شهامة ابن الريف
بقلم :- محمد صالح ياسين الجبوري
انه ابن ريف اطراف جنوب الموصل المرحوم احمد حسن حمدون المعروف في وسط الديرة بكنيته الشهيرة ابو فارس من ابناء قرية السفينة ناحية الشورة.كان عريف شرطة مسلحات(قوة سيارة) ابان ثورة الشواف. كانت وحدته في وادي حجر في الغزلاني مكان النجدة الحالية عندما فشلت الثورة عمت الفوضى في الشارع الموصلي والانشقاقات بين صفوف القوات المسلحة وبدا القتل والذبح في الشوارع وبدا التمثيل بالبشر المقتول وسحله في الشوارع تحت شعار(ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة).وقد وصلت الفوضى الى دار الشهيدة حفصة العمري والى دور العجيل وحاولوا الدخول الى منزل الشهيدة ولكنها قامت بمقاومة الممارسات الهمجية التي تمثلت السحل والقتل وتعليق جثث الضحايا على اعمدة الكهرباء في اذار عام1959 والتي لم تنجو منها حتى تلك الفتاة الباسلة الشهيدة (حفصة العمري) التي انبرت وهي عزلاء تدافع بيديها عن والدها الذي اخرج من داره فقتلت معه وعلقت على اعمدة الكهرباء من قبل الاوباش وبهذه البشاعة. كان الشهم احمد حسن حمدون في المركز يشرف على نقاط الحراسة موزعة خارج القوة السيارة وكانت القوة
على سكة حديد القطار وقرب القنطرة وكان الجيش ايضا موجد على السكة ويتخذونها موضعا لهم.وكان له نقاطا مرابطة فوق مدرسة القريبة من القنطرة على الشارع العام وعند خروج هذا الشهم لتفقد النقاط شاهد التجمع والقتال قرب دار الشهيدة حفصة العمري وحركته غيرته العربية الى مكان الحادث لخشيته من ان يطالها منهم ما فعلوه في الشارع بالتمثيل وخلع الملابس وربط بالحبال وتقرب منهم وشهر سلاحه القدارة نوع سترلنك واقسم بالهو على ان من يقترب منها بعد اصابتها ليمسها بسوء سيقتله وسوف يطلق النار على الجميع. ولم يستطع احد التقرب منها خاصة وانه رجلا قويا وطويل القامة ومهاب الجانب ومعروف في الشارع الموصلي. وخلع سترته وسترها وحملها بيديه ولم يتركها وانتظر حتى جاءت سيارة اسعاف لاخلائها الى المستشفى ووضعها في السيارة وسترها لكي تصل الى المستشفى ووصى بها السائق وامره بعدم الوقوف في الطريق خوفا عليها من الفوضى. وعندما عاد الى المعسكر في سيارته المسلحة تعرضوا لها بالضرب وامروا الجيش بفتح النار على هذا الرجل الغيور لانه قام بهذا الفعل.واثناء اطلاق النار اصيب قرب المدرسة عند صعود السيارة باتجاه معسكر الغزلاني حيث اصي
بت فترجل منها،وفقد الوعي متروكا في العراء، ولا يوجد من يسعفه خاصة وان الشارع تعمه الفوضى.وشاء القدر ان ياتي الى المعسكر احد منتسبي الشرطة وعثر عليه وهو الشرطي احمد بلال الكواح من ناحية الشورة قرية تلول المهار. وبقي عنده حتى جاءت سيارة اسعاف واخلاه الى وحدة ميدان طبية التابعة للواء الخامس في موقع الغزلاني.وفي ذلك الوقت لم يستطع احد ان يسال عليه ويذهب للاطمئنان على حاله. لقد سجل المرحوم ابو فرس هذا الموقف البطولي النبيل ليترك بصمة المروءة والنخوة الاصيلة في ذاكرة الموصل العربية.