مشاهد جميلة من الريف :- محمدصالح يا سين الجبوري
الريف تعني الأرض التي فيها زرع وخصب , والريف هو السعة في المأكل والمشرب , والجمع أرياف وريوف .
يمتاز الريف بهوائه العليل, وجوه الجميل ,ومائه العذب , ومروجه الخضراء الساحرة التي تسر الناظرين ,وازهاره ووروده الملونة ,وزقزقة العصافير, واصوات الطيور ,والينابيع الصافية وخرير الماء ,والاشجار الوارفة الظلال ,وتغنى الشعراء والادباء بجمال طبيعة الارياف الساحرة .
قال الشاعر علي محمود طه :-
اذا داعب الماء ظل الشجر @@@@ وغازلت السحب ضوء القمر
ورددت الطير انفاسها @@@@ خوافق من الندى والزهر
وناحت مطوقة الهوى @@@@ تناجي الهديل وتشكو القدر
الربيع ومناظره الجميلة وهطول الامطار على المروج الخضراء وظهور (قوس وقزح) يثير البهجة والسرور في النفوس ,في مكان أخر يجلس الراعي وقد جمع الحطب واشعل النار ووضع عليها (ابريق الشاي ) ,وهو يعزف بالناي الالحان الجميلة التي تعبر عن الفرح والسرور والبهجة .
الجو النقي الخالي من التلوث والغازات السامة وضجيج السيارات وأصوات المعامل ,الهواء العليل المنعش من نعم الله سبحانه وتعالى على البشر,اسراب الطيور التي تنزل على (الغدير ) لترتوي من الماء .
الحصاد هو من المواسم المهمة في الريف وخاصة الحنطة والشعير , يبدا الحصاد يبدأ بلاغاني التي تشجعهم على السرعة في العمل وعدم الشعور بالتعب , وهي من الموروث والتراث الشعبي .
الاعراس لها مراسم خاصة تتخللها الدبكات الشعبية وانتشار مظاهر الزينة ,وتقام الولائم ابتهاجأ بهذه المناسبات,ويقدم الاكل للمدعوين .
الاحزان في الريف تكون المشاركة فيها أكبر لان الجميع تربطهم صلة القربى ,ويظهر الحزن على الجميع , وتقام مجالس العزاء ,ويقدم الطعام للقادمين من أماكن بعيدة ,وتكون الزيارات مستمرة على أهل المصيبة لتخفيف عليه المصاب .
الاعياد في الريف تبدأ من بعد صلاة العيد ,يتوجه الناس لتناول طعام الافطار عند أحد الميسورين ,ويتم في العيد زيارة المرضى وكبار السن والعجزة ,وتقام الدعوات خلال فترة العيد , وتظهر الفرحة والسرور على وجوه الصبية والاطفال وهم يمارسون الالعاب الخاصة بالعيد .
الكرم والشجاعة والتعاون ومساعدة الفقراء والصدق والوفاء والايثار من السمات التي يتصف بها أبناء الريف في مجتمع قبلي فيه عادات وتقاليد وأعراف ,تتحكم في هذا المجتمع الذي يكون أغلبهم من قبيلة واحدة .
,هذه محاوره جميلة بين الريف والمدينة .
الريف
جَميعُ الرِّزْقِ فِي أَرْضِي مِن الأَثْمارِ وَالحَبِّ
كَذَاكَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَى صُنوفَ الخَيْرِ فِي تُرْبِي
الحضر
جَميعُ الخَيْرِ يَأْتِينِي بِأَسْوَاقِي هُنَا ينفقْ
وَلِي نُورٌ يُحَلِّينِي وَحُسْنِي دَائِمًا يُعْشَقْ
الريف
نَهَاري مُشْرِقٌ طَلْقٌ وَلَيْلِي هَادِئٌ صَافِي
وَكَمْ لِجَمالِنَا سِحْرٍ فَلا يُحْكَى بِأَوْصَاف
الحضر
لَكَمْ تُبْنَى عَلَى أَرْضِي مَبَانِي العِزِّ وَالفَخْرِ
مَصَانِعُ ذَاتُ أَنْوَاعٍ تَعُودُ عَلَيْنَا بِالخَيْرِ
قدمت لكم صورة مبسطة من الحياة في الريف , اتمنى أن تنال رضاكم
محمد صالح ياسين الجبوري –كاتب وصحافي – الموصل- العراق