رسائل المحمول SMS موضة العصر
أصبحت ظاهرة الرسائل القصيرة أو ال SMS على شاشات القنوات الفضائية ظاهرة خطيرة .. الظاهرة تنهش الحياء و تدمر القيم ، و ترسخ الوقاحة و هدم الأخلاق ، و رغم ذلك لم يتحرك القائمون على نشر تك الطريقة إلى فعل أى شئ يحد من اتجاهها نحو خرق القيم و الأخلاق .
و لما إستفزتنى رسائل الـ sms بما تحمله من تجاوزات قررت و صديقة لى أن أدخل التجربة حتى أستطيع مناقشة تلك الظاهرة من البداية إلى النهاية ... و التفاصيل فى السطور التالية :
قلت فى رسالة عبر التليفون المحمول الخاص بصديقتى ( أنا فتاه وحيدة جميلة .. أريد شاباً وحيداً مثلى .. علشان نونس بعضنا ) .. انتظرت لحظة .. مانت الرسالة ظهرت على الشاشة ، و لم تمض دقائق حتى جاءنى الرد من شاب يقول ( أنا شاب وحيد مثلك .. ممكن أتعرف عليكى ) .
هنا دفعت صديقتى لإستكمال المهمة ، فقامت بتعريفه بنفسها تحت اسم وهمى .. كما قام هو بتعريفها بنفسه ، و إتفقنا على موعد محدد لإرسال الرسائل ، و استمر الحال هكذا لمدة أسبوع كامل ، وصف الشاب نفسه بأنه ( فتى الشاشة الأول ) و قال أنا فى وسامة حسين فهمى و جاذبية أحمد عز و أنه يحلم بلقائها .
صديقتى بدورها وصفت نفسها بأنها ليلى علوى .. ثم طلب الشاب منها موعداً لمقابلته حتى يتحقق حلمه أمام عينية ، و كان الموعد - أيضاً - من خلال الـ sms و أخبرها فى نهاية الرسالة أنه يحمل لها مفاجأة ، و بالفعل ذهبت صديقتى فى الميعاد المحدد لتتعرف على الشاب الذى ظلت تراسله لمدة عشرة ايام كاملة و اتفقنا على وسيلة معينة للتعارف و هى وردة حمراء فى يد كل منهما مثل أفلام الأبيض و الأسود ، و كانت المفاجأة الشاب الذى أخبرها أنه يبلغ من العمر 30 عاماً ما هو إلا مراهق لا يزيد عمره عن 18 سنة ، و كمان طالب فاشل فى احد المعاهد الخاصة ، و أكد لها أنه كذب عليها لإعتقاده أنها الأخرى تكذب عليه و أنها مثل معظم الفتيات اللاتى كان يراسلهما عبر الـ sms حيث كانت الواحدة منهن تقول أنها فى العقد الثالث من عمرها بينما هى طالبة فى المرحلة الثانوية و أحياناً فى المرحلة الإعدادية و بعدما صُدم الإثنان فى بعضهما و إكتشفا خداعهما لبعضهما إتفقا على نهاية هذه الحكاية دون أن يعرف بالطبع أنها صديقة لى .
و أعتقد أن هذه ليست هى الحكاية الوحيدة التى حدثت بل هناك مئات من الحكايات و القصص الفاشلة التى تبدأ و تنتهى عبر وسائل الsms ، و لكن لماذا يلجأ هذا الشباب إلى هذا العبث ؟
هى كده فراغ
أحمد عادل - طالب بـ معهد اللاسلكى - قال لى هذا نوع من الفراغ و محاولة لكسر الملل فنحن فى موسم إجازات و لا يجد الطالب ما يفعله - خاصة إذ لم يكن من مشتركى النوادى الخاصة - سوى قضاء جزء من وقته فى الدردشة مع أى شخص من خلال التليفون ، لأن هذه الرسائل رخيصة إلى حد ما مقارنة بالمكالمات على المحمول أو حتى الدخول على الإنترنت و عمل الشات إذا كان هناك كمبيوتر من الأساس .. و بصراحة الدردشة ما بتحلوش غير مع البنات !!
أما هايدى جمال - طالبة - تقول ما العيب فى هذه الرسائل طالما أنها تتم فى حدود الأدب !؟
و تضيف الشات و الدردشة من خلال الكمبيوتر أصبحت متاحة لكل من يمتلك هذا الجهاز الأساسى ثم لا أحد يعرف من المُرسل أو المُرسل إليه سواهم أنفسهم و دى حاجة لذيذة جداً و ستايل و أنا عن نفسى كثيراً ما اتبعت بهذه الرسائل خاصة عندما اكون زهقانة و لا أجد ما أفعله .. و هذه مجرد خطوة نحو تكوين صداقة جديدة عبر شاشة التليفزيزن ! خروج عن المألوف
على جانب آخر ترى رحاب الجمل - طالبة - أن العيب ليس فى رسائل الـ sms نفسها بل فى من سمح لهذه التجاوزات ان تحدث على الشاشة و تقول هذه الرسائل الهوائية تم إتاحتها لأغراض محترمة كإرسال التهنئة بالنجاح أو الخطوبة أو الميلاد أو الزفاف لكن للأسف بعض الشباب التافه استخدمه لعمل علاقات مع بعض الفتيات العابثات .. بل الافظع من ذلك ما تحويه بعض هذه الرسائل من تعبيرات إباحية مقززة و ألفاظ خارجة تظهر على الشاشة و خاصة فى الساعات المتأخرة من الليل .. فأين الرقابة على كل هذا ؟!
أما محسن حسين - طالب - فقد قال لنا أنه واحد ممن يرسل الشتائم و الكلمات الجارحة عبر هذه الرسائل لأنها من وجهة نظرى تمثل الخروج عن المألوف .
فكل الرسائل تهنئة أو محاولة للتعرف أو رسائل حب عذرى بين اثنين - عن طريق روميو و جوليت - ربما لا يعرفان بعضهما .. أنا أقوم فى هذه اللحظة بإرسال هذه الرسائل الخارجة حتى يخرج العاشقان من المود اللى عايشين فيه و فى بعض الأحيان أجد من يجادلنى و نبدأ معاً فى مباراة من المنافسة على قلة الأدب . استغلال و انتهازية
د . عفاف إبراهيم - أستاذ علم الإجتماع - ترى ان تلك الظاهرة نتيجة حتمية لعصر السماوات المفتوحة التى اصبحنا نتشدق بها فى كل مكان مؤكدين أنها دفعة نحو الامام متناسين غياب عنصر هام و هو عنصر الرقابة و الضبط إذ أن المسألة كلها مجرد تجارة رابحة تستفيد منها شركات المحمول و القنوات الفضائية مستغلين إقبال المراهقين على هذه اللعبة السيئة .
فتحوا الباب على مصراعيه أمام كل من يريد أن يرسل أى كلام عبر شاشات الفضائيات ، و حيث إن مرحلة المراهقة غالباً ما تتميز بالتهور و الرغبة فى إكتشاف الجنس الآخر و محاولة إقامة علاقة معه كنوع من إثبات الذات .
و قد وجدت هذه الغبات فى مثل هذه الفضائيات مرتعاً خصباًَ لإشباعها إضافة إلى غياب الأسرة و استهتارها ، فأصبحنا نجد الطفل الصغير يحمل موبايل فى جيبه ، و طبعاً الأسرة تتعامل مع ذلك على انه نوع من التدليل مع انه كارثة فهذا الطفل أو المراهق لا يُدرك أهمية هذا الجهاز و لا فوائد إستخدامه .
فيستخدمه للمنظرة أو إرسال الرسائل القصيرة الـ sms و مشاهدة ما ييكتبه على الهواء مباشرة و تفريغ شحنه العاطفية المكبوتة داخله ، و اصبحنا نجد بعض الوسائل الخارجة و التى تخرج بدون أى رقابة .
و هنا أتساءل عن دور الرقابة فى مثل هذه الفضائيات أم ن بريق المادة و الكسب السريع أعماها عن مثل هذه التجاوزات !؟
إعتذار لمشاهدين
مسئول من إحدى الفضائيات قال لنا : نحاول جاهدين ألا تحدث أى تجاوزت فى هذه الرسائل لكن فى قليل من الأحيان يحدث غفلة من القائمين على رقابة الـ sms و تخرج بعض الشتائم الخارجة ، و سرعان ما نتادرك الامر و نبعث بإعتذار للمشاهدين !!
و يضيف المسئول القضائى لا يوجد ما يمنع نزول هذه الرسائل طالما تتم فى حدود الأدب و اللياقة كما ان هذه الطريقة ليست بدعة فهى موجودة منذ سنوات تحت مسمى ( صديقى بالمراسلة ) حيث كانت تتم بين أصدقاء من بلاد مختلفة و عبر مجلات شهيرة ، و عندما ظهر الكمبيوتر تحول الموضوع إلى ما يُسمى الشاتينج و هناك من يستخدمه استخداماً سليماً و صحيحاً ، و هناك من يستخدمه عكس ذلك ، و هذا ما يحدث ايضاً مع خدة ال sms .. فطريقة الإستخدام تتوقف على الشخص و الأسرة ، و من ناحيتنا نحاول أن نُخرج هذه الرسائل فى حدود الأدب ( !!! ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتابي دوت كوم