ليس الغرض من هذا المقال التشكيك بعقيدة اي من اهل الكتاب او غيرهم، بل هو محاولة مني لفهم إحدى أغرب القصص القرآني وأكثرها جدلا ألا وهي وفاة السيد المسيح عيسى بن مريم.
بدأ اهتمامي بهذا الموضوع بعد مشاهدة فيلم (آلام المسيح) الذي قال بطله (مل جبسون) انه مأخوذ من رواية الإنجيل عن آخر ايام المسيح على الأرض. حيث درات بمخيلتي فورا حكايات مدرس التربية الدينية عن كيف بدل الله وجه السيد المسíte;ح وألقى شبهه على يهوذا الذي صلب مكانه...
فكيف يكون هناك هذا الاختلاف الواضح؟؟ وطالما ان الفيلم يحكي ان يهوذا وجد منتحرا (وباعتبار صدق الفيلم تاريخيا لعدم وجود نفي او اثبات) فمن الذي تعذب ووضع على الصليب؟؟؟
رجعت إلى بيتي وفتحت كتابي المفضل (القرآن) وبحثت عن الآيات التي تروي لنا هذه القصة وبدأت اقارنها بأحداث الفيلم:
يقول الله تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ا ) النساء 157-158
(اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي .... ) آل عمران 55
اذا ما قتلوه وما صلبوه!!! هل هذا هو الجواب؟؟ هل انتهى بحثي؟؟؟ الحقيقة لا !! حيث لجأت إلى الكتاب الثاني في مكتبتي ليعينني على الفهم.... هذا الكتاب هو معجم اللغة العربية
وجدت فيه تحت كلمة الصلب (الموت على الصليب)
اذا ليس الوضع على الصليب... فاذا ربط شخص ما عنقه بحبل لا يعني انه شُنق.. حتى ولو شد الحبل قدر استطاعته فلا يطلق عليه لقب مشنوق إلا بعد موته من الشنق
عدت إلى الآية الأولى ... وما صلبوه ولكن شبه لهم... (اذا اعتبرنا الضمير في شبّه عائداً على الصلب اتضح اللبس)
فقد وضعوه على الصليب وشبه لهم انه مات وما قتلوه يقينا (اي ما تيقنوا من قتله)
رجعَت بي ذاكرتي الى الفيلم (المأخوذ عن الانجيل) يوضع المسيح على الصليب... قبل موته تهب عاصفة هوجاء... يهرب الناس ويأمر القاضي احد رجاله بالتأكد من موت المسيح فيخبره الرجل الخائف من العاصفة انه متأكد (وما قتلوه يقينا) ويلكز المسيح في خاصرته اليمنى برمح فيخرج منها دم وماء. ويهرب مع من هربوا... تقوم امنا العذراء ومريم المجدلية بانزال المسيح من الصليب وهم يظنونه ميتا (ولكن شبه لهم وأغلب الظن انه كان في غيبوبة) ويدفنوه يوم الجمعة (حسب الرواية) وفي يوم الأحد وعند زيارة القبر يجدونه فارغا..(صحا من غيبوبته وخرج من القبر)
وبمطابقة الفيلم (الانجيلي) مع القصة القرآنية فقد تشكلت لدي قناعة ان القصة الحقيقية هي ما جرى في الفيلم مع اختلاف انه لم يمت على الصليب ولكن شبه لهم
ثم رفعه الله إليه روحا (متوفيك) وجسدا (ورافعك الي)..
وقد يكون مات بعد ذلك او ما زال حيا حيث لم اجد دليلا على ما جرى بعد الرفع .. هذا ما رأيته والله أعلم
ايهاب عباسي