وزادت فى الفقرة التالية أن ما يسمى التعليم الخاص فى البيوت يعمل على تنمية التفرقة بين الأطفال بسبب اختلافات ديانات الآباء :
"أغلق سورنجان عينيه واسترخى سأل نفسه لماذا لم يذهب إلى منزل بلال بدلا من المجىء هنا هل أصبح طائفيا أم أن الموقف دفعه لهذا فتح عينيه عندما سمع آلوك ابن بولوك الذى يبلغ ست سنوات قال بولوك:
هل تعرف سبب بكائه أطفال الجيران الذين اعتادوا على اللعب معه يوميا رفضوا أن يشاركهم اللعب اليوم يبدو انح جور طلب منهم عدم الاختلاط بأطفال الهندوس
- من هو حجور؟
- إنه الشيخ الذى يأتى إلى منزلهم ليعلم أطفالهم اللغة العربية
- لكن جارك هو أنيس أحمد إنه عضو فى الحزب الشيوعى على ما اذكر هل تقول أنه يعلم أطفاله اللغة العربية؟
- -نعم " ص95
[i]هذه القضية ليست بقضية لأن هذه القضية موجودة فى كل دول العالم تقريبا وتعليم أطفال الأكثرية من دين يكون طبيعيا فى دولة وفى دولة أخرى يكون أطفال هذا الدين هم الأقلية فيخرجون من الفصول ومعظم الدول تعمل على حل هذه المشكلة بتدريس دين الأقلية من خلال معلمين من نفس الدين [/i]
وأما حكاية تعلم الأطفال أطفال الأقلية أمور من دين الأكثرية فهو أمر طبيعى لأن المناهج يذكر فيها أمور من دينهم فى نصوص اللغة والتى يدرسها الكل وحتى خارجها فى الأنشطة كالإذاعة المدرسية يجعلهم يسمعون الكلام المقدس لدين الأكثرية ومن ثم فالمسألة ليست مشكلة ولا قضية تثار لأنه حتى لو كان التعليم علمانيا فهو يتضمن نفس الأمر وهو فرض الدين العلمانى لطائفة على بقية الأديان ومن ثم فهى مسألة حتمية لا يمكن لأحد أن ينجو منها إلا أن يكون أهل البلد كلهم على دين واحد
وفى فقرة أخرى تناولت ما يحدث فى المدارس بين أطفال الطوائف حيث يعمل بعض الأطفال على إغاظة البعض المخالف فى الدين بذكر ديانته والسخرية منها وهى الفقرة التى تروى حكاية مايا التالية:
"ذهبت مايا وأحضرت مائة تاكا نظر سورنجان إلى أخته بإعجاب وتذكر حادثة قديمة جرت منذ سنوات طويلة كانت مايا صغيرة جدا عندئذ وقد انهارت عندما غاظتها بعض فتيات المدرسة قائلات يا هندوسية يا هندوسية الهندوس يأكلون رأس البقرة وعندما عادت سألت سورنجان : هل أنا هندوسية يا دادا؟
-نعم
-لا أريد أن أكون هندوسية بعد اليوم أنهم يضايقوننى بسبب ذلك
سودهاموى الذى سمع حوارهما قال :
-من قال إنك هندوسية؟أنت إنسانة ليس هناك أرقى من ذلك
فى هذه اللحظة دق قلب سورنجان إحتراما لأبيه لقد تعامل مع رجال كثيرين ولكن لا أحد منهم كان فى نبل وصبر وفهم وتسامح أبيه"ص144
بالقطع هذا كلام أطفال لا يعوون شيئا وهو يدل على تربية خاطئة تجهل الأطفال بدلا من أن تشرح لهم الحقيقة
القضية الثالثة عشر:الفنون وخاصة فن الغناء فهى تنقل لنا وجهة نظر المسلمين فى رأيها وهو أن الغناء والرقص قلة أدب وبالقطع الإسلام لا يحرم الغناء ولا الرقص وإنما يضع ضوابط لهن فالرقص والغناء العام محرمين إلا بشروط وهو أن يكون الراقص رجلا يراه رجل مثله والمرأة تراها امرأة وفى مكان مغلق على الرجال ومكان مغلق مغلق على النساء وأن يكون للغناء والرقص هدف تعليمى مفيد وأما الرقص الخاص والغناء الخاص بين الأزواج فمباح حتى ولو كان بكلام شهوانى أو تعبيرات جسدية شهوانية فى حجرة نومهم ,كذلك غناء الأم لطفلها أو طفلتها بكلام طيب ينيمه أو ينيمها أو يعلمه شىء نافع
تسليمة عبرت عن نفورها من المحرمين للغناء العام من الهندوسيات بالفقرات التالية:
[i]"-نعم أعرف ولكن هؤلاء الذين صفقوا وهتفوا لى قالوا أيضا لأن الهندوسيات لا يخجلن من تعلم الغناء لذلك يجلسن وسط الناس أمام رجال أغراب ويغنين للجميع [/i]
-سألها سودهاموى هل تعنين أن المسلمات لا يغنين
- نعم يغنين الآن ولكن قبل ذلك عندما كانت المطربات لا يحظين بالشهرة الواسعة كان علينا أن نتلقى كل التعليقات المسيئة ميناتى دى كانت مطربة ممتازة ولكنها أحبطت ذات يوم عندما هاجمها بعض الصبية واتهموها بأنها تحاول أن تعلم المسلمات الغناء" ص68
"لا يا دادا لم أعد أحب الغناء ما الفائدة إذا كان الناس يقولون أن الغناء والرقص قلة أدب؟ص69
السرد
تسرد تسليمة الأحداث بادئة بالمصيبة الكبرى التى أدت لأحداث الرواية وهى عرض خبر هدم مسجد بابرى فى الهند فى التلفزيون والذى أدى بالتالى للقلق لدى أسرة سودهاموى من أن يصيبهم مكروه لكونهم على ديانة من هدموا المسجد وهو قولها:
"إن أحدا منهم لا يدرك أنه يجب فعل شىء قبل أن يحدث لهم شىء بشع فى التلفزيون عرضت قناة سى إن إن تفاصيل تدمير مسجد بابرى فى السادس من ديسمبر 1992 وكان التلفزيون لا يزال يعرض بعض مشاهد الحادث جلس سودهاموى وكيرونموى أمام التلفزيون يراقبان عملية التدمير ويأملان أن يصحبهما سورنجان إلى بيت أحد أصدقائه المسلمين ولكن سورنجان كان قد قرر أنه لن يفعل شيئا من هذا وأنه حتى لو جاء كمال أو أى صديق مسلم أخر لاصطحابهم فسوف يقول له : لن أغادر بيتى مهما كانت الظروف "ص32
وبعد ذلك تتابع السرد فتبين وجهة نظر الهندوس الهادمين فى سبب هدمهم المسجد فتقول:
"هذه المشاهد فى بيت آل دوتا كانت تجرى فى السابع من ديسمبر فى المساء السابق خيم ظلام كثيف على ضفاف نهر ساريو بمدينة أيودهيا فى ذلك اليوم المصيرى عصابة من أتباع من يطلق عليهم كارسيفاكس هدموا مسجدا يزيد عمره على 400 أو 500 سنة وفقا لأبرشية هندوس فيسوا فإن المسجد كان محل ميلاد راما نبى الهندوس وبهذا اعتبروه ملكية دينية لهم المتطوعون المتعصبون انضموا إلى مشروع لتطهير المنطقة فى المسجد وحوله وقبل 25 دقيقة من بداية العمل بدأت الكارثة عندما بدأ عمال التطهير فى هدم المسجد بلا هوادة"ص32
وتبين تسليمة أن هناك تواطىء بين هدمة المسجد وبين السلطات المحلية التى تنتمى هى الأخرى للديانة الهندوسية فتقول:
"حدثت هذه الدراما بأكملها فى حضور ضباط أصحاب رتب عالية ورجال دين أبرشية هندوس فيسوا وحزب بهارتيا جاناتا وغيرهم ضباط وجنود قوة الشرطة الاحتياطية المسلحة وشرطة وردية المنطقة المسلحة وشرطة أتار براديش وقفوا يتفرجون دون أن يطرف لهم جفن بينما كان هدم المسجد مستمرا فى الثانية و45 دقيقة بعد الظهر سقطت واحدة من القباب فى الرابعة انهارت الثانية وفى الخامسة و45 دقيقة انكسرت القبة الثالثة إلى نصفين على يد المتعصبين أثناء عملية هدم المبنى الهائل دفن أربعة منهم تحت الأنقاض وتعرض مئات من الناس لإصابات خطيرة" ص33
وبعد ذلك تذكر أن الحكومة البنجلاديشية بعد أن قامت بواجبها فى نشر الفتنة بنشر الخبر صوت وصورة فى التلفزيون عملت على عدم إذاعة صور هدم المسجد مع تكرار إذاعة الخبر حتى تحمى القلية الهندوسية وهو قولها :
"انتاب سودهاموى ألم فى أيسر صدره كان الما قديما معاودا آلمه رأسه أيضا ربما زاد ضغط دمه فى التلفزيون كانت محطة سى إن إن تواصل تغطيتها الإخبارية لكارثة 6 ديسمبر ولكن مسجد بابرى لم يعد يظهر فى كل مرة يذكر فيها اسمه استنتج سودهاموى أن ذلك تم بناء على طلب الحكومة التى تحاول بوضوح حماية الهندوس من غضب الأغلبية لكن الذين اعتادوا على ردود الفعل العنيفة لم يكونوا بحاجة إلى مشاهدة سى إن فن شعر بوخزة حادة فى صدره دلكه بيده ليخفف الألم واستلقى فى الفراش لا تزال مايا فى الشرفة تنتقل فى قلق عرف سودهاموى أن ابنته تريد الهرب إلى مكان أخر أى مكان ولكن كيف لها ذلك وسورنجان يرفض أن ينهض "ص40
وبعد ذلك تبين أن ما حدث فى الهند ستكون له نتائج وخيمة فى بنجلاديش كرد فعل وهو قولها :
" لا يحتاج الأمر إلى القول فى بنجلاديش أيضا سوف يتسبب رد الفعل على هذا الحادث فى خلق موجات مسعورة من الهستريا الدينية وسوف تهدم المعابد وتسوى بالأرض وتحرق منازل الهندوس ومحلاتهم وتنهب بتشجيع من حزب بهارتيا جاناتا قام المتعصبون بهدم مسجد بابرى ليزيدوا من قوة رجال الدين الإسلامى فى بنجلاديش هل مر بخاطر حزب بهارتيا جاناتا وأبرشية هندوس فيسوا وشركاءهم أن ردود الفعل على عملهم المجنون فى أيودهيا لن تقتصر على الحدود الجغرافية للهند؟ص33
وتتساءل عن الأحداث تساؤلا مريبا وهو قولها:
"هل كلمة اضطراب أو شغب تعنى قيام طائفة ما بالاعتداء الوحشى على طائفة أخرى لا ترد الاعتداء ؟ لا مثل هذه الظاهرة لا يمكن أن توصف بأنها اضطرابات الذى حدث فعليا أن أفراد طائفة ما قاموا بانتهاك مقدسات وخصوصيات طائفة أخرى ببرود ودون ندم وهذا ليس أقل من طغيان وقهر "ص35
هذا التساؤل مريب لأنه طرح فى الجانب البنجلاديشى ولم يطرح فى الجانب الهندى وتعيد التساؤل نفسه فى قولها:
"فى 1990 فلماذا يسلمون منه فى 1992 ولهذا يتعين عليهم أن يهربوا مثل الجرذان لمجرد أنهم هندوس ؟ ولأن الهندوس فى الهند هدموا مسجد بابرى ؟ لماذا ينبغى أن يتحمل مسئولية ذلك "ص41
وفى الفقرة التالية تحدثنا عن الخسائر التى نالت هندوس بنجلاديش من جراء الأزمة فتقول:
مال مزاج سورنجان من جديد على مشاركتهم فيما يحدث أن ينضم إلى الجمع ويقوم بإحصاء المعابد التى دمرت وأحرقت ويسأل عن البيوت والمحلات التى نهبت وسرقت وأن يعترض على ما يحدث لابد من جلد هؤلاء المتعصبين هؤلاء المتدينون المزيفون هم دجالون باسم الدين لكن رغبته فى أن يصبح جزء من كل ما يحدث حوله كانت تخبو بنظرات الشفقة التى يوجهها إليه المحيطون به بلا صوت بدا وكأنهم يخبرونه بأنه لا يستطيع أن يشترك معهم لقد كان قبل اليوم خبيرا فى إلقاء الخطب فى عدد كبير من الموضوعات وفى تولى القيادة فى مختلف النشاطات اليوم كما لو أن قوة غريبة تنزع عنه صوته ولا أحد حوله يريد تشجيعه على قول شىء أو عمل شىء على أن يقف ويقاتل"ص64
وفى الفقرة بعدها تبين على لسان سورنجان أن ما حدث من بيانات وخطب بعد الأزمة هو مجرد كلام ضائع لا قيمة لها فتقول:
"لا أكاد أصدق أن تحدث مثل هذه الأشياء فى دولة علمانية يا للعار المؤسسة القومية بأكملها هذه البيانات السياسية ومحكمتهم العليا والبرلمان والأحزاب السياسية والتقاليد الديمقراطية كل شىء يفعلونه ليس أكثر من بعض الضوضاء والهواء الساخن مهما قلت يا سودها بابو ليس فى بلدنا أية حوادث عنف مقارنة بالهند" ص66
وفى إطار سرد الأحداث قامت تسليمة بسرد ذكريات سودهاموى فى أحداث بنجلاديش السياسية فبدأت بأحداث استقلال الهند 1947وانفصال باكستان عنها فروت أن العديد من الهندوس خرجوا من بنجلاديش فى أزمة1947 وأن والد سودهاموى كان ضد الهجرة من بلده وبقى مع ابنه وعائلته وهو قولها:
"كانت هذه حقيقة وسودهاموى رآهم بنفسه خروج1947 كان يتكرر وسودهاموى كان ثائرا لعنهم جميعها ووصفهم بالجبن بعد أيام قال له نيماى:
سودا دا الجيش فى الشارع إنهم يصطادون الهندوس ويقتلونهم لنهرب بجلدنا
فى 1947 كان أبوه حازما فى قراره بعدم الرحيل سودهاموى اتخذ نفس الموقف وقال لنيماى :
اذهب أنت إذا أردت ولكن لن أهرب من وطنى سوف نقتل هؤلاء الكلاب الباكستانيين ونحصل على حريتنا عد إذا استطعت بعد ذاك" ص39
ونلاحظ هنا العنصرية فى وصف الباكستانيين بالكلاب
وتبين رفض والد سودهاموى مقولة الهجرة بقولها:
"عندما رحل جيرانهم نادوا على والد سودهاموى قائلين :يا سوكومار تعال لنرحل بعيدا هذا وطن المسلمين الحياة غير آمنة فى هذا البلد
لكن سوكومار دوتا أصر على عدم خيانة القيم التى آمن بها دوما وقال:
إذا لم يكن هناك أمان فى هذا البلد فأى مكان أخر فى العالم يمكننا أن نذهب إليه؟ لا يمكننى أن أهرب من وطنى اذهبوا أنتم إن أردتم " ص36
وهى تذكر كلام أبو الكلام آزاد واحد من الفقهاء المنسوبين زورا للمسلمين عن وحدة الهند وسعى الإنجليز لتقسيمها فى قولها:
"وقد قال مولانا أبو الكلام آزاد من أكبر أنواع الخداع على الشعب بأن الصلة الدينية يمكن أن توحد المناطق المختلفة ثقافيا ولغويا واقتصاديا وجغرافيا صحيح أن الإسلام سعى إلى تأسيس مجتمع يتسامى بالحدود العرقية واللغوية والاقتصادية ولكن التاريخ أثبت أنه بعد العقود القليلة الأولى أو على الأكثر بعد القرن الأول فإن الإسلام لم يستطع أن يوحد البلاد المسلمة بناء على قاعدة الإسلام وحده جناح أيضا كان يدرك حقيقة أن تطبيق نظرية المتين كان تمرينا فعليا فى عدم الجدوى وعندما كان ماونتباتن يخطط لتقسيم البنغال قال هو نفسه المرء بنجابى أو بنغالى قبل أن يكون هندوسيا أو مسلما لأنهم يشتركون فى التاريخ واللغة والثقافة والاقتصاد وسوف تتسببون فى حمامات دماء وقلاقل"ص37
