سيدات سعوديات يفرضن زيا خاصا على الخادمات خوفا على الأزواج
دبي - العربية.نت
يولي العديد من السيدات السعوديات أزياء الخادمات التي يتم ارتداؤها في المنزل اهتماما خاصا، حيث تتوجس بعضهن من ظهور الخادمة أمام الزوج بأزياء مميزة، وتطلب من الخادمة أن تضع خمارا على وجهها، أو أن تلزمها بارتداء الجلابية أو العباية في داخل المنزل، وتتجه بعض السيدات إلى تصميم أزياء خاصة "يونيفورم" بالخادمات يتم شراؤها جاهزة أو تفصيلها، نقلا عن تقرير لصحيفة "الوطن" السعودية السبت 7-3-2009 للصحافية نادية الفواز.
تقول سيدة الأعمال نورة الرافعي إن زي الخادمة يثير جدل كثيرات من السيدات السعوديات اللاتي يفضلن ارتداء الخادمة للجلابية أو الجيبة الطويلة. بينما تفضل سيدات المجتمع "اليونيفورم"، وقد تبالغ العديد من السيدات في شراء زي خاص بكل الخادمات في منزلهن، وتخصيص زي في المنزل وآخر لاستقبال الضيوف والضيافة، ويقمن بشراء هذه الأزياء من مشاغل نسائية أو من الأسواق، مبينة أن سعر الزي يتراوح من 35 ريالا إلى 150 ريالا، وقد يتم إحضاره من دول مجاورة مثل البحرين والكويت.
وقالت الرافعي إن الخادمات الفلبينيات يفضلن ارتداء "اليونيفورم". بينما تكره الخادمات الإندونيسيات ارتداءه، ويفضلن البنطلون؛ لأنه مريح في الحركة مع ارتداء بلوزة طويلة ومحتشمة، وهذا غالبا ما ترفضه 80% من ربات البيوت.
وأضافت أنها تفضل أي زي محتشم للخادمة يساعدها على أداء عملها. بما لا يتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، ومع التعامل الإنساني مع الخادمة، فكثير من السيدات تضطر إلى قسم بيتها إلى نصفين لإقصاء الخادمة تماما عن حياتها، وإشعار الزوج بأنه بمثابة طفل صغير يخشى عليه من رؤية الخادمة، مؤكدة على ضرورة توعية الخادمة بالأمور الشرعية، وارتداء الزي المحتشم.
وتقول مها الصالح (مشرفة تربوية) إن "وجود الخدم في المجتمع السعودي أصبح ظاهرة اجتماعية، فلا تكاد تجد بيتا إلا وفيه خادمة، أو خادمتان أو ثلاث، والإعلام العربي روج لزي معين للخادمة، فقد ظهرت المطربات والفنانات والممثلات بزي الخادمة التي تقوم بالأعمال المنزلية".
وأضافت أن المرأة السعودية تحتاج إلى توعية بطريقة التعامل مع الخادمة، مبينة أن العديد من السيدات يستخدمن زي الخادمة كوسيلة للتباهي والمظاهر، من خلال ألوان للخادمات وأخرى لمقدمات الوجبات.
وقالت مستشارة الأزياء والنسيج بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة زينب الدباغ إن زي الخدم انتشر في الحضارات الأوروبية، والحضارة العربية استفادت من أشكال هذا الزي. كما أن بعض السيدات يقدمن للخادمات ملابسهن التي تم الاستغناء عنها، مؤكدة أن وجود زي مخصص للخادمة، وأن يكون محتشما ونظيفا ومرتبا، يعكس اهتمام ربة الأسرة بالخادمة ونظافتها وببيتها وأطفالها وضيوفها.
واعتبرت الدباغ أن من واجب ربة المنزل أن تختار لخادمتها الزي اللائق والمناسب المحتشم مهما كانت ديانتها، والذي يعكس حفاظ ربة البيت على أسرتها وعلى مظهر خادمتها، مضيفة أن ارتداء البالطو والمريلة وغطاء الشعر من أفضل الأزياء للخادمة.
وترى عضوة هيئة التدريس بجامعة الملك خالد قسم الاقتصاد المنزلي الدكتورة جيهان نوار أن "الأقمشة الخاصة بالخادمة يجب أن تكون مصنوعة من مواد قطنية. لوقوف الخادمة كثيرا أمام مصادر النار، وحتى لا يحدث أي حريق، خاصة أن قماش البوليستر عند حدوث الحرائق لا سمح الله يلتصق بالجسد"، ونصحت باستخدام أقمشة مصنوعة من ألياف طبيعية، وليست صناعية؛ لأن الألياف الصناعية هي مواد كيمائية تؤثر سلبا على الجلد عند تعرضها للنار.
وقالت "من أفضل الألوان لزي الخادمة الأبيض أو اللبني والوردي، وذلك عند وجود اتساخ، وإبراز عنصر النظافة لدى الخادمة التي يتطلب عملها النظافة التامة، ومن المهم أن ترتدي كابا على شعرها لعدم تساقط الشعر وقت التنظيف. كما يمكن أن ترتدي لبسا مكونا من قطعتين علوية وسفلية، وأن يكون الزي مبطنا لكي يقي من النار والمواد الساخنة، وأن يكون محتشما غير ملتصق بقدر الإمكان لوجود الخادمة بين غرباء".
وشدد أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة أم القرى الدكتور محمود كسناوي على ضرورة توجيه المرأة السعودية إلى آلية التعامل مع الخادمة، وإقناعها بالزي المحتشم.
وقال إن "الحياة الاجتماعية تقوم على العلاقات والتفاعل الاجتماعي داخل الأسرة، وتركيبة الأسرة السعودية اختلفت في السنوات الأخيرة. حيث تزايد وجود الخدم؛ مما أدى إلى شبه تغيير في التركيبة الأسرية. حتى أن العديد من الأسر لم تعد تستطيع الاستغناء عن الخادمة".
وأبان أن "الخادمة إنسانه قادمة من مجتمعات راقية لا تقل تطورا عن مجتمعنا، ولكن المشكلة في تعامل نسبة كبيرة من السيدات مع الخادمة بفوقية، وبنظرة متعالية باعتبارها شبه جارية تعمل ليلا ونهارا بدون إجازة أو راحة. كما أن هناك تعاملا سيئا وغلظة في معاملة الخادمات لدرجة فرض اسم جديد على الخادمة أو زي معين لم تعتد عليه، وقد تقصيها عن الحياة الاجتماعية في المنزل. خصوصا عند وجود مراهقين أو شباب، فهي تنظر للخادمة بصفة أنها شريكة لها كامرأة، فتقوم بفرض العديد من القرارات عليها، والتدخل في خصوصياتها.
وأشار كسناوي إلى أن "التزام الخادمة في المنزل بالزي الشرعي أمر لا بد منه، وألا تبدي زينتها، خاصة مع وجود الزوج والأبناء الكبار، ولكن ذلك يجب أن يكون بالإقناع وبالكلمة الطيبة وبطريقة محببة حتى تحب الحجاب وتتمسك به حتى بعد عودتها إلى بلدها، وإيضاح تعاليم الشريعة الإسلامية في هذا الجانب، إضافة إلى العادات والتقاليد".