من الاستغلال إلى الدعارة.. فهل من طريق عكسي؟! ..خليل صارم

من الاستغلال إلى الدعارة.. فهل من طريق عكسي؟

خليل صارم
!

بداية نتساءل فيما إذا كانت العقوبة هي للإصلاح أم للإنتقام..؟.. المشرع يقول أن القصد من العقوبة هو الإصلاح..؟. كما أعتقد أن القانون هو نص وروح والنص الحرفي يفقد القانون روحه ويميت الجانب الإنساني فيه ويحوله إلى إداة قتل للجانب الإنساني في البشر.. تعالوا لنرى.
(ر) شابة جميلة في بواكير العقد الثالث من العمر.. أحبها ابن عمها وأحبته.. ولما أفقدها عذريتها أظهر جانب النذالة وأدار لها الظهر.. باتت في حيرة من أمرها..لا تدري ما تفعل لو انكشف الأمر.. الفضيحة كبيرة سوف تقضي على مستقبلها وحياتها.. باتت تبحث عن خشبة إنقاذ.. تعرفت على أحدهم..عرف بقصتها.. وعدها بالزواج.. هاهي الفرصة جاءت..قررت الهروب معه والاختفاء مؤقتاً من محيطها ومجتمعها.. أخذها معه إلى إحدى قرى اللاذقية القريبة من المدينة.. وهي غرة..جاهلة..لم تعرف الحياة بعد.. لاتحسن التمييز بين الذئب والإنسان.. كان ذئباً خسيساً حقيراً.. كان تاجر رقيق (قواد).. استغلها حسب أقوالها.. استغل خوفها.. فهم ذاك الحقير أن طريق الرجوع بات صعباً وخطراً عليها بعد أن غادرت بيت أهلها.
منذ مدة أقل من شهر هوجم المنزل ممن يرغمون الحمار على الاعتراف بأنه أرنب (لاندري اذا كانوا يحملون أمر تحري قانوني).؟ لم يكن هناك أحد في البيت.. كانت موجودة.. قبضوا عليها.. (لم يكن ثمة جرم مشهود) مع ذلك ساقوها معهم.. وهناك.. عندهم ونتيجة حالة الرعب اعترفت بعلاقة سابقة مع ابن عمها..واعترفت بما فعله معها ذاك النذل.. أحيلت إلى الطبيب الشرعي.. لم يكشف تقريره عن أية ممارسة قريبة.. لكنه أكد فقدان العذرية.. بقية قرابة اسبوع قيد التحقيق.. أحضروا ذاك الذئب البشري.. تبين أنه من أصحاب السوابق في هذا المجال. أحيل الاثنان إلى المحكمة ثم أودعا السجن.
منذ اكثر من سبعة عشر يوماً وهي في السجن دون أن يخلى سبيلها. عدا عن المدة التي بقيت فيها قيد التحقيق (يمكن سؤالها). ابن عمها لايدري ماهو وضعها الحالي.. أبدى الندم وتقدم لأهلها رسمياً متعهدا بالزواج.. والدها تعهد بذلك وإتمام مراسم الزواج. لكن لافائدة.. يتقدم محاميها بطلب إخلاء السبيل مبيناً الظروف المحيطة وأوضاع أهلها لكن لافائدة. أمها قد تموت في أية لحظة بسبب ماحصل ويحصل ولانقصد إبتزاز أحد عاطفياً (يمكن التأكد). المشكلة أن محامي ذلك الذئب يتقدم يومياً بطلب إخلاء سبيل تذهب الاضبارة مع طلبه وتعود بالرفض لأنه حقيقة لايستحق القبول ويجب أن يبقى لأطول مدة ولأنه من أصحاب السوابق في تكرار ذات الجرم. وهو بطلباته اليومية يعرقل طلبها ويجعله في أذهان القضاة مقروناً به، بمعنى أنه يسبب التشويش على وضعها.
في اليومين الأخيرين أعيد طلب اخلاء سبيلها بالرفض.. وهناك من كان يقول أن البت بالطلب في الاستئناف قد تأجل إلى اليوم التالي وفي اليوم الثاني قالوا أنها أحيلت إلى محكمة استئناف آخر.. ثم تبين أن الطلب قد رفض منذ اليوم الأول. وصار كل يدلي بدلوه.
الفتاة تريد العودة إلى السكة الصحيحة..فهل هذا ممنوع.؟. لا أحد يدري حقيقة وضعها في السجن..ومالذي يجري هناك.. هل يدل ذلك الذئب عليها..؟!!! ترى هل ستفهم أنه لامهرب لها من بين براثنه..؟!!.
أين روح القانون.. الرحمة مطلوبة..أين الرحمة.؟. المنطق مطلوب.. فهل هذا قريب من المنطق..؟!! نعود إلى ملابسات القبض عليها.. ونسأل أين الجرم المشهود.. هل هي مطلوبة بجرم سابق.. بالتأكيد لا.؟ ربما غداً يزج البعض في السجن اذا شوهد يسير مع إحد ى معارفه أو قريبة له أو حتى صديقته..؟
يقول المحامي وكيلها أن المحامية العامة في اللاذقية معروفة برصانتها وفهمها الرائع للقانون والزامها الجميع بالتقيد بالأصول والمطلوب هو أن تطلع بنفسها على الملف وتحكم. فالمضمون هنا أهم من الشكل. ويقول أنا أقبل بحكمها ورأيها لأنني أثق برأيها فسمعتها قد سبقتها.
أيها السيدات والسادة تذكروا أنكم كلكم أمهات وآباء فهل تسكتون عمن يقطع طريق العودة على المخطيء. والقانون ليس نصوصاً جامدة فقط.
ماذا لو وقعت إحدى بناتكم ضحية ظروف مماثلة..؟!! وعلينا جميعاً أن ننبري للدفاع عن المظلوم. لقد دخل الأمر في حدود الظلم. مع تقديرنا العالي للقضاء وتأكيدنا على احترام القانون. لكننا نتمسك برأي المشرع أن العقوبة للإصلاح وليست للانتقام ولايجوز أن نسمح لأحد بالتلاعب على شكليات القانون بقصد تعطيل العودة إلى طريق الصواب.
هذه الفتاة ليست خاطئة ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر.. المجرم هو ذلك الذئب وأمثاله،وأستغرب أن يجد من ينبري للدفاع عنه..؟!!!.