وتبين تسليمة أن سودهاموى شارك فى مظاهرات 1952 المطالبة باعتماد البنغالية كلغة قومية فى باكستان الموحدة وهو قولها:
"لكن الهجرة استمرت بلا هوادة واستمر عدد طلبة الكلية يتضاءل الذين لم يرحلوا عام1947 كانوا يستعدون للرحيل الآن وهكذا واصل سودهاموى الدراسة مع عدد قليل من الصبية المسلمين وبعض الهندوس الفقراء فى كلية طب ليتون التى حصل منها على شهادته فى الطب وفى عام1952 كان سودهاموى شابا ممتلئا بالطاقة عمره24 عاما فى شوارع دكا كانت الثورة تملأ الشوارع بسبب مطالبة البنغال باعتماد اللغة البنغالية كلغة قومية لكن محمد على جناح رئيس دولة باكستان رفض الطلب وأعلن أن الأردية هى اللغة القومية لباكستان "ص36
وتبين تسليمة أن الابن شابه والده فاشترك فى الحركة القومية التى سعت للاستقلال عن باكستان فقاد المظاهرات وهو قولها:
"وشارك سودهاموى فى الحركة القومية فى سنة1969 وكانت قوات شرطة أيوب خان الباكستانى قد تلقت الأوامر بإطلاق النار على المظاهرات لكن البنغاليين رفضوا الخنوع للتهديد وواصلوا حملتهم مطالبين بميثاق المطالب المكون من احد عشر نقطة ومات علم جير منصور على أيدى رجال الشرطة وحمل سودهاموى جثته عبر شوارع ميمسنج ووراءه مئات الباكستانيين الناطقين بالبنغالية حزانى صامتين يعدون أنفسهم للمواجهة الحتمية للأحكام العرفية "ص37
وظل سودهاموى يناضل حتى انفصلت بنجلاديش عن باكستان آملا فى مجتمع علمانى وهو قولها :
"لم يدخر نفسه أبدا وكان فى قلب الأحداث وطالما ترأس مجموعات المعارضة الإقليمية ضد حكام باكستان روابط البيت والأسرة لم تكن بقادرة على منعه من المشاركة فى هذه الأعمال ولكن من أين يأتى بهذه القوة هذه الأيام كان يأمل أنه فى دولة بنجلاديش المستقلة العلمانية سوف يتمتع الهندوس بنفس الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية التى يتمتع بها المسلمون ولكن لسوء الحظ فقد تعثر مبدأ المساواة الدينية وفقد مكانته تدريجيا مع مسار الأحداث اليوم الإسلام هو الدين القومى لبنجلاديش والأصوليون الذين عارضوا ذات يوم النضال من أجل الحرية 1971 وساءت شعبيتهم بسبب ذلك يحكمون الآن من خلال الجماعات وينظمون المواكب والمسيرات إنهم نفس المجموعة التى كانت وراء الاعتداء على الهندوس والتى حطمت معابد الهندوس وأحرقت بيوتهم ومحلاتهم 1990"ص41
وتوضح أن الرجل اليسارى استمر فى ثورته على الأصدقاء الذين تقدمت بهم السن مما دفع اليساريين الذين يتسمون بأسماء المسلمين والهندوس معا للابتعاد عنه وهو ما قصته فى الفقرة التالية:
"أمام ثورة غضبه بدا بعض الأصدقاء مثل جاتن ديبناث وتوشار كار وخاجيش كيران الابتعاد عنه وعندما كانوا يلتقون به مصادفة كانوا يشعرون بالتوتر فى حضوره وبالتدريج أصبح سودهاموى غريبا فى يبلدته للسخرية بدأ أصدقاؤه المسلمون أيضا مثل ساكورا وفيصل وماجد وجعفر فى الابتعاد عنه رغم أن أسبابهم كانت مختلفة وعندما كان يذهب إلى بيت صديق مسلم كان يواجه غالبا أقوالا مثل سودهاموى أرجوك اجلس فى الغرفة الأخرى حتى انتهى مع فلان أو آوه لقد جئت اليوم ولكن لدينا عيد ميلاد فى البيت وبينما كان أصدقاءه اليساريون يتقدمون فى السن كان يزداد تحولهم إلى التدين "ص49
ووضحت أن الرجل اعتبر هجرة الهندوسى من بنجلاديش خيانة لها فى قولها:
"انتاب الغضب سودهاموى وقال: هل تعنى أنك تريد كسب المال هنا وإنفاقه فى الهند هل تعلم انه يجب إدانتك بتهمة الخيانة؟
فوجىء آسيت رانجان بثورة سودهاموى فهو لم يسمع هندوسيا يتكلم بهذه الطريقة ابدا"ص47
وتبين أنه عرف فى النهاية أنما يحدث له من عدم ترقية كان بسبب كونه هندوسى وهو ما حكته فى قولها:
"وفى النهاية تقاعد كأستاذ مساعد واحد من زملائه اسمه مارهاف شاندرا بال وضع إكليل الزهور على رقبته فى يوم تقاعده وهمس فى أذنه ليس من الصواب أن تتوقع أكثر من اللازم فى بلد مسلم ما نحصل عليه أكثر من كاف بالنسبة لنا
قال هذا وهو يضحك دون بهجة مارهاف شاندرا كان أيضا أستاذا مساعدا وتجاوزته الترقية مرتين وكان هناك تهم عديدة موجهة ضده منها أنه سافر على الاتحاد السوفياتى" ص51
وأيضا فى قولها:
"وفى وقت ما أدرك سودهاموى أن مارهاف شاندرا كان على حق فعلى الرغم من ان البلد لا يمارس تعصبا ظاهرا ضد الهندوس ورغم ان الدستور البنغالى لا يمنع الهندوس من تولى الوظائف الحكومية والترقى فيها أو فى قوات الجيش او الشرطة فى الحقيقة كان فى الحكومة كان هناك ثلاثة وزراء مشتركين وعدد لا يتجاوز أصابع اليد من نائبى الوزراء وكان سودهاموى متأكدا من أن أحد من هؤلاء يتوقع ترقية أخرى وفيما يتعلق بالقضاء كان هناك ستة هندوس فى منصب قاض وقاض واحد فى المحكمة العليا وكان هناك بعض ضباط الشرطة من الرتب الصغيرة وكان من المستحيل أن تعثر على هندوسى فى رتبة عالية بالرغم من أن الأمر استغرق وقتا طويلا لقبوله أدرك سودهاموى انه لم يحصل على درجة أستاذ مساعد انه ببساطة هندوسى اسمه سودهاموى دجوتا ولو كان اسمه محمد على أو سليم الله شودهرى لما وجد اى صعوبة فى طريقه هذا النوع من التمييز لم يكن مقصورا على الوظائف الحومية فحتى فى مجال البيزنس والتجارة لم يكن يستطيع أى هندوسى أن يأمل فى تحقيق شىء بمفرده ومن الضرورى أن يكون له شريك مسلم لأنه ليس هناك مؤسسة لها اسم هندوسى صرف يمكن أن تحصل على ترخيص عمل والصعب أنه لا يوجد بنك أهلى او صناعى على استعداد لمساعدة مشروع صاحبه هندوسى ص51
كما تبين أن أحداث1990 حدثت وأنقذ الأسرة بعض المسلمين وأكرموهم فى قولها:
"هل من الضرورى لأسرته أبوه سودهاموى وأمه كيرونموى وأخته نيلانجانا أن يهربوا مثل المطاريد بسبب أسماءهم هل يجب أن يبحثوا عن ملجأ فى بيوت كمال أو بلال أو حيدر كما فعلوا منذ عامين ؟
تذكر هذا اليوم30 أكتوبر 1990 بوضوح كمال الذى يعيش فى اسكاتون خاف عليهم من التعرض لأى مكروه فقطع الطريق الطويل إلى بيتهم وحثهم على مغادرته والذهاب معه لم يكن هناك أى تقصير فى كرم ضيافة بيت كمال كانوا يفطرون البيض والتوست ويتناولون السمك والأرز فى الغداء ويقضون أمسيات طويلة كسولة على العشب الخضر وكانوا ينامون فى سلام وراحة على المراتب السميكة ويستمتعون جميعا بوقت رائع "ص31
وقد بينت تسليمة طرق الهندوس فى التعامل مع الفتن الكبرى للحفاظ على الحياة ومنها التسمى بأسماء الأكثرية والعيش فى بلد غريب لا يعرفهم فيه أحد وهو قولها فى الفقرة التالية:
"عاش فى كوخ صغير من البوص تحت اسم عبد السلام فى قرية آرجا نخيلا فى فالبور تسمى سورنجان باسم صابر وكيرونموى باسم فاطيمة وهو يتذكر هذه الفترة كانت تعاوده آلام ضلوعه المكسورة وقلبه الذى يتمزق من الخجل لأن زوجته الحبيبة كانت تتخفى باسم مستعار فى ديسمبر عندما آتى المقاتلون فى سبيل الحرية إلى فالبور انتفضت كل القرية بشعار الاستقلال جوى بنجلا واستطاع سودهاموى أخيرا أن يناديها بالاسم الذى يعبده كيرون كيرون كيرونموى وتلاشى الألم الذى أحرق قلبه بعد أن استعاد حرية أن ينادى كيرونموى باسمها الحقيقى وسط الناس هذه كانت فكرة سودهاموى الشخصية عن الحصول على الاستقلال ص70
وأيضا القول:
سألها سودهاموى وهو يتذكر المرة التى انتحل فيها اسم سراج الدين وماذا ستنفعلين باسمك نيلانجانا اسم مميت
قالت مايا دون أن تتحرك لا إله إلا الله محمد رسول الله هو كل ما تحتاج إليه لكى تصبح مسلما هذا ما سوف أفعله وسوف أغير اسمى إلى فيروزا بيجوم صاحت كيرونموى فى غضب :مايا"ص4
كما بينت الطريقة الأخرى وهو التخلى عن لباس الديانة وكذلك العلامات التى توضع على الجسد للتمييز وهو قولها:
"توقفت كيرونموى عن استخدام السيندور فى تفريق شعرها واللوها والسانخا فى تزيين رسغيها كما تفعل الهندوسيات المتزوجات طلب منها سودهاموى أن تتوقف عن هذا 1971 وتوقفت كيرونموى عن استخدامها تماما مع 1975 سودهاموى أيضا توقف عن ارتداء الدهوتى الذى يحبه ذهب إلى الترزى تارو خليفة وطلب منه تفصيل مجموعة من البيجامات عندما عاد على المنزل فى هذا اليوم أصابه صداع وحمى كانت كيرونموى تعرف أن سودهاموى يصاب بالحمى عندما يكون مهموما" ص117
وأيضا القول:
"أطلق سودهاموى تنهيدة ارتياح عندما وصلوا دكا بالرغم من انه فى دكا المستقلة اضطر أن يتخلى عن ملابسه الهندية الدهوتى ويرتدى الباجاما بعد فترة بدأ سورنجان فى فهم أزمة أبيه لقد دفعته الظروف إلى اتخاذ موقفه ولم تكن وسيلة تمكنه هو أو ابنه من اختراق الحاجز الذى لا يقهر والذى يحول بينهم وبين الحياة الآمنة ص46
ووضحت أن تلك الأزمات تضطر البعض لبيع ممتلكاته بأقل من ثمنها للبعد عن الأذى كما فى الفقرة الآتية:
"لم يوافق سورنجان على قرار أبيه ببيع البيت ولم ير ضرورة لذلك كان طالبا فى الكلية ذكيا وممتلئا بالطموح وتم انتخابه كعضو فى اتحاد الطلبة ضمن مجلس إدارة الكلية وكان يمكنه ان يعاقب المشاغبين الذين يضايقونها ولكن سودهاموى منع ابنه وأصر على بيع العقار والانتقال إلى دكا وشرح لأسرته أن عمله كطبيب بدأ يتأثر لأن المرضى لم يعودوا يأتون لعيادته بكثرة والقلائل الذين يأتون كانوا من الهندوس والفقراء لدرجة أنه كان يخجل من طلب الأجرة منهم وأمام ذلك لم يصر سورنجان على الرفض لكنه لا يزال يذكر البيت الشاسع الذى كبر فيه والأرض المحيطة به واليوم الذى بيع فيه إلى رئيس الدين صاحب مقابل مائتى ألف تاكا رغم أن قيمته مليون تاكا "ص46
كما بينت أن القوم يحبسون أنفسهم فى البيوت أحيانا فى تلك الأزمات كما فى الفقرة التالية:
"انتبه سودهاموى وكيرونموى أيضا فى توتر فى محاولة لتمييز الصيحات الغاضبة ولاحظ سورنجان أن كيرونموى نهضت وأغلقت النوافذ مع هذا استطاعوا أثناء مرور المسيرة سماع الأصوات تقول : دعونا نمسك بهندوسى أو اثنين لنأكلهم فى الصباح وفى المساء أيضا"ص46
وهذه الأمور تحدث مع كل الأقليات وليس مع الهندوس فقط عند الأزمات أو الفتن
ونجحت تسليمة فى بيان أن خوف الأخر من الأذى يدفعه لأعمال غريبة كالجرى خوفا من القتل لمجرد سماع كلمة تفسر على عدة معانى ككلمة أمسك مع أنه لا يوجد من يجرى خلفه فقالت :
"فى نفس اللحظة سمع بعض الصبية يصيحون أمسك أمسك وبدون أن ينظر خلفه انطلق يعدو بأسرع ما يمكن تصبب جسده عرقا انفتحت أزرار قميصه ولكنه واصل الجرى بعد مسافة بعيدة توقف عند الناصية وتلفت خلفه لم يكن هناك احد على مرمى البصر هل جرى بدون سبب على الإطلاق ألم تكن هذه الكلمات تعنيه؟هل بدأ يسمع أصواتا غير حقيقية أم أن كل هذا هلاوس صوتية؟ص106
كما بينت أن البعض من الأقليات يكون يائسا من حياته ومن الوضع ومن ثم لا يفعل شىء فى سبيل الحفاظ على حياته أو حياة أسرته كما فى قولها:
"هذا الانفجار اليائس بين أن مايا قد أدركت أخيرا أن أخاها لن يفعل شيئا فى سبيل توفير مأوى لهم وأن عليها أن تفعل ذلك بنفسها إذا أرادات من جانبه ظل سورنجان راقدا فى فراشه يفكر حتى لو انتقلوا إلى مكان أخر هل سيكونون بمأمن لقد كانوا محظوظين فى أكتوبر1990 بنجاتهم من الرعب والدمار"ص35
ووضحت أن فى تلك الفتن تختلط الأمور على المهاجمين من الأكثرية فيقتلون بعضا منهم أو يرتكبون معهم أفعالا شائنة كتعرية الفتيات وهو قولها:
"كان سودهاموى يعلم أن هناك قدرا كبيرا من المنطق فيما قاله آسيت رانجان حتى وهو يستمع إلى صديقه تذكر حادث قيام عصابة من الصبية بتعرية طالبة صغيرة من السارى الذى ترتديه فى منتصف الشارع كانت مسلمة وكذلك الصبية الذين أهانوها ولذلك عزى سودهاموى نفسه بأنه فيما يتعلق بالنساء الصغيرات لا علاقة لأمر بهندوسى أو مسلم ولكن علاقة الضعيف بالقوى الذى يتحرش به دائما النساء هن الجنس الأضعف ولذلك يقهرهن الرجال وهم الجنس الأقوى ص47
وأيضا تعبر الفقرة التالية عن نفس الفكرة :
"وفى كل الأحوال فإنه فيما يتعلق بحوادث الخطف ليس هناك فرق بين الهندوس والمسلمين عذاب الضحايا أسرهن لا يختلف بغض النظر عن ديانتهم وهكذا يؤدى كل شىء إلى نفس السؤال القديم هل كان خائفا لأنه هندوسى ألا ينعم بالأمن والاطمئنان فى وطنه؟كان يخشى أنه يوجه إلى نفسه هذا السؤال"ص48
سورنجان الحفيد أو ابن سودهاموى هو الشخصية الرئيسية الثانية فى الحكاية رجل علمانى كوالده وهو يصادق مسلمين وهندوس كما فى الفقرة التالية:
"معظم أصدقاء سورنجان من المسلمين لا أحد منهم كان متدينا بشكل زائد وكانوا يقبلون سورنجان كصديق قريب بالرغم من أنه هندوسى وفى العام الماضى مثلا دعا كمال الأسرة إلى بيته لدى سورنجان أصدقاء هندوس مثل كاجال وآشيم وجاديب ولكنه اقرب إلى بولوك وكمال وحيدر وبلال ورابيل وفى الحقيقة عندما يمر بمتاعب كان حيدر وكمال وبلال هم الذين يساعدونه أكثر من أصدقائه الهندوس ذات مرة سقط سودهاموى مريضا وجاء الطبيب د هاريبادا وشخص الحالة بأنها انسداد فى عضلة القلب وأن عليهم أن ينقلوه إلى مستشفى السهروردى فى الساعة الواحدة والنصف صباحا عندما أبلغ سورنجان كاجال تثاءب وقال كيف نستطيع نقله فى هذا الوقت المتأخر فلننتظر حتى الصباح ونتصرف ولكن فور علم بلال بالأمر أسرع قادما بسيارته وقام بكل الاجراءات ونقل سودهاموى إلى المستشفى وظل هناك تحت الإشارة لتقديم أى مساعدة وكان يؤكد لسودهاموى كل فترة لا تقلق يا عمى كل شىء سيكون على ما يرام أنا مثل ابنك " ص55
وهو كوالده يؤمن بأنه ينتمى لبنجلاديش كما فى الفقرة التالية:
"هذا البلد قولا وعملا هو بلده وبلد أبيه كما كان بلد جده وجد جده لماذا برغم ذلك يشعر بهذه الغربة ؟ لماذا يشعر بأنه لا يستطيع أن يمارس حقوقه فى هذا البلد ؟ ليس لديه الحق فى الكلام بحرية ولا الانتقال كما يشاء أو ارتداء الملابس التى يريد ارتداءها لا يستطيع باختصار عمل أى شىء بإرادته الحرة كما لو ان أحدا يخنقه لا إراديا امتدت يداه إلى عنقه وضغتطا بقوة حتى شعر بأنفاسه تهرب"ص98
وطبقا للفقرة السابقة والفقرة التالية فهو يعانى من وهم الاضطهاد الدينى
"وعدد كبير من الناس تم إجبارهم على إتباع تعاليم الإسلام وهكذا بشكل غير قانونى وغير دستورى أصبح الإسلام الدين القومى لبنجلاديش "ص74
وهو يعتقد أن الطائفية بذرت بذورها بإضافة البسملة للدستور كما فى الفقرة التالية:
"ألم يقم شعب بنجلاديش بحركة شعبية 1978 من أجل إضافة كلمة بسم الله إلى الدستور فى عهد حكومة ضياء الرحمن ومرة أخرى فى عام1988 ألم يكن هناك مطلب شعبى لإعلان الإسلام دينا قوميا للدولة ؟ كان مفترضا أن تكون العلمانية معتقدا قويا بين المسلمين البنغال خاصة أثناء حرب الاستقلال عندما تضامن الجميع فى سبيل النصر ماذا حدث لكل هؤلاء بعد الاستقلال ألم يلحظوا بذور الطائفية وهى تغرس فى بنية القومية ألا يشعرون بالغضب ؟ الغضب هو الذى أدى على الحرب المجيدة التى أسفرت الاستقلال لكن لماذا لم يستشعروا الحاجة الماسة لخلع جذور الطائفية بسرعة كيف أمكنهم تبنى الفكرة المستحيلة بأن الديمقراطية يمكن أن تحيا فى بلد تغيب عنه العلمانية؟ص81
وسورنجان ليس متدينا بالهندوسية لأنه لم يمارسها كدين ولكنه رجل دينه الاشتراكية كما فى قولها:
"لا يذكر أنه صلى فى حياته أبدا ولا أنه دخل معبدا لقد نذر نفسه للاشتراكية والخروج إلى الشوارع وإلقاء الخطب وحضور الاجتماعات وتبنى قضية الفلاحين والعمال والسعى إلى إحداث نهضة اقتصادية اشتراكية فى البلد الحقيقة أنه ضيع وقتا طويلا من أجل مصالح الآخرين بحيث بم يعد لديه وقت يرعى فيه مصالح عائلته ومصلحته الشخصية ومع ذلك فهاهم يشيرون إليه ويصفونه بالهندوسى"ص83
وهو يؤمن بصعوبة فصل الدين عن الدولة فى دول العالم الثالث نتيجة استخدام الكبار الذين يحكمون له فى تخدير الشعوب حتى تسكت عن مظالمهم وهو قولها :
"الدين يفرض نفسه بقوة على المناخ الاجتماعى ومن الصعب جدا على شعوب العالم الثالث الفقيرة والضعيفة والمعذبة أن تهرب من قبضته الحديدية تذكر أحد أقوال كارل ماركس المفضلة لديه "إن المشاكل التى تتعلق بالدين هى فى الحقيقة تجل لأوجه النقص العملية واعتراض عليها أيضا الدين هو تنهيدة المعذب والمضطهد قلب هذا العالم الذى لا قلب به وروح المجتمع الذى لا روح فيه الدين هو أفيون الشعوب " ص149
ويكرر نفس المقولة فيقول:
"الغريب أن كل ألأديان هدفها واحد هو السلام والآن باسم الدين تحدث كل هذه القلاقل وافتقاد السلام دماء كثيرة تراق وبشر كثيرون يتعذبون ص67
فهو يعتبر الخطأ فيمن يستخدم الدين وليس فى الأديان نفسها
ومع هذا أحدثت أزمة هدم المسجد البابرى وما تبعها من فتنة فى بنجلاديش شرخا عظيما فى نفسه جعله يتكلم عن العدالة فى الأزمة فيقول:
"إنهم يغضبون عندما يدمر أحد المساجد ألا يدركون أن الهندوس يغضبون بنفس القدر عندما تدمر معابدهم الآن مسجد واحد دمر ينبغى أن يدمروا مئات ومئات المعابد ألا ينادى الإسلام بالسلام؟
المسلمون يعرفون جيدا أن هندوس هذا البلد لن يجنوا شيئا إذا أظهروا غضبهم هذا هو سبب استمرارهم فى التدمير بلا تردد هل يمكن لأى هندوسى أن يلمس مسجدا واحدا معبد نايا بازار يرقد أطلالا منذ عامين هل يملك أى هندوسى الشجاعة على أن يوجه لكمتين على حائط اى مسجد؟ ص82
وجعلته الأزمة يعدد المعايب فى الدولة والتى يعتقد أن فيها انحيازا للأكثرية فيقول لصديقه:
"-هل تعلم يا بولوك هؤلاء الذين نعتقد أنهم غير طائفيين أو أنهم أهلنا وأصدقاؤنا هم طائفيون للغاية فى أعماقهم إننا نختلط ونندمج كثيرا مع المسلمين فى هذا البلد ولا نتردد فى أن نقول السلام عليكم أو قول كلمة بانى بدلا من جال وجوسول بدلا من سنان إننا نحترم ممارساتهم الدينية ونتجنب شرب الشاى أو التدخين علنا فى شهر رمضان بل إننا لا نذهب حتى إلى مطاعمهم فى هذا الشهر رغم أنها مفتوحة ولكن ما مدى قربهم منا فى الواقع؟ ولمن نقدم هذه التضحيات؟ ما عدد الأجازات التى نحصل عليها فى البوجاس ؟مع هذا فمطلوب من الهندوس أن يعملوا لساعات أطول فى المستشفيات بينما هم يتمتعون بأجازتى عيد طويلتين لقد مرر التعديل الثامن وأطلق حزب عوامى احتجاجه الصاخب ولكن هذا كل شىء ولكن هذا ليس كل شىء حسينة نفسها غطت رأسها كما تفعل النساء بعد العودة من الحج إنهم متشابهون جميعا يا بولوك وليس أمامنا سوى الانتحار أو الهجرة ص127
وتطور الأمر حتى أنه أصبح يشتم المسلمين كما فى الفقرة الآتية:
"-الحقيقة أنه يجب عليك أن تفعل شيئا مفيدا أنم تحصل لنفسك على عمل
-أوه لقد حاولت ولكنك لا تستطيع الحصول على عمل فى بلد مسلم بجانب ذلك من يرغب فى العمل عند أولئك الجهلة؟
صدم بولوك وقال
-هل تشتم المسلمين يا سورنجان ؟
-لا داعى للرعب أنا أشتمهم حقا ولكن لك أنت فقط"ص124
ونتيجة لذلك فالرجل يكفر بمبادئه التى يعتبرها مثاليه فى الفقرة التالية:
"ما فائدة أن يتمنى المرء الخير لكل الناس حركات العمال والفلاحين ثورة البروليتاريا تقدم الاشتراكية كل هذه الأفكار المثالية التى تبناها منذ طفولته ولكن ما فائتها على الإطلاق ؟ لقد سقطت الاشتراكية وهوى تمثال لينين على الأرض أليس منتهى السخرية أن يساء إلى روح الإنسانية فى وطن اكبر زعمائها"ص182
الحكاية فى النهاية تركز على مقولة الوطنية أو العلمانية باعتبارها حلا لمشاكل الدين وهى فى الحقيقة ليست حلا لأنها تكرر نفس الأمر وهو فرض مجموعة أحكام يعتنقها البعض على باقى الشعب وهو ما يعنى كون العلمانية دين أخر وتطبيقها يجعل الآخرين يعانون ففى فرنسا مثلا يعانى المسلمون من نفس مشكلات الهندوس تقريبا فى التعليم واللباس وحتى المناصب القيادية وغير ذلك ومن ثم فمشكلة الأقليات هى مشكلة فى معظم بلاد العالم وهى مشكلة ليس لها حل سوى حل واحد لا يمكن تطبيقه وهو أن يجتمع كل أهل دين فى بلاد معينة بحيث لا يوجد معهم أقلية من أى دين أخر