فنون زائر
| | الدراما السورية واقع وآفاق ... | |
الدراما السورية واقع وآفاق
ثناء السبعة تشهد الدراما السورية تغيرا واضحاً وملموساً, جعل لها حضورا قوياً في الفضائيات العربية, يتجلى في موسم الدراما في شهر رمضان . فما هو واقع هذه الدراما وما هي المشاكل التي تعاني منها؟ كان هذا التساؤل موضوع ندوة حوارية حول الدراما السورية ضمن نشاطات مهرجان حمص. شارك فيها كل من: الممثل عبد الفتاح مزين, المخرج حسن عقلة, والكاتب نور الدين الهاشمي. الرقابة فسحت المجال... أشار الممثل عبد الفتاح مزين إلى التطور الذي طرا على الدراما السورية والذي يعود من وجهة نظره إلى أن الرقابة فسحت المجال أمام الكتاب وأعطتهم حرية اكبر ويرى أن مسلسل بقعة ضوء ومرايا خير نموذج على ذلك. تحدث عن أهمية مسلسل الخط الأحمر في طرح قضايا مجتمعية بحاجة لتسليط الضوء عليها وقال أنه سيشارك في مسلسل في العام القادم عن مكافحة وأضرار المخدرات. ليعود وينهي حديثه بأهمية الحرية في تطور الدراما قائلاً:" الدراما لن تتطور إلا بالحرية , فبحرية ضيقة لا يستطيع الكاتب أن يقول مقولة هامة لتوفر المتعة والفائدة كأساس لدراما ناجحة" الدراما السورية تابعة... أما المخرج حسن عقلة فقد أوضح أن الدراما السورية تابعة وليست قائدة لأنها تنتج حسب متطلبات السوق ورأس المال, فهي ليست قائدة لأن الخطورة الكبيرة تكمن في إدخال الفن في السلع الإنتاجية التي تنافس في السوق, بينما الإبداع شرط معرفي يرقى بالإنسان لاكتشاف الأفضل عبر طرح الواقع المتخلف. كما أوضح ضمن حديثه أن أهمية الدراما في دخولها كل بيت وتأثيرها في ثقافة الإنسان بسهولة. هذا وختم حديثه بنقطة هامة تمثلت في دعوة المشاهدين إلى المتابعة النقدية للأعمال الدرامية. كلما ازددنا حرية ازددنا قوة ... يرجع الكاتب نور الدين الهاشمي نجاح الدراما السورية لأسباب عدة تتمثل في دخول رأس المال في الاستثمار بالدراما سواء الخارجي أو الداخلي, بالإضافة لرفد الإخراج والتمثيل بجيل من الشباب الأكاديمي وامتلاكه تقنيات متطورة, كما أنه يجد انتقال كتاب الرواية لكتابة السيناريو مكسب هام للدراما, بالإضافة لتنوع البيئة السورية ثقافيا ويموغرافياً أيضا دور في تنوع الدراما, ولعل الأهم يكمن في طرح المسلسلات لمواضيع جريئة لم تكن سابقاً في الأعمال الدرامية. بالرغم من ذلك طرح الكاتب نور الدين الهاشمي ملاحظات جوهرية على واقع الدراما تمثلت في خطورة تحكم رأس المال بالموضوعات بالعموم, وبالنسبة للموضوعات التاريخية لم تستطع تحريك الحاضر انطلاقا من الماضي بل كانت عرضا ً للماضي دون أي تفكيك. وبالحديث عن باب الحارة وأهل الراية كنموذج تم عرض عدة من الملاحظات فأهمية تدقيق ومتابعة النصوص أمر مهم, حيث شوه مسلسل باب الحارة تاريخ دمشق كمدينة عريقة وطرح أهل الراية مغالطات في تطبيق الحد على الفتاة التي اتهمت بالزنا. وهذه نقاط تفقد العمل مصداقيته وتشوه الحقائق. كما أن تكرار واستنساخ الأجزاء أفقد الأعمال الدرامية كثير من المتعة. ضمّن الأستاذ الهاشمي ورقته ببعض الآراء لأفاق أفضل للدراما السورية, تتمثل في تدقيق النصوص, وأن يتم ضبط رأس المال, وأهمية الاستمرار في الطرح الجريء للمواضيع المجتمعية والتركيز على قضايا لطفل وتخصيص حيز خاص بدراما للأطفال, و ختم حديثه في الحاجة لحرية أوسع فكلما ازددنا حرية ازددنا قوة. رغم قلة الحضور إلا أن الأسئلة والمداخلات كانت كثيرة, تركز جزء منها حول باب الحارة وتشويهه دمشق ثقافيا واجتماعياً. وأهمية أن تقدم الدراما السورية للفضائيات العربية أعمال تعكس فكرا جوهريا وليس فقط عرض لحياة شامية بسيطة. وتساءل البعض عن عدم وجود أعمال درامية خاصة بحمص أسوة بحلب ودمشق؟!, كما تم الحديث حول أهمية الإنتاج العام في حماية الممثلين من انحدار أدواره لسبب تامين العيش. وقدم نساء سورية مداخلة عن أهمية طرح قضايا المجتمع بالدراما كقضايا المرأة, الطفل, والإعاقة. وضرورة والتركيز على التوعية الصحية عموما, و خصوصاً الإيدز والمخدرات كأمراض صحية ومجتمعية خطيرة بحاجة إلى الكثير من التوعية. |
|