للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلنقد رواية ألام فرتر لجوته 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 42 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    نقد رواية ألام فرتر لجوته Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     نقد رواية ألام فرتر لجوته

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    رضا
    مشارك
    رضا


    المشاركات : 9
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    نقد رواية ألام فرتر لجوته Empty
    مُساهمةموضوع: نقد رواية ألام فرتر لجوته   نقد رواية ألام فرتر لجوته Icon_minitime06.04.18 21:57

    نقد رواية ألام فرتر لجوته
    آلام فيرتير هى الرواية الأولى التى ألفها جوته أو غوته كما يقولون وقد أجرى فيها تعديلات على النسخة الأولى كما يقولون حسب ما أوصاه زوج الحبيبة شارلوت لأنه رأى فى بعض تلك الأمور المذكورة فى الحكاية أنها تسيىء له ولزوجته
    بالقطع هذا الكلام خارج إطار النص الموجود بين أيدينا وهو مجرد حكايات تروى فقط قد لا يكون لها أساس من الصحة خاصة أن الحكاية تنتهى بانتحار البطل بينما غوته نفسه عاش بعدها طويلا وقدم الكثير من الحكايات والمؤلفات ومن ثم فاعتبار تلك الرسائل سيرة ذاتية هو ضرب من العبث ولو اعتبرنا الحكاية المروية عن أخذ رأى زوج الحبيبة فى النشر والتعديلات التى أجريت بناء على رأيه حكاية حقيقية فالرجل غير وبدل الكثير من المواضع ومن ثم قص أمور أخرى غير ما حدث فى الحقيقة
    الحكاية أو الرواية بتعبير الناس هى
    حكاية عن حكاية حب فاشلة تكررت كثيرا وستتكرر مستقبلا فى حياة الناس حيث الحبيبة تتزوج رجل غير من يحبها سواء كانت هى تحبه أو لا تحبه وبناء على هذا الزواج يموت المحب الذى لم يتزوج بسبب عدم زواجه من تلك الحبيبة وقد عبر الشاعر القديم عن الحكاية بأبيات تقول:
    علقتها عرضاً وعلقت رجلاً *** غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
    وعلقته فتاة ما يحاولها *** من قومها ميت يهذي بها وهل
    وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني*** فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِل
    ُ وكلنا مغرم يهذي بصاحبه *** ناء ودان ومخبول ومختبل
    ومن الغريب فى زمن غوته أن يقدم رجل على إخبار رجل أنه يحب زوجته ولا يقوم الزوج بإطلاق التحدى دفاعا عن شرفه بطلب المبارزة والغريب أيضا أن الزوج يطلب تغيير بعض ما فى الحكاية فقط ويستجيب المحب لطلب الزوج
    لو حدث هذا فى عصر الانحلال الذى نعيشه لكان أمرا مقبولا ولكنه حدث فى عصر غوته وفى قرية ريفية حيث يعتبر مجرد ذكر المرأة المتزوجة جريمة عند الريفيين وفى بعض الأماكن تطير الرقاب بسبب تلك الكلمة وتحدث معارك دموية وما زال هذا موجودا فى بعض القرى
    الحكاية عبارة عن رسائل من المحب لصديقه فلهلم ولحبيبته شارلوت وفى النهاية قام الناشر باستكمال الحكاية من خلال شذرات من وثائق ومذكرات المحب وأيضا من خياله أو الروايات عن المحب من الأصدقاء والأقارب ومن عاش معهم
    الحكاية هى تكرار لحكايات الحب الشهيرة التى تنتهى بأن البطل والبطلة يفترقان ولا يجتمعان وهى موجودة عند كل الأمم
    بطل حكايتنا فيرتير يقاوم الحب ولكنه لا ينجح فى النسيان فهو مرة يلجأ للسفر للعمل حتى يكون بعيدا عن الحبيبة ولكنه يجد نفسه عائدا لقريتها ومرة يحاول أن يبقى بجوارها دون أمل
    الحبيبة تعرف حب فيرتير لها ولكن مع هذا تمضى زواجها من ألبرت وهى مخلصة لزوجها ولا تفكر فى خيانته وتصد المحب عندما يقدم على تقبيلها
    فى النهاية يتملك حب شارلوت قلب فيرتير فهو لا يريد نسيانها ولا التسلى عنها بغيرها ومن ثم يجد نفسه يائسا من زواجها فى الدنيا فيعلل نفسه أنه إذا مات سوف يتزوجها أو يعيش معها فى حياة قادمة ومن ثم يقدم على الانتحار
    تستغرق رسائل فيرتير فترة حوالى عامين
    الرسائل تتعلق بأمور كثيرة صحيح أن الكثير منها يركز على مشكلة الحب غير المتبادل ولكنها تتناول الكثير من الأمور فمثلا يبين فيرتير أن نتائج سوء الفهم والإهمال أسوأ من سوء النية والرغبة فى الشر والالتواء فيقول:
    "وقد لاحظت أيتها العزيزة فى هذه المناسبة أيضا أن سوء الفهم والإهمال تنجم عنهما من المساوىء والأضرار أكثر مما ينجم عادة عن سوء النية والرغبة فى الشر والالتواء ص6
    وهو يصف القرية التى عاش فيها مع شارلوت فيقول:
    "والبلدة نفسها غير مستحبة ولكن كل ما حولها من المناظر الطبيعية جميل خلاب وهذا ما حدا بالمرحوم الكونت م. أن يغرس روضة على منحدر أحد التلال التى تتقاطع هنا فى تباين ساحر وتتألف من هذا التقاطع أجمل الوهاد والوديان وهذه الحديقة غاية فى البساطة ومن السهل أن تدركى منذ تطأها قدماك إنها لا تدين بتخطيطها لبستانى عالم بالتخطيط بل لرجل أحب أن يسلم قياده هاهنا لأفراح قلبه الحساس وقد ذرفت الدمع مدرارا على ذكرى صاحبها الراحل بين ما تبقى من البيت الصيفى الذى كان قد ابتناه هناك وكان ملاذه الأثير لديه وقد صار الآن ملاذى وعن قريب سأغدو مالك هذه الروضة وقد لازمنى البستانى فى الأيام القليلة الأخيرة ولن يكون الخاسر بهذا التعلق ص6
    ويصور فيريتر علاقته مع أهل القرية ومنهم الأطفال فى بداية إقامته وبعدها فيقول:
    "لقد أصبح عامة أهل هذا الموضع يعرفوننى ويحبوننى ولا سيما الأطفال منهم فعندما خالطتهم فى البداية واستفهمت بلهجة ودية عن شتى أحوالهم ظن فريق منهم أنى أريد السخرية منهم فانصرفوا عنى فى سخط بالغ ولكنى لم ادع ذلك يحزننى بل ازداد شعورى بما لاحظته فى كثير من الأحيان من قبل فالأشخاص ذوى الأقدار أو المكانة ينزعون إلى التباعد عن عامة الناس وكأنهم يخشون أن يفقدوا أهميتهم بمثل هذا الاتصال اما المتسكعون ومن يميلون إلى الهذر فيتصنعون النزول إلى مستواهم لا لشىء إلا لكى يجعلوا الفقراء يزدادون شعورا بحدة سلاطتهم وقحت وإنى لأعلم تمام العلم أننا لسنا سواسية ولن نكون بيد أن رأيى أن من يتحاشى العامة ملوم" ص8
    ويصور فيرتير حياة عامة الناس بأنها كد مستمر متكرر يوميا وأنهم يكرهون أوقاتهم حريتهم ويتخلصوا منها فيقول:
    "وإن سألتنى عن الناس هنا أجبتك أنهم كسائر الناس فى كل مكان فالجنس البشرى شديد التشابه فى رتابته ومعظمهم يكدون معظم الوقت للحصول على ما يقيتهم أما القسط اليسير من الحرية المتاح لهم فيزعجهم بحيث يجتهدون بشتى الطرق كى يتخلصوا منه وهكذا قدر الإنسان بيد أنهم قوم على ما يرام ص9
    ويبين فيرتير جانب من علاقاته مع الناس وأن بعضهم اتخذه صديقه الصدوق فحكى له ما لم يحكه لأحد عن حبه فيقول :
    "وينسى بغير إرادته كل تعليماته فبدا وكأن روحا شريرا يتعقبه إلى أن عرف ذات يوم أن مخدومته صعدت على حجرة علوية فتبعها أو قل أنه وجد نفسه منجذبا على آثارها ولما أصمت أذنيها عن توسلاته لجأ إلى العنف وهو لا يدرى بالضبط ماذا حدث بيد أنه يشهد السماء أن نيته نحوها كانت شريفة وأنه ما صبا إلى شىء بكل صدق وإخلاص سوى الزواج منها كى يقضيا حياتهما معا ولما وصل فى قصته إلى هذا الموضع شرع يتردد وكأن لديه شىء ما لا يجد الشجاعة على التفوه به إلى أن اعترف بشىء من الارتباك بأنها شجعته على شىء من الاعترافات والإفضاء بمكنون قلبه نحوها وبأنها كانت قد سمحت ببعض التجاوزات وتوقف مرتين أو ثلاثا فى سياق السرد وأكد لى بكل جد أنه لم يزل يحبها بكل الإخلاص كذى قبل وأن هذه القضية لم يتفوه بها فمه قط من قبل وأنه ما أفضى بها إلى الآن إلا كى يقنعنى بأنه ليس ضائعا تمام الضياع ولا منبوذا تمام النبذ ص76
    ويبين فيرتير أنه كان يكتشف العديد من علاقات أو أسرار الناس من خلال حكاياتهم له فيقول مثلا عن حكاية العمة العجوز:
    "وبعد أقل من نصف ساعة اكتشفت ما أخبرتنى به ابنة أخيها عن ذلك من أن عمتها العجوز لا تملك إلا ثروة صغيرة ونصيبا أصغر من هذا أيضا من الفهم والإدراك ولذا فهى لا تستشعر شيئا من السرور أو الاهتمام إلا بشجرة أنساب أسلافها ولا تجد حماية أو أمنا إلا فى مولدها النبيل ولا متعة إلا فى إشرافها من ذرى قلعتها على رءوس المواطنين الوضعاء وما من شك فى أنها كانت وسيمة فى شبابها ولعلها فى مقتبل عمرها كانت تزجى وقتها بإرضاء نزواتها لاهية بقلوب وحواس الكثير من الشبان المساكين فلما نضج سنها أذعنت لنير ضابط من المحاربين القدماء الذى رد لها منحته من شخصها واستقلالها اليسير فى صورة مشاركته إياها ما يمكن أن نسميه عصرها النحاسى ص61
    كما وضح فيرتير أن تفاهم البشر نادر فالاختلاف هو الغالب فقال :
    "وتناولت قبعتى فقلبى قد أفعم وافترقنا من غير أن يقنع أحدنا صاحبه فما أندر ما يفهم البشر بعضهم بعضا فى هذا العالم ص47
    ويبين فيرتير علاقته بالطبيعة ومدى متعته بالمشى فى أرجاء الطبيعة وأن المواضع التى يسير فيها حبلى بالذكريات فيقول:
    "وكانت كل خطوة عندى تحدث انطباعا جديدا ومن يحج على الأراضى المقدسة لا يلتقى بكل هذه الكثرة من المواضع الحبلى بالذكريات الرقيقة وقلما تتأثر روحه ويشعر بكل هذا الخشوع وقد تكفى حادثة واحدة على سبيل المثال فقد تعقبت مسار جدول إلى مزرعة كانت فيما مضى مقصدا بديعا لرياضة المشى عندى ووقفت عند البقعة التى كنا ونحن صبية نمتع أنفسنا ونتسلى باللهو على سطح مائها" ص71
    وبين فيرتير حب شارلوت للرقص والموسيقى فيقول:
    "وتحدثنا عن مباهج الرقص فقالت شارلوت لئن كان حب الرقص خطأ فأنا على استعداد للاعتراف بأنى أفضل على متعته على سائر المتع فإذا ما أقلقنى أمر ما توجهت إلى البيانو عزفت مقطوعة مما كنت قد رقصت على أنغامه قبل ذلك فينصرف عنى ما أكابده فورا "ص19
    ويبين مدى اهتمام شارلوت بخدمة الناس من العجوز والصغير فيقول:
    "ثم جلست بجواره وأبلغته رسائل من أبيها ثم لمحت أصغر أطفاله وهو مخلوق صغير قذر قبيح الشكل هو قرة عين شيخوخته فقبلته وأتمنى لو تسنى لو كان تراقب اعتناءها بهذا الشيخ وكيف كانت ترفع صوتها مراعاة لصممه ص27
    ويبين فيرتير أن حبه لشارلوت هو حب غير جسدى ومع هذا يتمنى لو كان حبا كاملا روحا وجسدا فيقول:
    "أيتها الشفتان الجميلتان تحرسهما الملائكة لن أحاول تدنيس نقائكما بقبلة ومع هذا يا صديقى كم أتمنى وإن كان قلبى معتما بالشك والتردد لو استطعت أن أذوق هذا الهناء ثم أموت بعدها تكفيرا عن إثمى ولكن أى إثم ص86
    ويبين فيرتير أن سعادته مع شارلوت انتهت بمجىء خطيبها ألبرت ويبين أن حبه لها مع زواجها حمق فيقول:
    "ولكن أيا كان الحال فى هذا الأمر فبهجتى مع شارلوت قد انقضت ولك أن تسميها حماقة أو افتنانا فماذا فى اسم الجوهر يتحدث عن نفسه ولقد كنت قبل قدوم ألبرت أعرف كل ما أعرفه الآن كنت أعرف أننى لا أستطيع أن أصبو إليها ولا أنا تطاولت إلى ذلك فى حدود استطاعتى وأنا بمحضر كل هذه الملاحة ألا ألهث تطلعا إليها والآن تخيلنى كالأبله أحملق فى دهشة وقد جاء أخر وحرمنى من موضوع حبى ص39
    وفيرتير يلوم نفسه على استمراره فى حب شارلوت الذى يدفعه للكفر ممثلا فى صلاته وتضرعه لها وعلى خداعه لنفسه فى أحلام اليقظة فيقول:
    "ما أتعسنى من مخلوق لماذا أغرر بنفسى على هذه الصورة ماذا عسى أن تكون محصلة كل هذه العاطفة الجامحة التى لا هدف لها ولا نهاية إنى لا أستطيع أن أصلى وأتضرع إلا لها فخيالى لا يرى شيئا سواها وجميع الأشياء المحيطة بى لا حساب لها إلا بمقدار صلتها بها وإنى لأستغرق فى هذه الحالة الحالمة ساعات طويلة هنية إلى أن أرى نفسى مضطرا إلى انتزاع نفسى بعيدا عنها ص51
    ويكرر فيرتير لومه لنفسه على إمعانه فى ضلالات الوهم مثل تمنيه موت خطيب شارلوت وذلك من خلال أحلام اليقظة فيقول:
    "مشاعرى دائمة التغير وأحيانا تتفتح أمامى توقعات سعيدة ولكن وأسفاه لا يدم هذا إلا برهة قصيرة ثم عندما أغيب فى أحلام يقظتى لا أملك إلا أن أقول لنفسى لو مات ألبرت إذن لغدت ...ولغدوت..... وهكذا أمعن فى ضلالات الوهم إلى أن تقودنى إلى الهاوية التى أقف أمامها مرتجفا وعندما أسير بالخيال مخترقا نفس البوابة وعلى نفس الطريق الذى قادنى إليه أول مرة يغوص قلبى فى داخلى لمجرد التفكير فى التغير الذى حدث لقد تغير كل شىء ص74
    وجوته يبين تناقض مشاعر فيرتير فى مسألة ألبرت فهو فى الفقرة السابقة يتمنى موته ولكنه فى الفقرة التالية يبين أنه لا يمكن أن يدعو الله أن يترك شارلوت له فيقول :
    لا يمكننى أن أدعو الله أن يتركها لى وهى التى تبدو فى كثير من الأحيان منتمية إلى ولا يمكننى أن أدعو الله أعطنيها لأنها امرأة أخر وبهذا الأسلوب أغلب المرح على متاعبى ولو كان عندى متسع من الوقت لكتبت إليك سلسلة ابتهالات على منوال هذه النقائض ص86
    ويظل فيرتير يعترف بأنه السبب فى مشكلته التى يعانى منها معاناة شديدة فهو عدو نفسه من خلال استمراره فى حب شارلوت وهو يعلم أنها لغيره وليست له فيقول:
    "واضطرابى على عاتقى شخصيا ولكن وا أسفاه إنى لأشعر بكل حزن أننى وحدى مصدر جميع أحزانى وأشجانى كما كانت نفسى من قبل مصدر جميع مسراتى وأفراحى فأنا عدو نفسى الحقيقى ألست أنا عين ذلك المرء الذى استمتع يوما ما بالسعادة المفرطة فكان يرى فى كل خطوة وكان الفردوس قد فتح أبوابه له فكان قلبه يتفتح دواما للعالم أجمع وهذا القلب بعينه قد مات الآن وما من إحساس يمكن أن يبعثه من مواته عيناى جامدتان وحواسى لم تعد ترويها دموعى الندية وكذلك أخذ مخى يذوى ويتآكل ص83
    ويتصور فيرتير أن موته انتحارا سوف يقربه فى الحياة الأخرى من شارلوت حيث يتزوجها فى تلك الحياة بدلا من زوجها ألبرت فيقول :
    "وما معنى قولك أن ألبرت زوجك إنه قد يكون كذلك فى هذا العالم وقد يكون إثما وخطيئة أن أحبك فى هذا العالم وأصبو إلى انتزاعك من أحضانه أجل إنها جريمة وأنا الآن أعانى عقوبتها ولكن استمتعت بكل حلاوة أثمى لقد استنشقت بلسما أنعش روحى أنت منذ هذه الساعة فى أجل يا شارلوت أنت لى وأنا الآن ذاهب قبلك ذاهب إلى أبى وأبيك وسأسكب أحزاننا أمامه وسوف يمنحنى العزاء والراحة إلى أن تأتى أنت وعندئذ سأطير لملاقاتك وأطالب بك وأبقى بين أحضانك الأبدية فى حضرة العلى القدير ص115
    وبالقطع هذا تصور خاطىء فالحياة فى الأخرة لها قوانين غير قوانين الحياة الدنيا فالزواج فيها بالاختيار من الرجل والمرأة شرط أن يكونا فى الجنة ومن ثم فالزواج الأخرى قد يكون كما فى الدنيا وقد لا يكون
    وبين فيرتير وصيته فيما يصنع به بعد موته الانتحارى من دفنه فى ثوبه الذى يموت فيه ووضع الأنشوطة التى شاهدها عليها أول مرة رآها فيها فيقول :
    "وأريد يا شارلوت أن ادفن فى الثوب الذى أرتديه الآن فقد اكتسب قداسة من لمسك إياه وقد طلبت تلك الحظوة أيضا من أبيك إن روحى تحلق فوق لحدى ولا أريد أن يفتش أحد جيوبى وهناك تلك الأنشوطة من الشريط الوردى الذى كنت ترتدينه فوق صدركم أول مرة رأيتك فيها والأطفال من حولك قبليهم ألف مرة نيابة عنى وأبلغيهم مصير صديقهم المنكود يخيل إلى أنى أراهم يلعبون من حولى يا للأطفال الأعزاء لكم تعلقت بك بكل حرارة يا شارلوت منذ الساعة الأولى التى رأيتك فيها وكم استحال على أن أفارقك تلك الأنشوطة يجب أن تدفن معى فقد كانت هديتك على فى عيد ميلادى لكم يبدو كل شىء مختلطا وما كان يخطر ببالى أنى سأسلك هذا الطريق ولكن ليحل عليك السلام يا شارلوت الغدارتان محشوتان والساعة تدق الثانية عشرة وأنا أقول آمين شارلوت شارلوت وداعا وداعا ورأى احد الجيران الومضة وسمع دوى الغدارة ولكن لم يلبث السكون أن ساد فطرد ما رأى وما سمع من ذهنه ص122
    تناولت الحكاية مسائل غير الحب منها :
    مسألة الانتحار :
