سآتي نحوك / هُدى الجلاّب

زائر

سآتي نحوك
انتظرني ذات بُرهة.
سيحملني بياض قماش ونوايا وبعض أعمال
مُرفرفة.
أتدري؟ يُسعدني أنّك لست معنا يا أبي،
صاحبنا باتَ القلق وسَميرنا حزنٌ يُعجزُ أكتافَ جبال.
كلّ ذلك لأننا نرفض أنْ ننحني لقدر
بدوره لَا يقصر ولمْ يبخل أنْ يُجرّعنا الأكواب
المُحنظلة
ويُطعمنا أنواع أشواك،
لعمر الله كلّ ذلك أهون منْ تحكمه
ففي كلتا الحالتين عذاب في عذاب.
أشعرُ أنّني مزيج مُتضارب
أتعاطفُ مع الأبيض والأسود،
أرى روحي في مراياهم رمادية كما يكرهون
ولا أستطيع أنْ أتحيّز هنا وأترك هُناك للعدم،
لا يهون عليّ منْ خلق الله قشّة يابسة فوق سطوح
ولا سموات ولا في سطور مُغيبة مُفردة تجمع
حروف جاهلة المصير الذي ستكونه ذات يوم
في سيرورة مجهولة الهويّة.
لا أدري ماذا أفعل ..
وأجدني أضعف كلّ برهة لأصبح قطرة ندى على كف
تويجات غافية، لا أعرف أيّ الطرق أسلك وكلّ الدروب
أراها بعين البصيرة تلتقي في مركز واحد.
لعمر الله تائهة الأرواح بين زحام مُتناقض وألوان.
ما الهُدى يا أبي وما الضلال؟ ومَنْ نكون وسط هذا الزحام؟
.. هُدى محمد وجيه الجلاّب