أبو نضال: رحلتي مع الكتابة والنقد هي رحلة الحياة

الإدارة المشاركات : 3446 . :

عمان- حسين نشوان -

يوقع الكاتب نزيه ابو نضال في السادسة من مساء السبت في بيت تايكي كتابيه شهادات روائية على زمن التحولات والانكسارات ، الصادر ضمن سلسلة اصدارات وزارة الثقافة الأردنية .
كما يوقع ابو نضال حدائق الأنثى الذي يقع في 246 صفحة من القطع الكبير ويشتمل على دراسات نظرية وتطبيقية في الإبداع النسوي.
والكتاب هو ثمرة سنوات من المتابعات لفنون المرأة السبعة في حقول الأدب وهي: الرواية، السيرة، القصة والقصة القصيرة جداً،الشعر، النص، المسرح، الدراما التلفزيونية. الكتاب من إصدار دار أزمنة في عمان، 2009، بدعم من وزارة الثقافة الأردنية.
عرض كتاب الشهادات في 300 صفحة من القطع الكبير شهادات 30 كاتباً من الأردن وفلسطين، العالم.
تقدم في الحفل الذي يقام برعاية نائب مدير المدينة للشؤون الثقافية والرياضية والاجتماعية في أمانة عمان الكبرى المهندس هيثم جوينات أوراق نقدية حول الكتابين للدكتورة رفقة دودين، والشاعر د. راشد عيسى.
ويسلم جوينات درع الأمانة للناقد أبو نضال تكريماً لجهوده ومسيرته في الكتابة النقدية عبر اكثر من ربع قرن .
وعن تجربته النقدية، قال: إن الحديث عن تجربتي النقدية ستعيدني حكما إلى البدايات كان ذلك في أوائل الستينات، حين كتبت نقداً فنيا لمسرحية أفول القمر لجون شتاينبك من إخراج هاني صنوبر وبطولة نبيل المشيني، وقد ذهلت آنذاك من حجم ردود الفعل من الوسط الفني على كتابة شاب مبتدئ! .
وقال: إنني أدركت، بسبب ذلك، مدى خطورة الكلمة، وأهمية إحترام الكتابة النقدية، لاحقا في جامعة القاهرة، ومنذ العام 1964 نشرت قصصاً ومقالات نقدية، في مجلات مصرية القصة و الثقافة و مجلة الأدب العربي .
واشار الى ما نشر له في مجلة الأفق الجديد المقدسية حوار طويل مع نجيب محفوظ، قائلا: كنت ربما لا زلت أبحث عن طريقي في الكتابة.
وبين أن اشغاله لمنصب رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في لبنان لمدة عشرة سنوات اعاد اليه سؤال وظيفة الأدب ودوره في المعركة الوطنية، لافتا ان الاجابة عن السؤال ساهمت في إصدار الرأي الثقافية اللبنانية مع ناجي علوش ومنير شفيق وخليل احمد خليل وآخرين، كما أصدرت كتابين في نقد الشعر هما: الشعر الفلسطيني المقاتل (1974) و جدل الشعر والثورة (1979).
ويتابع ابو نضال، أصدرت عددا من الكتب منها: مواجهات سياسية (1981) و: أدب السجون ،(1981) الثقافة والديمقراطية (1981) ، المثقفون في الحصار (1982) وساهمت في إصدار كتب عنهم: كمال ناصر ، ماجد أبو شرار ، أبو سلمى: زيتونة فلسطين ، معين بسيسو ، غسان كنفاني .
وقال: إثر عودتي إلى الأردن بداية التسعينات أصدرت الثقافة العربية الفلسطينية في المواجهة ، وساهمت ب الأدباء العرب في مواجهة التحديات، حول: المثقف والسلطة ، و في مقاومة التطبيع الثقافي ثم انشغلت بالرواية باعتبارها ديوان العرب الجديد فأصدرت على التوالي: علامات على طريق الرواية في الأردن ، (1996) روايات وروائيون من الأردن ( بالإنكليزية)، (2001) غالب هلسا، وببليوغرافيا مصادره الكتابية (2002).
أضاف ضمن سلسلة اصداراته، التحولات في الرواية العربية ، (2006) والآن شهادات روائية (2008) وضمن انشغالي بقضية المرأة ، أصدرت كتابي تمرد الأنثى (2004) عن رواية المرأة العربية ، و حدائق الأنثى (2009) ويتناول إبداعات المرأة السبعة: القصة القصيرة والنص والشعر والرواية والسيرة والمسرحية والدراما التلفزيونية.
وزاد أن عبر رحلتي مع الكتابة والنقد يتجلى مدى ارتباطها الوثيق بقضايا الحياة والصراع الوطني والاجتماعي والثقافي، ومن هنا ربما كان يتقدم الاهتمام بالمضمون على الجوانب الفنية والتقنية رغم استحالة الفصل بين الشكل والمضمون، كما أكدت على ذلك مراراً.
وعن تركيزه على الكتابة عن الإبداع النسوي، قال: جاء اهتمامي بكتابة المرأة من خلال قناعتي العميقة بأن خوض معركة تحرير المرأة هو جزء من معارك الأمة في الميادين كافة.
واشار الى انه بهذا المعنى ينحاز إلى فلسطين والعراق والمرأة باعتبارها كلها مناطق محتلة، محاولا تلمس عناصر التمرد والصراع في الكتابة النسوية والتقاط الاتجاه الرئيسي لها باعتبارها فعل تحرير.
وبين ان مشاركته عبر مجلة تايكي وعبر الكتابة عن هذه الإبداعات هو إسهام بعملية التحرير، ولكن من موقع نقدي أيضاً فأنا أرى في الكثير من كتابة المرأة ما يحتاج إلى تصويب لبعض الاتجاهات الخاطئة كتلك التي ترى أن معركتها هي مع الذكورة وهذا غير صحيح، إن جوهر معركة تحرر المرأة هو مع التخلف الاجتماعي والثقافي الذي يعاني منه الرجل أيضا.
أكد انه لا يستثني من ذلك الرجل ، ولكنه يقع بصورة مضاعفة على المرأة، واهتمامي النقدي هنا لا يقتصر على القضايا والموضوعات التي تطرحها المرأة الكاتبة، وإنما يحاول أيضا تلمس ما يمكن أن يسمى بالخاص الإبداعي في هذه الكتابة بما يميزها عن كتابة الرجل.
وشدد ان رؤيتي النقدية تنطلق في كتاباتي من منهج الواقعية الثورية في الأدب وهو اتجاه نقدي وإبداعي لعله أكثر انسجاما وتوافقا مع مرحلة التحرر الوطني خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية رغم انه يحتضن بالمعنى الاستراتيجي عناصر الثورة الاجتماعية الطبقية.
وفسر هذه الرؤية قائلا: حينما دخلت إلى النقد دخلته من باب الفكر والسياسة وليس من باب الأكاديمية رغم أنني خريج جامعي في الأدب العربي لكني أبحث دائما عن دور للأدب في الحياة.
وأعرب عن اعتقاده أن الآداب والفنون هي جزء من ترسانة الشعب الثقافية التي يواجه بها تحدياته الوطنية والطبقية، وما يواجه من أخطار، ولا يجوز حرمان هذا الشعب من هذه الترسانة وإلا سقط فريسة الفن الهابط ..
ويوافق على ما ذهب اليه إيرنست فيشر حول وظيفة الفن وهي تغيير العالم، وهو لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا إذا كان متوفرا على سحر الفن، مؤكدا، حين نطالب بوظيفة أو دور للفن فلا يعني أننا نتجاوز الضرورات الفنية الحقيقية التي بدون توفر شروطها السحرية لا يمكن أن نغير هذا العالم.
وشدد اننا نصر على الشرط الإبداعي المرتبط بعملية التغيير والناس، وليس الشرط النخبوي والمعزول، وهي معادلة صعبة بالضرورة، وأتذكر هنا أدباء كبار حققوا مثل هذه المعادلة مثل ناظم حكمت وبول إيلوار وبيرم التونسي وأحمد فؤاد نجم وسميح القاسم وتوفيق زياد وعرار ومحمود درويش في جزء كبير من إبداعه.
وعن مشكلة التواصل، قال: انني اعتقد أن المشكلة في الفن تكمن في المرسل وليس في المستقبل، وعلى المبدع أن يجد حلا لهذه المعادلة الصعبة بالعثور على الصيغة التي تربطه بالناس كي يستطيعوا استقبال نصه الإبداعي، وأنا لا أريد حرمان أي مبدع من أن يدخل العالم التجريبي الفني فهو ضرورة لإغناء الفن وتطويره.
وختم أن العمل الإبداعي يجب أن يتجاوز نفسه دائما ولكن حينما يفعل المبدع ذلك من مواقع الناس والالتزام بقضاياهم، وليس من مواقع النخبة.. فسيجد بنفسه الحل المطلوب.

ــــــــــــــــــــ
عن الرأي الاردنية.

أبو نضال: رحلتي مع الكتابة والنقد هي رحلة الحياة

أبو نضال: رحلتي مع الكتابة والنقد هي رحلة الحياة :: تعاليق

أبو نضال: رحلتي مع الكتابة والنقد هي رحلة الحياة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة