بين احتلال وجداننا بالاحتلال واساطير سلام مزعوم واختلال فكرنا الوطني تكمن تفاصيل كثيره حول ما الت اليه الامور على الساحه الفلسطينيه بشكل عام
وما وصل اليه حال الشعب الفلسطيني بشكل خاص بعد عقود من الاحتلال والتشريد والتيه والتضليل الفصائلي والسياسي الذي يتعرض له هذا الشعب اينما كان واينما تواجد جغرافيا وديموغرافيا سواء على ارضه ووطنه في ظل الاحتلال او في المهجر ومخيمات اللجوء ومما لا شك فيه ان مهمة الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي صارت منذ عقود مهمه سهله وعمليه قريبه من السلسه في ظل غياب التواجد الفلسطيني السياسي والقيادي لقيادة نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاحلال والاستكبار الاستيطاني الجاري في فلسطين.. نعم فلسطين .. كل فلسطين من النهر الى البحر ومن الغرب الى الشرق ومن الشمال الى الجنوب تقع اليوم في مرمى الاحتلال والاحلال والاستيطان والتهويد الزاحف نحو كل شبر من الارض الفلسطينيه سوا ء في الداخل الفلسطيني وما يسمى بمناطق ال48 او مناطق الضفه والقدس وغزه اللتي أُحتلت عام 1967 .. ماهو جاري ببساطه يُختصر في هذا الوصف وهذا التصور البسيط وهو ان الجرافات الاسرائيليه تسير وتجرف الوجود الفلسطيني وامامها جيش عسكري يحميها وخلفها جيش من المستوطنين يستوطنوا المكان ويحلوا مكان الفلسطيني فور انتهاء الجرافات من تنظيف واخلاء المكان من الوجود الفلسطيني... واقع مُر والامر منه هو حال القيادات الفلسطينيه المهلهله التي تُلهي الشعب بشعارات فارغه لا جدوى منها الى حد ان الفلسطيني زمقها وزهقها ولم يعد يؤمن بها في ظل انقسام فلسطيني فصائلي سياسي وجغرافي لابل ما جرى وماهو جاري ان الفصائل الفلسطينيه تقاسمت النفوذ على رقع جغرافيه معزوله واحده في قطاع غزه والاخرى في الضفه الفلسطينيه..امارة غزه وجمهورية رام الله.. منطقة نفوذ حركة حماس وحلفاءها ومنطقة نفوذ حركة فتح وحلفاءها.. نفوذ محدوده سياسيا واقتصاديا في ظل تواجد نفوذ الاحتلال الاسرائيلي وحصاره وسيطرته على هذه المناطق ناهيك عن سيطرته الكامله على كامل فلسطين التاريخيه من جهه وتحكمه الكامل بمصير وحياة الشعب الفلسطيني من جهه ثانيه وبالتالي ماهو جاري منذ زمن ليس بقصير هو ترسيخ لوجود الاحتلال الاسرائيلي وتقاسم الفصائل الفلسطينيه لمناطق نفوذ داخل منظومة الاحتلال في ظل انقسام فلسطيني فصائلي ساهم ويساهم موضوعيا وعمليا في دعم الاحتلال وتوسع الاستيطان الاستعماري نحو المزيد من الاراضي الفلسطينيه و تغلغله الاستيطاني الى اعماق اعماق مناطق التواجد الديموغرافي الفلسطيني سواء في الضفه او القطاع او القدس او مناطق فلسطين الداخل.. الجاري ان الفصائل المتناحره حصلت على امتيازات في مناطق فلسطينيه[كانتونات] تخضع عمليا لسلطة وحصار الاحتلال الاسرائيلي.. مناطق نفوذ معلَّبه ومغلقه من الخارج... معلبه ولها منافذ ومعابر تتحكم بها بالكامل سلطات الاحتلال الاسرائيلي.. منافذ ومعابر الضفه وقطاع غزه الى حد ان دخول الفلسطيني الضفاوي الى القدس يحتاج الى جهد وتصاريح وعبور منافذ وقفز حواجز و تخطي جدار وحواجز وعناء وشقاء كبير بالرغم من ان القدس على مقرَّط عصا من الضفه لابل انها جغرافيا جزء لا يتجزأ من الضفه الفلسطينيه!!
من الواضح اننا امام حالة عجز فلسطينيه لا مثيل لها في التاريخ الفلسطيني وواضح ان الفصائل تكيفَّت مع وضع الانقسام واقتسام النفوذ على مناطق محتله واقعه سياسيا وعسكريا وامنيا تحت سلطة الاحتلال الاسرائيلي ولعبة الدوله الفلسطينيه اللتي تلعبها فتح في الضفه ولعبة كسر الحصار اللتي تلعبها حماس في غزه لم تعد تجدي ولا تفيد لابل قادت وتقود الى المزيد من الاحتلال والاختلال ومنح اسرائيل الوقت الكافي لفرض سيطرتها الاستيطانيه والعسكريه على المزيد من الاراضي الفلسطينيه ناهيك عن المزيد من الحارات والاحياء العربيه في القدس المحتله التي يقوم الاحتلال بتهويدها والسيطره عليها.. نعم الحديث يدور ايضا عن احياء كامله في القدس وعن وضع يصبح فيه الفلسطينيون في القدس بعد عقد من الزمن مجرد اقليه صغيره مقابل اكثريه يهوديه ساحقه.. لا تنسوا طبعا انه من المفروض ان تكون القدس عاصمة الدوله الفلسطينيه..القدس او ابوديس.. الله والعليم ابوديس.. القدس يبعث الله وبعين الله على حالها في ظل الاحتلال.. عن حال الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا حدث بلا حرج ...صار في حالة ضياع سياسي وتاريخي وفي حالة انتظار دائمه..الفلسطينيون..تارة ينتظرون الدوله.. واخرى المصالحه.. واخرى كسر الحصار عن غزه.. ويحلمون بالعوده.. ولا ننسى انهم يواجهون يوميا الاحتلال والاستيطان الذي يزحف الى قراهم وبيوتهم في فلسطين.. كل فلسطين..من الجليل الى النقب.. ومن القدس الى نابلس والخليل وجنين ورفح.. وهناك في رام الله توجد ورشة لصيانة اليات الاحتلال..سياسيا وعمليا وموضوعيا..تُجار كلام فارغ ينحدرون من اصل عرب الفتاتحه والحمامسه.. سمفونية الوطن الضائع على اوتار فصائليه مقطعه ..اوتار واوصال وطن مقطَّع!!
اتفقنا على المصالحه... لا ما اتفقنا ووصلنا الى طريق مسدود!.. في انتظار الدوله النيوركيه..مجلس امن..مجلس امريكا واسرائيل..مشان الله..كمان صوت حتى يعترفوا بحدود دولة العبابسه..فلسطين العبسيه..
د.شكري الهزَّيل