. وفي تلك الفترة كانت هناك قواعد عسكرية ومصانع حربية كثيرة متناثرة حول الطرق الرئيسية في مصر. لم تخف السلطات شيئاً. ربما كنوع من استعراض القوة. وعندما بدأنا في الاقتراب من إحدى القواعد العسكرية أخرجت أمي الكاميرا وأمرها أبي قائلاً: "صوري بسرعة صوري ... صوري".
    • فقالت له وأصابعها ترتعش: "سنذهب إلى الجحيم بسببك". وحركت أمي الجاكيت المعلق على النافذة وبدأت في التصوير، وامتلأت السيارة الصغيرة بصرخاتها الممزوجة بالخوف. فأجابها أبي بنفس اللهجة: "هذه نهايتنا". واستمرت أمي في احتجاجها قائلة: "سنذهب إلى السجن". وفي النهاية نظر أبي اليها بعيون متوسلة: "عدة صور أخرى... فقط عدة صور أخرى".

    وحاول "محمد" أن يسأل ما الذي يحدث لكن الرد الذي تلقاه كان "اسكت" فلم نسأل أية أسئلة أخرى بعد ذلك.
    يثبع


    عدل سابقا من قبل نور المصباح .. فضاءات في 08.07.09 1:51 عدل 2 مرات
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    الأفعى والثعبان Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الأفعى والثعبان   الأفعى والثعبان Icon_minitime08.07.09 1:24

    ـ

    عدنا إلى البيت إلى في ذلك اليوم. وعلى الفور أغلق أبي حجرته على نفسه وبعد فترة طويلة خرج وعانق أمي وقال لها: "يا حبيبتي لقد قمت بالتقاط صور رائعة للغاية". وبكت أمي وقالت له: "إلى هنا يجب أن نشرح الأمر للأولاد". وكنا ما زلنا في صدمة وغير مدركين لهذه الجلبة التي تحدث.

    ـ وتحولت الرحلات الأسرية في أنحاء مصر إلى روتين... وكنا نخرج في نهاية كل أسبوع وكنا نسافر إلى الأقصر، وأسوان، ليس هناك مكان لم نذهب إليه.. وأحياناً كان أبي يحصل على إجازة في وسط الأسبوع وكنا نسافر لعدة أيام... وقد صورت قواعد ومنشآت عسكرية في مصر... وكان أبي يسجل عدد الكيلو مترات في الطريق... وبذلك يحدد موقع المصانع والقواعد العسكرية... وكنا نحن الأولاد أفضل تغطية".

    تعددت زيارات إبراهيم وانشراح إلى روما... بعضها كان باستدعاء من الموساد.. والبعض الآخر كانت لاستثمار عشرات الآلاف من الدولارات التي حصلوا عليها من جراء عملهما في التجسس.

    وفي إحدى هذه الزيارات.. قررا إشراك ولديهما لزيادة الدخل بتوسع حجم النشاط... ولم يكن من الصعب عليهما تنفيذ ما اتفقا عليه..

    يقول الابن عادل في حديثه المنشور بجريدة معاريف: "عاد أبي وأمي ذات مساء من روما يحملان لنا الملابس الأنيقة والهدايا... وأحسست من خلال نظراتهما لبعضيهما أن هناك أمراً ما يجري الترتيب له وعرفت الحقيقة المرة عندما أجلسني أبي قبالته أنا وأخويّ .

    • وقال في حسم:

    مررنا كثيراً بظروف سيئة.. لم نكن نملك أثناءها ثمن رغيف الخبز.. أو حفنة من الملح.. والآن نعيش جميعاً في رغد من العيش... ويسكن حوالينا أولاد في عمركم يحيون جوعى كالعبيد... أما أنتم فتنعمون بكل شيء كالملوك. ولم تسألوني يوماً من أين جئت بكل هذا.. ؟

    إن عملي في الحكومة .. وتجارتي أنا وأمكم وشقائي طوال تلك السنوات لم يكن هو سبب النعيم الذي نحن جميعاً الآن... والحقيقة .. أن هناك أناساً يحبوننا للغاية.. وهم هؤلاء الذين يرسلون لنا الهدايا والمال... وبفضلهم لدينا طعام طيب وملابس جميلة.. إنهم الإسرائيليون... وهم الذين أنقذوا حياتنا من الجوع والضياع... وأمنوا لنا مستقبلاً مضموناً يحسدنا عليه كل من نعرفهم.

    حدث ذلك في صيف 1971، وكنت وقتها في الثالثة عشر من عمري، وكان أخي نبيل يكبرني بعامين تقريباً وأخي محمد بعام واحد.

    وكطفل ... لم أعر الأمر أهمية خاصة ... لحقيقة أن أبي "يعمل" مع الإسرائيليين.. ومثل كل الأولاد... كنت قد كبرت وتربيت على كراهية اليهود... لكن في البيت تلقيت تربية أخرى ... فقد عرفت أن الإسرائيليين هم المسئولون عن الطعام الذي آكله... وعن الملابس الجديدة التي أرتدي... وعن الهدايا التي أتلقاها... لذلك .. سعدت لأنني كنت محظوظاً.

    وكلما كبرت .. بدأت أدرك معنى "عمل" أبي .. وبدأ الخوف ينخر أكثر وأكثر في عظامي... فقد كانت كماشة من الموت تطبق علينا... وكفتى بالغ أدركت أنهم لو ضبطونا سيتم شنقنا.. من ناحية أخرى كان الخوف من حياة الفقر يصيبني بالشلل... فقد كنت ملكاً لديه كل شيء".

    هكذا انخرطت الأسرة كلها في التجسس... وأصرت انشراح على الانتقال من الحي الشعبي الفقير إلى آخر رقياً وثراء... وعندما عارض زوجها قالت له: دعنا نستمتع بالحياة فربما ضبطونا.

    وفي النهاية انتقلوا إلى فيلا فاخرة بمدينة نصر.. ونقل نبيل ومحمد وعادل مدارسهم إلى الحي الراقي الجديد.

    احتفظ إبراهيم شاهين بعلاقاته القديمة وأقام أخرى جديدة... وامتلأ البيت مرة أخرى بالأصدقاء من رجال الجيش والطيارين... وتحول أولاده إلى جواسيس صغار يتنافسون على جلب المعلومات من زملائهم أبناء الضباط في المدرسة والشارع... ومناوبة الحراسة ريثما ينتهي أباهم من تحميض الأفلام... فكان نبيل يتولى المراقبة من الخارج... وعادل من داخل البيت ... وحصل نبيل على أدوار أكثر جدية.. فكان أبوه يسمح له بكتابة الرسائل بالحبر السري وتظهيرها... وصياغة التقارير وتحميض الصور.

    وذات مساء بينما هم جميعاً أمام التليفزيون ... عرض فجأة فيلم تسجيلي عن أحد الجواسيس الذي انتهى الأمر بإعدامه شنقاً.. وطوال وقت عرض الفيلم انتابتهم حالة صمت تضج بالرعب والفزع... واستمروا على تلك الحال لأسابيع طويلة.. امتنعوا خلالها عن كتابة التقارير أو الرسائل... حتى تضخم لديهم الخوف وأصيبوا بالصداع المستمر.. ومرض إبراهيم فاضطرت انشراح للسفر وحدها إلى روما تحمل العديد من الأفلام... خبأتها داخل مشغولات خشبية.

    كانت الرحلة إلى روما ضروريةً للخروج من أزمتها النفسية السيئة.. وفي الوقت نفسه لتطلب من رجال الموساد السماح لهم بالتوقف عن العمل... فلما التقت بأبي يعقوب ضابط الموساد الداهية... قصت عليه معاناتهم جميعاً ومدى الخوف الذي يسيطر على أعصابهم.. فطمأنها الضابط ووعدها بعرض الأمر على الرئاسة في تل أبيب.. وصحبها إلى ناد ليلي فرقصت وشربت لتنسى همومها.. وعادت معه آخر الليل ثملة لا تعي ما حولها.. وفي الصباح وجدت نفسها عارية بين أحضانه فبكت... ومع أحضانه الدفيئة تكرر المشهد وهي بكامل وعيها.. فذاقت طعماً جديداً لا تعرفه.. ولم تتذوقه مع زوجها الذي انشغل عنها ولم يعد يهتم بها... بعدها عادت إلى القاهرة تحمل آلاف الدولارات. في روما طلبت من أبو يعقوب أن يرسل في طلبها بمفردها في المرات القادمة.

    هكذا. لقد نسيت انشراح رغبتها في اعتزال الجاسوسية... واستمرأت مذاقات اللذة الجامحة مع ضابط الموساد الذي لم يبخل عليها بالدولارات والحنان... وبالرغم من أن ما حدث يخالف وظيفة ضابط المخابرات ومهامه... إلا أنه ما لجأ إلى ذلك سوى لرغبته في احتوائها... وضمان ولائها لإسرائيل.

    وفي أكنوبر 1973 ذهبت انشراح بمفردها في رحلة أخرى إلى روما .. فاستقبلها أبو يعقوب المسؤول عن توجييها واستلام التقارير والأفلام منها.. وفي ذات الوقت كان الضابط الإسرائيلي مكلف بألا يتعدى أية حدود مع الجاسوسة المصرية ويعود بسرعة... فاجأها أبو يعقوب بنبأ هجوم الجيش المصري والسوري على إسرائيل... وأن احتمال القضاء على دولة اليهود أصبح وشيطاً. كان يقول لها ذلك وهو يبكي ويرتعد جسده انفعالاً.. فأخذت تواسيه وتبكي لأجله ولأجل إسرائيل... الدولة الصغيرة التي يسعى العرب لتدميرها (!!).

    وفي أبريل 1974 اقترحت انشراح على أسرتها السفر إلى تركيا للسياحة.. وبينما هم في أنقرة اتصل بهم أبو يعقوب وطلب من إبراهيم أن يسافر إلى أثينا لمقابلته. ومن هناك سافر إلى إسرائيل. وفي مبنى المخابرات الإسرائيلية
    • سألوه:

    * كيف لم تتبين الاستعدادات للحرب في مصر؟

    * فأجابهم: لم يكن هناك إنسان قط يستطيع أن يتبين أية استعدادات. فبعض معارفي وأقاربي من ضباط القوات المسلحة تقدموا بطلبات لزيارة الكعبة للعمرة.
    • وأضاف إبراهيم:

    في حالة ما إذا كنت قد علمت بنية الحرب فكيف أتصل بكم ...؟ فالخطابات تأخذ وقتاً طويلاً وهي وسيلة الاتصال الوحيدة المتاحة.

    وبعد اجتماع مطول قرر قادة الموساد تسليم إبراهيم أحدث جهاز إرسال لاسلكي في العالم يتعدى ثمنه المائة ألف دولار. فلقد كانت لديهم مخاوف تجاه الفريق سعد الدين الشاذلي الذي يريد تصعيد الحرب... والوصول إلى أبعد مدى في سيناء مهما كانت النتائج... عكس السادات الذي كان يريدها حرباً محدودة.

    يتبع
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    الأفعى والثعبان Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الأفعى والثعبان   الأفعى والثعبان Icon_minitime08.07.09 1:30

    دُرب إ
    براهيم لمدة ثلاثة أيام على كيفية استخدام الجهاز... وعندما تخوف من حمله معه إلى القاهرة.. عرضوا عليه أن يذهب إلى الكيلو 108 طريق القاهرة السويس الصحراوي. وهناك سيجد وعاء مياه كبيرة مثقوب وغير صالح للاستخدام... وخلفه جدار أسمنتي مهدم عليه أن يحفر في منتصفه لمسافة نصف المتر ليجد الجهاز مدفوناً. وأخبره ضابط الموساد الكبير أن راتبه قد تضاعف، وأن له مكافأة مليون دولار إذا ما أرسل للإسرائيليين عن يقين بميعاد حرب قادمة.

    عاد إبراهيم إلى أثينا ثم أنقره حيث تنتظره الأسرة... فقضوا أوقاتاً جميلة يستمتعون بالمال الحرام وبثمن خيانتهم.

    عندما رجعوا إلى القاهرة استقلوا السيارة إلى الكيلو 108 وغادرت انشراح السيارة وبيدها معول صغير...وظلت تحفر إلى أن أخرجت الجهاز... فنادت على ابنها عادل الذي عاونها وحمله إلى السيارة ملفوفاً في عدة أكياس بلاستيكية... وعندما ذهبوا بالجهاز إلى المنزل أراد إبراهيم تجربته بإرسال أولى برقياته فلم يتمكن من إكمال رسالته.. بعدما تبين له أن مفتاح التشغيل أصيب بعطل (ربما نتيجة الحفر بالمعول).

    حزن الجميع... لكن انشراح عرضت السفر لإسرائيل لإحضار مفتاح جديد.. وسافرت بالفعل يوم 26 يوليو 1974 ففوجئ بها أبو يعقوب ودهش لجرأتها... وأراد الاحتفاء بها فأقام حفلاً صاخباً ماجناً على شرفها انتهى بليلة حمراء... ومنحها مكافأة لها 2500 دولار مع زيادة الراتب للمرة الثالثة إلى 1500 دولار شهرياً (كان مرتب الموظف الجامعي حينذاك حوالي 17 جنيهاً).

    وأثناء وجود انشراح في إسرائيل تائهة بين أحضان ضابط الموساد، كانت هناك مفاجأة خطيرة تنتظرها في القاهرة فعندما كان إبراهيم يحاول إرسال أولى برقياته إلى إسرائيل بواسطة الجهاز – استطاعت المخابرات المصرية التقاط ذبذبات الجهاز بواسطة اختراع سوفييتي متطور جداً اسمه (صائد الموجات) وقامت القوات بتمشيط المنطقة بالكامل بحثاً عن هذا الجاسوس. ومع محاولة تجربة الجهاز للمرة الثانية أمكن الوصول لإبراهيم بسهولة.

    وفي فجر 5 أغسطس 1974 كانت قوة من جهاز المخابرات المصرية تقف على رأس إبراهيم النائم في سريره. استيقظ مذعوراً وفي الحال دون أن توجه إليه كلمة واحدة في هلع:

    أنا غلطان ... أنا ندمان .. الجوع كان السبب ... النكسة كانت السبب... اليهود جوعوني واشتروني بالدقيق والشاي.

    ولما فتشوا البيت عثروا على جهاز اللاسلكي ونوتة الشفرة... والتزم إبراهيم الصمت... وكان بدنه كله يرتجف... سحبوه في هدوء للتحقيق معه في مبنى المخابرات العامة، بينما بقيت قوة من رجال المخابرات في المنزل مع أولاده الثلاثة تنتظر وصول انشراح، تأكل وتشرب وتنام دون أن يحس بهم أحد.

    وعلى طائرة أليطاليا رحلة 791 في 24 أغسطس 1974، وصلت انشراح إلى مطار القاهرة الدولي قادمة من روما بعد شهر كامل بعيداً عن مصر، تدفع أمامها عربة تزدحم بحقائب الملابس والهدايا، ونظرت حولها تبحث عن زوجها فلم تجده، فاستقلت تاكسي إلى المنزل وهي في قمة الغيظ... وعندما همت بفتح الباب اقشعر جسدها فجأة، فدفعت بالباب لا تكترث... لكنها وقفت بلا حراك... تقدم أحدهم... وأمسك بحقيبة يدها وأخرج منها مفتاحين للجهاز اللاسلكي بدلاً من مفتاح واحد. وكانت بالحقيبة عدة آلاف من الدولارات دسها الضابط كما كانت .. وتناول القيد الحديدي من زميله وانخر ست الكلمات على لسانها فكانت تتمتم وتهذي بكلمات غير مفهومة ... وقادوها مع أولادها إلى مبنى المخابرات وهناك جرى التحقيق مع الأسرة كلها.

    ولما كانت المخابرات الإسرائيلية لا تعلم بأمر القبض على أسرة الجواسيس... وتنتظر في ذات الوقت الرسالة التي سيبعث بها إبراهيم ليطمئنوا على كفاءة عمل الجهاز ... فوجئت الموساد بالرسالة.. لم تكن بالطبع من إبراهيم بل أرسلتها المخابرات المصرية.

    "أوقفوا رسائلكم مساء كل أحد... لقد سقط جاسوسكم وزوجته وأولاده، وقد وصلتنا آخر رسائلكم بالجهاز في الساعة السابعة مساء الأربعاء الماضي".

    وفي 25 نوفمبر 1974 صدر الحكم بإعدام انشراح وزوجها شنقاً، والسجن 5 سنوات للابن نبيل وتحويل محمد وعادل لمحكمة الأحداث.

    وفي 16 يناير 1977 سيق إبراهيم إلى سجن الاستئناف بالقاهرة لتنفيذ الحكم، كان لا يقو على المشي... وإلى حجرة الإعدام كان يجره اثنان من الجنود وساقاه تزحفان خلفه بينما هو يضحك في هستيريا ثم يبكي... وبعدما تيقن من أنه سوف يُعدم أخذ يردد آيات من القرآن الكريم بكلمات غير مفهومة ثم صاح في انهيار: سامحني يا رب... وتلا عليه مأمور السجن منطوق الحكم .. ثم ردد الشهادتين وراء واعظ السجن ... عندئذ عرضوا عليه آخر طلب له قبل إعدامه فطلب سيجارة.. وبعد أن انتهى من تدخينها جروه جراً إلى داخل غرفة الإعدام ... فقام عشماوي بتقييد يديه خلف ظهره... ثم ألبسه الكيس الأسود ووضع الحبل في رقبته ... وشد ذراعاً فانفتحت طاقة جهنم تحت قدميه... وظل الجسد معلقاً في الهواء يتأرجح إلى أن همد وسكن... واستمر النبض ثلاث دقائق وعشر ثوان بعد التنفيذ ... حتى أعلن طبيب السجن وفاة الجاسوس الذي ظل يتعامل مع الموساد طوال سبع سنوات.

    أما انشراح فقد تضاربت الأنباء في حينها عن شنقها هي الأخرى .. ولكن في 26 نوفمبر 1989 نشرت صحيفة "حداشوت" الإسرائيلية قصة تجسس إبراهيم على صفحاتها الأولى ... وذكرت الصحيفة أن ضغوطاً مورست على الرئيس السادات لتأجيل إعدام انشراح بأمر شخصي منه... ثم أصدر بعد ذلك عفواً رئاسياً عنها .. وتمكنت انشراح (في صفقة لم تعلن عن تفاصيلها) من دخول إسرائيل مع أولادها الثلاثة... حيث حصلوا جميعاً على الجنسية الإسرائيلية واعتنقوا الديانة اليهودية.. وبدلوا اسم شاهين إلى (بن ديفيد) واسم انشراح إلى (دينا بن ديفيد) وعادل إلى (رافي) ونبيل إلى (يوسي) ومحمد إلى حاييم!!!
    • ــــــــــــــــــــــــــــ

    منقول
    وكتبت بتصرف
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الأفعى والثعبان
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: قضايا ومقالات عامة-
    انتقل الى: