مسموح أن تعشق الأنثى مرة أخرى؟

الإدارة المشاركات : 3446 . :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بثينة حمدان

هي هي؛ الدندنات والألحان ذاتها، حتى الرائحة والاحساس. لم يختلف شيء سوى أنه حب آخر لآخر جاء يطرق بابي، يعدني بالأجمل والأحلى والأشهى.

فهل أحب فعلاً مرة أخرى؟ هل يشبه حبي الأول؟ هل يتسع قلبي لعشقين في وقت واحد، وأنا التي تقف قاسية في وجه الخيانة وضد تقاسم الحب وضد المثنى والثلاث والرباع؟

ماذا أفعل وقد بدأت طبقات جسده تتكون، ورأسه ينمو، قلبه يتعلم النبض. هاهو يتكور، يأكل ويشرب ويتغذى على دمي وأنا صامتة أواصل الحياة والضحك.

إنه يخفق معي فلماذا لا أحبه!
إذا كان ذكراً فسيزيدني أنوثة وجمالاً ودلالاً وتألقاً. سيتحرك مثل سلمى ويتكور ويرفس ويسبح..
وإذا كان أنثى أخرى فسأبدو أكثر جمالاً ونضارة وتألقا، ستتحرك وتتكور وترفس وتسبح..
سيخفقان بشدة حباً وحباً.

سينمو/ ستنمو مثل برعمة، زهرة أو ذرة لؤلؤ وشيئاً فشيئاً حتى تصبح ملكة أو ملكاً.
وسأشكر الله أنه منحني هذا الحب، وهذه الصحة؟ سأشكره لأنه جنبني آلام العقم؟ وجنبني علاجاته؟ جنبني اليأس والحسرة والبكاء. وسأدعو أن يكون طفلي هذا القادم بكامل الصحة والقوة والذكاء؟ ولو ان كل النساء اللواتي ضاعت فرصهن في الحمل هن اقدس امهات الكون واكثرهن حنانا ورأفة وانسانية.

يا أيها المجتمع سواء دعوت لي أن "يعوضني" الله عن الأنثى بالذكر؟ سواء لم تفرح بالأنثى الأولى و/أو الثانية –إذا شاء الله- التي تستعد للحياة؟ فها أنا وشريك عمري نعلن سعادتنا بالحب الأول؟ نبكي لحزنه ونئن لمرضه، لا ننام حتى تنام ولا نعيش إلا إذا عاشت.
فالعوض أيها المجتمع لا يكون إلا على خسارة، ونحن نقدس الله على هذا العشق المعافى داعين الله أن تمتد هذه الصحة.

يا أيها المجتمع ... أما إذا جاء ذكراً فسيكون –بإذن الله- حنوناً دافئاً علي أكثر من أي ذكر هاجمته على ظلمه، لن تكون يده إلا حنونة على أخته، يمسد لها شعرها، يحبها يصدقها يحترمها. آملة أن يكون ذكري الذي ينام ويصحو معي ويتغذى على دمي ويقاسمني غذائي، يتعبني ويسرق قوتي، وأنا فرحة.. آملة أن تحبني كما سأحبك، وأن تستحق أمومتي. آملة أن تكون بحكمة وحنان أبي، وقوة وحنان والدك، وبإصرار وطموحي أخي...

نعم مسموح أن أحب وأعشق مرة أخرى، لأنني أنثى سأحب طفلي الثاني القادم، وسأقبل بالعوض في حالة واحدة؛ هي أن يعوضني عن تعب الحمل وآلام الولادة، بطفل دافيء، مفعم بالصحة والذكاء... ذكراً كان أم أنثى.. هذا العوض ليس مشروط بل هو تضرع إلى الله من كل أم تنطلق في رحلة الحمل إلى مجهول، تنام وتصحو على فضولها نحو شكله وصحته ولونه وتقاسيمه كلها..
إلى كل نساء الأرض...

إلى اللواتي ترفعن أيديهن طالبة أن يكون الجنين ذكراً.. إلى اللواتي تعبن من الحمل والولادة بحثاً عن ذكر ثم بحثاً عن أخ للذكر.. وتلبية مطالب مجتمع ذكوري لا يرحم؟

أرى في قلوبكن المحبة والعشق لكل بناتكن.. فلا تيأسن من طلب الصحة والعافية قبل كل شيء... فقد ينجح المجتمع بأن يصبح الذكر هاجساً ومطلباً ودعاءً.. لكن لا تسمحن بالتمييز ضدكن وضد بناتكن... ولا تكن أنتن والمجتمع ضدهن أو ضد الأنوثة التي تفيض بكن.