[b]مدينة حمص
حمص مدينة تقع في وسط سوريا يمر فيها نهر العاصي. وهي ثالث أهم المدن السورية ويعود تاريخها إلى عام 2300 قبل الميلاد وكانت تسمى في عهد الرومان باسم أميسا ولها تاريخ عريق.
لعل أقدم موقع سكني في مدينة حمص هو تل حمص أو قلعة أسامة، ويبتعد هذا التل عن نهر العاصي حوالي 2.5 كم، ولقد أثبتت اللقى الفخارية أن هذا الموقع كان مسكوناً منذ النصف الثاني للألف الثالث قبل الميلاد، ولقد ورد اسم حمص محرفاً في وثائق ايبلا المملكة السورية الشهيرة. وتدل أخبار موثقة التي تمت في تل النبي مندو قرب حمص أن مدينة حمص عادت للحضور، وما زالت الدراسات الأثرية قاصرة عن تحديد تاريخ حمص في العصر البرونزي والحديدي. ولكن تاريخ حمص في العصر السلوقي يبدو أكثر وضوحاً، ذلك أن قبيلة شمسيغرام كانت قد أقامت سلالة ملكية عرفنا أسمائها من عام 99 م وحتى عام 133 م. ثم كانت قبيلة كويرينا وقبيلة كوليتا في حقبة متأخرة ولبت حمص دورا هاما على مر التاريخ وذلك بسبب موقعها الواصل ما بين سوريا الداخل والبحر المتوسط وما بين الشمال والجنوب وقد انجبت حمص اباطرة وملوك ومشاهير مثل الاميره الحمصيةجوليا دمنه والاباطره كركلا ووايلا كبعل وسيفيروس الاسكندر والفيلسوف الحمصي لونجبنوس والطيب الشهير مارليان.
موقع المدينة
تقع حمص في القسم الأوسط الغربي من سورية على طرفي وادي العاصي الأوسط والذي يقسمها إلى قسمين، القسم الشرقي وهو منبسط والأرض تمتد حتى قناة ري حمص. والقسم الغربي وهو الأكثر حداثة يقع في منطقة الوعر البازلتية. تبعد حمص عن دمشق 175 كم وإلى الجنوب من حلب على مسافة 200 كم وإلى الشرق منها تبعد تدمر 150 كم وإلى الغرب منها طرابلس لبنان على مسافة 90 كم.
حمص في التاريخ
تُعتبر حمص ثالث مدينة سورية من حيث عدد السكان والأهمية بعد دمشق وحلب. تقع في الجزء الغربي من وسط سورية، وعلى الطريق بين دمشق وحلب. تبعد 160كم عن العاصمة دمشق، وهي مركز أكبر المُحافظات السّورية. وتُعدّ بموقعها المتوسّط همزة الوصل بين المناطق الشمالية والجنوبية والغربية والشّرقية، وترتفع عن سطح البحر508 أمتار.
يبلغ عدد سكّانها 800 ألف نسمةٍ، وعدد سكّان محافظتها نحو ثلاثة ملايين نسمة، وتبلغ مساحتها 42218 كم أي نحو أربعة أضعاف مساحة الجمهورية اللّبنانية، وتُعدّ سوقًا للبادية السّورية. وهي مركز مهمّ للزراعة كزراعة الحبوب والخضار والقطن والشمندر السكري. كما إنّها مركز صناعي يهتمّ بصناعة المنسوجات، وهي غنية بالمعامل والمصانع، وفيها مصفاة للنّفط.
تقع قلعة حمص فوق تلٍ ارتفاعه 32مترًا. فيها برجان يعودان إلى العهد الأيوبي. وتعود بقية تحصيناتها إلى العهدين المملوكي والعثماني. ولعبت القلعة دورًا مرموقًا في التّاريخ، خاصّةً في عهد الدّولتين الزّنكية والأيوبيّة وكذلك المماليك. وكان لسور حمص سبعة أبواب اندثرت. وفيها مجموعة من الجوامع الأثرية كجامع الدالاتي وجامع الخليفة عمر بن عبد العزيز وفيه قبره، ومسجد أبي ذر الغفاري. أما أشهر الجوامع على الإطلاق فهي: جامع الصحابي خالد بن الوليد وفيه ضريحه، وجامع النوري الكبير وكان معبدًا وثنيًا ثم تحوّل بعد الفتح الإسلامي إلى مسجدٍ رمّمه وجدّده الملك الزّنكي محمود نور الدين، فحمل اسمه "النوري".
