رحلة بلا عودة بقلم:أمل مصطفى

محرر المشاركات : 110 . :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أكتب لكم عن رحلة ذهاب بلا عودة،
بل من المستحيل أن يكون لها عودة،
كان طفلا صغيرا، لكن حلمه كبيرا، كانت أمنية حياته أن يصبح طيارا يحلق في الآفاق..
كبر الطفل، بات وسيما، وهكذا كان له ما حلم ...، لقد تحقق الحلم، ولكن ليس ما يتمناه المرء يدركه!!
لقد وصل به غروره إلى حد الاعتقاد أن باستطاعته، وبمقدرته أن يفعل ما يشاء، وقتما يشاء، وكيفما يشاء!!
من هنا بدأت رحلة الذهاب عندما أخطأ في حق نفسه أولا وفي حق الآخرين على حد سواء
لقد أخطأ في كل شيء، وهدم كل ما حققه من نجاحات، حتى أنه تحول لمضغة في
ألسنة الناس، باتوا يتسلون بقصصه، بأفعاله، وبما ارتكبه من أخطاء، وخطايا
في مجالسهم.....
لقد حكم على نفسه بنهاية من أقسى وأصعب النهايات، نهاية ليست ككل النهايات،
نهاية سببها رجل منحط بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تجمل بالكذب عليه،
أقنعه بالقيام بتجربة صغيرة، حقيرة، تحت وهم تحقيق الجمال، والمتعة،
والنشوة، وهكذا بات فريسة الإدمان، إدمان مخدر من الصعب الشفاء منه لمن
يجربه، لقد بات مدمنا من الدرجة الأولى
بات همه الاول منذ أن يستيقظ مع اشراقة كل صباح البحث عن المخدرات او
مصادرها، ومن هنا بدأت رحلة الضياع ، ضياع صحته، شخصيته، أمواله التي جمعها
من عمله ومصدر رزقه الذي كان يوما ما يشكل حلمه الوردي
أمام هذا الضياع على مختلف المستويات وخاصة المادية بات همه اليومي البحث بشتى الطرق من أجل جرعة هيرويين مدمرة
بات لصا يحتال، يسرق، يكذب، ينصب على كل من هم حوله، حتى أقرب محبيه وكان
سببا في رحيل والده كمدا وحزنا على ما أصاب شمعة حياته، أما الأم فباتت
تعاني الوحدة بعد رحيل شريك العمر، وانهيار شريك القلب والحياة والأمل حتى
انها قررت الهرب والبعد وهي تراه ينهار، لكنه قلب الأم ...
مرت سنوات وسنوات على معاناة الإدمان الذي حوله لانسان مهشم او بعبارة ادق بقايا إنسان،
هنا لاحت اشارات النهايات، نهاية إنسان وقع فريسة مرض ليس له علاج، إنه
سرطان الرئة الذي حل به كنتيجة حتمية للإدمان حيث بقي طريح الفراش
بالمستشفى لمدة شهرين بعدما علم من الأطباء بقرب أجله
أصبح زاهدا في كل شيء حتى في إدمانه !!
بات همه الشاغل أن يسامحه الله على كل ما ارتكبه من ذنوب وكانت اخر عبارات
نطق بها لسانه وقلبه قبل الرحيل ولقاء ربه " سامحيني يا أمي"
ومع شروق شمس ذلك اليوم رحل...

أمل مصطفى
كاتبة وإعلامية مصرية
Amalmoustafa2020@gmailcom.