للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: العنوسة / بقلم : حافي وجيدة 25.04.14 2:04 | |
| انتشرت مؤخرا بشكل رهيب وخصوصا في الدول النامية , أسبابها متعددة ونتائجها وخيمة اذا لم يوضع لها حد , وتعالج بسرعة كبيرة.بعد أن خضنا في السياسة وأهوالها ,لنأخذ استراحة محارب ولنحاول تلطيف الجو وتغير الديكور والحديث عن مواضيع لا تقل أهمية عن مواضعنا السياسية بنوعيها الداخلية والخارجية , ولأن موضوع اليوم موضوع لفت الأنظار في كل دول العالم والعربية المسلمة على وجه الخصوص , وجعل دولها تدق ناقوس الخطر وتحاول معالجة المشكلة بحلول فعالة ومناسبة , وفي نفس الوقت دراسة الأسباب وتحليلها لوضع حد لهذه الخطر المدمر لشبابنا وشابتنا أوكسجين الأمة وذهبها الأبيض والأسود , فللأسف أصبح الشاب العربي يكبت مشاعره وأحاسيسه ويفضل المعاناة بصمت على البوح للشريك الأخر بما يجول في خاطره من حب وإعجاب وووو, وفي بعض الأحيان يلجأ للعبادة كالصلاة والصوم عملا بقول رسولنا الكريم "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر, وأحصن للفرج,ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء " آخرون للأسف وقعوا ضحية الشهوات ورضخوا للتكنولوجيا ومخاطرها , وأصبحوا يتهافتون على المواقع الإباحية لإشباع غرائزهم ,وفعل ما لم يستطيعوا فعله في الواقع , وهذا كله بسبب مصطلح غزانا ودمرنا , إنها العنوسة التي يعرفها المختصون بأنها تأخر سن الزواج للفتاة وبقائها في بيت أهلها لفترة طويلة من الزمن وربما العمر كله أما الرجل فالمصطلح لا يعنيه كثيرا لأننا عادة ما نقول امرأة عانس ورجل عازب , فالعازبون من الرجال هم أولائك الذين لم يتزوجوا سواء في سن صغيرة أو كبيرة لأسباب كثيرة من بينها البطالة التي اكتسحت العالم , حيث انخفض معدل اليد العاملة في كل الدول والعربية خاصة بصفتها نامية وغير قادرة على التطور والنمو دون اللجوء إلى الأخر وأقصد دول الشمال, كذلك غلاء المهور فقديما رسولنا الكريم عليه أزكى الصلوات قال "التمسوا ولو خاتما من حديد " لكن بسبب تغير الظروف والبيئة وتبدل العقليات أصبح خاتم الفضة لا يقبل , والزوج يرفض إذا لم يأتي بالمقياس والمحزمة الذهبية , ويعتبر ناقص رجولة في بعض المناطق إذا لم يوفق ويأتي بالشرط, ويقوم بالعرس . سبب أخر أعتبره من الأسباب القوية لانخفاض نسبة الزواج , إنها الأخلاق التي تعتبر عاملا مهما ومؤسسا قويا لبناء أي أسرة , وبما أن كلا الطرفين أصبحا متهمين , ففتاة اليوم تغيرت كثيرا والموضة أخذت كل ما تبقى لها من حشمة ووقار , فلا الحجاب حجاب ولا الأفعال أفعال وإذا حدث ونصحتها تقول لك " إنها الموضة والزمن تغير , أنظر إلى فلانة وعلانة وربي غفور رحيم " ونفس الشيء للفتى الذي مباشرة يلقي باللوم على المرأة ويتهمها باللاعفة والطهارة وتختلط الأمور يبعضها البعض لتؤدي إلى هذا الواقع المرير الذي نعيشه اليوم , وطبعا معالجة هذه الظاهرة واجب علينا جميعا كل بما استطاع ,والبداية تكون بتخفيض المهور , فالعبرة ليست في المهر ولكن فيما بعد المهر والزوج الصالح كنز ومهر لكل فتاة صالحة طيبة , توفير مناصب شغل كذلك بإمكانه مساعدة فئة واسعة من شباب اليوم من الدخول إلى القفص الذهبي ,تشجيع ظاهرة الزواج الجماعي والمساهمة فيها لإعطاء فرصة لأكبر شريحة من العزاب والعازيات من الزواج وإكمال نصف الدين ,تجنب الرذيلة والزنا , فأخر الإحصائيات تقول أن هذه المشكلة في ارتفاع رهيب وخاصة في الدول الفقيرة , حيث أشارت إحصائيات قامت بها إذاعة هولاندية عام 2013 أن سوريا بلغت فيها النسبة حوالي 70بالمئة بسبب الحرب ,أما في تونس فقدرت ب 62 بالمائة وفي الجزائر 51بالمئة, أما في دول الخليج فهي في ارتفاع حيث قدرت في دولة الإمارات ب75 بالمائة والسعودية 45 بالمائة بسبب غلاء المهور حسب الدراسة وتبقى هذه الكلمة مؤلمة على النفس تخاف منها معظم الفتيات , ولهذا يجب علينا معالجتها فكفانا حروبا وتقتيلا , وسوء ظن بالأخر وخصوصا المرأة العاملة التي ينظر إليها في بعض الأحيان بنظرة ازدراء وتحقير ,نعم للسلام وبناء أسرة وجيل جديد يخلفنا ويكون خير خلف لخير سلف ,ولننسى قليلا السياسة ومشاكلها ونوجه اهتمامنا لمشاكل أبنائنا ونحاول أن نضع اليد في اليد لمساعدتهم من الخروج من المشاكل وإيصالهم إلى بر الأمان | |
|