تتركّز حول هذا الجامع الحمّامات الشهيرة، بالإضافة إلى العديد من الأسواق والخانات القديمة. وفي حمص مجموعة كنائس قديمة، منها كنيسة ما زالت آثارها قائمة في حيّ آل الزّهراوي، يعود تاريخها إلى القرن الثّالث الميلادي، وكنيسة السّيدة أم الزّنار ويعود تاريخ بناء هيكلها إلى القرن الخامس الميلادي. أمّا الآثار في المدن التابعة لمحافظة حمص فهي كثيرة جدًا، منها مدينة تدمر الصّحراوية الشهيرة. وفي منطقة "تلكلخ" قلعة الحصن ودير ماجرجس ونبع الفوار المُقدّس. وفي منطقة القصير تلّ النبي مَند وطواحين وجسور وقناطر. وفي منطقة الرّستن كهوف أثرية وأقنية رومانية والقبو الأبيض. وفي منطقة المخرم قصر الشّندفيان.
حمص مدينة مغرقة في القِدَم. سكنها الإنسان الحجري منذ 50 ألف عامٍ ق.م. وتعاقب على سكنها الأموريون والحثيون والفينقيون والآراميون واليونان والرومان والعرب والأتراك، كما وُرِدَ ذكر حمص في التّوراة أكثر من مرةٍ. وقرب حمص وقعت معركة قادش التي انتصر فيها رمسيس الثاني المصري على الحثيين، وعندها هزم أورليان الملكة زنوبيا في272 م. وأصيبت حمص بزلزالين مُدمّرين في1127 و1307م. وفي عام 80 ق.م ظفرت حمص باستقلالٍ إداريٍ إذ حُكِمَت من قِبَل ملوكها المحلييّن من أسرة سمسيغرام (80 ق.م ـ79م) الذين بلغت حمص في عهدهم أوج الإزدهار. ثم عادت حمص ودخلت تحت الحكم الرّوماني واستقلّت أسرة "السّميذع" العربية في تدمر وحَكَمت سورية أيّام أذينة الثاني (245ـ226) وزوّجته زنوبيا. ثم حكم حمص الغساسنة العرب برعاية البيزنطيين. وعرفت حمص في عهد الخلفاء الراشدين شأنًا عظيمًا حيث كان فتح حمص في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب. وبقي لحمص مركزها المرموق طيلة عهد الأمويين ومطلع عهد العباسيين، ثم انحطّت مكانتها السياسية لأنّها كانت بين آونةٍ وأخرى تعلن العصيان وتشعل الثّورات ضد العبّاسيين وولاتهم، فلا تحصد إلاّ الخراب والدّمار.
لمّا جاء الصليبيون، عجزوا عن الإستيلاء عليها لدفاع أهلها عنها. ولما استولى القائد التّتري تيمورلنك على بلاد الشام، مرَّ بمدينة حمص فلم يدمّرها أو يستبيحها كما فعل ببقية المدن السورية، بل وهبها لجثمان الصّحابي خالد بن الوليد الثاوي فيها قائلاً: "يا خالد إن حمص هديتي إليك أقدّمها من بطلٍ إلى بطلٍ". وفي الحرب العالمية الأولى، شارك عدد من أبنائها في الثورة العربية، وعلّق جمال باشا ثلاثةً من أبطالها على أعواد المشانق (دمشق 6 أيار 1916) وهُم: الشّيخ عبد الحميد الزّهراوي والمحامي رفيق رزق سلّوم والدكتور عزة الجندي.
انظر خريطة مدينة حمص القديمة وموقع مدينة حمص على الانترنت وموقع حلم حمص
-جمعت من مصادر مختلفة - موقع آل الصوفي 2009
ملاحظة: المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين علية، بل تخص كاتبيها، وقد أضيفت للتوضيح والفائدة.
