يوميات مغتربة في مصر

الإدارة المشاركات : 3446 . :

[في زيارتي الاخيرة لمصر والتي كانت في صيف 2012 والتي اشتقت لها وبعد غياب سنه ونصف عن بلدي الغالية والتي قررت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فيها بان لا تكون اجازه تقليديه من زيارات ومتنزهات كباقي اجازاتي السابقه قررت فيها التعرف من جديد علي بلدي الحبيبه وان اتعرف اكثر علي شعبها الطيب خاصة في ظل رئيس جديد لها وبعد لبسها ثوب الحرية من عصر وصف بالفساد والديكتاتورية وفي اول يوم اخذت انطباع عن احوال البلد إلا انني فضلت التريث في حكمي علي الاشياء وكانت زياراتي لمدن كثيرة كانت من بينها القاهرة والإسكندرية ومطروح والبحر الاحمر وطنطا بالإضافة للريف المصري الاصيل تعاملت فيها وعن قرب بالعديد من طوائف الشعب المصري بداية بالفلاح البسيط ونهاية بالمسئول السياسي الكبير حاولت في هذه الفترة التحدث مع العديد من الناس لمعرفة اتجاهاتهم الفكرية والسياسية وحتى رغباتهم وأمنياتهم محاولة بذلك معرفة سبب ما توصلنا اليه لماذا تغيرت سلوكيات بلد الاصالة لماذا اصبح المصري في الداخل والخارج رخيص بعدما كان شعب مصر من ارقي الشعوب في العالم العربي والشرق الاوسط وصداه في كل العالم
[]لا انكر انني عانيت الكثير ليس من بلدي التي لا تنفصل عن ولا انفصل عنها لكن عانيت من سلوكيات مجتمع اصبحت الكلمة الاولي والمهمة في حياته هي الاستهتار لكن حبي لمصر كان دافعا لي وقوة حقيقية لتكملة المشوار فكان حافزا لي في التفكير في كتابة هذا المقال او رغبة مني في معرفة المشكلة وحلها او بمعني ادق المحاولة والمشاركة في وضع حلول للخروج من ازمة عصر مضي وترك فينا وبداخلنا اليأس والألم واللامبالاة
[الناس متعبه مجهدة تعاني من اشياء كثيرة بعضها تتعلق بالسياسة وبعضها من الحياة الاجتماعية فقد اصبحنا منقسمين الي نصفين نصف يسعى ويحارب ويجاهد من اجل العملية السياسية والنصف الاخر يحارب من اجل العيشة الكريمة ومابين هذا وذاك ناس لا علاقة لها بهذا وتلك هي فقط علي قيد الحياة تتنفس لتحيى لا تفكر حتى في ماذا تأكل وتشرب فقد اجهدها التفكير دون الوصول لنتيجة فقط تعيش لكن لماذا وكيف لست ادري وكأنهم خارج التعداد اذا جاز التعبير فهم لا ينتمون الي اي من القسمين
[في زيارتي لمصر رأيت السلبيات ورأيت الايجابيات رأيت شعب طيب يتسم بالطيبة الفطريه والشجاعة والشهامة ثم علي النقيض تماما رأيت شعب يتسم بالفوضى والمبالغة في الامور والاستهتار. تتغير سلوكياته من حين الي اخر إلا ان ما يميزه في هذه المرحله عدم الاكتراث بالواقع ولا الازمة التي تمر بها مصر فمازالت مصر تتعافي من وعثاء زمن صعب وما زالت الاضرابات والمظاهرات تتعالي والأصوات ترتفع عيش بكرامة و حرية وعدالة اجتماعية ففي القاهرة قلب العاصمة المرور من اصعب ما يكون ازمة لم ولن تتغير وكي اكون منصفه ليس من الحكومة او الرئيس هذه هي دائما الشماعة التي نعلق عليها اهمالنا وأخطائنا وعدم تقديرنا للأمور فقد قامت العديد من الحملات بتنظيم الشوارع وتنظيفها وتنظيم حركة المرور فيها لكن دون جدوى او فائدة فقد تعودنا علي الفوضى عشقنا الاضطراب عشقنا زحمة المرور لا نساعد انفسنا علي الخروج للنور انها ليست بأزمة رئيس او خلافه انها مخلفات وسلوكيات بالية تراكمت بداخلنا وأدمناها بالتكرار او لعدم الرغبة في التغيير
[إلا انني وبكل صراحة شاهدت العديد ممن يتسمون بالاحترام والثقافة رأيت شبابا واعي مثقف يعي معني كلمة مسئولية يحب بلده يحاول جاهدا الحفاظ عليها يسعى لتحقيق غد افضل لكن للأسف بالمقابل هناك شباب لا يرغبون في مجرد التفكير في مستقبلهم .لديهم من الوقت الكثير إلا انهم يفضلون العيش بلا هدف العيش علي حساب اعباء اب او ام يفنوا حياتهم لتوفير احتياجاتهم ينامون نهارا ويستيقظون ليلا علي المقاهي والكافيتريات دون اي عمل مفيد او حتى مشاركة في النهوض بالوطن تري هل هذا المنتظر من شبابك يا مصر هل هذا ما تتمنيه من خيرة شبابك ودرعك الواقي وحماة المستقبل ..............؟ والي لقاء في حلقات اخري من يوميات مغتربة في مصر
د/جيهان جادو

الإدارة المشاركات : 3446 . :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في زيارتي الاخيرة لمصر رأيت سلوكا محيرا من المصريين اجدهم احيانا في غاية الشهامة والشجاعة المعتادة من أولاد البلد واراهم احيانا في حالة من الانحدار وسوء الاخلاق استهتار احيانا عدم اكتراث او عدم احساس بالمسؤولية .مسؤولية وطن علي حافة الهاوية يحتاج الكثير منا لإعادة بناؤه يحتاج تضافر جهود شعب أجمعه بداية من الطفل في المدرسة وحتى رجل المعاش .
لماذا اصبح سلوكنا خالي من الادمية لماذا طرأت طباع وخصال علي شعبك يا مصر لماذا انسلخت عنا الاخلاق وأصبحت في الانقراض ؟
فهل مشاعر القهر والكبت وانعدام الشخصية التي كان يشعر بها أغلب المصريين قبل ثورة 25 يناير تغيرت إلي حرية وانطلاق وشعور بالإنجاز والتفاني من أجل التغيير والإصلاح إلا أن هذا التغيير أصبح تغيراً في السلوك الاخلاقي والاجتماعي والنفسي.
.. الانفلات الأمني وانعدام الاخلاق أثناء التعامل التبجح وعدم احترام الكبير ألعدوانية القلق الخوف من المستقبل أصبحت صفات بعض المصريين بعد الثورة وإن كنا لا نستطيع التعميم وتلوثت ثمار الثورة بسلوكيات خاطئة طغت علي المجتمع بعد ان تخيل الجميع ان الاخلاق الرائعة التي كانت تسود في ميدان التحرير وهي أخلاق ثورية نبيلة يمكن ان تسود بين جميع أطياف المجتمع في المستقبل ولكن هل هذا تأثير مباشر للثورة علي نفوس المصريين أم أنه نتاج الكبت والقهر والفقر دائماً يكون سلوكاً مضطرباً عدوانياً منفلتاً لا ينصاع لقيود أو نصيحة؟

ففي زيارتي الاخيرة رأيت الكثير ممن يحاولون التغيير ممن يحاولون الوفاء بعهد الثورة وفي المقابل رأيت الكثيرون والكثيرون ممن يتفوهون باسم الثورة دون تحريك ساكن بداخلهم سواء علي المستوي السياسي او حتى في المساهمه في تحقيق اهداف تلك الثورة لماذا اصبحت ثورتنا التي انارت لنا العقول بمثابة شبحا قاتلا ؟
فحينما ننظر للغرب قد يبهرنا مدي التقدم التكنولوجي والنظام ولكن قليلا ما نفكر في قيم الغرب والتي كانت المحرك الأساسي لنهضته بعد عصور من الظلام. فللغربِ قيمً..إجلال قيمة الوقت..وتقديس العمل...واحترام العلماء والاعتراف بمعايير الكفاءة.
فبعد الثورة في مصر انتشرت المظاهرات الفئوية والإضرابات العمالية لتتوقف عجلات الإنتاج بينما قرر الشعب الياباني زيادة ساعات العمل ساعتين لمدة عام كامل لكل قطاعات الإنتاج المختلفة لسد خسائر الزلزال المدمر الذي خلف ألاف القتلي والجرحى وخسائر اقتصادية تجاوزات مئات المليارات
فهل نحن كمصريين اخطأنا في تقييم الامور وغلبنا المصالح الشخصية علي مصلحة الوطن فكان عاملا من عدة عوامل أنتجت قيمٍ ولكن هدامة ؟! لتصبح الواسطة والمحسوبية هي طريقنا للنجاح. والمصلحة والأنانية أنتجت ثقافة أخطف وأجري...وأنا ومن بعد الطوفان والبحث عن المال دون أي أخلاق أصبح قيمة مجتمعية.."فلا تنسي فالجنية غلب الكارنيه . وتنهار قيم العمل أمام انتشار الكسب السريع من أعمال غير منتجة مثل السمسرة والاتجار في الأرضي وإبرام الصفقات ذات الربح السريع دون مشقة.
استطيع ومن خلال وجهة نظري المتواضعة ان ارجع ظاهرة الانحطاط الأخلاقي والتي تعد كنتيجة لشيوع الفساد وثقافة الزحام وتفكك الأسرة وإعلاء القيم المادية مما يؤدي لاختفاء قيم التسامح والمشاركة وتغليب المصلحة الشخصية والأنانية المفرطة الي اننا غير مؤهلين نفسيا علي التغيير او علي الحرية فما يحدث هو تخبط وتردي في المستوي الاخلاقي والمحتاج الي ثورة عارمة في الاخلاق وثورة علي انفسنا
.
ففي مرحلة تختلط فيها الأوراق يأتي السؤال من أين نبذأ وما هو الطريق نحو بناء وتقدم هذا البلد بعد هذه الثورة المضيئة؟
هذا ما سنعرضه لاحقا في الجزء القادم من يوميات مغتربة في مصر

بقلم د/جيهان جادو