قال الشاعر زين العابدين فؤاد إن المقاومة الفلسطينية من الصعب أن يُقضي عليها من قبل عدو غاشم مهما استخدم كافة أسلحته البيضاء والثقيلة، وفي ذكرى إبادة اللاجئين العزل أكد أنه لن يُقضى على مشروع مقاومة بني عليه شعب أمله في استرداد أرضه وعودته إلى أراضيه المسلوبة.
وأضاف العابدين خلال الندوة التي عقدت مساء أمس بمركز الإبداع بمدينة 6 أكتوبر في الذكري الثلاثين لمذبحة صبرا وشاتيلا أن الفلسطينيين اللاجئين الذين تم إبادتهم على بكرة أبيهم بالأسلحة البيضاء والثقيلة خلال ثلاث أيام دامية أثروا بشدة في وعي الأطفال والشباب والمثقفين.. وعن تجربة الشاعر زين العابدين خلال الاجتياح الإسرائيلي قال: عندما بدأ الاجتياح الإسرائيلي على جنوب لبنان سألني ياسر عرفات هل ستغادر بيروت لتعود للقاهرة؟ فقلت له: حد يلاقي حرب ويمشي؟ ومن وقتها بدأت دوري كشاعر لم ير دوره في “الندب” بل في التواجد في قلب الأحداث بالكلمة واللحن, لذلك بدأت مشروعي مع المطرب الجميل “عدلي فخري” في تأليف الأغاني وتلحينها وغناءها بشكل يومي.
وتابع: اشتركت مع صديقي الجميل المطرب “عدلي فخري” في بث روح البهجة من خلال تقديم الأغاني والموسيقى والشعر، وبما أن القذف أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي قررنا أن التواجد داخل مخيمات اللاجئين و المصابين, وبشكل يومي، غنينا: “من صابرة للمنارة” وكانت أغنية تحريض مباشرة ، “في كل يوم حصار”، “على بوابات بيروت”.
وأضاف كنت أكتب كل يوم قصيدة غنائية كانت اللحظات مليئة بالتفاصيل الإنسانية المؤلمة, كتبت ”ولا يشبهك يا حرب غير الوطن”, “على بوابات بيروت”، ” إحنا العشق المحارب”، “العشق وقت الحرب”، ”صبرا”, “زينب راحت تنام”.
وقال فؤاد: قصيدة زينب راحت تنام كتبتها من مشهد لن أنساها طيلة حياتي فقد رأيت أم تقبل يد صغيرة زرقاء تخرج من تحت ركام, كانت الطفلة زينب صاحبة العامين ”نامت طوابق عليها / نام الغبار والركام / تقل الجبال ع العضام / نامي يا زينب بعيد / روحي عليكي السلام / روحي لست المقام / قبل النزول للتراب / قبل الطلوع للسحاب / وقف البراق اللى شالها / دمع وردد سؤالها / مين فيكو يقدر ينام / مين فينا يقدر ينام / زينب راحت تنام”.
وعن أطفال الصمود قال: كنت أعيش مع أطفال “بيت الصمود” 180 طفل من سن 7 : 14 سنة فقدوا أسرهم بالكامل في مجزرة تل الزعتر ورأوا الموت مرتان, كنت أرى الخوف والرعب في قلب الأطفال ممتزج بالإصرار على الغناء في لحظات القصف, كان هناك معنى لتحدي الموت بالحياة رغم أنف القنابل والموت الجاثم على جنوب لبنان”.
وتحدث عابدين عن الطفلة “جميلة” , طفلة بيت الصمود التي كانت تحضر شمعتها وجهاز الراديو وأغنيتها وتحتمي مع الأطفال بالمخزن المعتم تغنى لهم وتبلغهم بآخر الأخبار لتؤنس وحشتهم وكانت تستطيع أن تحدد جيدا من صوت القذيفة إن كانت ستسقط بالقرب من بيت الصمود أم تتجاوزه هاتفة ” هي بحرية هي بحرية ” لتهدأ من روعهم.
وأشار إلى بطولات أطفال مخيم عين الحلوة الذين حملوا الاربيجيهات لمواجهة القوات الإسرائيلية, وكان أطفال عين الحلوة يرسمون أحداث الحرب بالألوان ويتصدون في حالة الخطر بالأربيجيهات, وقال: جمعت أنا وأصدقائي رسوم الأطفال وأنتجنا فيلمًا تسجيليًا عرض فيه نماذج من هذه الرسوم بعنوان “قصة حلم”.
وعن تأثير الحرب على المثقفين والكتاب، قال: قابلت في بيروت محمود درويش ومعين بسيسو وناجي العلى ومارسيل خليفة وممدوح عدوان وعدد كبير جدًا من المثقفين عايشنا الحرب التي أثرت في وعينا جميعا, وأصدرنا من بيروت مجلة “المعركة” التي صدر منها 89 عدد مليئة بالكتابات والتغطيات الصادرة من قلب الأحداث.