للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيل الشاي على الطريقة الليبية 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 33 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 33 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
     الشاي على الطريقة الليبية Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

      الشاي على الطريقة الليبية

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

     الشاي على الطريقة الليبية Empty
    مُساهمةموضوع: الشاي على الطريقة الليبية    الشاي على الطريقة الليبية Icon_minitime09.08.13 15:13


    الشاهي على الطريقة الليبية

    مقدمة :
    كان يسمى في الوثائق والتواريخ المغاربية ب " التيه "، ولقد ورد هكذا في كتب الرحالة المغاربة وفي يوميات حسن الفقيه (بداية القرن التاسع عشر) و لا زال هذا اللفظ يستعمل في غدامس وغات. أما اليوم فهي تكتب في العربية (الشاي)، وبعدها حرفت في اللهجة الليبية إلى (الشاهي) ، بزيادة الهاء ، ولعلها هاءُ الاشتهاء ! (عمّار جحيدر).
    ونجد أن أهم إضاءة لتاريخ الشاي في هامش وضعه الباحث والمؤرخ الليبي الشاب الأستاذ عمار جحيدر في تحقيقه ليوميات حسن الفقيه فيقول في الصفحة 111 من الجزء الثاني من هذا الكتاب : " ويبدو أنه عرف أول الأمر بذلك (التيه) أخذاً من اللغات الاوربية ولا يزال أثر ذلك في لهجة تونس حتى اليوم (التاي) ويرد في (تكملة المعاجم العربية) باسم (الشاى) مع الإحالة على (محيط المحيط) للبستانى وفيه أن : (الشاى) نبات في الصين يغلى ورقه ويشرب ماؤه ، وهو عند الافرنج كالقهوة عند العرب وغيرهم).
    ويبدو أنه من أقدم المعاجم العربية التى دخلتها الكلمة أذ كان الشاى آنذاك حديث عهد بالبلاد العربية .
    وفي (موسوعة حلب المقارنة) :
    " الجاي – بجيم مثلثة – أو الشاي : من التركية عن الفارسية : وهي مأخوذة كما تقدم عن الصينية (Tchha): نبات من فصيلة الكامليات يتخذ من مغلى ورقه مع السكر شرابُ دافىءُ لذيذ".
    ومن أول الإشارات الى الشاي في المخطوطات العربية ما نجده لدى الرحالة (الشنقيطى أحمد المصطفى بن طوير الجنة) في رحلته الحجازية (رحلة المنى والمنة) التى ابتدأها سنة (1829 م) ومرَ في اوبته منها بليبيا سنة(1831 م) ولكنه لم يذكر الشاى بها، وانما ذكره في الجزائر التى وقعت في يد الفرنسيين قبيل ذاك بقليل (1830 م) وكان الفرنسيون قد احسنوا لقاءَه واكرموا نزله طمعاً فيما يمكن أن يؤديه لهم من خدمات ومعلومات عن غرب افريقيا غداة احتلالهم للجزائر فقد انزلوه في اعلا دور المدينة ووكلوا به من يخدمه ، مع غلامين مترجمين يهوديين.

    ويقول الرحالة الشنقيطي: " وشروط اتاى ] كذا[كلها موضوعة عندنا من سكره واتايه وكيسانه ومجماره (يقصد الكانون) غير محدودة بوقت من الأوقات، بل أي وقت أحببناه من ليل أو نهار ندعوا واحدا من تلك الجماعة الموكلة بنا فيصنعه لنا، فصرنا نصنعه مرات في الليل ومرات في النهار".



    عالة يوسف باشا القرمانلي


    وفضلا عما جاء في يومية الفقيه المذكورة أعلاه (1832 – 1835 م) عن تقديم الشاى كمشروب لضيوف البلاط القرمانلى ترد إشارة مماثلة أقدم في إحدى الرحلات الأجنبية في أوائل القرن التاسع عشر(1805 م) لدى الرحالة (باديا ! ليبليك) الاسبانى المتنكر باسم على بك العباسى . ويعلق المؤرخ الراحل الاستاذ مصطفى عبدالله بعيو – رحمه الله تعالى – على ذلك بقوله : " نجد الرحالة (المذكور أعلاه) يذكر الشاى كمشروب يقدم للزوار في حضرة الباشا ولم يسبق لاي رحالة آخر جاء قبله فيما أعلم أن اشار الى الشاي، اذ الملاحظ أن جميعهم كانوا يشيرون الى الشربات أو القهوة كمشروب للزوار" .
    وبناء على قول الأستاذ بعيو نستطيع أن نستخلص أن الشاي لم يدخل إلى ليبيا قبل بداية القرن التاسع عشر، أي قبل مائتي عاما مضت. ولا يتناوله آنذاك إلا الباشا وعائلته، وضيوفه.
    كما قُدم الشاى الى يوسف باشا القرمانلى ومن كان معه من المدعوين في حفل استقبال بالقنصلية الفرنسية خلال سنة 1826 م بمناسبة عيد الملك . وفي تركة يوسف باشا القرمانلى (المؤرخة في 1839 م) نجد أيضا تفاصيل عدة طهي الشاي : (بكرج تيه وسكّريَة وصفرة صغيرة وجوز كواشيك قهوة وجوز كواشيك تيه ، الجميع فضة) وهو ما يفيد تخصيص بعض الأدوات لإعداد الشاي على نطاق ضيق منذ وقت مبكر. ومجمل هذه الإشارات تدل على أن الشاي كان حتى ذلك الوقت مشروب النخبة ولم ينتشر بعد، وقد أثار التبغ – الدخان وكذلك القهوة عند ظهورهما وانتشارهما في العالم الاسلامى كثيراً من الاراء والجدل الفقهى بين التحريم والإباحة ، ويبدو أن الشاي كان أقل حدة وإثارة ومع ذلك فقد لاحظ الباحث عمار جحيدر من خلال بعض الفهارس الموريتانية وجود بعض الآثار المخطوطة حول الشاى وتحريمه وإباحته ! ويتسائل عما إذا كان للعلماء لليبيين إنذاك موقف ما من هذه المسائل في تاريخنا الاجتماعى .
    ويذكر الباحث أعلاه أن العّلامة الاسدى (كذا) قد قدّم – رحمه الله تعالى – نبذة موجزة عن تواريخ انتشار الشاي في العالم. ويقتطف من تلك النبذة فقرة طريفة تقولSadوبعض الامم تشرب الجاى الأخضر كا لليبيين ، وشربته أنا عندهم، والأخضر هذا لم يكتمل اختماره). للأسف السيد جحيدر لم يذكر لنا في هامشه شيئا عن تاريخ العلامة (الاسدي) أو موطنه ولا حتى تشكيل اسمه، ولعل ذلك ناجم عن الطباعة النهائية للكتاب.(راجع اليوميات الليبية / الجزء الثاني / الطبعة الأولى – هامش أضافه المحقق والمؤرخ الأستاذ عمار جحيدر (ص 111).






    وتروي السيدة مريم خليفة يعقوب (من فساطو) أن شراب الشاي في بداية دخوله إلى ليبيا في عهود الإستعمار التركي والإيطالي كان عيباً كبيراً مثل التدخين وتناول الخمر في الوقت الحاضر ومباح للرجال فقط ، ومحرم شربه على النساء. وأستمر هذا الحال حتى دخول الأنجليز حيث أنتشر وأصبح سائداً ولكنه كان غالي الثمن وهناك من لا يستطيع الحصول
    عليه لهذا نجد في تلك الفترة من يقايض ببعض البضائع النادرة والثمينة مقابل الحصول على الشاي" انتهى الإقتباس.
    الشاي الليبي عبر التاريخ:
    في العصر التركي " شراب الملوك " :
    أن الشاي قد دخل إلى ليبيا في العصر التركي ولم يعرفه في ذلك الوقت عامة الناس ولكنه ظل مقتصراً على فئة معينة كالعائلة الحاكمة وبعض الشخصيات الهامة في البلاد مثل القناصل ووجهاء البلاد ونتيجة للظروف الصعبة التي كانت تمر
    بها البلاد من مجاعات وأمراض وضرائب باهضة من قبل حكام ذلك العصر أقتصر الناس على أستهلاك أنواع معينة من الأطعمة دون غيرها وأن عامة الناس في العهد التركي كانوا يعرفون القهوة ولكنهم لا يشربونها لأنها كانت غير منتشرة على نطاق واسع ومقتصرة على الأغنياء فقط وكانت توجد بعض المقاهي التي تقدم القهوة في مدينة طرابلس.
    وقد ذكرت الأنسة توللى القهوة في كتابها حيث قالت :
    " عندما كنت في زيارة إلى اللالة أماني بسبب مرضها قدمت لها القهوة في فناجين صغيرة جداً موضوعة في صينية فضية وصينية من الذهب التقديم القهوة الى السيدات المتزوجات وأضافوا إلى القهوة القرنفل والزعفران والقرفة وكانت القهوة مليئة بالسكر" أنتهى الإقتباس.
    المقاهي في العهد التركي :
    ويقول ريتشارد تولّى قنصل بريطانيا في وصف المقاهي في مدينة طرابلس:
    " يلتقي الأتراك المقيمون بطرابلس في المقاهي لتبادل الأخبار ومعرفة ما يدور في طرابلس من أمور أما سادة القوم فلايأوون هذه المقاهي لأنهم يجتمعون في منازلهم على فرش فاخر ويبعثون خدمهم لاحضار القهوة لهم أما أن ذهب أحدهم الى المقهى فلا يذهب إلا ومعه خادمه لكي يمد له القهوة وتلبى طلباته ولما يجتمع هؤلاء السادة يدورالحديث بينهم وبعضهم يشرب قهوته والآخر يمتضى نرقيلة وآخرون قابضون على مناديلهم في أيديهم ويصعب على الاوربي الذي لا يعرف العادات هنا أن يتكيف مع الوضع ومجرى الحديث لأن المتكلم هنا يستعمل يده للتعبير عن شعوره بل لا ستعمالها كما نستعمل نحن القلم لوضع الفاصلة أوالقاطعة في الكتابة ويستعمل يده اليمنى في عد نقاط حديثه على أصابع اليسرى ". أنتهى الأقتباس.
    ويصف الصحفي الألماني بانزه شرب القهوة في شهر رمضان بقوله :
    " قبل نصف ساعة من الغروب يصبح الجميع عصبين فثمة من يغلي القهوة ويهي سيجارة لفها لتوه ووضع بجانبها عود الكبريت أويأخذ قطعة خبز في يد وفنجان القهوة المملوء في اليد الأخر بينما يترقب الجميع طلقة المدفع ". (راجع الأنسه توللي – منصور الشتيوي – إفالد بانزه).
    ولقد وصف الضابط التركي عبد القادر جامي الذي نفي إلى ليبيا في بداية القرن العشرين – الشاي على الطريقة الليبية حيث أورد بعض الطرائف عنه في رحلته المشهورة من طرابلس إلى فزان بقوله :
    " بعد أن أكلنا البازين في قصعة خشبية وشربنا اللبن الحامض وضعت أواني الشاي في الوسط : كؤوس زجاجية صغيرة على مائدة خشبية صغيرة وإبريقان صغيران وعلبة من الصفيح ملونة لوضع الشاي والسكر مما يدل على أن صاحب البيت ذو مال أو بتعبير أصح إنه تحصل على محصول زراعي وافر في هذه السنة. وإن الشاي الأخضر الذي أدمن أهالي طرابلس على شربه فتاك من الناحية الصحية والمالية وأكثر ضرراً من المشروبات الكحولية التي أدمن على تناولها الأوروبيون . فالشاي الأخضر الذي يلون بأصباغ مضرة يجد سوقاً رائجة عند الليبين لأنهم يفضلون الأغمق لوناً على غيره ، والشاي بلية انتشرت في شمال افريقيا وآفة عممتها الزوايا السنوسية بين السكان . ورعاية لمنشأ هذه العادة يشترط أن يراعى في إحضاره وتوزيعه على الضيوف آداب خاصة. فالذي يحضر الشاي يقلد الوضع الذي يتصف به شيخ الزاوية أمام تلاميذه".

    وقال في موضع آخر من الكتاب:" قد كلف ذات يوم أحد رفقائنا وهو الشيخ أحمد بن علي شيخ قبيلة القوائد من الشاطىء وهو من التجار المعروفين بمهمة إحضار الشاي بعد الطعام (الغداء) لمعرفته بآدابه وتقاليده. وقام الشيخ المذكور بالمهمة وبعد أن انتهى من توزيع ثلاثة أقداح على جميع الحاضرين أشار على صاحب البيت برفع الأواني من أمامه ولكن بما أن ورشفانة جميعها وسكان وادي المجينين وخاصة بدو توهونة لا يكتفون بثلاثة أقداح وحتى بتسعة – فقد جذب صاحب البيت أواني الشاي لناحيته، ورعايةً لتقاليد إحضار الشاي مدّ رقبته الطويلة حتى برزت عضلاتها وحملق بعينيه الواسعتين البراقتين وظهرت تقاسيم وجهه المستطيل بأنفه المنقاري وشفتيه الرقيقتين وانتصب برأسه تحت طربوشه واتخد وضعاً خاصاً يليق بمهمته وشرع في إحضار الكأس الرابع ...."



    مقهى في عهد مقاومة الإيطاليين

    في العصر الإيطالي :
    الشاي والحركة السنوسية :
    يشير الرحالة المصري أحمد محمد حسنين الذي التقى بالسيد إدريس السنوسي في القاهرة عام 1915 الذي ساعده في الدخول إلى ليبيا سنة 1923 – يشير إلى موضوع الشاي في ليبيا:
    " حرم السيد ابن على السنوسى مؤسس الطائفة السنوسية في ليبيا شرب القهوة والدخان على أتباعه ولكنه لم يصدرأي أمر بشأن تحريم الشاي وكان أتباع الزاوية السنوسية يفضلون شرب الشاي عن القهوة لسبب دينى وعملى ولهذا تجد كل أتباعه يحبون الشاي : ذلك الشراب الذهبى الشهى ذى الرائحة الزكية (يقصد النبيذ) الذى يوسّع حافات الموائد في بلاد الحضارة . وأهل الصحراء يفضلون الشاي عن القهوة لأنه منشط على العمل وهم يشربونه عقب كل طعام ويختمون به
    رحلة اليوم."
    ويشرح المؤرخ الليبي (محمد بن مسعود فشيكة) كيف منعت السلطات الإيطالية تعاطي الشاي في ليبيا:
    أصدرت إيطاليا سنة 1922 م قانوناً يمنع تصدير السكر والقهوة والشاي والدخان والأقمشة من المدن الساحلية الى الدواخل أو المناطق التي يوجد بها المجاهدون وقد وصل بعض التجار على خيولهم وجمالهم الى تونس واتجهت القوافل الى مصر في فصل الربيع لإحضار الأرز والملابس والسكر والشاي مقابل المواشي التي يحملونها معهم من الأسواق الليبية وابتلى الليبيون جميعاً بشرب الشاى في أعز أوقات النهار ، فكانوا يتجرعون من أكوابه ثلاث مرات في اليوم ، يقيمون له في الدكاكين الريفية والاسواق العامة ، مجالس خاصة وتستغرق مدة كل شربة ساعة أو ساعتين ، ومن أكبر أثار هذه البلوى انها عودتهم الكسل والخمول ، والتسلى بتقييد أحوال الناس وقد رات الحكومة الايطالية بليبيا في ذلك الوقت ، ان شغف الليبيين بشرب الشاى تجاوز حدود العقل ، وتعودهم اياه على هذا الوصف ليس فيه مصلحة لها ولا لهم فاضطر المارشال بادوليو حوالى سنة 1933 م ان يعالجه بما يمكن ، فمنع ان يشربوه في المحلات العامة إلا في ساعات القيلولة ، ومع ذلك فقد كانوا يخالفون هذا الأمر الرسمى سراً .
    مجالس الشاى والجهاد الليبي في العهد الإيطالي :
    يقول الأستاذ محمد الأسطى في وصف مجالس الشاي في العصر الإيطالي:
    " في العهد الايطالي بالرغم من انعدام وسائل الاعلام (الاذاعتين) ولم تكن ثمة مجلات أو جرائد تستحق القراءة ومع هذا كانت أخبار المعارك تتسرب عبر العائدين من الجبهة الى الناس وبالتالى فأن السهرات حول أكواب الشاهي الصغيرة تنقل أخبار الجهاد وكان يتوسط الجمع الذى يعقد عن النساجين واحد ممن يجيدون القراءة ويمسك كتاب السيرة أو التاريخ ويقرأ هو وينصت الأخرون. حيث كانت مجالس النساجين التي كانت تدور في محلات انوال النسيج وما يدور في جلسات الشاي تمتد حتى منتصف الليل من بعد صلاة العشاء وما يتناقله المواطنون فيها من أخبار المعارك" .
    وكذلك يقول في موضع آخر:
    " من بين الظواهر الغريبة التى لفتت نظرى في الزنتان ما كان يجرى في يفرن إذ بين الحين والآخر يجرى تنظيم مزادات
    لبيع الإبل والبضاعة المصادرة وقصة هذه البضاعةأن عددا من ابناء الزنتان اغراهم قرب تونس فتحولوا الى جلب احتياجات الزنتان من السكر والسلع خاصة وان السكر في تونس يباع في شكل " الأقماع " التى يفضلها الاهالى ولما
    كانت هذه التجارة تتم من وراء ظهور الطليان فقد نشط الفاشيون في نصب الفخاخ والعيون وتسيير الداوريات خلف هؤلاء وتشددوا في تطبيق العقوبات عليهم فكانوا يزجون بهم في السجون ويصادرون الإبل بكل ما تحمله من بضائع أما عملية التصريف أوالتخلص من هذه البضائع فقد كان يجرى الاعلان عن بيعها في مزاد عام وتنتشر الإعلانات في الزنتان ويفرن والقرى المجاورة وهنا لفت انتباهى ان اهالى البلاد كانوا يمتنعون عن المشاركة في هذا المزاد على اساس ان هذه البضاعة مغتصبة من العرب وبالتالى فليس من الحلال دينيا والجائز وطنيا تسويقها وهكذا تخلوالساحة ليهود يفرن الذين كانوا يأتون للزنتان فيزايدون فيما بينهم طبعا ويحصلون على البضاعة والإبل رخيصة ثم يبيعونها للأهالى بأسعار مرتفعة ولم استطع السكوت على هذه المفارقة الغريبة فأعلنت رأيى للأهالى واقتنعوا به بعد أخذ ورد وأقبلوا المزاد فاشتروا البضاعة بدلا من اليهود". (راجع محمد الأسطى).
    شاي بالكاكاوية على شاطى البحر في مدينة طرابلس :
    تقول الأمريكيتان في وصف نزهه بحريه وشرب شاي بالكاكاوية : " وإذا كان التغيير ضرورياً للحياة فحياتنا مليئة به فحين رجعنا من السوق وجدنا أربعة من أصدقائنا الفرسان ينتظروننا في الشرفة لأخذنا في نزهة بحرية في الميناء وكان قاربهم ذو الشراع المثلث البنى اللون مزيناً تكريماً لنا وقد فرشت أرض القارب بالسجاد القيروانى ورصت المقاعد والوسائد العربية عند مقدمة القارب حتى تخفف من اصطدام القارب بحاجز الأمواج حيث هبطنا لتناول الشاى وقد أخذ القارب ينزلق في يسر وسهولة فوق البحر الهادئ مارا بمقر الحكومة وقصر الأمير والمطار الجديد وفوق المقبرة البحرية حيث أغرقت الباخرة الأمريكية " فيلادلفيا " حتى وصلنا لمدخل الميناء واخذ فرساننا الأربعة بأيدينا فأنزلونا الى الشاطئ حيث جلسنا فوق السجاد والوسائد ثم تجمعوا أصدقائنا الفرسان في حمية ونشاط حول الموقد العربى والغلاية النحاسية يحاولون في حذر إيقاد النار بثلاثة عيدان من الكبريت هي كل ما استطاعوا ابقاءه جافاً وقد أمضينا وقتاً جميلاً ونحن نمرح ونشرب الشاي في أقداح زجاجية مع الفول السودانى ولأول مرة نذوق " الحلاوة العسلية " وهى حلوة مصنوعة من معجون الجوز وعسل النحل "(راجع كتاب الرحالتان الأمريكيتان : د . لوينسن سميت - ه . لويز بريستون) أنتهى الأقتباس.
    طرائف محمد الأسطى عن أغرب فنجان قهوة في ليبيا:
    روى لى أحد المجاهدين ان ضباطا ألمانيين وأتراكا قدموا ضيوفا على احد قادة المجاهدين في مصراته فقدم لهم القهوة في فناجين عادية ولما استغربوا وتساءلوا عن مصدر البن والسكر في ذات الوقت الذى يعانون هم ايضا نقصا فيها في بلديهم الاصليتين واجاب رئيس المجاهدين بان ما شربوه مصدره النخلة فالسكر مصدره اللاقبى الحلو من النخلة أما البن فإنه عبارة عن نواة البلح بعد حرقها وطحنها فأصبحت تعطى مذاقا أشبه بالبن تماماً وانصرف الضباط بعد أن ابدوا اعجابهم الشديد ودهشتهم.
    في عصر الإدارة البريطانية:
    أما بخصوص الشاي في سنوات الإدارة البريطانية يقول أحمد محمد القلال:
    " إن عادة شرب الشاي لها جذر متأصل في العادات والتقاليد فالتحول حول سفرة الشاي والكانون عقب الوجبة اليومية على الأقل أمر طبيعي ، غير أن السكر والشاي سلعتان يصعب توفيرهما، فكانتا من الأمور اليومية التي يجب تدبيرها وكما قال عنهما " بنبكوف " إنهما بقيمة الذهب بين الليبيين حينذاك ، مما دعا إلى القيام بمحاولات لإيجاد البديل ، فقد استعمل التمر بدل السكر ، وأعيد استعمال الشاي الذي سبق غليه غلياً خفيفاً ، واستعملت مادة " شيقوريا " بدل الشاي ، كل هذا كان إرضاء لمزاج عادة شرب الشاي وما يجري من دردشة وأن كانت بعيدة عن راحة النفوس ".
    ويضيف قائلاً عن أزمة الشاي في عهد الإدارة البريطانية:

    " وخلال سنوات توزيع التموين البطاقي في عهد الإنجليز، تعرضت السلع إلى بعض التغيرات. فدقيق الشعير أوقف توزيعه في المدن لسهولة توفره في أسواق الحبوب، كما أوقف توزيع البن بحجة أن السكان لا يهتمون بشرب القهوة قدر اهتمامهم بشرب الشاي التقليدي في المدن والقرى، ولنقص الشاي عالمياً خفض مقدار الفرد إلى 60 جراماً شهرياً لعدة شهور من عام 1946 م ". (راجع أحمد محمد القلال).



    القائم على الشاي يقوم بتخديمه

    في العصر الملكي:
    وصف جيمس ويلارد للشاي :
    " وبينما كنت أقوم بعملية مسح (كسار مارا) بمقدار ما تسمح الظروف أشعل الدليل ناراً صغيرة بأشواك جافة وجلس الى جانبها القرفصاء يلاعب اثنين من أباريق الشاي الصغيرة التي يصنع فيها أهل الصحراء الشاي البالغ الحلاوة الذي يدعونه " ويسكي ليبيا " وكان أيضاً قد فرش قطعة من القماش نثر عليها التمور التي يجففونها ويصلحون من أمرها عادة بدفنها في الرمال وكان الذباب قد جاء من حيث لا أعلم ليشاركنا الطعام الذي أصبح جاهزاً ودعيت لأشرب أول قدح من الشاي وأتناول عينة من التمر اعتصرتها بقوة أصابع مصفحة بالاوساخ وكان الشاي وكانت التمور لذيذة فعلاً . في تلك اللحظات وأنا جالس على الرمل مع رجلين غريبين قلما كنت استطيع مخاطبتهما ولكنني كنت مع ذلك احدثهما ببضع كلمات من لغات مختلفة وببعض البسمات والحركات مختاراً لكل منهما ثمرة جيدة مشاركاً اياهما تناول الشاي من القدح الصغير نفسه (الذي كان يغسل تلطفاً بين كل رشفة واخرى). وهنا احب أن أكون واثقاً من أن أحداً لا يسئ فهم ما أقول فأنا لا أنوي أن أضيف شيئاً الى المؤلفات الرومانطيقية العادية الكثيرة حول الشيوخ وأشجار النخيل يماوج سعفها النسيم العليل ومناظر الغروب وضوء القمر ".
    مكونات عالة الشاي الليبية :
    توجد أدوات خاصة لطبخ الشاي بالطريقة الليبيية ومجموع هذه الأدوات مع بعضها يكون مايعرف عند العامية بعالة الشاهي وهذه الأداة (العالة) يتميز بها الليبييون عن غيرهم من سكان الشمال الإفريقي وعند إعداد الشاي لابد أن تكون كل هذه الأدوات موجودة وترتيبها كالأتي :
    1 – النار: وكانت قديماً في بداية أنتشارالشاي تحضر من الفحم في منقل أو كانون خاص من الطين أما الأن فهى عبارة عن اسطوانة صغيرة من الحديد الصلب تحوي سائل الغاز الطبيعي وتسمى بريمس.
    2 – سفرة صغيرة / بها السكر والشاي وكمية من الأعشاب العطرية مثل النعناع والزعتر كل منهم في إناء مقفل خاص به يسمى (سكرية) بالإضافة إلى علبة كبريت وقد أنقرضت الآن وحلت محلها الولاعة (القداحة) مع إبريق كبير من الماء يسمى (سخان).
    3 – سفرة كبيرة / بها إبريقين أحدهما كبير والأخر صغير مع مجموعة أكواب صغيرة من الزجاج تسمى (طاسات) وصفاي لتصفية الشاي وإناء أخر يشبه البراد ولكنه بدون غطاء لعمل الرغوة ولتبريد الشاي الساخن يسمى (لقامة) كل هذه الأدوات موضوعة في سفرة من المعدن ثم توضع فوق سفرة أخرى من الخشب مرتفعة قليلاً عن سطح الأرض ومغطأة بمفرش.
    4 – سُفرة تقديم الأكواب والحلويات / وتختلف أحجامها حسب المناسبات، تحتوي على سلتين بهما بعض الكعك والخبز وكانت قديما الزميتة (تاعبوت) والبسيسة (طومن) تقدم مع الشاي، حيث تُملاء أكواب الشاي (الطاسات) في هذه السفرة تم تمرر على الحضور وأحداً بعد الأخر وفي السنوات الأخيرة أصبحت تغطى كل السفر المستعملة بمفارش متشابهة في النوع والشكل وتختلف في الحجم حسب حجم السفرة وتسمى مفارش عالة الشاي.
    5 – إناء من المعدن أو البلاستيك دائري مفتوح به عمق يوضع فيه الماء لغسل الأكواب وفي المدة الأخيرة أستبدل بالستيل والزجاج يسمى (محبس العالة).
    ملاحظة :
    كل هذه الأدرات ما عد الأكواب مصنوعة من معدن الستيل وتستورد من الخارج وتباع في الدكاكين والأسواق في الوقت الحاضر أما في أما في فترة الثمانينات كانت تباع في الجمعيات الأستهلاكية فقط ولا تصرف للمواطنين بدون كتيب أستهلاك و أنتظار الدور الذي قد يصل الى عدة سنوات وكذلك القرعة وعند حصول العائلة على العالة والفوز في القرعة تقام حفلة بالمناسبة ويحضر الجيران لشرب الشاي وتسرد الكثير من الحكايات عن كيفية الحصول عليها ويستمر الحديث الى أخر النهار عن الجمعية والبضائع الموجودة بها وهذا للتوثيق فقط.
    تحضير الشاهي على الطريقة الليبية :
    وفي الوقت الحاضر يعتبر الشاي من المشروبات المنتشرة بكثرة في المجتمع الليبي ويقدم للضيوف في المناسبات ويستخدم كامشروب يومي للأسرة ويستعمل كذلك في أغلب الدوائر الحكومية والمقاهي والفنادق وتختلف طريقة إعداده في المنزل عن الأماكن الأخرى ومن تقاليد إعداده في البيوت إنه يطبخ ثلاث مرات في اليوم على الاقل وتعد حلقاته من المناسبات الهامة لتبادل الحديث والتى لا يمكن التفريط في عقدها وخاصة بعد الافطار والغذاء والعشاء وعند مجئ الضيف وأحياناً أكثر حسب الظروف وبعد طبخه يقدم ثلاث مرات في الجلسة الواحدة والثالثة عادة ما تكون بالكاكاوية أو اللوز وتستغرق عملية طبخه حوالى ساعة ونصف الساعة ويدور خلال طبخه الحديت عن كل شىء يخطر على البال (من البنات المؤهلات للزواج حتى السوق المالية). وفي بعض الأحيان يبدأ طبخه في الصباح ويستمر الى أخر الليل ويتم طبخه على جمر موضوع في موقد يسمى (المنقل)أو موقد فخاري يسمى (كانون) مصنوع من الطين ذو لون أحمر ويضم نار الفحم الخشبي يسمى (بياض) وسمى هكذا مع إنه لونه أسود لأنه الناس يتشأمون من السواد . ويثم طبخ الشاي في ابريق يسمى برّاد في اللسان الدّارج أما في الفصحى فيعنى اناء يبرد فيه الماء ويسمى البرادة أيضاً مع ملاحظة أن لفظ الشاي لا وجود له في لغة العرب القديمة لا نهم كانوا لا يعرفونها.
    طريقة أعداد الشاي :
    يمسك البراد ويعبأ بالماء حتى منتصفه ويضع فوق النارالى أن يغلي الماء تم يضع فوق الماء المغلي عشبة الحشيشة وتسمى (حشيشة) ويوجد منها نوعان الحمراء والخضراء (من ناحية اللون) وبالنسبة للنوعية منها الدقيقة والغليظة بعد الغلي يصفى بالصفاي (وهو أداة من المعدن بها تقوب توضع على البراد تسمح بمرورالشاي وتعلق بها البقايا المعروفة بالحشيشة) الى براد آخر أصغر حجماً من الأول يسمى براد السكر ويضاف السكر ويدع الخليط يغلي مراراً ثم يمر بعملية تبريد بنقله بين براد السكر وإناء أخر يسمى اللقامة وتسمى هذه العملية (تخديم الشاي) ثم يوزع في أكواب صغيرة تسمى الواحدة منها طاسة الشاي – وفي اللغة (طاس) وليس طاسه ويعنى اناء من نحاس يشرب فيه وجمعها طاسات وتوضع هاته على طبق يسمى صفرة ثم يوزع على الحاضرين مع بعض البسيسة أو الزميطة والآن حل الضيف الثقيل الكعك محل هاتين الأكلتين ويوضع السكر في صفيحة وتخصص أخرى للشاى وتوضعان في سفرة واحدة. ويباع الشاي والسكر في الدكاكين وهي أمكان أخرى لحضور الميعاد (أو أجتماعات الشاهي) بالنسبة للرجال، أو في السوق اليومية والأسبوعية.
    أجتماعات عالة الشاهي اليومية الخاصة بالنساء المعروفة بالميعاد : (ميعاد النساوين):
    من الاشياء المتعارف عليها بين النساء في المجتمع الليبي الاجتماع اليومي على (عالة الشاهي) الذي يسمى بالميعاد ثلاثة مرات في اليوم أحدهما في الصباح عند الأفطار والأخره في المساء بعد الغداء ويكون هذا الاجتماع بالتناوب بين نساء الزنقة أي كل يوم يثم عند واحدة منهن . وأما المرة الثالثة ينفردن بها مع أزواجهن بعد العشاء في البيت .
    والمرة الأولى لهذا الاجتماع تبدأ في الصباح حيث تجتمع نساء الشارع أو الزنقة كلهم أو بعضهم حسب ظروفهن في أحد البيوت على عالة الشاهي ومن مميزات هذا الاجتماع انه قصير في الداخل و ينتهى بإنتهاء الشاهي ولكنه طويل في الخارج أي على عتبة البيت عند توديع بعضهن ، بعدها تذهب كل واحدة منهم الى بيتها لتخضير طعام وجبة الغداء واستقبال الأطفال من عودتهم من المدرسة .
    أما الاجتماع الثاني يتم في الفترة من قبل العصر الى قبيل المغرب حيث يجتمعن حول مايعرف بالعالة مع أكله خفيفة مثل الزميطة أو البسيسة أو الشكشوكة وفي معظم الاحيان يكتفين بطاسة الشاهي بالكاكاوية أو اللوز حسب حالة المادية للإسرة التى عليها دور الشاهي والمهم عندهم هنا ليس الشاهي وإنما الاجتماعات المصاحبة له وماهي جداول أعمالها.
    وفي الاجتماع الاول يتم سرد الاخبار القصيرة والبسيطة يعني كما يقولون في تحرير الصحف عناوين الأخبار ولكن تحليل مضمون الاخبار يتم في الاجتماع الثاني في المساء حيث أي شىء تفكر فيه تجده عندهم مدرج في جدول بنود أعمالهم من (الفتيات التي في سن الزواج الى الأسعار في السوق المالية) بالإضافة الى ذلك منهم من لها أراء صائبة في مجال السياسة ولا يستهان بها .
    في هاتين المرتين اللتين تجتمع فيهما نساء الزنقة على عالة الشاهي قد يشكل الأطفال الذين يرافقون أمهاتهم مشكلة ، بضجيجهم وحركتهم التي لا تنتهي حيث لا يتركون شيء في مكانه ولا تنفع فيهم كلمات الزجر والتهديد بالضرب ، ولا ينفع التخويف بعزوزة القايلة أو الغولة والعوّاوة أو غيرها من الأشياء المخيفة وهنا لا تجد النساء غير طريقة الايحاء الى احدى الفتيات الكبيرات للقيام بالمهمة . وهكذا الى ان تأخد النساء في الرجوع الى بيوتهن واحدة تلو الاخرة وبأيديهن أطفالهن وبذلك يكون الاجتماع الثاني قد أنتهي وأما المرة الثالثة تكون في الليل بعد تناول وجبة العشاء وفيها تنفرد الزوجة مع زوجها بعد ذهاب الاطفال الى النوم وتستغرق تلك العملية حوالى ساعة ونصف والشاهي يفور على النار والحديت يدور عن البنين والبنات وشئون العمل والبيت فاذا كانت الزوجة لديها بنات مؤهلات للزواج تحكى لزوجها ما دار حولهن من حديث خلال جلستها مع النسوة في جلسة الشاهي واذا كانت أم أولاد فلا تبخل عن بعلها بسرد ما دار من حديث عن بنات الجيران مع ابداء رأيها في كل منهن وكم تتمنى لابنها تلك الفتاة أو هذه وهكذا ترى أن تلك الاسرة متراضية منسجمة متفقة .
    وحين يستقر رأى الزوجة والزوج على بنت معينة يتصل الزوج باخوته لدراسة الرأى معهم وتقوم الزوجة هى الاخرى بدراسة الموضوع مع ذواتها وحال وصول الجميع الى فكرة جماعية ناضجة وقرار صائب مدروس يكلف الزوج زوجته بأن ترسل لابنها تستوضح رأيه في بنت فلان ومن تلك التى ستكلف بالاتصال بها ياترى طبعا يتم ذلك عن طريق احدى العجائز الطيبات الالأئى يثق فيهن ويطمئن جانبه اليهن وتثق العائلة بكلامهن وتقوم العجوزة بذلك فتستدعيه وتسأله فاذا سكت الشاب عرفت أن السكوت علامة الرضى وأنه موافق وراغب في الزواج ممن ذكرت أما اذا ثار وبانت عليه علامات الغضب موضحا أنه غير راغب في الزواج ولو أن ذلك غالبا لم يحدث الا نادرا لان الاسرة لا تختار الا الاصلح . تقول الجدات في بعض الأساطير أن الإخوة الذكور الذين ليس لهم اخوة بنات لا تنتقل لهم أخبار الميعاد (الشاي) الذي تقوم به عادة النساء في اجتماعتهن الخاصة وأن جزء من هده الاجتماعات مخصص للكلام عن الشباب وهذا الكلام مهم بالنسبة للشباب في حياتهم حيث يهمهم راى النساء فيهم ومن جانب أخر كانت قديماً تقوم حروب بين القبائل وفي مجالس النساء كانت تنقل أخبار عن تلك الحروب من بعض العائدين من الحرب في بعض الاسر وبذلك الذي ليس له أخت تحضر ميعاد الشاي الخاص بالنساء لا تصل اليه الأخبار أي نستطيع أن نقول أن الذي ليس له نساء في ميعاد الشاي مثل الذي لا يملك أي وسيلة من وسائل الإعلام في الوقت الحاضر.
    أماكن ميعاد الشاهي :
    في كل مساء يذهب الرجال الى ميعاد الشاي في الدكاكين ويجلسون على ركابات وتوجد هذه الركابات عادة في الشوارع أوأمام البيوت أو أمام الدكاكين والركابه مكان مرتفع للجلوس يشبه مجموعة مقاعد مصفوفة حذو بعضها البعض لجلوس عدد من الناس وتبنى الركابه من الحجر أو الطوب وتوجد أمام المتاجر و في الأسواق وأمام البيوت القديمة يجلسون عليها الناس لقضاء وقت فراغهم لمناقشة بعض الأمور التي تهمهم وأحياناً يجلس المتجمعون في الدكان على هيئة دائرة على الأرض وبعد اللقاء يتم السلام والمصافحة بالأيدي وأثناء هذه المصافحة تكررعملية السلام عدة مرات وتستمر أحياناً حتى بعد الجلوس في حلقة الميعاد تم تحضر العالة ويبدأ إعداد الشاي، وفي بعض الاحيان وخاصة في ليالي الشتاء المطيرة يتحلق السامرون حول سفرة الشاي في (المربوعة)، أما في الصيف يتجاذبون أطراف الحديث تحت ظلال الزيتون في الغابة بعد انحسار القيظ حيث يتحدثون عن طفولتهم وحوادثها القديمة أو تراهم يذكرون الاعمار والسنين ومتى ولد فلان أو فلانه. وفي هذه الجلسات يتم تحقيق تواريخ الوقائع التي يذكرونها بنسبها إلى أحداث جسام، بعض منها قد يكون كوارث طبيعية - حروب - سقوط الحكام أو مجاعات، مثل عام السبول (سوقس ن إللي) أو قّرت الهزهازي وكذلك عام الطليان وعام الانجليز، وهذا ما فعله قبلهم الفراعنة والإغريق والرومان.
    ولقد كانت جلسات الشاي مهمة بالنسبة للرجال لأنه من خلالها تعقد الصفقات وعمليات البيع والشراء والمقايضة بين الحاضرين، ومن الطرائف التي تذكر في فساطو عن مقايضة الشاي يروي السيد يوسف أحمد سعيد الختالي :
    " قال المرحوم عمي أحمد خليفة المحروق أنه في سنوات نذرة الشاي ولعل ذلك في بداية الخمسينات حيث حصلت أزمة عالمية في تجارة الشاي (راجع أحمد محمد القلال) قّدم جدي المرحوم سعيد أحمد الختالي مجموعة من الطواقي البيض تسمى (تشوشاي) التي قام بصناعتها وتطريزها إلى تاجر فساطوي لقبه حشاد، وذلك لمقايضة تلك الطواقي بكمية من حشيش الشاي فرفض حشاد وقال له نحن الآن لا نقايض الشاي بالطواقي، فما كان من جدّي إلا أن رجع إلى بيته مغتاظاً، وأخذ على نفسه عهدا ألا يشرب الشاي ما بقي حياً، ولم يتناوله إلى أن توفيَ رحمه الله.
    (وكان جدّي يعتز بكونه من أشهر الحرفيين في أعمال تطريز القماش والجلد ونقش الخشب فكان أحسن من قام بتطريز البخنوق الفساطوي " آبحنوق" ونقش المكاحل الخشبية والجلدية وأحذية العرائس الجلدية (آركاس) وكذلك نقش (زيطيو) من الخشب الذي لا نعثر له على مثيل خارج أمازيغ نفوسة وبذا لا يوجد في العربية.



    الشاي بالأوقية في دكان القرية

    دكاكين القرية وميعاد الرجال :
    يختلف دكان الوقت الحاضر عن دكان فترة الستينات الذي كان يتميز بوجود طاولة قصيرة عند الدخول معيقة للمدخل وضعت فوقها أوعيه زجاجيه كبيرة بها الشاي والقهوة والسكر الذي كان يوجد في ذلك الوقت على هيئة قبابيع – أقراص يسمى سكر القالب يستورد من النمساء ويلف في ورق غليظ أزرق مثل الورق الذي كان يلف فيه اللحم ويسمى واحدها رأس سكر، أما الشاي يستورد من ألمانيا في صناديق خشبية مغلفة من الداخل بمادة من السلفر القوي وعند الشراء يزن بالميزان حسب الكمية المطلوبة ويضع في قطع من الورق المقوي تسمى (قرطاس) وكان يباع إلى جانب السكر والشاي عود الثقاب في علب صغيرة من الورق يسمى الوقيد ويستورد من بلجيكا أما سكان جبل نفوسة يستوردون الشاي والسكر عن طريق طرابلس ومع أن سكان نفوسة يستوردون مختلف السلع والبضائع من الاسواق المجاورة التي يحتاجون اليها مثل القطن والبلح والشعير والشاي والسكر فإنهم بنفس الوقت يعرضون بعض البضائع المصنوعة من الصوف مثل الوزرة التي تصنع في نالوت وفساطو والزيت الذي يحفظونه في جرار خاصة بالزيت وكذلك المواشي المشهورين بها أهل مزو أما أسواق الساحل فهي زواره والعجيلات وصرمان والزاوية التي تبعد يومين أو ثلاثة عن الجبل أما في المنطقة الجبلية فان يفرن وغريان وحدهما السوقان الموجودان الوحيدان ويفضل سكان الجبال الاسواق البعيدة على اسواق القرى المجاورة.
    المرابيع وميعاد الرجال :
    المربوعة هي مقر الرجل الليبي والغرفة الأكثر اضاءة في البيت والأكثر تزويقا باالأيات القرانية ذات الإطارات وصور عنتر وعبلة وهى عادة الأكبر مساحة والأكثر زينة والأفضل بناء في البيت وتخص لجلوس الرجال فقط وتكون خارجية وتوجد في مدخل البيت الذى يعرف بالسقيفة ويجتمع فيها الرجال بعد الظهر (في المساء) لتبدأ جلسة الشاي المتواصلة حتى صلاة العشاء وقد تستأنف مع حلول الليل الى وقت متأخر ففي غرف الاستقبال أو " المرابيع " كما يسميها البعض يستطيع أن يحس الإنسان بالراحة التامة مع أصدقائه عند الجلوس على وسائدها المتناثرة على الأبسطة المصنوعة يدوياً حيث يشعر بالرغبة في الاستترخاء والتأمل هذا بالنسبة للنوع التقليدى منها أما الحديثة منها والتي توجد في كثير من البيوت الأن فتوجد فيها مقاعد عصرية تعرف (بالصالون) ولا يفضل الليبيون الجلوس فيها وقد يجلسون عليها قليلاً ولكنهم سرعان ما يهجرونها الى الجلوس على الارض في الجلسة الليبية التقليدية وربما تفسر لنا هذه العادة ذلك الخروج أو الهجرة في نهاية كل أسبوع من المدن الى القرى في الجبل أوالريف أوالصحراء بحثاً عن الأرض الحقيقية واقتراباً من جانب عميق الجذور في نفوس الليبيين.
    وقديماً كان للسكروالشاي مكانة خاصة و قيمة لذلك فإن الليبي يمكنه أن يودع عند زوجته نقوده وأشياءه الثمينة ولكن مفتاح صندوالشاي والسكر المربوط في سير من الجلد المعلق في رقبته لا يأتمن عليه أحد لأن أعداء السكر والشاي في البيت كثيرون.
    السهر في ليالي الشتاء صحبة عالة الشاي وكانون الفحم :
    يعتبر كانون النار وعالة الشاي من أعز الأصدقاء في ليالي الشتاء الباردة في بيوت طرابلس ومن أهم فوائد عالة الشاي في الدار الليبية في الليالي الباردة هو تكيف الجوء للعائلة وخاصة الأطفال الصغار حيث عند دخولك إلى الحجرة تجد الزوجة جالسة مع عالة الشاهى والى جانبها يجلس رب الأسرة بالقرب من الموقد الذى وضع عليه براد الشاهي وهو يغلي وبعد التدفئة وشرب الشاهى يتهيأ الأب ويبدأ سهرته مع أطفاله الصغار وذلك بعد تناوله طاسة الشاهى الأولى والتى يحرص أن تكون في المستوى الطيب أي ساخنة وداكنة ومرة لكى تعطيه مزاجا رائقا تتيح له المضى في سهرة طويلة مليئة بالحكايات الممتعة ومن هنا تنطلق الأصوات مقهقهة عبر أرجاء الحجرة الدافئة التى تفوح منها رائحة الشاهى الذى يغلى بداخل البراد المهيأ للطاسة الثانية ثم الثالثة وعند الثالثة وهي الأخيرة حيث يقترب الوقت من نهاية هذه السهرة التى تختم عادة بوضع بعض البخور في النار لطرد الأرواح الشريرة و بحكاية طويلة عن محمد ولد السلطان أو قصة الغيلان التى كانت تسكن الجيل وأبادها ماس بيدت وعند بلوغ هذه الفترة تكون كل العائلة قد بلغ بها السهر منتهاه بعدها يستسلم الأطفال للنوم الذي يداعب جوفنهم ويذهب كل منهم الى مكانه الخاص به.(راجع سالم سالم شلابى).
    بعض أستعمالات الشاي في الطب :

    تستعمل عشبة الشاي في علاج الشخص الذي تعرض إلى لدغ بعض الحشرات السامة مثل الأفعى وذلك بإعطائه شراب الشاي الساخن المحلى بالسكر تم بعد ذلك يهدى من روعه ويؤخذ الى المستشفى ومعه جثة الافعى – أن أمكن ذلك – كي يستطيع الطبيب معرفة نوع السم ويستعمل كذلك في علاج الهالات السوداء حول العين التي تظهر نتيجة لسوء التغذية أو حساسية جلدية ولعلاج هذه الظاهرة تستخدم كمادات شاي دافي لمدة عشر دقائق تم كمادات شاي باردة لمدة خمس دقائق قبل النوم يومياً.



    الشاهي عند أمازيغ الجنوب

    استعمالات الشاي عند الطوارق :

    يعتبر الطوارق من الشعوب المستهلكة للشاي شأنهم شأن كل سكان الشمال الأفريقي وهناك عادة متبعة عندهم وهي عندما يحضر العريس المهر يجب عليه أيضاً أن يحضر معه أشياء مصاحبة للمهر تسمى (تيوسِي) تتمثل في كمية من الشاي والسكر وبعض العطور التي تسمى عندهم (أضوتن) وكمية من التبغ ورداء لأم العروس يسمى ( تسيغناس) وعدد من الأحذية المتنوعة ويستعمل الطوارق الشاي لعلاج بعض الأمراض مثل أمراض الحنجرة واللوزتين وذلك بطهى الحليب مع الشاي والسكر تم يبرد المخلوط ويسقى للمريض ويستعملونه كذلك لعلاج نهشة الأفعى وذلك بأن يسقى الملدوغ كثيراً من الحليب الساخن والشاي ثم مرق اللحم حتى يتقيأ الملسوع أما لسعة العقرب عندهم تعالج بإعطاء الملسوع الشاي الساخن أما انتفاخ البطن يعالج بسقى المريض الشاي الأخضر بدون سكر .



    للشاي في التقاليد الليبية خصوصية

    خصائص تقاليد الشاي الليبي :
    1– طريقة الجلوس عند إعداد الشاي :
    طريقة الجلوس الشائعة في أغلب مجالس الشاي عند النساء والرجال هى التربيعة وهى تشبه طريقتهم في الجلوس اثناء الأكل وتتمثل في وضع المقعد والقدمين على الأرض كل ركبة على جانب وتعتبر هذه الطريقة من أحسن الطرق التى يجد
    فيها الليبي راحته عند طبخ الشاي حيث يتم الجلوس فوق وسائد خاصة تسمى المنادير وفي هذه الحالة لابد من وجود عالة وجماعة من الناس ليتم الأنسجام التام والتسلية.
    2 – عملية تكرار طبخ الشاي تلاثة مرات في اليوم :
    من التقاليد الليبيية السائدة إعداد الشاي ثلاثة مرات في اليوم ولكن تقاليد الضيافة تفرض نصب عالة الشاي كلما قدم ضيف بدون نقاش وفي كل مرة من تلك المرات تطبخ ثلاثة طاسات متوالية صغيرة الحجم ويقدم الشاي لثلاث مرات في الجلسة الواحدة وتستغرق عملية إعداده حوالى ساعة ونصف الساعة.
    3 - الطاسة الأخيرة باللوز أوالكاكاوية:
    أن عادة وضع المكسرات في الشاي لم أجدها إلا عند الليبيين حيث في كل مرة يطبخ فيها الشاي تكون الطاسة الثالثة (الأخيرة) مختلفة عن الأخريات بإضافة الكاكاوية أواللوز اليها بعد عملية التقشير والتحميس على النار ويفضل أغلب كبار السن شرب الشاي بهذه الطريقة على الرغم من عدم وجود أسنان لديهم لذلك نجد إلى جانب العالة المهراس في بعض الأحيان لكي يسهل العملية.
    4 - تخديم الشاهي وعمل الكشكوشة!! :
    كلمة (تخديم) مصطلح في اللغة الدارجة ويعني عملية نقل الشاي من البراد إلى اللقامة بالتناوب عدة مرات متثالية لقصد التبريد أوعمل الكشكوشة (الرغوة) ولا توجد هذه العادة عند بقية الشعوب ولم أجد لها تفسير مع أن تم فيها نقاش كبير لمعرفة سبب ذلك وإضافة إلى ذلك لاحظت أن معظم الناس في ليبيا يفضلون إضافة الأعشاب العطرية إلى الشاي والتي من أشهرها النعناع والمينته والعطر والقرفة والقرنفل والكليل والزعتر وهناك بعض الأعشاب الأخرى التى تضاف لقصد العلاج من بعض الأمراض.





    5 – الكانون المصاحب للعالة:
    يستعمل الكانون لطبخ الشاي ويفضل كبار السن شاي الفحم عن شاي الغاز ومن أحسن أنواع الفحم لطبخ الشاي فحم الزيتون وهناك من يضاف الى الفحم عيدان بعض الأعشاب البرية مثل عيدان الشعال أو التقوفت التى توضع في أعلى فحم الكانون لتعطي نكهة ورائحة عطرية وبعد طبخ الشاي يستعمل الكانون في تدفئة المكان وخاصة في ليالي الشتاء الباردة وعندما تهمد النار يوضع البخور في النهاية لتعطير المكان.
    مصير عالة الشاي في الوقت الحاضر :
    والآن وبعد كل هذا الاحتفاء والهالة الزخرفية التي أحاطت بمشروب دخل ليبيا منذ مائتي عام فقط ، وبعد أن نال شعبية لا حدود لها وأصبحت تقاليد شرابه جزء من ملامح الثقافة الليبية، وتسابقت النساء الليبيات على تزيين أدواته وزخرفت أغطيتها بأيديهن في بداية الأمر ثم أشترين الاغطية البلاستيكية التي أنتجتها مصانع (لداين ليبيا) ، ثم أوصلن طقوس الإعتزاز والتقديس لدرجة غسل أدواتها بالصابون والوراكينة (البوتاس) بعد تقديم كل دور، وذلك يتكرر ثلاث مرات.
    وبعد كل ذلك المهرجان الجميل ما الذي حصل لعالة الشاهي الليبية ؟
    لقد انقرضت عالة الشاهي من طرابلس منذ عشر سنوات تقريباً، ولعل نفس الشيء قد حصل في بعض المدن الليبية الأخرى. و تركت العالة مكانها في الجلسات الليبيية اليومية في الوقت الحاضر في أغلب البيوت حتى في ارياف جبل نفوسة وبقى أستعمالها محدودة في المناسبات أوبيوت العجائز المتقدمات في السن (توسَّارين). وحل مؤخراً محل العالة براد وأحد فقط يطبخ في المطبخ تم يقدم مع مجموعة من الأكواب الحديثة في سفرة ويقدم هذا البراد مع طاساته أثناء تناول طعام الفطورأو بعد الغذاء أوفي المساء أوعند قدوم ضيف وأن مصير هذه الأداة في المستقبل هو الزوال نهائياً والخروج من البيت الليبي بدون طرد شأنها شأن كل أدوات المطبخ القديمة التى لا مكان لها في المطبخ الآن ما عد بعض صورها في أرشيف توثيق المقتنيات التقليدية أوعرضها في المعارض الخاصة بالتظاهرات الثقافية، وإنه من الغريب حقاً أن يتم التخلي عن العالة بعد ذلك الأهتمام الخاص الذي كانت تحضى به كل تلك السنيين الماضية من قبل ربة البيت.
    الشاي في الأدب الليبي :
    وقد ورد ذكر الشاي في ذكريات الأديب سليمان الباروني في كتاب صفحات خالدة :
    " في ربيع الأول سنة 1322 بمحل يعرف ب (بنداو) من جبل نفوسة المعروف الآن في البوسطة بجبل نفوسة مع جماعة من الأصدقاء هم أدباء القطر ورجاله خصصوا ذلك اليوم للاجتماع بنا وإكرامنا بما لذ وطاب استبشاراً يقدومنا ثم تواعدنا على العود مرة ثانية (وكان ذلك) ولكن حال دون حضورى معهم عارض فأرسلوا الى رسولاً مخصوصاً فأجبتهم معتذرا ومرغبا لهم في إعادة الاجتماع مرة ثالثة فقلت كالمرتجل :
    الأنس بين زيتون وزرع وما من غدير في ظروف
    ومشوى وشاى في كئوس مزججة مذهبة الحروف
    وضرب بالبنادق وانشراح وصيد وانتشار في الكهوف
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الشاي على الطريقة الليبية
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: فضاء التاريخ والخغرافيا-
    انتقل الى: