'بادرة ضاد' تسعى إلى دعم الكاتب العربي الجديد

زائر

في دورتها الثالثة ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام، تستمر "بادرة ضاد" في دعمها للكتاب والمفكرين من الجيل الشاب أو الجدد، رغبةً منها بدعم الحركة الأدبية والثقافية في الوطن العربي، من خلال إلقاء الضوء على نتاجات المؤلفين الجدد، فاتحةً المجال أمام الزوار للتواصل معهم، وأمامهم أيضاً للانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى، والتعرف على أبرز وألمع أسماء الرواية والقصة والشعر في العالم.

تمنح "بادرة ضاد" هؤلاء المؤلفين، ركناً خاصاً على أرض المعرض، وبذلك تضعهم داخل الحدث بطريقة تفاعلية تقوم على تبادل الخبرات. ويرى القائمون على هذه البادرة أنها فكرة رمزية تنسجم مع أهداف المعرض في تعزيز صناعة النشر، وواقع القراءة في العالم العربي، ودعماً للغة العربية ونشرها، ويعكس ذلك قيم التواصل الثقافي والمعرفي خاصة التي تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة بشتى مؤسساتها على رعايته.

وتضم الدورة الحالية من "بادرة ضاد" ثلاثة مؤلفين هم: الفنان والكاتب عبد الله السعدي من الإمارات، والشاعرة السعودية هيفاء العيد. الكاتبة الروائية ديهية لويز من الجزائر، والتي كتبت روايتين هما "جسد يسكنني" ورواية "سأقذف نفسي أمامك"، مرّت بهما إلى عوالم المرأة في المجتمعات الحالية جنباً إلى جنب مع صراع الوطن بين الذاكرة والوضع الراهن. كما شاركت في مجموعة قصصية باللغة الأمازيغية مع عدد من الكتاب الجزائريين والمغاربة والليبيين عام 2013.

وفي حديثنا مع ديهية لويز، وهي من مواليد عام 1985، حول الكتابة كضرورة آنية للعيش بالنسبة لها، اختارت أن تقرئنا ما كتبت في مقدمة التعريف بها ضمن ملف "بادرة ضاد":

"الكتابة بالنسبة لي متعة قبل كل شيء. أسافر من خلالها إلى كل المتاهات الممكنة في النفس البشرية. وأكتشف نفسي والآخرين أكثر من خلالها. ليس هناك أجمل من لحظة أتداخل فيها مع الكلمات وهي تتدفق من داخلي وتتشبث بالأوراق. إنها اللحظة التي تحررني من كل شيء. أصل من خلالها إلى نشوة داخلية رائعة. أكتب لأنها مرضي الوحيد الذي يشفيني من كل العلل، حتى من نفسي".



لكن في نفس الوقت أعترف بأن الكتابة هي أكبر مخاطرة ومغامرة يمكن أن تصل بصاحبها إلى الهاوية، ومع ذلك لا يمكنني التخلي عنها، كأنها شر لا بد منه، أو هاوية تختارني وأختارها. فيها أجد شيئاً من السعادة، أجد المنفذ للتحايل على هذا الواقع المر واليوميات التي لا تشبه في شيء العالم الافتراضي الذي أعيش فيه وأنا أكتب. ربما لذلك يصعب علي العودة إلى الواقع كلما غرقت حتى النخاع في حقيقتي الافتراضية على الورق. وكأني لا أتقبل بسهولة هذه الحقيقة التي توقظني بشكل مفزع وتؤكد لي وجودها بعدما اقتنعت بغيرها".

وعن مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تقول لويز: "هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى الإمارات. وقد تمّ اختياري للمشاركة في المعرض بعد ما رشحتني دار نشر "الاختلاف" ودار "ضفاف". وبصراحة فثمة فرق شاسع بين معرض الكتاب هنا وبين الذي كنت أراه في الجزائر. ويكمن الاختلاف في كون الحدث هنا منظماً أكثر ويبدو شاملاً لكل أنواع المعارف والفنون فضلاً عن شموليته العالمية. ويبدو أن للتغطية الإعلامية التي رافقت المعرض منذ يومه الأول، ساهمت في استقطاب القراء والزوار والمشاركين إلى أبوظبي، وحولته إلى حدث ثقافي هام على مستوى العالم".

وتؤكد الروائية الجزائرية أنها ومن خلال جولتها في المعرض، قد لمحت حركة متنوعة بين الأجنحة، من حيث التنوع الثقافي الموجود على أرض الإمارات، إلى جانب وجود زوار ومشاركين من كل الأعمار. كذلك فقد استوقفها العديد من العناوين والإصدارات الجديدة، منها للكاتبين جيروم فيراري وكوثر آمي، إذ أنها تقرأ باللغة الفرنسية كثيراً.

نهايةً ستسعى ديهية لويز إلى الحضور والمشاركة في الدورات القادمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وإن لم يكن من خلال بادرة ضاد حيث أنها تجربة لا تستطيع تكرارها، فمن خلال فعاليات أخرى تزداد في عددها وتنوعها عاماً بعد عام.

'بادرة ضاد' تسعى إلى دعم الكاتب العربي الجديد

'بادرة ضاد' تسعى إلى دعم الكاتب العربي الجديد :: تعاليق

'بادرة ضاد' تسعى إلى دعم الكاتب العربي الجديد

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة