أن تصل القباحة بنقل الأكاذيب والفبركات الإعلامية بقناة الجديد إلى حد الهذيان أمر أصبح غير جديد، وأن تحارب قناة الجديد الشعب السوري وجيشه بطريقة مشابه لما تمارسه قنوات الفتنة والتضليل والتي هي جزء منها أمر أيضا غير جديد، ولكن أن تقوم قناة الجديد بالمتاجرة بدم أحد كوادرها .. هذا بالأمر هو الجديد الذي لن يستطيع السوريون تقبله أبداً، لا من باب الأخلاق التي يتحلى بها هذا الوطن ولا من باب المهنية التي أقسمنا على عاتق أنفسنا بإتباع طريقها المليء بالمآسي والمخاطر.
بداية .. أود أن أتقدم بالتعازي نيابة عن زملائي في إن سيريا إلى عائلة الشهيد علي شعبان وبالتحديد أبيه وأمه التي أبكتنا بدموعها وصرختها الوطنية وهي تصرخ الموت لإسرائيل .. الموت لأميركا، كيف لا وهي تبكي على أبن الجنوب المقاوم .. وإذا نسي جعجع والحريري والسنيورة وجنبلاط من يسكن الجنوب فالضاحية المقاومة ستكون منطلقاً لتشييع جثمان الشهيد، وسيرون السواد الأعظم الذي سيغطي تلك المدينة حزناً على ابنها الذي سقط نتيجة إرهاب أكل الأخضر واليابس في أرض الشآم، ولن تفوتهم رؤية الرايات الصفراء وأعلام سورية وصور قائدها!!
أما قناة الجديد التي لو وصفناها بشتى أنواع الكلمات التي تعبر عن حالها السيئ فلن نعطيها ولو جزءً قليلاً من حقها، وكي لا تكون قضية الشهيد علي شعبان لعبة يحركها أعداء سورية كيفما يشاؤون .. علينا أن نشرح كيف ولماذا وما الهدف، كيف أن قناة الجديدة تمارس على مدار أكثر من ستة أشهر عدوان أهوج على الشعب السوري وقيادته وهي تستهتر بدماء السوريين وتنقل أكاذيب وزيف إعلامي، أما لماذا فالإجابة بسيطة ومن يريد أن يعرفها عليه أن يتجه إلى قبلة العفن الخليجي في الدوحة وأموال الشعب القطري التي تصرف يوميا من أجل ذبح الشعب السوري ويال المفارقة!!
أما الهدف فهو واحد عند كل أعداء سورية بمختلف جنسياتهم إن كانت عربية أو غربية أو (إسرائيلية)، ولكن الأمر الذي أثارني لكتابة هذه الكلمات القصار بعد سماع خبر استشهاد الزميل (علي شعبان) الذي دخل إلى الأراضي السورية بطريقة غير مشروعة ومقصودة من قبل إدارة قناة الجديدة هو طريقة نقل القناة ومتاجرتها بدم الشهيد التي تدرك تماماًَ أن من ارتكب هذه الجريمة هو من يقوم بقتل السوريين يومياً مدنيين كانوا أم عسكريين وهو نفس المجرم الذي سهل دخول القاعدة وعناصرها التكفيرية إلى داخل الأراضي السورية من دول الجوار، أما السؤال الذي أود طرحه إلى إدارة الجديد ولن انتظر منها رداً عليه : علمت من مصادر خاصة أن علي شعبان لم يتلق أي زيادة في الراتب منذ ثلاث سنوات ورفض تحسين خياط منحه أي زيادة فيه وقال له بالحرف الواحد : (بدك بدك ما بدك في ألف غيرك ناطرين ياخدو وظيفتك) فكيف يا ترى يظهر علينا تحسين اليوم وهو يتباكى على الشهيد!!
وسأذهب بعيداً عن تحليلات البعض وأتساءل: إذا كانت قنوات التضليل كالجزيرة والعربية تتعامل مع إرهابيين في المدن السورية الذين يذبحون من الوريد إلى الوريد وقناة السي أن أن التي تتعامل مع مفجري الأنابيب النفطية، ما الذي لا يضمن لنا أن قناة الجديد قد تعاونت مع إرهابيين لاستهداف كادرها الذي دخل الأراضي السورية بطريقة غير قانونية من أجل المتاجرة بالدماء التي ستسفك .. وهم من ساعدوا في سفكها!!!
علامات تعجب واستغراب واستفهام في آن واحد نضعها على طاولة من يسأل في سورية ولبنان، أما علي شعبان فليس لنا إلا أن نعزي بروحه وفقدانه رغم بعض التحفظات على مكان عمله السابق، وحاله كحال شهدائنا الذي رووا بدمائهم الطاهرة ثلاثة عشر شهراً كاملة دون كلل أو ملل الأرض السورية، لكن الفرق الذي يميزنا عن أعدائنا أننا سنعلن انتصارنا قريبا الذي بات يلوح في الأفق وسيجرون هم أذيال الخيبة والهزيمة.
ــــ المصدر ــــ
سيريا لايف