|
هدى الجلاب مبدعة وأفكار متجدة |
هدى الجلاب بنت القلمون ابنته مدينة النبك ولدت عام 1963بدمشق في بيت يتذوق الأدب
واستطاعت أن تحتل موقعها الأدبي في الساحة الإبداعية ، وقد اكتسب أهمية خاصة ؛ لريادتها في كتابة النصوص النثرية الواقعية ، ومواضيع نصوصها يطغى عليه طابع الحياة اليومية والواقع المعاش من خلال توظيف المجتمع والتراث برموزه وخصوصيته وشخوصه .
و تبقى نصوص هدى الجلاب صور للواقع الذي تطمح إلى تغييره والثورة عليه ، فهي لم تستطع أن تكون متفائلة حين يكون الواقع مشوهًا ، بل عاينت هذا الواقع وجسدته من خلال مفرداتها وصورها ، لكنها على ذلك ظلت تنظر جدليًا إلى هذا الواقع ، فعاينت النهار من وراء حجب الليل .
وبهذا فإن المرأة التي تجسدت على مستوى الحياة اليومية ظلت تحمل هاجسها التحدي في قلب الرؤية .
وقد حمل البناء الفني للنصوص قدرًا من الخصب والتنوع ، وظل ملتقى للشخوص والرمز والأسطورة التي تتقاطع داخله.
باعتقادي استطاعت هدى الجلاب أن تكون رائده في استلهام الواقع من غير أن يشكل هذا التوظيف حاجزًا أمام إبداعاتها ، فقد ظلت كتاباتها النثرية بين فضاءين يتقاطعان من خلال رؤية واسعة ، وفضاء لا حدود له.
نشرت بعض كتاباتها في مجلة الموقف الأدبي وجريدة الأسبوع الأدبي ومجلة المعرفة والصحف المحلية.
شاركت في عشرات المهرجانات والندوات وتكرمت عشرات المرات.
هدى الجلاب تكتب القصة القصيرة والنصوص الشعرية وتقول الزجل ومن أعمالها:
ــ عبق الزهور
ــ قصر الجان
ــ قلب لن يموت
وتميل في كتاباتها إلى السهل الممتنع والعاطفة المتدفقة عبر السطور لأنها تركز على هموم الناس وتحولاتهم الاجتماعية والعاطفية . وأن ما تكتبه انعكاس أدبي وثقافي لواقع تعيشه وقد تتعايش معه أو لا تتعايش فمن المفترض أن تتحلى هذه الكتابات بالصراحة وهذا يتطلب مصداقية لذلك تعمل عليه وتحاول أن توظف كل الوسائل التعبيرية والأدوات بما يخدم النص ويجعله ملائما ومناسبا للقارئ الذي يعتبر الأهم حيث تعمل ما باستطاعتها لتقدم حالة متوازنة لا تضعها في إشكال رفض المتلقي .
وتقول::[ بعدَ المرحلة الثانوية تزوجت وأنجبتُ وظنّي أنّني سأنساني وسط ضباب رصيف أحلامي .. فجأة عدت نحوي ذات حنين .. بدأتُ أكتب على قصاصات صغيرة مَا يخطر على بالي .. وكلّما تجمعت وريقات ناعسة أحرقها كي أرتاح مِن وشوشتها وسط درج صغير يُثير عصف أشجاني .. ثمّ جاء يوم يقظ نبهني كي أحتفظ بسطور قد تنفع لذات غرض .. هَا هي تكثر الأكوام المُنتظرة في الطابور كلّ بُرهة .. تكاد تغرقني في لجّتها الساخنة .. هَلْ لي بقارئ يدلّني على طريق ذاتي؟]
ــ أقدم عبر هذا التصور ما يرغب أن يقوله المتلقي أيضا ولا يتمكن من البوح به وهذا من أهم واجبات الكاتب والأديب لذلك يجب أن يكون جريئاً ليتمكن من أن يعكس الواقع عبر نقده اجتماعيا وسياسيا وثقافيا.
ـ الكتابة عمل ثوري على عادات المجتمع وتقاليده حسبما تراه ويجب تجاوز الحالات السائدة التي أصبحت عبئا على كاهل المجتمع كما أن على الكاتب أن يقدم من خلال نصوصه حلولا حتى لو كانت عبر الرموز الموجودة أو الأساليب المستخدمة لتقديم الخلاصة التي يكمن فيها غاية الأديب والمتلقي.
ـــ هذا النوع من القص هو الأهم لأنه قادر على استيعاب المراحل الحياتية أكثر من غيره كما أن الحداثة برموزها لا تتمكن من الذهاب إلى أشياء ثقيلة عليها كهموم الإنسان ونوازعه وإثارة مشاعره الكامنة فالقصة الأكثر إثارة هي الأكثر فنية وهذا أيضا يتطلب الجديد بالفكرة المطروحة والتي ترتبط بالوجدان والعاطفة وتتوحد لتؤدي العمل المقنع .