تاريخ حمص
إن تاريخ مدينة حمص وأسوارها وقلعتها والمنطقة الجغرافية التي تمتد عليها حمص ضمن سورية هو تاريخ بلاد الشام على نحو عام فأصول سكان المنطقة تعود إلى الأقوام الكنعانية والعمورية وسمو (الآراميون) وهي هجرات عربية قديمة قدمت من الجزيرة العربية منذ القرن الثالث قبل الميلاد وشهدت المنطقة أيضا هجرات غير عربية من الشمال منهم الحثيون والمكدون (اليونان) والرومان.
-حمص في الفترة الأكادية الحثية 2500ـ 1200 ق م
في هذه الفترة يظهر ملك أكاد (سرجون الأول) الجبار بقوة على ساحة الأحداث في المنطقة ويسيطر على الممالك السورية ومنها حمص حتى الساحل السوري، وتظهر في هذه الفترة في سجلات البابليين تسمية ( آمورو ) أي بلاد الغرب والمقصود ( غرب بلاد ما بين النهرين ) أي سكان سورية الشمالية وتعني بلاد الآموريين وسميت ( مارثو ) وتعني الهلال في الآثار الأشورية، وفي الرقم المصرية الفرعونية في الفترة ذاتها سميت ببلاد ( الروثان ) كما سميت عند آخرين بلاد العمالقة أو الجبابرة.
والأموريين ينتسبون إلى كنعان ويسمون أيضاً بالعموريين وهم من الأقوام التي هاجرت من الجزيرة العربية حوالي 2500ق م لهم تاريخ هام في سورية وبلاد ما بين النهرين وأوجدوا الدولة البابلية القديمة في أكاد عام 2000 ق م وشكلوا دولة منظمة شرقي فينيقيا (سوريا الداخلية والشمالية) في عصر تل العمارنة ودخلت سورية وحمص فترة الصراع بين الحثيين في الشمال والفراعنة في الجنوب.
وتتداخل الأحداث السياسية كثيرا في هذه الفترة، ويختلط تاريخ حمص مع غيرها من مناطق سورية وتظهر أثار الممالك السورية قطنة (المشرفة) وإيبلا وكركميش وقادش (تل النبي مند) والمعاصرة لحضارات مجاورة كالكلدان والبابليين والفراعنة.
ويعد الكلدان القدامى أول من شكلوا ممالك منظمة في سورية من أشهر ملوكهم ( لوكالزاغيزي ) الذي امتدت مملكته من بلاد ما بين النهرين والخليج العربي والساحل السوري.
وتكشف الدراسات كسر فخارية تعود للعصر البرونزي القديم الرابع بين 2200و1900 ق م، ويحدث انقطاع في المكتشفات للعصر البرونزي الوسيط من 1900ـ1550ق م، ثم تعود آثار السكن إلى الظهور بعد هذا التاريخ المرافقة للغزو الحثي وسيطرتهم على سورية وصراعهم مع المصريين التي تستمر إلى الألف الأول ق.م والحثيون أصلاً قدموا من منطقة آسيا الصغرى واندمجوا مع الروثان وسيطروا على سورية وطردوا الأموريين نحو جنوب سورية وفي هذه الفترة جرت معركتي قادش بين الحثيين والفراعنه:
-الأولى بين ساتي الأول ابن رمسيس الثاني وملك حمص موثتار الحثي انتهت بالصلح بين الطرفين.
-والثانية بين المصريين وحلفاؤهم في عهد رمسيس الثاني وبين الحثيين وحلفاؤهم انتهت بانتصار المصريين / عام 1296 ق م على التحالف الحثي الآرامي والفينيقي وانتصار الفراعنة في معركة قادش شكل تحولا تاريخيا في منطقة حمص حيث تراجع الحثيون نحو الشمال وأصبحت حمص منطقة آرامية، وفي هذه الفترة يمتد نفوذ الفينيقيين إلى حمص ويصل حتى تدمر وكان الفينيقيون موزعو الولاء بين الحثيين والمصريين.
-حمص بين أشور والكلدان والفرس بين 1200 / 332 ق
وبين 1130 و 1110 جرت حملات آشورية بسط فيها الملك الآشوري تفلت بلاسر سلطانه على سورية حتى ساحل المتوسط وحدود مصر، وفيها قام سرجون بالقضاء على مملكة إسرائيل عام 721 ق م وسبى سكانها... وفي عام 672ق. م ثار 22 ملكا سوريا على الآشوريين بدعم مصري فهزمهم سرجون وهاجم مصر واحتل عاصمتها منف، وتابعت أشور قمع الثورات وبقي ملوكها يقمعون التمردات السورية والعبرية والمصرية حتى سقوط الدولة الآشورية على يد الكلدان الجدد 608 ق م فأقاموا الدولة الكلدانية الجديدة أو( الدولة البابلية الثانية ) الذين تابعوا صراعهم مع المصريين.
أواخر القرن السابع قبل الميلاد سيطر المصريون على سورية حتى منطقة كرميش في الشمال، وقام نبوخذ نصر الكلداني بطرد المصريين حتى حدودهم واحتل القدس وسباها وأسر ملك يهوذا حليفهم ونقله إلى بابل مع اليهود.
وفي العام 538 ق. م قامت الدولة الفارسية الناشئة بحملة واسعة، وقضى كورش الفارسي على الكلدانيين وسيطر على سورية ووصل نفوذه حتى حدود مصر، وحصلت عدة انتفاضات قضى عليها ملوك الفرس حتى قيام الإسكندر المقدوني 330 ق م بفتوحاته الكبيرة فقضى على الحكم الفارسي في سورية.
-حمص في عهد الاسكندر والسلوقيين والعصر الهلنستي 331 ـ 90 ق. م
بعد أن سيطر الاسكندر المقدوني على المنطقة اجتمع في قادش مع قادته، وأمر بإصلاح سد قطينة وبعد وفاته اجتمع أبناؤه في موقع الفراديس في سهل الزراعة بين جوسية والقصير وتوزعوا الإمبراطورية المكدونية المترامية الأطراف بينهم.
فتولى سلوقس سوريا وتولى بطليموس مصر وفي العهد السلوقي ازدهرت منطقة سورية و بنى السلوقيون حوالي 34 مدينة في سورية على نهر العاصي منها أفاميا التي بناها الاسكندر على اسم امرأته وقيل سلوقس وسماها على اسم امرأته، والرستن (أريتوزا) وسميت بهذا الاسم على اسم مدينة مقدونية وهو اسم إحدى بنات الماء في الأساطير اليونانية وأصبحت سوريا الداخلية (حمص وحماة وبعلبك ودمشق) منطقة صراع بين السلوقيين ملوك سورية والبطالمة ملوك مصر بين 330 / 90 ق م تناوبوا فيها النفوذ على جنوب سورية.
شهدت فترة السلوقيين ازدهار الصناعة والتجارة والمعادن الثمينة والزجاج والحلي والعطور وعصر الزيتون وتربية دودة الحرير، وسيادة اللغة اليونانية على حساب السريانية (الآرامية) وسادت هندسة المدن ذات المخططات الشطرنجية المميزة بالشوارع المتعامدة والمتوازية وبروز الاهتمام بالأبنية العامة كالمعابد والمسارح والساحات العامة والأروقة في الشوارع لظلها وجمالها والتماثيل الرخامية والبرونزية والفخارية والخزفية والتوابيت الحجرية والنقود.
-حمص في العهد الروماني من 90 ق.م إلى 273 م
يعتقد أن التل (تل حمص) نشأ السكن فيه بشكل بسيط منذ القديم وقبل 2500ق م ربما كحامية عسكرية أو مركزا للرصد ثم تطور إلى مركز بشري مهم، فإن حمص كمدينة مهمة (تل حمص) لم يسطع نجمها وتبرز مكانتها إلا بعد أفول نجم مدينة قادش، والمشرفة منذ بداية القرن الثالث قبل الميلاد أي في عهد السلوقيين وهم خلفاء الإسكندر، ولما ضعف حكمهم قامت في حمص أمارة عربية حكمتها سلالة ملكية ( أسرة شمسغرام) وهم سدنة معبد الشمس وهم ثمانية ملوك أسماؤهم عربية تدل على هويتهم، انتزعت الحكم من أيدي السلوقيين منذ عام 96ق. م، واتخذت مدينة اريثوسا (الرستن) عاصمة لها قبل أن تنتقل إلى تل حمص أولهم شمسغرام الذي بنى هيكلا لعبادة آلهة الشمس فوق التل والتي نقلها من بعلبك (هيليوبوليس ) ثم خضعت حمص المدينة للحكم الروماني منذ عام 64 ق م، وبقيت محتفظة بالحكم الوطني الذاتي إلى سنة 79 ق. م حيث ألحقت حمص ودمشق وتدمر بالحكم الروماني المباشر.
