1.عرض سعر
- أيهما أسهل : أن تقدّم المادّة هذا الفصل، أم أن تؤجّلها إلى الفصل القادم؟
- أفضّل أن أتفاهم في ذلك ودّيّاً بهديّة ما مع مدرّس المادّة، ثمّ أقدّم ورقتها هذا الفصل!!! عليَّ أن أتخرّج يا أبي !
2.علاج
رأتْ حجارةً ولكنّها لَمْ تَرَ قِدْراً تطبخها فيها لتوهم أحفادها أن اصبروا فالطعام يُطهى.. وبالتالي لن يحضر عمر بن الخطّاب ليلاً.. ولن يواسيَهم أحد.. عليهم أن يعالجوا جوعهم بنومٍ عميق في ليلٍ دامس... وتعالج الجدّة نفسها بمزيد من الدموع الصامتة...
3.شطر آخر
قال الأمير الأندلسي المعتمد بن عبّاد:
- أريد - يا وزيري - عَجُزاً لهذا الصدر:
نثر الريحُ على الأرضِ بَرَد
- أعجزتني الحيلة يا مولاي.. ولكن...
تنادي صبيّة حسناء من بعيد:
- عندي ما طلبْتَ.
أيُّ دُرٍّ لنحورٍ لَوْ جَمَد
- تعالَي أيّتها الصبيّة.. أنا المعتمد بن عبّاد.. هل تقبليني زوجاً؟!
ضحكتْ، وكان الزواج.. وكانت السعادة الخياليّة لسنوات.. واشتاقت طين ضيعتها، ففرش لها أرض القصر بالذريرات والطيوب.. وقال لها خوضي ما شاء لكِ أن تخوضي.. حتّى قال الناس: هذا يوم الطين... يوم اعتماد الرٌّميكيّة...
وعندما انهدّ ملكه، وسيقا معاً إلى السجن، قالت له باحتقار:
- تبّاً لك.. لَمْ أَرَ مَعَكَ يوماً واحداً فيه سعادة...
أجابها ، وهو مجروح الخاطر:
- ولا يوم الطين؟؟!!
4.اشهدوا علينا
قيل للملك بعد أن انتهى قصر الحمراء في الأندلس من البناء:
- ها هو ذا عزّكَ وملكك.. وماذا تريد أكثر من هذا؟
قال وهو واجم يتخيّل المستقبل البعيد:
- أريد لهذه الحجارة أن تصمد.. وتبقى زماناً مديداً.. ولا أريد منها إلاّ أن تكون صادقة في شهادتها علينا..
5.العلم للجميع
قال الواشي:
- يا ملك الزمان، هذه دور العلم عندنا يتهافت إليها أولاد الأعداء الفرنجة يطلبون فيها علمنا... والأفظع من هذا أنّ علماؤنا لا يردّون أحداً يطلب العلم في مجاليهم..
ابتسم الملك وقال:
- يا هذا! العلم كالماء والهواء.. إن لم يَسْرِ اليوم فسيسري غداً، فدعْ لنا هذه المكرمة، لعلّها تؤلّف بين بني البشر وتدفع الأحقاد من الصدور...
6.حرصاً على السياحة
أبو حمدو يخبّئ عربته التي كان يبيع عليها البندورة.. يخبّئها في ركن بعيد لا تطاله عين.. وكلّما اشتاق إليها أخذ معه حفيده وذهبا إليها ليلمسها بحنان ويقبّلها كثيراً ثمّ يمسح عنها الغبار برفق.. ويعود والدموع في عينيه..
قال الحفيد لجدّه:- لِمَ تحبّ هذه العربة يا جدّي؟
- لأنّها ذكرى من الزمن الجميل!
- إذنْ لِمَ تُبعدها عنك؟
- لكي لا يؤذي منظرها السائح ويشوّه مشهد البلد الحبيب...
واستدرك : هكذا قالوا...
7.ليس مهمّاً أن أفهم
أغلق كتاباً مقرّراً عليه في الكلّيّة بعد أن قرأ عشرين صفحة منه.. على أمل أن يتابع قراءته في الغد..
أعاد في اليوم التالي قراءة العشرين صفحة التي قرأها أمس.. ولم يصل إلى التي بعدها حتّى أصيب بما يشبه الإغماء..
وهكذا فعل لمدّة عشرين يوماً، وفي كلّ يوم كانت حالة الإغماء في نهاية الصفحة العشرين، تأتيه ولكن بشكل أخفّ من اليوم السابق...
وفي اليوم الأخير قال: سأحفظك غيباً.. وليس مهمّاً أن أفهمك!!!
8.تتّابع الحكايات
تتّابع الحكايات وتبقى حكاية أمّي أجمل حكاية.. تتوالى الذكريات وتبقى ذكرى أبي أجمل ذكرى.. تنسال بقايا صور الماضي وتبقى صور الطفولة أجمل صور..
هكذا تقول دائماً يا أبي.. أمّا عندنا فلم تتركوا لنا حكايات ولا ذكرياتٍ ولا صوراً... كلّ ما تركتموه لنا إفهامنا أنّنا مقصّرون.. وأنّكم كنتم أذكى منّا وأنضج عقلاً وأرهف شعوراً.. و.. و... لقد كان آباؤكم وأجدادكم يضعونكم في صدور البيوت، أمّا أنتم فقد تركتمونا على قارعة أجهزة التلفزيون... نجترّ ما يلوكه العالَم من أخبار وروايات وبرامج.. لا نفقه منها إلاّ القليل.
9.هذه حقيقتي
- من أينَ جئْتَ؟ وأينَ تريد أن تذهبَ وأنتَ لا تعرف لحياتك استقراراً؟! حدّدْ لي من فضلِكَ ساعةً واحدةً تكون فيها منسجماً مع نفسِكَ..
- من فضلِكَ حدّد لي دقيقةً واحدةً يكون فيها العالَم منسجماً مع نفسِهِ حتّى أجيبَكَ على طلبِكَ..
10. وردة
تقول لي الوردة: صباح الخير...
أقولُ لها: صباحات الريح الطيّبة والمناظر البديعة..
تقول لي العصفورة: صباح النور..
أقول لها: صباحات الموسيقى الربيعيّة الدافئة التي تتدفّق منك وأنتِ تطيرين في السماء الرحبة...
تقول الساحرة: ألا تريدُ أن تقطف.. تأسر.. تكسب.. تذبح.. تأكل؟!
أجيبُ نفسي: وهل أجمل وأحلى وأربح من أن تكلّمني الوردة والعصفورة في هذا الجوّ البديع.. ابتعدي عنّي أيّتها الـ.... فأنا في حالة شبع حقيقي...