[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أدارت
راحتها عنق الكأس، حركت الكأس .. سَحبت يدُها اليسرى سكيناً، اقتسمت قطعةً
مِن التفاح، أُخرى من الفراولة.. أضافت الثلج.. حتى فاض بالكأس؛ لِتضفي
عليه مشروبها الليليّ بوحي ذهنها السارح في الطاولات الموجودة و وجوه
الزبائن المترددين .. [/right]
استوقفت
أذنها ضحكة .. استدارت، تبجحت عيناها بوجهِ المحامية سيدة المجتمع الذي لا
تراهُ في هذا المكان سوى كل نهايةٍ من الاسبوع ، بهندامها الكلاسيكي و
حقيبة يدها السوداء الكبيرة، ثم ترحل بكلِ احترامٍ من زملائها الذين يمثلون
نفس شريحتها .. الطاولة المقابلةُ لها، تجلس طبيبة تغذية مع مُصففة شعر
ولا تهدأ وتيرةَ ضحكاتهم أو حديث نظراتهم وسطَ الصخبِ الغنائيّ، على اليسار
منها نظرت لترى طاولة طويلة يؤلفها شباب و فتيات من الجامعة تجمعهم روح
الشباب الواحدة ، الاهتمام الأكاديمي الواحد و سمرٌ عن مغامراتٍ و ذكرياتٍ
دارت بينهُم ، تلاحظهم بين المناسبات يحضرون المقهى و كلما جادت بوَصلتِها
..غنوا راقصينَ بأماكنهم و متفاعلينَ معها .. ألقت خلفها نظرة لتلتقي عينها
بعين رجلِ الأعمال الذي لطاما ألِفَت رؤيتهُ بين مُختلفِ المناسباتِ على
ذاتِ الطاولة .. استدار بوجههِ مُكلماً صديقهُ الصحفيّمع زوجتِه القاصة..
في ثلةٍ على الطاولةِ تنوعت من التاجِر، الصحفي، الإعلامية....
ستكتفي عيني بمعرفةِ هذه الفئات من البشر .. أريد النسيانَ و لو مؤقتاً .. نسيانَ من اعتُبروا صديقاتيّ الجُدد .. أغاثني الله منهن !
"_هَدي
النار منيح عالطبخة يا خضرة .. قطفتي ورق الملوخية كلو ؟! اتركي هالكتاب
من إيدك .. ما خَلص مسح البيت كلو يا خضرة! يييي ما أبرَدك .. كيف بدو
ياخدِك بكرا ابن عمك! بتضلي بكرا بوشنا والله!
- مسحت البيت كلو من الصبح والله، ما صرلي 5 دقايق مخلصة!
_اجوا ضيوف وسخوا .. يلّا شدي إيدك وبلا حكي زيادة.. ابن عمك ما بيحب الحكي الزايد ..!"
عودوني
و أفهموني منذ صغري أن ليس لي في حياتي سوى ابن عمي، و أنهُ هوَ حياتي!..
في قريتنا بمهدِ الطفولة.. كيف دارَت بي الأيام، و صرتُ في هذا البلد !
أخذني
ابن عمي معهُ عِند سفره الى هذا البلد، ما كانت حيلتي في الحياة إلاه ،
حياتي همُها ساعةً لقياه .. أخرى مَرضاه .. ما شَعرتُ في حياتي أني أعنيه!
ربما لأني كنتُ تحصيلاً حاصلاً ملكُ يده بِغضِ النظرِ عن أي شيءٍ آخر! منذُ
وطأنا هذا البلد و هو متغيبٌ عني .. لأعرف بعدها أنهُ أحبَ جارتهُ و
اعتادَلِقاءها ! باتَت حيلتي و شُغلتي كلها كيفَ أرضيهِ و أعيدهُ إليّ، من
لي بعدَ أن يتركني! و بخاصةً أنني لم أتمكن من الحملِ حتى الآن! رداءةُ
الحظِ لا تأتي مفردة ! إنها تأتي كباقةٍ كاملة، كُلٍ مُتكامل! سلكتُ على
بدائيتي أدراجَ التأنقِ و الموضة.. دونَ أدنى إشادةٍ من طَرفِه ؛ بعدَ
سنواتٍ رُزقتُ بابنتي .. ليُعلِن ضمرياً شبه القطيعةِ عليّ، أصبحتُ أراهُ
فيما نَدر ،يتغيب عن المنزل لأيام .. ابتُلينا بالفقر، لأسمع من جاراتي
بنات المدينة الاتي لم أجد لي مكاناً بينهُم، أنهُ يتردد على الملاهي
الليلية و أن لهُ علاقاتٍ مع مُطرباتها و الراقصات .. تذكرتُ وصايا أمي و
أقربائنا و ذوينا جميعاً بطاعته و المحافظةِ عليه .. لكن .. فاضَ الكيل !
لأولِ مرةٍ في حياتي أ خرجُ عن صمتي .. واجهتهُ صارخة : لِمَ كلُ هذا
الغياب عنا؟! من أين سنأكل و نُنفِق! و هل من تركض وراءهن خيرٌعني؟!
حتى
أفاجأ بكفٍ ساخنٍ يصفقُ خدي، و يفتح عيني على طُرق جديدةٍ أتلمسها في
حياتي كي أُرضيهِ، و أُحضر له المال ، و حتى يكون لدي المال إن نسينا هو من
خيره ..
تُعجبكَ
مُطرباتُ المقاهي الليلية و الراقصات .. حسناً يا كُل أهلي سأكون مثلهن ..
سأكون كما تُريد.. أنتَ دائم التغيبِ عني لن تلحظ عليّ هذه الإنسانة
الجديدة، و بخاصةً أن اسمي قد تغير .. نعم أنا من بعدِ المساء "الفنانة
نرجس" و لنفترض أنك قد سمعتَ أو علِمت، أو حتى لاحظت التغيرات في شكلي و
إسلوبي بعامة ؛سأعجبك كما أعجبنك هم وكما لم تعجبكَ تلك الفلاحة المغلوبة
..أعطيكَ المالَ فترضى عني، و قد يتوجُ هذا الرضى بكوني لن أطالبك بأي نقدٍ
مُجدداً .. هيا.. نعَم، سأرتدي ثوباً غيرَ ثوبي.. و لنكنهُ فضفاضٌ عليّ،
فضفاضٌ في كُلِ شيء.. القيم ما عادت تنفعني! نعم.. عليّ مجاراةُ هذه
الحياةلأغلبها و لن أدعها تغلبني أكثر ..
قبضةً كبيرةً تجذِبُ ذراعها، و صوتٌ أجهشٌ يقطعُ سكونها : نرجس هانم ؟
تنظر لترى رجُل أمن جاء بمأموريةٍ ليلقي القبضَ عليها ..
نرجس أو "خضرة" ماذا تريدُ مني! ما الموضوع ..
القاضي جاذباً إياها : تعاليّ لنتفاهم في المخفر بشأنِ فضيحةِ أمس ... !!
لمى اللحام