بحب السينما : ايام سوداء وجرعة زيادة من النكد

الإدارة المشاركات : 3446 . :

بحب السينما : ايام سوداء وجرعة زيادة من النكد

ايريس نظمي

عن اخبار النجوم

اختفت هذا الموسم سينما النجم لتنتج السينما أفلاما جماعية يشارك فيها العديد من الممثلين والممثلات،‮ ‬والمخرجين وكتاب السيناريو الشبان‮.. ‬وذلك بعد ارتفاع الأجور الفلكية للنجوم‮.. ‬منهم من أخرج فيلما أو كتب سيناريو واختفي‮.. ‬ومنهم من يحاول الاستمرار‮.‬
وفيلم‮ »‬أيام صعبة‮« ‬تنطبق عليه هذه المواصفات‮ ..‬وهو ينتمي إلي الميلودراما البوليسية‮.‬
بطل الفيلم‮ »‬هشام عبدالحميد‮« ‬مذيع ومقدم برنامج تليفزيوني ناجح عن العنف‮. ‬أما‮ »‬سلوي خطاب‮« ‬فتعمل وراء الكاميرا كمهندسة تليفزيون لهذا البرنامج‮. ‬يقع ابنه الوحيد وابنتها الوحيدة في الحب‮.. ‬ويخطبها ويستعدان لبناء عش الزوجية‮. ‬يستقلا عربته الفاخرة للبحث عن شخص اسمه‮ »‬سيد‮« ‬يقوم بصنع الستائر في احدي المناطق العشوائية حيث البلطجية والحرامية وتجار المخدرات‮.. ‬ويتعرضان للسرقة والنشل‮.. ‬وفي اثناء عودتهما تغرز العربة في الرمال ويطلع عليهم أحد السفاحين فجأة‮ -‬لانري شكله‮- ‬ويطلق مسدسه بشكل عشوائي فيقتل الشاب في حضن خطيبته وتصاب الخطيبة التي يغتصبها وتدخل في‮ ‬غيبوبة‮.‬
لقد أصبحت المناطق العشوائية مكان جذب لكتاب السيناريو والمخرجين بعد نجاح فيلم‮ »‬حين ميسرة‮« .. ‬وقد اختار كاتب السيناريو محسن يوسف والمخرج فادي فاروق أحد المناطق‮ ‬العشوائية التي تختلف عن معظم الأفلام التي شاهدناها مسرحا لأحداث الفيلم‮..‬
البداية‮ ‬غير منطقية‮.. ‬فالشاب وخطيبته ينتميان لعائلات علي مستوي واحد‮.. ‬والابن الذي يركب عربة لايملكها إلا‮ ‬الاثرياء‮.. ‬لايمكن أن يذهبا إلي مكان كهذا يبحثون فيه عن صانع ستائر اسمه‮ »‬سيد‮« ‬لتفصيل ستائرهم خاصة انه ليس مكانا لصنع الستائر‮ - ‬فالمعروف انه المفروشات والستائر تتركز في مكان واحد مثل وكالة البلح مثلا‮.. ‬والكل يعرف ان هذه‮ ‬العشوائيات مرتعاً‮ ‬للمجرمين وتجار المخدرات والبلطجية والخارجين عن القانون‮.. ‬كما أن مثل هذه العائلات ذات المستوي الراقي تولي هذه المهمة‮ - ‬مهمة تجهيز منزل الزوجية‮ - ‬لمصمم الديكور الدي يتولي كل شيء بما فيه عمل الستائر المناسبة‮.. ‬وكان يمكن لكاتب السيناريو والمخرج ان يختارا سبباً‮ ‬آخر يمكن أن نصدقه‮.‬
ويختار كاتب السيناريو نموذجاً‮ ‬لضابط المباحث الشرس الذي سيتعامل بيده،‮ ‬ومرؤوسه الضابط الشاب‮ »‬محمد نجاتي‮« ‬الذي يفكر بالعقل ليظهر الحقيقة بأسلوب علمي‮..‬
يحل الظلام ويتأخر الأبن وخطيبته في العودة‮.. ‬ويصاب الأب الذي لم ينم بحاله من القلق واحساس داخلي بوقوع كارثة‮. ‬يقتل الابن الوحيد وتصاب الفتاة وتغتصب وتدخل في‮ ‬غيبوبه تصحو منها منزعجة تبحث في صدرها عن سلسلة تتدلي منها صورة لخطيبها‮.. ‬وهذه ايضا‮ ‬غير منطقية فالأولي بها أن تسأل عن خطيبها‮..‬
يبدأ البوليس في البحث في هذه المنطقة العشوائية عن القاتل‮ -‬بعد استقبال مكالمة تليفونية من رجل مهم‮ . ‬ونري الضابط الشرس ينبه مرؤوسه الضابط الشاب بأن ما يفعله من اهتمام وإنسانية لن يصنع منه ضابط مباحث مهم مثله‮ . ‬ويلقي القبض علي الكثير من العشوائيين الذين يعرضونهم علي الفتاة التي تصر علي ان القاتل المغتصب هو لابس الطرحة البيضاء‮ »‬باسم سمره‮« ‬رغم وصية الضابط بأن تكون متأكدة مائة في المائة‮.. ‬ويحكم عليه بالإعدام شنقا علي جريمة لم يرتكبها رغم شهادة المرأة التي احبته‮ »‬انتصار‮« ‬والتي تعرف انه تعرض لحادث تحت عربة كارو شوه نصف وجهه لذلك هو يلبس الطرحة البيضاء‮.. ‬كما فقد رجولته لذلك لايمكن ان يغتصب أحداً‮.‬
وبدون أي مقدمات أو منطق لانعرف لماذا تراجعت الفتاة عن رأيها لندخل بشكل عشوائي ايضاً‮ ‬بأنه ليس القاتل وذلك بعد ان نفذ فيه الإعدام‮..‬
ويبدأ البحث من جديد في هذه القضية التي يتولاها هذه المرة المخرج الشاب‮ »‬محمد نجاتي‮« ‬بعد ترقيته ليحل مكان رئيسه في العمل الذي حكم عليه بالسجن بسبب ضربة وتعذيبه لأحد المحجوزين افضي إلي الموت‮.‬
يتطور الفيلم البوليسي لنوع من الأفلام الغنائية حيث نري الابن القتيل يظهر لأبيه منذ قتل وطرق الباب وتقدم ليسلم علي ابيه ويقبل يده‮.. ‬ثم ظهر له في المدافن حينما قبل الأب الأرض والتراب الذي دفن تحته الابن‮.. ‬كما ظهر ايضا للخطيبة ليطرح الفيلم سؤالا‮.. ‬هل الأرواح تحس بالاحياء ؟ وكان يمكن للمخرج أن يصور القتيل بشكل يوحي بأنه روح وليس جسدا‮ -‬خاصة وهناك من الأساليب الحديثة التي تقدمت في الخدع السينمائية لكنه لم ينجح في ذلك‮.. ‬فالابن يظهر بلحمه ودمه فيفقد المصداقية‮..‬
ولايهدأ الأب لكي يعرف الحقيقة‮.. ‬فيذهب مع الضابط الشاب المتعاطف معهما وايضا بصحبة الخطيبة‮.. ‬وهذا ايضا‮ ‬غير منطقي ان يذهب هؤلاء للبحث في هذا المكان عن القاتل في العشوائيات دون قوة بوليسية لحمايتهم‮.‬
ويتحول المكان إلي مطاردات بين البوليس والأب والقاتل وفي داخل حجرات قذره نري المرأة التي شهدت ان المحكوم عليه بالإعدام لايمكن ان تغتصب أحداً‮.. ‬وفي مشهد شديد القسوة يقتلها احدهم خنقا بسبب هذه الشهادة‮.. ‬وفي مكان آخر وحجرة مهجورة نري آخر مربوط بين الحياة والموت ينزف دماً‮.. ‬فالعشوائيون كالمافيا التي تصفي بعضها جسدياً‮..‬
ايضا ليس من المنطق ان يخطف القاتل الحقيقي‮ - ‬الذي نعرف بعد ذلك انه‮ »‬سيد‮« ‬صانع الستائر‮- ‬الفتاة من بين الضابط ووالد الخطيب ويصعد بها إلي سقالة بين السماء والارض ليلقي بها الي أسفل ويصر علي هذا الرغم من استجداء والد القتيل لكي يتركها لكنه يرفض بحجة انه يقتل‮ »‬اللي مالوش لازمه في الدنيا‮«. ‬ولاينقذ الفتاة سوي رصاصة موجهة من الضابط الشاب للقاتل الذي يقع صريعا من فوق السقالة‮.. ‬ويعود المذيع إلي عمله ليقدم نفس برنامج‮ »‬العنف‮« ‬يحكي فيه حكاية ابنه‮.‬
الفيلم مليء بالتلفيقات واللامنطق‮.. ‬وكان يمكن ان يكتب له نهاية اخري‮.. ‬لكن الخط الدرامي تفرغ‮ ‬الي أحداث كثيرة قصة مقتل‮ »‬انتصار‮« ‬التي خنقت في مشهد شديد القسوة‮.. ‬والرجل الذي شنق بسبب جريمة لم يرتكبها‮.. ‬ايضا الشاب المربوط ينزف دما بين الحياة والموت‮.. ‬ومحاولة قتل الفتاة مرة اخري‮.. ‬لقد امتلأت الشاشة بالدماء بأسلوب حاد ومزعج للمشاهد‮.. ‬ويبدو ان مخرج الفيلم فادي فاروق الذي نجح في اختيار المكان ليمثل صورة أخري من العشوائيات قد اعجبه‮.. ‬هذا المكان فاسترسل في تصوير‮ ‬المطاردات بين البوليس والمجرمين‮ .. ‬لدرجة ان هناك مشاهد تكررت‮ .. ‬وربما يكون هذا لأن المخرج هو المونتير الذي يصعب عليه حذف بعض المشاهد التي صورها‮.. ‬وهو ما أخر ج بايقاع الفيلم كفيلم بوليسي من افلام الحركة والمطاردات فأصيب بالترهل في بعض المشاهد بالرغم من نشاط الكاميرا التي تتحرك بحيوية في الجزء الثاني من الفيلم‮.. ‬والتصوير في الظلام الذي يوحي بالخوف والتوتر‮.‬
يعتبر هشام عبدالحميد في أحسن حالاته في هذا الفيلم خاصة في الجزء الأول الذي يعتصره الحزن والبكاء لمقتل ابنه الوحيد‮.. ‬اما في الجزء الثاني من الفيلم فيتحول الي سوبرمان يطادر المجرمين حتي يعثر علي القاتل الحقيقي الذي نكتشف في النهاية انه صانع الستائر‮.. ‬ويبدو أن هشام اراد ان يقدم كل مقوماته‮.. ‬فيقوم في البداية بتدريب الشباب علي الرقص علي انغام الـ دي جي‮.. ‬وأيضا مشهد النهاية الذي يرقص فيه فوق العربة بعد ان قتل القاتل الحقيقي‮.. ‬ويعود إلي موقعه ليقدم نفس البرنامج عن العنف ويحكي فيه قصة ابنه‮.‬
انا معجبة بسلوي خطاب التي تتميز بأسلوب منفرد في التمثيل منذ شاهدت لها مسلسلا في التليفزيون‮.. ‬ثم فيلم‮ »‬الساحر‮« .. ‬لكن لا أعرف ما الذي اصابها في هذا الفيلم كان اداؤها‮ ‬بارداً‮ ‬ووجهها جامدا ومشاعرها مفتعله‮.. ‬كما انها ظهرت بينولوك لم يتناسب مع الشخصية‮.‬
محمد نجاتي الضابط الشاب قدم دورا جيدا استعرض فيه مقوماته في افلام الحركة‮.‬
الوجه الجديد محمد اسامة‮ »‬ييجي منه‮«.‬
بالرغم من دورها الصغير فإن انتصار قدمت دورا لن ينسي‮.‬
اما راندا البحيري فلم تكن موفقه ابدا في ادائها رغم مأساوية الدور‮.‬
كان يمكن لفيلم‮ »‬ايام صعبة‮« ‬ان يكون اكثر نجاحا مما قدم‮.. ‬لكن المخرج حوله إلي ايام سوداء‮.‬