    وضح فيرتير أن الإقدام على الانتحار هو جنون وهو صدمة نفسية كبرى له فيقول:
    "فأجابنى بصبر نافد وإن تكن غير معبأة فما الذى يمكن أن تعنيه بهذا أنا لا أفهم كيف يمكن لأى امرىء أن يبلغ به الجنون إلى حد إطلاق النار على نفسه ومجرد هذه الفكرة فى حد ذاتها تصدمنى فقلت ولكن لماذا يخاطر أى امرىء عند الحديث عن فعل ما ينعته بالجنون أو الرشد وبأنه خير أو شر حسن أو ردىءص42
    ويعود فيتناول مسألة الانتحار من وجهة نظر مناقضة له فيبين أن المنتحر يتحمل قدر كبير من الألم ولكنه عند تخطيه قدر معين أكثر من قدرته ينهار فيقول:
    ولكن هيا بنا نرى هل لا يسعنا أن نضع المسألة فى ضوء أخر أو من وجهة نظر أخرى بأن نتساءل ماذا عسى أن تكون الحالة النفسية لشخص يقرر أن يحرر نفسه من عبء الحياة وهو عبء كثيرا ما يطيب حمله لأننا بدون ذلك لا يمكن أن نفكر فى الموضوع تفكيرا منصفا فالطبيعة البشرية لها حدودها فهى قادرة على تحمل درجة معينة من الفرح والحزن والألم ولكنها تتهاوى إذا ما تجاوزت جرعة هذه المشاعر حدود طاقة احتمالها فالمسألة إذن ليست هل المرء قوى أم ضعيف بل هل هو قادر على تحمل هذا القدر المعين من العذاب ص44
    ومع هذه الآراء المتناقضة التى تكره الانتحار وتحرمه فقد أقدم فيرتير على الانتحار كما فى الفقرة التالية التى تعتبر نهاية سيرته :
    " لكم يبدو كل شىء مختلطا وما كان يخطر ببالى أنى سأسلك هذا الطريق ولكن ليحل عليك السلام يا شارلوت الغدارتان محشوتان والساعة تدق الثانية عشرة وأنا أقول آمين شارلوت شارلوت وداعا وداعا ورأى احد الجيران الومضة وسمع دوى الغدارة ولكن لم يلبث السكون أن ساد فطرد ما رأى وما سمع من ذهنه ص122
    والانتحار هو لحظة من اللحظات التى يفقد فيها الإنسان الأمل فى كل شىء فيرى نفسه عاجزا سواء كان عجزا عن تغيير الظلم أو الحالة الصحية أو المالية أو الفضيحة أو عن فهم العالم والكون والحياة......
    معظم المنتحرين لا يضعون فى أنفسهم فى تلك اللحظة أن الانتحار يأس من رحمة الله فكل ما يهمهم هو التخلص من شىء ما يتسبب فى ألم يظنون لا يتحملونه
    فيرتير والدين :
    فى الحكاية نجد دين الحاكى والمحكى عنه موجودا فى كل الفقرات وإن ظن البعض أنها بعيدة عن الدين فمسألة الحب الذى ترويه الحكاية تناولها فيرتير حسب الدين فى فقرات مثل:
    "وما معنى قولك أن ألبرت زوجك إنه قد يكون كذلك فى هذا العالم وقد يكون إثما وخطيئة أن أحبك فى هذا العالم وأصبو إلى انتزاعك من أحضانه أجل إنها جريمة وأنا الآن أعانى عقوبتها ولكن استمتعت بكل حلاوة أثمى ص115
    فهنا يعتبر حبه لشارلوت جريمة وإثم لعلمه انه زوجة رجل أخر فالجريمة والإثم هما داخل الدين وهو يجعل دعاءه لله بإماته زوج شارلوت أمر محرم فيقول:
    "لا يمكننى أن أدعو الله أن يتركها لى وهى التى تبدو فى كثير من الأحيان منتمية إلى ولا يمكننى أن أدعو الله أعطنيها لأنها امرأة أخر وبهذا الأسلوب أغلب المرح على متاعبى ولو كان عندى متسع من الوقت لكتبت إليك سلسلة ابتهالات على منوال هذه النقائض ص86
    ونجده يصف الله بالعلو والقدرة وأنه لا متناهى وأنه خلق الناس على صورته فيقول:
    "فى جد ودأب وخفاء وعندئذ أحس أننى فى حضرة العلى القدير الذى صاغنا على صورته واشعر بأنفاس ذلك الحب الكونى الذى يمدنا بالقدرة على الحياة وقد أخذ يرف من حولى فى سعادة أبدية وحينما تألف عينى الظلمة ويتسع مداها أيتها الصديقة ويخيل إلى أن الأرض سكنت روحى واستولت عليها كأنها عشيقة محبوبة عندئذ أتمنى لو استطعت أن أصف كل هذه التصورات وأخط على صفحة الورق كل هذه المشاعر التى تعيش وتتزاحم فى داخلى لتكون هذه الصور مرآة روح الإله اللامتناهى ولكن ذلك يتجاوز قدرتى أيتها الصديقة العزيزة ولذا تجدينى أرزح بل أغرق تحت عبء هذه الرؤى وروعتها ص7
    وهو يشير بهذا لقول سفر التكوين:
    " فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ."
    وهو يذكر مقولة العهد الجديد عن كون الأتباع يجب أن يكون كالأطفال فى نقائهم فيقول:
    "وعندما أتبين صفاء طبيعتهم البسيطة النقية عندئذ أتذكر القول الذهبى الذى أرسله معلم البشرية العظيم ما لم تصيروا مثل واحد من هؤلاء ولكننا يا صديقى نعامل هؤلاء الأطفال وهم أندادنا الذين ينبغى أن نعدهم قدوة لنا نعاملهم كما لو كانوا رعايا فلا نسمح لهم بإرادة خاصة بهم أو ليست لنا نحن إرادة فمن أين استمددنا حقنا الاستبدادى إلا أننا أسن منهم وأكبر وأكثر خبرة الله أكبر إنك ترى الكل من علياء سمائك أطفالا كبارا وصغارا ولا زيادة المسيح بين منذ زمن بعيد أى الفريقين مصدر المسرة الأعظم ولكن الناس يؤمنون به ولا يصفون له وهذه أيضا قصة قديمة ولذا فهم يربون أطفالهم على صورتهم ص26
    وهو يشير لتلك الفقرة الواردة فى سفر متى حيث يقول:

    1" فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟
    2 فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ
    3 وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
    4 فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.
    5 وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي.
    6 وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ."
    ويتكلم كلاما عن غبطة الله الخالق الذى يحقق كل شىء فى ذاته وبذاته فيقول:
    "يا للحمقى الأغرار ففى وهمهم الكليل أن كل شىء صغير الحجم ولكن من الجبال التى لا تبلغ الأقدام ذراها وعبر الصحراء التى لم تدب فوقها قدم بشر ومن أغوار المحيط المجهول تهب أنفاس الروح الأزلى الخالق وكل ذرة منحها الوجود تجد نعمة فى عينيه وكم من مرة ألهمتنى الطيور المحلقة أسرابها من فوقى الرغبة فى الانتقال من شاطىء الأمواه التى لا نهاية لها كى أجرع مباهج الحياة من الكأس اللانهائية وكى أشارك ولو للحظة واحدة بقوى روحى المحدودة فى غبطة هذا الخالق الذى يحقق كل شىء فى ذاته وبذاته ص48
    ويعتقد الرجل أنه مصطفى من الله وأنه يشبه المسيح(ص) فى تجرعه مرارة الحياة فيقول:
    "فهل أنا ممن أعطوا له ماذا لو احتفظ بى الآب لنفسه كما يوحى إلى بذلك قلبى أحيانا وأرجوك ألا تسىء تأويل قولى هذا ولا تستخرج من كلماتى البريئة ما يدل على الزراية بالدين فأنا أسكب بين يديك روحى بأسرها ولقد كان الصمت أحب إلى ولكنى لست بحاجة إلى التراجع أما موضوع لا يعرف عنه إلا القليلون أكثر مما أعرف شخصيا ما مصير الإنسان وما قدره إلا أن يملأ كأس عذاباته ومعاناته وأن يتجرع ما قدر له من المرارة وإذا كانت هذه الكأس قد بدت مريرة للمسيح وهو فى صورة البشر فلماذا أتكلف كبرياء حمقاء وأنعت هذه الكأس بالعذوبة لماذا ينبغى أن أخزى من التراجع عند اللحظة الرهيبة عندما ترتجف روحى بين الوجود والعدم وعندما تضىء ذكرى الماضى كوميض البرق هاويه المستقبل المظلمة فإذا بكل شىء ينحل من حولى وإذا العالم كله يتلاشى ص85
    ورغم أن كلامه فى الفقرات السابقة عن معرفته بالله فيقول أنه يجهله ولا يعرفه وهو يعترض على مشيئة الله ولكنه يطالب بعدم طرده من حضرة أى ملكوت الله فيقول :
    أيها الآب الذى لست أعرفه يا من تكرمت فملأت قلبى وقتا ما ولكنك الآن تخفى وجهك عنى أدعنى إليك مرة أخرى ولا تعتصم بالصمت إن صمتك لن يعوق روحا تتعطش إليك فأى أب يمكن أن يغضب من ابنه لأنه استدار إليه فجأة وسقط على عنقه هاتفا ها أناذا قد عدت إليك يا أبى اصفح عنى إن كنت قد تعجلت الرحلة إليك ورجعت قبل الموعد المضروب إن العالم هو بعينه فى كل مكان مسرح هو للألم واللذة والجزاء ولكن ما حصاد هذا كله إنى لست سعيدا إلا حيث تكون أنت وفى حضرتك وحدك يرضينى أن أعانى أو أفرح أانت أيها الآب السماوى حقيق أن تطرد مثل هذا الابن من حضرتك ص90
    وهو بذلك يكرر مقولة العهد الجديد "إلهى إلهى لما تركتنى"وأيضا عبارة :
    قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».
    ونجد فيرتير يكفر بكل شىء فيجعل كل شىء فى الحياة باطل فيقول :
    ألا ليتك ترينى يا عزيزتى وسط دوامة هذا التشتت فقد جفت ينابيع حواسى وذهنى ولكن قلبى لم يستطع شىء فى أى وقت أن يملأه ولا أحظى بأى لحظة من لحظات السعادة فكل شىء باطل الأباطيل الكل اطل ما من شىء يحركنى وكأننى واقف أمام أصنام لألاعيب الأراجواز أرى الدمى الصغيرة تتحرك وأتساءل أليس ما أرى محض وهم وخداع نظر وأنى لأتسلى بهذه الدمى ولكنى بالأصح دمية من بينها ولكننى عندما أمسك أحيانا بيد جارى أحسها غير طبيعية وأسحب يدى وهى ترتجف ص62
    وبالطبع هذا الكفر مأخوذ من بداية سفر الجامعة وهى بداية تنكر وجود الله فتقول:

    1 "كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ:
    2 بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.
    3 مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟
    4 دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ، وَالأَرْضُ قَائِمَةٌ إِلَى الأَبَدِ.
    5 وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِقُ.
    6 اَلرِّيحُ تَذْهَبُ إِلَى الْجَنُوبِ، وَتَدُورُ إِلَى الشَّمَالِ. تَذْهَبُ دَائِرَةً دَوَرَانًا، وَإِلَى مَدَارَاتِهَا تَرْجعُ الرِّيحُ.
    7 كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً.
    8 كُلُّ الْكَلاَمِ يَقْصُرُ. لاَ يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ أَنْ يُخْبِرَ بِالْكُلِّ. الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ.
    9 مَا كَانَ فَهُوَ مَا يَكُونُ، وَالَّذِي صُنِعَ فَهُوَ الَّذِي يُصْنَعُ، فَلَيْسَ تَحْتَ الشَّمْسِ جَدِيدٌ.
    10 إِنْ وُجِدَ شَيْءٌ يُقَالُ عَنْهُ: «انْظُرْ. هذَا جَدِيدٌ!» فَهُوَ مُنْذُ زَمَانٍ كَانَ فِي الدُّهُورِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَنَا.
    11 لَيْسَ ذِكْرٌ لِلأَوَّلِينَ. وَالآخِرُونَ أَيْضًا الَّذِينَ سَيَكُونُونَ، لاَ يَكُونُ لَهُمْ ذِكْرٌ عِنْدَ الَّذِينَ يَكُونُونَ بَعْدَهُمْ."
    الحياة استسلام سلبى:
    وضح فيرتير أن الحياة هى مجرد استسلام سلبى فنحن نحيا فى سجن نزينه ونجمله وهو قوله:
    "يطاردنا الاحساس بأن حياة المرء إن هى إلا حلم فعندما أتأمل الحدود الضيقة التى حبست بداخلها أنشطتنا وملكاتنا وكيف تتبدد طاقاتنا فى سبيل الحصول على الكفاف من الضروريات التى لا غاية من ورائها بعد كل شىء سوى إطالة حياتنا التعسة وأن كل ما نحصل عليه من السرور بصدد جهودنا أو أبحاثنا لا يفضى إلا إلى استسلام سلبى بينما نحن نسلى أنفسنا بتزيين جدران سجننا بالأشكال البهيجة والمناظر الخلابة ص10
    ترحال الناس:
    بين فيرتير أن ترحال الناس فى أنحاء الأرض ليس إلا رغبة عن جهل بالهدف من الرحلات فيقول:
    "وجميع الأساتذة والعلماء متفقون فى الرأى على أن الأطفال لا يدركون علة رغبتهم ولكن الكبار أيضا يجوبون الأرض كالأطفال غير عالمين من أين جاءوا ولا أيان يذهبون وقلما توجههم الدوافع الثابتة فهم كالأطفال الصغار يسيرون وراء اغراء الحلوى ويرهبون العصا بيد أنه كا من أحد يعترف بهذا مع أنه صواب فيما أرى ص11
    وبين فيرتير أن الرحالة دوما يريدون العودة للديار حيث السعادة التى نشدوها لهوا ولعبا فى غير مكانها فيقول:
    "وكم من مرة يا عزيزى فلهلم تفكرت فى تلهف البشر على التجوال والوقوع على اكتشافات جديدة وفى الدافع الخفى الذى يحدوهم بعد ذلك للعودة إلى دائرتهم الضيقة وفقا لقوانين العادة غير معنيين أنفسهم أكثر من هذا يما يدور حولهم ص24 وهكذا يحن الرحالة الذى لا يقر له قرار إلى ثرى مسقط رأسه ويجد فى كوخه وبين ذراعى زوجته وفى حنان أطفاله وفى الكدح الضرورى لاعالتهم تلك السعادة التى ظل ينشدها عبثا فى طول الدنيا وعرضها ص25
    تحسينات المؤلفات:
    بين فيرتير أن تحسين المؤلف لتأليفه هو خطأ فقال:
    "وهكذا اكتشفت مبلغ خطأ المؤلف الذى يغير فى أعماله ولو بتحسينات من وجهة النظر الشاعرية فالانطباع الأول يتقبله الناس طواعية ونحن بجبلتنا نصدق أبعد الأشياء عن التصديق ومتى نقشت فى الذاكرة فالويل لمن يحاول محوها ص47
    ولعل تلك الفقرة تشير لحكاية أخذ جوته رأى زوج حبيبته فى الحكاية ومطالبته بإجراء تغييرات فيها وهو ما فعله جوته كما تقول الحكاية الشهيرة وهو هنا يعتبر أن تلك التغييرات افقدت الحكاية بعض مصداقيتها
    الطبيعة معلمة الفنانين:
    الفقرة التالية تعتبر الطبيعة هى المكون الأعظم لمواهب الفنانين فيقول:
    "غير أن أضيف إليه شيئا من عندى اطلاقا الأمر الذى دعانى لتخصيص كل وقتى مستقبلا للطبيعة فهى وحدها المعين الذى لا ينضب والكفيل بتكوين أعظم أساتذة الفن وقد يقال الكثير من القواعد والكثير أيضا عن قوانين المجتمع وصحيح أن الفنان الذى يدين بتكوينه لهذين المصدرين لن ينتج شيئا مفرط الرداءة أو مقززا كما أن المرء الذى يراعى قوانين اللياقة وبطبعها خليق ألا يكون سمجا لا يطاق من جانب جيرانه وجدير ألا يكون وغدا ولكن مهما قلت واعدت فى أهمية القواعد فهى على كل حال تدمر الشعور الأصيل بالطبيعة وتدمر كذلك التعبير الصادق عنها ولا تقل لى إن هذا إمعان فى التشرد فالقواعد تكبح الأغصان الفضولية وتشذبها فحسب ص12
    وهو هنا فى الفقرة يقعد القواعد للفن الراقى فى زعمه ويكرر حكاية فائدة الطبيعة فى الفن فيقول:
    "لقد حل أوسيان فى قلبى محل هوميروس واى عالم هذا الذى يحملنى إليه هذا الشاعر الصالح إلى حيث أجوب البرارى لا تشقها دروب تحف بها دوامات رياح مندفعة ص80
    ويكرر نفس الأمر فيقول:
    " ولذا كانت مشاعرهم وكان أشعارهم ناضرة كالطفولة وعندما يتكلم أوليس عن البحر الذى ليست له حدود وعن الأرض التى لا نهاية لها كانت تعبيراته صادقة طبيعية عميقة الحس تحفها الأسرار فما أهمية ما تعلمته كما تعلمه كل غلام يختلف إلى المدرسة من أن العالم كروى أن الإنسان لا حاجة به إلا إلى القليل من الأرض للاستمتاع وإلى ما هو أقل من ذلك المقدار لراحته الأخيرة ص71
    الطبقية:
    فيرتير فى الحكاية هو رجل طبقى يقر بأن وجود الطبقات ضرورة لا يحل تغييرها وأنه يمنع تغييرها لأنه يستفيد منها شخصا فيقول :
    "وما يثيرنى أكثر من أى شىء هو المدى التعس الذى تصل إليه التمييزات بين الأقدار والمراتب وإنى لأعرف تمام المعرفة مبلغ لزوم وحتمية الفروق بين الأوضاع وعدم التساوى فيها وأقدر تماما تلك المزايا والحقوق التى أستمدها شخصيا من هذا المبدأ ص61
    ومن ثم فالشخصية الرئيسية لو اعتبرت ممثلة لجوته فإنها شخصية لا تعترف بتساوى البشر وقد تكرر هذا الأمر فى الحكاية مرات عديدة وهو ما يعنى أن غوته رجل يعترف بضرورة وجود طبقات فى المجتمع ليظل فى حالة تميز على غيره دوةن جهد أو علم وإنما لمجرد أنه ولد فى عائلة مجرمة ككل العائلات الحاكمة التى تدعى الشرف والنبالة بينما أصول كل تلك العائلات هم مجرمون انتسبوا لشخصيات صالحة كالأنبياء أو بشر صالحون حتى يحققوا الفساد بين الناس
    الحاكم :
    فيرتير هنا يبين أن الرئيس ليس شرطا من يحمل لقب الملك أو السلطان فالرئيس الفعلى هو من تنفذ أقواله وإن كان ليس ملكا أو وزيرا فيقول:
    "فهذا المخلوقات البلهاء لا تستطيع أن ترى أن المكان ليس هو الذى يبغى العظمة الحقيقية وأن من يشغل المكان الأول ليس اللهم إلا نادرا هو الذى يقوم بالدور الرئيسى فكم من ملك يحكمه وزراءه وكم من وزراء يحكمهم سكرتيروهم ومن فى هذه الحالة هو الرئيس الحقيقى إنه فى نظرى من يستطيع أن ينفد ببصيرته إلى حقيقة الاخرين ولديه من القوة أو البراعة ما يجعل قوتهم أو أهواءهم فى مقدمة ما يريد تنفيذه من أهدافه شخصيا ص62






    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    نقد رواية ألام فرتر لجوته
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: مختارات وقراءات أدبية :: فضاء القراءة الأدبية-
    انتقل الى: