الكاتب: فاطمة جبر
إحكى له عن بيت كسروا قنديله ..عن فأس قتلت زنبقة ..عن سطح طيني أعشب ..عن عجنة أم ما خبزت ..إستشراقا بمستقبل جديد وأمل بحلم عودة لم تكتمل للشعب الفلسطيني .
مضت خمسة وستون عاما ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني ولازال حلم العودة إليها يراود الكثيرين ويسكن قلوب من لم يشهد أحداثها ألما وحزنا على ضياع أرض وثورة شعب علهم يعودون يوما ما إلى ترابها .
في مثل هذا اليوم عام ثمانية وأربعين بعد تسعمائة والألف ميلادي يستذكر الفلسطينيين بلداتهم وقراهم التي هجروا منها تحت سمع وبصر العالم بأسره .
وهنا في فلسطين يخرج الشباب الفلسطيني المبدع بريشته المتواضعة ليجسد تلك المعاناة التي عاشها الأجداد من ذي قبل برسم لوحات فنية تعبر عن حلم العودة وإصرارهم على التمسك بالحق الفلسطيني والعودة من خلال هذه اللوحات التي تحمل بين طياتها لغة لا يفهمها إلا من ذاق مرارة الهجرة والتهجير .
أكثر من مئتين لوحة فنية جسدت النكبة بفصولها وعكست مأساة النكبة بفن يضيء على نمط الحياة الفلسطينية حياة التهجير ومعالم طمسها الاحتلال هنا في جمعية المنتدى الثقافي للشباب من خلال معرض للصور التي تحكى حكاية النكبة وتاريخها .
بعد هجرة أكثر من ثمنمئة وخمسين ألفا من سكان فلسطين وأصبحوا في ليلة وضحاها مشردين في خيام اللاجئين .
تطوى فلسطين خمسة وستين عاما من الحسرة والألم ومازالت النكبة مستمرة من مصادرة أراضى وتهويدها ..واعتقال وحواجز واستيطان ورغم كل هذا بقى الشعب الفلسطيني كباقي شعوب العالم يناضل من اجل حق في يوم من الأيام سلب منه أملا بالعودة إلى يافا وحيفا واللد وبيسان وصفد وعسقلان وبئر السبع وغيرها . لعلها من أصعب مراحل عمر قضيتنا فالعالم كله ينظر إلينا والأعداء يتربصون بنا بالرغم من أننا بحاجة لكل ساعد أن يعمل للمحافظة على الهوية والتاريخ لقضية شعبنا , في الذكرى الخامسة والستين للنكبة أشلاء مزقت وقرى دمرت على رؤوس أصحابها وأناس هجروا إلى المنافي والشتات وسرد واقع مرير للأسر الفلسطينية التي عاشت وعاصرت النكبة يقلب صفحات الماضي القاسي والحاضر الصعب الأليم في مأساة شعب لا تنتهي ليبقى خالدا في أذهان الأجيال تواريخها على مدار من الكفاح والنضال مقدما الشهداء والجرحى والأسرى فداء للوطن وإيمانا بأن الحرية طريق الثوار فلن تهزم إرادة الفلسطيني في العودة إلى قراه ومدنه التي هجر منها.
تمر بنا ذكرى النكبة ونحن نعتصر ألما وحزنا على ضياع أرض وثورة شعب لعلها من أصعب مراحل عمر قضيتنا فالعالم كله ينظر إلينا والأعداء يتربصون بنا بالرغم من اننا بحاجة لكل ساعد أن يعمل للمحافظة على قضيتنا وشعبنا .
نكبة وتهجير وقهر وإذلال, وحتما إن المشاهد للوضع الفلسطينى انذاك يجد أن قلمه وكلماته المليئة بالأحبار المختلفة قد جفت وأعلن عجزه عن الكتابة.
وما يشعر به الفلسطينيون فى بقاع الأرض بين الأشقاء إخوة الدم والدين من إنقسام وشرذمة للبيت الفلسطينى الواحد وكأن الفلسطينى يعتاش غربة بغربة وألم وفراق وحسرة هذا ما حدثتنا به الحاجة أم محمد (س .ع) والتى ألمتها نكبتنا الفلسطينية على بعضنا البعض وأخذت تقول أتمنى بل أرجو أن يتحد الإخوة بين شطرى الوطن وأن يعلنوا الوحدة الوطنية فيكفينا نكبة من الإحتلال , أردنا أن نتحدث وتسامرنا أم محمد عن أيام طفولتها فى إحدى قراها التى هجرت منها فى فلسطين عام 48 م تسرد حكاية طفولتها وتقول إننى ولدت بتلك القرية وكانت حياتنا الطفولية جميلة إلى أن جاء المحتل وقام بطرده أهل القرية قصرا من موطنهم الحاجة أم محمد أخذت تروى قصة رحلة العذاب واللجوء إلى القطاع رغما عنهم ,حقا كم هى صعبة أن تسرد حكاية الماضى والحاضر التى لم تجد أى تغير فيها سوى الأحداث وتغير الزمن فأخذت تقول أن المحتل هو المحتل والمجازر هى المجازر فى ذاك وهذا العصر ,العيون إمتلأت بالدموع وهى تحكى حكايا الأرض والقرية بالرغم من أنها تركتها وهى طفلة لاتتجاوز عشرة سنوات ,تقول بأن سكان القرية كانوا يعيشون امنيين فى قراهم حتى باغتهم المحتل وطردهم من أرضهم وبعضهم إتجه إلى قطاع غزة والبعض الأخر تم هجرته إلى دول الجوار كالأردن ولبنان وسوريا ليجد نفسه مشتتا بعيدا عن الأهل والوطن.
أما وحول الأمنية التى كانت ولازلت تتمناه الحاجة أم محمد حين سألتها قالت الان أتجاوز السبعين من العمر قضيتها بعيدة عن قريتى أمنيتى أن أرجع لها لأدفن بها .لازلت النكبة تتجدد يوما بعد يوم على الشعب الفلسطينى ولاسيما ما شهدته مدينة غزة هاشم من نكبة جديدة من المحتل إبان الحرب على غزة قامت وقتها بتدمير المنازل وتشريدهم حتى هذه اللحظة لم يجدوا مأوى لهم فلا ننسى بأن الفلسطينى هو من إلتحم مع الأرض ومن دمه دفع ضريبة البقاء .
جسدت الصورة سنوات تلونت بدماء رجاله ونسائه وأطفاله لتعلن اليوم بطريقة أو بأخرى حقها في العودة للوطن الذي اغتصب يوما ما ولترسم حلم كل من أوجعته ذكريات التهجير والرحيل في فلسطين وخارجها .
والسؤال الذى سيبقى خالدا فى أذهان الأجيال هل النكبة وتواريخها على مدار من الكفاح والنضال ستهزم إرادة الفلسطينى فى العودة إلى قراه ومدنه التى هجر منها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! والإجابة التى ينتظرها الجميع حقا هل سنرجع إلى يافا وعكا وحيفا واللد والجليل وبيسان والمجدل والقدس وكل أراضى 48م فى ظل الإنقسام والتشرذم بين إخوة الدم والدين حتى داخل أروقة الوطن سؤال وإجابة ينتظران التفسير وسنرى هل سيكون لهما صدى فى أيامنا المقبلة القادمة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!