للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: مَـنْ سَـيُنِير الطـَرِيــقْ ...؟؟زينب إبراهيم الخضيري 11.08.13 1:32 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مَـنْ سَـيُنِير الطـَرِيــقْ ...؟؟ إن الطريق مظلم وحالك فإذا لم نحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق."تشي غيفارا" ايماناً مني بأن طبيعتنا البشرية مجبولة على الأخذ والعطاء بطريقة ناعمة شفوقة, فقد استحوذ على تفكيري سؤال الحّ عليّ بطريقة المد والجزر وهو : ماهي الحدود الفاصلة بين حقي وحق الآخر ؟. عند تتبعي لتاريخ الحروب البشرية توقفت عند ما قبل الحرب العالمية الثانية والانتهاكات الإنسانية البشعة لحقوق الإنسان على أساس التمييز العرقي والديني والسياسي :ولذلك وضع ميثاق الأمم المتحدة الذي صدر بتاريخ 26 يونيو 1945 احترام حقوق الإنسان في مقدمة أهداف المجتمع الدولي وأسست الهيئة الدولية لهذه الغاية لجنة حقوق الإنسان سنة 1946 تم أناطت بها مهمة إعداد مشروع معاهدة حقوق الإنسان ،وهو المشروع الذي تمخض عن إصرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948 . هذه المعاهدة هي ثمرة تمازج حضارات وأفكار وثقافات تسعى إلى تكريم الفرد كجهد جماعي يسعى إلى إشاعة الأمن والسلام من خلال حفظ الحقوق من اجل المواطنة والانتماء. وفي بعض المجتمعات العربية هيمنت النظرة على حقوق الإنسان بأنها نظرة غربية أتت من اجل مسوغات وأهداف لتحقيق مآرب سياسية ودينيه وهناك من الأفراد من انقسم إلى قسمين : الأول النظرة السياسية لحقوق الإنسان وهي صورة شعبية جدا استندت إلى حاجة الانتصار النفسي لتفسير أي مصطلح جديد مستورد ووضعه تحت قائمة نظرية المؤامرة conspiracy theory . أيضا هناك من تعود أن يعمل عملية ربط عصبي ما بين الصورة والمصطلح فالاشتراكية عنوان لتشاوسيسكو , والامبريالية عنوان لبوش, والفاشية مساوية لـ لموسوليني . والثاني هو الموروث الثقافي والفكري تجاه هذا المصطلح حتى تحول إلى صراع مازال يعاد إنتاجه يدور في نطاق التصورات العقلية والاديولوجية التي تشبه دائرة مغلقة على الواقع وتجلياته الفعلية ومشاكله مفتقراً إلى الحوار والانفتاح وحق التفكير الذي يحرر طريق الدخول على مسرح الحياة الاجتماعية من باب ماذا يحتاج إليه كل فرد في المجتمع . لذلك نجد ابرز المعارضين لحقوق الإنسان هم من نشطاء الفتن والدغمائيون الذين يعشقون نقل النزاع الاجتماعي وتأجيج الصراعات لذلك لابد من تفكيك هذا الفكر بواسطة أدوات معرفية صحيحة, فنحن كمسلمين ديننا الإسلامي دعا إلى حقوق الإنسان وجعلها أولوية وقدم لنا منهجية نسير عليها بدأ من "صحيفة المدينة " كدستور يكرس مفهوم الحقوق والواجبات والتعامل مع غير المسلمين,وقد ذكر " الجابري " أن مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام يضبطه حقوق الناس على بعضهم في الإسلام وجلب كل مصلحة مندوبة ودرء كل مفسدة محرمة أو مكروهة، ويجمع ذلك قوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، ويؤسس هذا الحق العدل الواجب ومبدأ تكريم الإنسان.ويصنف الجابري حقوق الإنسان في الإسلام إلى عامة هي الحق في الحياة والتمتع بها، وحرية الاعتقاد والمعرفة والاختلاف والشورى والمساواة، وحقوق خاصة هي البر والعفو للمستضعفين وحقوق المرأة"من كتاب حقوق الإنسان في الفكر العربي ". إن الانسلاخ المعرفي تجاه حقوق الإنسان يعكس الأحكام المسبقة والمحفوظة والتي تنبثق من اتفاق أو اختلاف على شرعية حقوق الإنسان إلا أنها قد تنطلق من نزعات إيديولوجية أو مذهبية تفسد أهمية المضي في هذا المشروع الإنساني ومن اجل أن يتحول مفهوم حقوق الإنسان إلى قضية اجتماعية تمس كل فرد في المجتمع ولا تقتصر على فئة المثقفين والمستفيدين لابد من توعية كل فرد في المجتمع بما هي حقوقه وواجباته بدأ من الأطفال في المدرسة إلى المرأة وحقوقها المهدرة كذلك الرجل توعيته بما هو حق فعلي له وماهو ليس له .إن تكثيف حضور مفهوم حقوق الإنسان عبر الإعلام المرئي والمقروء والمسموع هو مسئولية كل فرد من اجل أن يحافظ على حقه وحق من حوله , فمن حق الطفل أن يكون على دراية بما جاء في وثيقة حقوق الإنسان الطفل وما يضمن له العيش بأمان نفسي واجتماعي واقتصادي , كذلك حقوق المرأة والمتتبع لها عبر التاريخ جاء ذكر حقوقها في شريعة حمورابي , كذلك العصر البابلي والإغريقي واليوناني والفراعنة كلها أتت بقوانين لحماية حقوق المرأة أي لم تكن وليدة العصر الجديد بل هي متواترة عبر العصور , والمرأة أحدثت فرق في التاريخ فإذا حافظنا على حقوقها وأمنها النفسي والبدني والمادي فهي ستورث حفظ الحقوق لأبنائها ومن حولها فهي مصدر الاستقرار , لذلك لابد من عملية قلب مفهوم مواطن مُغيّب إلى مواطن حرّ يتمتع بكامل الأهلية , فحقوق الإنسان لا تنال من سيادة أي دولة بل تثبت الأمن والسلام فيها , فعندما يُحفظ حقي وحقك سيزول الاضطراب الفكري والنفسي وستساهم في المحافظة عليها من خلال المسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن . زينب إبراهيم الخضيري | |
|