الجديدة- نور العبد الله: أصبح القتل على خلفية الدفاع عن الشرف أحد مظاهر العنف اليومي في المجتمع الفلسطيني والذي بات يطال الكثير من الأسر الفلسطينية، نظراً لأن الجاني عادة ما يكون شخصاً ذا سلطة قوية في العائلة، فمن ناحية لديه ثقة وقربة من الضحية ومن ناحية أخرى اعتباره أن شرف العائلة يدخل ضمن وظائفه العائلية.
وإذا رفعت الضحية صوتها وطالبت بالنجدة؛ ينتهي المطاف بها إلى مصير محتوم وهو قتلها خوفاً من أن يكون مصيرها الضياع والانحراف. ولذا، إما الاستمرار بعملية الاستسلام للشذوذ أو القتل.
بات الحل الثاني الأسهل في نظر فحول المجتمع الفلسطيني، في دفن الضحية حيث تدفن الحكاية والتفاصيل.
ففي مجتمع عربي كالمجتمع الفلسطيني يتجه التركيز على قيمتي الشرف والاحتشام بشكل أكبر من التركيز على مواجهة العدو وإيقاف الاستيطان.
أما عن السبب الحقيقي للقتل فهو ضعف الوعي الديني لدى الجزء الأكبر من الناس حول كيفية معالجة الشريعة الإسلامية لقضايا المجتمع خاصة فيما يتعلق بهذه الأمور وهو محاولة المجرمين الإفلات من العقاب.
فالعادات والتقاليد علمت المجتمع وأبناءه أن شرف المرأة هو الحفاظ على غشاء البكارة بينما شرف الرجل لا يتعلق بسلوكه أمام الناس أو داخل الأسرة بل يتعلق بسلوك زوجته وبناته وخواته و حالة غشاء البكارة لديهن.
حاولت النساء الفلسطينيات مراراً وتكراراً مطالبة الرئيس محمود عباس بإصدار مرسوم رئاسي يجرم قتل النساء على خلفية ما يسمى بشرف العائلة وتشديد قانون العقوبات وتعديل بعض مواده التي يستفيد منها القتله بالحصول على أحكام مخففة، ولكن لا حياة لمن ينادي. حتى اليوم تسفك الدماء بحجة الشرف ومن تثبت عليه التهمة يبرأ لأنه أراد الحفاظ على شرفه وشرف العائلة. أو يجلس في السجن مدة قصيرة جداً.
موضوع أدى إلى انتفاض الكثيرات من ناشطات المؤسسات النسوية بإطلاق حملة على شبكات التواصل الاجتماعي أطلق عليها اسم ” في فلسطين القتل مسموح”.
ونقلت صحيفة القدس العربي عن الصحفية بثينة حمدان منسقة مجموعة صبايا حائرات للقدس العربي” لقد أطلقنا قبل شهور حملة “معا لاستصدار قرار رئاسي يجرم قتل النساء في فلسطين” نطالب فيها بتعديل القوانين التي تحمي القاتل على خلفية ما يسمى “شرف العائلة” وأرسلنا عشرات الرسائل لمكتب الرئيس دون أي تجاوب، إلى أن رد مستشار الرئيس القانوني بمقال شكك فيه بمطالب الحملة وحمّل المرأة مسؤولية هذه الأفكار والتقاليد، لذا توجهنا لعدد من المؤسسات النسوية والحقوقية والتي أعربت عن تضامنها مع مطالبنا التي هي مطالبهم ونتج عن ذلك إطلاق هذه الحملة التي تضم صوت الشباب والشابات والحقوقيين والمختصين بقضايا المرأة والذين لم يتوقفوا يوماً عن المطالبة بتعديل القوانين خاصة التي تحمي قتلة النساء“
حصلت فلسطين على عضوية جزئية في الأمم المتحدة بعد نضال طويل كانت المرأة الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ منه، لكن هل ستحصل المرأة على حقها في العيش بعد جريمة بشعة لا يد لها فيها؟
هل يجدر بأمة بأكملها تعيش تحديات كبيرة في وجودها ومستقبلها وأمنها أن تحول اهتمامها إلى بكارة المرأة؟ لماذا لا تعطى المرأة حقها في تقييم ما هو المهم والأهم؟؟
هل يعتبر غشاء البكارة أقوى من أي نضال؟
استيقظوا يا فحول فلسطين ووجهوا تفكيركم وتركيزكم إلى نضال أكبر! أوفوا بالوعد الكبير أمام الله وأمام الأمة العربية. تمعنوا في الآية الكريمة وفي كلام الله:
وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥﴾.
4 شهود! 4 شهود….
فكروا يا فحول الأمة وتمعنوا…