اسطورة الروح السابعة.. قصة الصديق بودوارة

اسطورة الروح السابعة

. حلم " مستور " انه يملك سبعة أرواح .. قارئة فنجان لـها وجه ساحرة ومخالب ذئب أكدت له ذلك :
ـ أنت محظوظ .. أنت تختلف عن باقي البشر .
غادرته العجوز أول الليل .. لكنها عادت قبل أن يستفيق قائلةً له :
ـ لا تنس ..أنت صاحب سبعة أرواح .
ثم تركته بلا رجعة .
.. نهض " مستور " من نومه .
تفقد يديه وعينيه وأذنيه فوجد كل شيء كما هو قبل أن ينام .. فحمد الله وأثنى عليه .
تفقد زوجته فاطمأن على شرفه .. تفقد أطفاله فبكى بحرقة .. خرج إلى الشارع فصاح به رجالٌ متجهمو الملامح :
ـ احترس .. نحن نزرع الألغام هذه الأيام .

تفحص وجوهـهم .. عرف من بينـهم أصدقاء له .. أدار محرك سيارته فانفجرت :
ـ ألم نحذرك ؟.. ها قد فقدت إحدى أرواحك .
صاح به أحدهم .. ذهب إلى عمله مشيـاً .. اجتاز عشرات الألغام .. فتح باب مكتبه فأنفجر بوجهه لُغمٌ آخر .. من جديد صاح به أحد الأصدقاء :
ـ ها قد أصبحت مشوه الوجه .. وبخمسة أرواحٍ فقط .
انكب على عمله .. إثناء ذلك استقبل زائـراً .. أحد زملاء المهنة .. ابتسامته عريضة .. ووجهه يضحك والصدق مرسوم بعناية على قسماته .. مد يده للسلام لكن لغمـاً انفجر .. صرخ والألم يمزقه .. فعاد الصوت من جديد :
ـ روحٌ أخرى .. يبدو انك لا تتعلم .
استقبل صديقته .. رقص قلبه فرحـاً :
ـ سأشكو لكِ همومي .
قال لـها .. لكنها قدمت له وردة حمراء .. انفجرت بوجهه المشوه .
غادر مقر عمله .. صادفه أحد المارة .. بدأه بالسلام .. فقذفه الرجل بلغمٍ جديد انفجر فى صدره فتناثر لحمه على رصيف الشارع .. لملم بقاياه وواصل طريقه .. مر على متسول أعمى يمد يده للناس .. أعطاه شيئـاً .. قطعة من كبده .. التهمـها المتسول بشراهة وأعطاه كرة صغيرة :
ـ إنها دعوة صالحة .
قال له .. لكنها لم تكن كذلك .. كانت لُغمـاً آخر انفجر بين يديه وسط قهقهة المتسول اللئيم .
ـ لم تبق لي سوى روح واحدة .
صاح بهلع .. أسرع إلى منزله .. فتحت زوجته الباب .. صاحت والرعب يملؤها .. انتبه إلى مظهره .. كان مسخـاً حقيقيـاً بفعل ما انفجر به من ألغام .. أسرع إلى غرفته.. أغلقها بإحكام وأندس فى فراشه .. تغطى جيداً ونام إلى آخر العمر .

الصديق بودوارة / ليبيا