دخَانْ سجْائرَي!

زائر

دخَانْ سجْائرَي!

إلى التي يطفئُ نورها السرُج المضيئة حول معبد عشتروت , إلى التي صادفتها بين أشجار الزيتون والغار , إلى التي يفرح الزهر بمرورها منه , إلى التي يغردُ الطيرُ إذا رأى ظلها
إلى الرسامين والفنانين إلى المتسكعين على الارصفه إلى الكهنةِ والعرافين .
إلى التي سحقت قلبي , إلى التي أوجعت قلبي عطفاً وألماً , إلى التي ملكت جسدي حياً وميتاً , إلى التي أناديها من أعماق البحار وقمم الجبال وقيعان الوديان .
إلى التي أحبها قلبي , إلى تلك الفتاة التي تحسدني لأجلها عرائس الجان , إلى صاحبة الجسم اللطيف صاحبة الوجه الحسن صاحبة الطلعة البدرية .
إلى تلك الفتاه المفعمة في أحلامي المتسعة في دائرة عيني الكاتمة لأسراري , إلى سيدة أهل الارض المتسارعين بالنمو .
إلى صاحبة كأس النرجس الذي تذوقته يوماً ما عندما رقصت العصافير فوق تلك الشجرة . إلى التي تلازمني في أفكاري وخواطري الهزيلة .
عندما يأتي الليلُ وينتصف ويكتمل القمر وتلقي السماء بذور الغد أجد نفسي في أعماق نورها , عندما تعود حواسها وتلامسني مثلما يلامس الضباب اللطيف وجه البحيرة الهادئة لشيء جميل.
ذكريات جميلة جداً خططتُ بعضها على دفتري وعلى جدران غرفتي وأوصيتُ صديقي "تيم الله " بأن يكتبها على قبري وكفني عندما يخط القدر مماتي .
خذيني إليكِ كما يأخذ الصائم سواكه , كما يأخذ الطالب قلمه , كما يأخذ الروائي كتابه , كما تأخذ الرياح الغيوم , كما تأخذ الشمس القمر , كما يأخذ ساعي البريد رسائله .
كما تسرق الطيور بذور القمح , كما يسرق اللصوص محصول القمح , كما تسترق الجان السمع , كما تسرق العصافير خيوط الصوف .
قلبي لكِ وليس لأشيخ , لكي وليس لعصفوري , لك وليس لكلبي , لك وليس لنقودي , لك وليس لكتبي , لك وليس لكهاني , لك وليس لصديقي .
خذيني بين بيدك كي أسرح في سحرك جميع البلدان , خذيني كي أعلمك أسرار التكايا في الصوامع وتراتيل الرهبان في الكنائس , خذيني كي لا أصنف في عدد المهزومين .
خذيني مع ذرات الهواء العالقة كي أرتل لك أجمل الالحان , خذيني قبل الشمس تتوارى خلف الغيم خجلاً منكِ.
خذيني غارقاً بعطرك ومنغمساً بحبك , أنا الموعود بحبك المغمور بخيالك الحالم بقربك.
اجعليني خاتماً بأصبعك , اجعليني أسوارتك , اجعليني معطفك الثمين , اجعليني فنجان قهوتك .
إني أغني مع الطيور وألحن مع العصافير وأصلي لكِ مع النجوم .
أحلامي لم تعد الأرض تسعها ونفسي لم أملكها يوماً ما .

منثور