اشتهرت حمص وتدمر في هذه الفترة وفرقها الخاصة في الجيش الروماني ومعبد الشمس والحجر الأسود، وتزوج القائد الروماني (سبتيموس سيفيروس) من الأميرة الحمصية (جوليا دومنا) ابنة كاهن معبد الشمس باسيان عام 187 م الذي استلم عرش الإمبراطورية بعد عشر سنوات شهدت حمص خلالها ازدهاراً كبيراً استلم بعده ابنه كراكالا 211 م وقتله حرسه الخاص، وقامت ثورة في حمص بدعم من أفاميا انتصر فيها فيلق حمص على فيلق مكرينوس ونصب بدلاً منه على عرش الإمبراطورية (إيلاغابال) 218 م الذي نقل الحجر الأسود إلى روما وفرض عبادته فثارت روما عليه وقتل 222 م وحل محله ابن أخته (سيفيروس) صغر السن وقتل عام 235 م في تلك الفترة تطورت الزراعة والصناعة والتجارة والمواصلات وشق الطرق ورصفها بالحجارة مازالت آثارها باقية حتى الآن.
اهتم معظم الأباطرة الرومان بمدينة بحمص في هذه الفترة، ووصل الأمر أن حكم الإمبراطورية الرومانية سلالة حمصية وهم: كاركالا وهليوغابال والاسكندر سيفيروس وفيليب العربي، في ظلهم نعمت حمص بالاستقرار والأمن والرعاية الخاصة، وأصبحت مركزا عسكريا هاما، وعاصمة لسورية الداخلية وامتد حكمهم حتى الربع الأول من القرن الثاني الميلادي وبنيت الصومعة غرب حمص وهي مدفن أسرة شمس التي هدمت عام 1911 م.
وتسمية حمص بـ(أميسا) يعود إلى تلك الفترة اليونانية، وهي التسمية القديمة المعروفة لحمص منذ نهاية الألف الأولى ق م. وقد ورد اسم أميسا عند المؤرخ سترابون 59 و 43 ق م ولم يتم اكتشاف الآثار الهلنستية في حمص حتى الآن التي أصبحت تحت أنقاض المدينة الحالية.
كما شهدت حمص ازدهاراً اقتصاديا في جميع المجالات وانتشارا للآداب اليونانية واختلطت اللغة اليونانية بالسريانية (الآرامية) وشيد الرومان في حمص أبنية فخمة كما شهدت تطورا عمرانيا وشقت طرق هامة وتم تعبيدها بالحجارة السوداء وخاصة المنطقة الغربية ما زالت بعض آثارها باقية حتى الآن وإلى تلك الفترة يعود القول المشهور أن (العاصي صب مياهه في نهر التيبر) حاملاً العادات والتقاليد والثقافة واللغة إلى مدينة روما عاصمة الإمبراطورية.
بدأ تاريخ حمص كثقل مؤثر في المنطقة مع نشوء وتشكل المدينة وبروز التل كمركز سكني وظهور دوره على الساحة السياسية في المنطقة باسم أميسا منذ بداية القرن الأول قبل الميلاد أي في عهد السلوقيين خلفاء الإسكندر الذين تقاسموا مملكته المترامية الأطراف بعد موته فكانت سورية من حصة سلوقس ومصر من حصة بطليموس، وبدأ نجم أميسا يتلألأ بعد أفول نجم مملكتي قادش (تل النبي مندو) والمشرفة (قطنة) عن الساحة، وضعف الحكم السلوقي مكّن من قيام أسرة (شمسغرام) بتأسيس أمارة عربية اتخذت الرستن (أريتوثا) عاصمة لها في البداية ثم انتقلت إلى (التل) في منتصف القرن الأول ق. م
ومنذ ذلك الوقت بدأت مكانة المدينة الناشئة تعلو ودورها يتزايد في المنطقة، وأصبحت مركزا عسكريا هاما ونعمت بالاستقرار والأمن والازدهار.
ـ سلالة أسرة شمسغرام (تاريخ حمص للخوري أسعد):
1ـ يقال أولهم دابل 80 ق. م ويقال
2ـ شمس غرام 60 ق. م
3ـ ثم ابنه يمبليك الأول 44 ق. م
4ـ ثم أخيه اسكندر 31 ق. م
5ـ يمبليك الثاني ابن يملبيك الأول 20 م
6ـ ثم شمس غرام الثاني 34 م الذي بنى البرج والقصر ومدفن الأسرة غرب حمص ( الصومعة)
ـ ثم عزيز ابن شمس غرام الثاني 45 م تزوج ابنة اغريباس اليهودي واختتن وتهود من أجلها
ـ ثم خلفه يوليوس سهيم أخا عزيز 54 م ولقب بمحب الروم
وتسمية أميسا يونانية الأصل وقيل هي كلمة أرامية بمعنى الأرض المنبسطة، وهي التسمية القديمة لحمص منذ نشوءها كما ذكرها سترابون 59 و 43 ق م بهذا الاسم وبقي ملازما للمدينة حتى فترة متأخرة من العهد الروماني، وعرفها العرب باسم حمص قبل الفتح الإسلامي.
في فترة حكم أسرة شمس غرام اشتهرت أميسا بانتشار عبادة الشمس الذي بنى لها شمسغرام هيكلا للعبادة ووضع فيه الحجر الأسود المقدس، وكان شمس رئيس الهيكل ولقب بأمير العرب وملك إرتوزا الرستن ثم سمى خلفاؤه بملوك أميسا .... وكان هيكل الشمس والحجر الأسود يعتبر ملاذا مقدسا، ونقشت صورة الحجر على مصكوكات في سوريا وسلوقية والرها.
في الألف الأولى الميلادية اتسعت أميسا وخرجت عن التل، وشُيدت المدينة وفق المخطط الكلاسيكي للمدن الهلنستية / الرومانية على شكل شبه المستطيل يخترقها تقاطع شارعين غرب شرق وشمال جنوب، وبقي التل أكروبول المدينة أي المركز الإداري والديني وجزءا منها، وجميع الأبنية التي بنيت في العصور الكلاسيكية إما تهدمت أو أصبحت تحت الأرض بفعل الزلازل، وقليل منها بقيت آثارها بشكل جزئي فوق الأرض منها: (معبد أو هيكل الشمس المذكور في التل، والصومعة، وكنيسة القديسة هيلانة)
-انتشار المسيحية
إن تعصب أهل حمص للوثنية ووجود هيكل الشمس أعاق على نحو كبير انتشار المسيحية فيها، وبقيت ديانة سرية فترة طويلة حتى كثر أتباع المسيحية، وانكشف أمر أتباعها فتعرضوا للاضطهاد والتعذيب حتى الموت، فهاجر قسم منهم إلى المدن ومنهم إلى الأناضول ومنهم لاذوا بالمغاور، وكان الحمصيون أشد تعصبا من سواهم وأكثر قسوة وصلابة واستمر هذا حتى أواسط القرن الثالث.
تولى الإمبراطور قسطنطين الكبير الذي توفي 337 سدة الحكم فكان أول إمبراطور يدين بالنصرانية واعترف رسمياً بالدين المسيحي، وبنت هيلانة والدة الإمبراطور كنيسة في حمص ( كنيسة هيلانة ) وبنت كنائس كثيرة في الشام، واتخذت عيد الصليب في 14 أيلول وبنيت كنيسة بربارة وكنيسة حي كرم الغربي قرب الميماس في القرن الخامس، وتم تحويل المعابد الوثنية إلى كنائس في عهد الامبراطور جوليان 391م وحول معبد الشمس إلى كنيسة. وكان أول أسقف في البيعة يسمى سلوانوس الفلسطيني.
في القرن الرابع الميلادي تنصرت الغساسنة وبنيت في حمص عام 451م كنيسة مار مارون وضاعت أثارها في الزلازل المتتالية، وتم تحصين مدينة حمص وإصلاح سورها / 491 و518م / وعين الحارث بن جبلة ملكاً للقبائل العربية، واحتلت جيوش الفرس وكسرى سورية، وقبض الرومان 582م على ملك الغساسنة المنذر بن الحارث فثارت قبيلته على الرومان وفشلت في تمردها. في تلك الفترة انقسم الحمصيون إلى مذاهب وشيعاً وانحاز بعضهم إلى الفرس وبقي آخرون على مذهبهم القديم كأهالي صدد والقريتين وبقيت حمص تتنقل بين النفوذ الفارسي والرومان حتى الفتح الإسلامي.
-مرحلة الفتح الإسلامي
خلال حكم الروم لسورية وحمص توافدت هجرات القبائل العربية إلى المنطقة منها عرب الغساسنة وتنوخ وكلب في سورية وعرب الحيرة وكندة في العراق.
وذكر المسعودي في مروج الذهب أن أول من نزل الشام قضاعة انضافوا إلى ملوك الروم، فملكوهم بعد أن تنصروا على العرب في الشام فكان أول ملوك تنوخ النعمان بن عمرو بن مالك ثم وردت سليم الشام فتغلبت على تنوخ . وذكر اليعقوبي: أهل حماة قوم من يمن والأغلب عليهم بهراء وتنوخ، وأهل حمص جميعا يمن من طيء وكندة وحمير وكلب وهمذان وغيرهم. وبعد الفتح الإسلامي نزلت في حمص قبائل طيء وحجر وكلب وهمدان.
فتح أبو عبيدة بن الجراح حمص صلحاً سنة 14 هـ ثم جلوا عنها وأعادوا الجزية إلى أهلها فحزن عليهم أهل حمص، ثم فتحت المدينة بعد معركة اليرموك حربا سنة 15 هـ 636 م بعد حصار دام سنتين، وقتال شديد بقيادة خالد بن الوليد، وضرار بن الزور، وميسرة بن مسروق العبسي، وعمرو بن معد يكرب الزبيدي واستشهد فيها من المسلمين لا يقل عن 235 صحابيا منهم يقال عكرمة بن أبي جهل ثم تسلمها، السمط بن الأسود الكندي وقسّم منازلها بين السكان الجدد، وعندما غادرها جيش المسلمين خلّف عليها عبادة بن الصامت. كانت حمص بداية الفتح الإسلامي تضم قنسرين والرستن وحماه وسلمية وشيزر وأفاميا وجسر الشغور ومرافئ طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية والفرقلس والقريتين وتدمر. وأصبحت أحد الأجناد الأربعة في بلاد الشام.
من أمراء حمص أيام الخلفاء الراشدين (تاريخ حمص للخوري أسعد)
1ـ السمط بن السود الكندي سنة 15هـ و 636م
2ـ عبادة بن الصامت سنة 15 و16هـ
3ـ عبد الله بن قرط سنة 16 ـ 18هـ 637 ـ639م
4ـ عياض بن غنيم 18ـ19هـ 639م
5ـ حبيب بن مسلمة الفهري سنة 19 ـ20 ـ 39 و40هـ
6ـ سعيد بن عامر : 20هـ 640م
7ـ شداد بن أوس : 20و21هـ 640 م
8ـ عمير بن سعيد : 21و23هـ ـ 641ـ643م
9ـ شرحبيل بن السمط مرتين : 23/26هـ ـ 643م و646م
10ـ عبد الرحمن بن خالد: 26ـ46هـ ـ 646ـ666م
أهم ولاة حمص هو عبد الرحمن بن خالد بن الوليد تولاها لمدة عشرين عاما شارك جيش حمص بقيادته مع معاوية في معركة صفين وكانوا أشداء فيها ومات مسموما.
دانت البلاد الإسلامية للخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد تنازل الحسن له سنة 41هـ 661م، وكان لحمص اهتمام زائد بالسياسة والخلافة، ووجهة نظر متميزة ومركز ثقل في الأحداث منذ البداية، فشارك أهل حمص بفعّالية في الأحداث والفتن والتمردات في وقت مبكر من الفتح الإسلامي بدايتها كانت شكايتهم المتكررة لعمالهم رغم صلاحهم وزهدهم كسعيد بن عامر، وقيامهم بطرد ولاتهم أو قتلهم فتعرضت المدينة للحصار، والفتح عنوة والتدمير والخراب والقتل مرات عديدة. وعند موت يزيد بايع الناس ابن الزبير ومنهم الضحاك بن قيس والنعمان بن بشير الأنصاري بحمص ثم انقلب عليهم الحمصيون. وبايع الأمويون في دمشق مروان بن الحكم وأصبح الناس بالشام فرقتان اليمنية انحازت مع مروان والقيسية مع الضحاك والنعمان، وقتل الضحاك بمرج راهط وفر النعمان من مدينة حمص خلسة مع أهله فلحقه قوم من حمير وباهلة حمص فقتلوه وردوا رأسه مع إلى المدينة سنة 65هـ
ثار الحمصيون على يزيد الثالث بن الوليد بن عبد الملك لمقتل الوليد، وطالبوا بدمه وجندوا الأجناد وهاجموا قصر العباس بن الوليد في حمص وخربوها، وأمروا عليهم معاوية بن يزيد بن الحصين بن نمير ووافقهم أمير حمص مروان بن عبد الله بن عبد الملك، وتجهز الطرفان للمعركة ونصحهم مروان بعدم الخروج والتحصن بالمدينة فثاروا عليه وقتلوه مع ابنه وولوا عليهم أبا محمد السفيان، وتوجهت قوات حمص إلى دمشق ونزلت قرب عدرا على مشارف دمشق فكبستهم جند عبد العزيز بن الحجاج وقتلت كثيرا منهم فانهزموا وبايع أهل حمص يزيد.
اتهم الحمصيون العباس بن الوليد فارس بني مروان بالمعاونة على قتل الوليد فانتفضوا عليه وهدموا داره ونهبوها وسلبوا حرمه وسجنوا ابنيه ...تولى بعد يزيد أخوه إبراهيم سنة 126هـ 743م وامتنع أهل حمص عن مبايعة إبراهيم وبايعوا مروان، وبعد ثلاثة أشهر ثار أهل الشام وحمص على مروان وحاصر مروان المدينة وفتح جماعة من حمص له الأبواب فهرب المتمردون من باب تدمر فصلب القتلى على الأسوار وهدم قسماً من سور المدينة وثار سليمان بن هشام في دمشق ثم ارتد إلى حمص وبنى ما تهدم من سورها وكمنوا لمروان في الحقول ثم تحصنوا في المدينة فحاصرهم مروان ورماها بالمجانيق، فطلب أهل حمص الأمان وتسلم رؤوس التمرد. وعندما انهزم مروان أمام أبا مسلم الخرساني في العراق انحاز إلى الشام، ومر بحمص فلحق به الحمصيون يريدون قتاله والثأر منه، فكمن لهم في الطريق وطلب منهم الرجوع فأبوا فهزمهم وردهم إلى المدينة.
أمراء حمص زمن الأمويين:
1ـ مالك بن عبد الله : 46هـ ـ 666م
2ـ بسر بن ارطاة : 50هـ ـ 670م
3ـ سفيان بن عوف الأزدي : 50هـ ـ 670م
4ـ فضالة بن عبيد : 51 ـ 671
5ـ بسر بن ارطأة ثانية : 51 ـ671
6ـ سفيان بن عوف الأزدي : 52 ـ 672
7ـ عبد الله بن سعيد الغزاري : 52 ـ 672
8ـ محمد بن عبد الله الثقفي : 52 ـ 672
9ـ عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي: 53 ـ 673
10ـ محمد بن مالك : 54 ـ 673
11ـ معن بن يزيد السلمي: 54 ـ 673
12ـ سعيد بن عوف : 55 ـ 674
13ـ جنادة بن أمية : 56 ـ 675
14ـ عبد الله بن قيس الغزاري: 57 ـ 676
15ـ مالك بن عبد الله الختعمي : 58 ـ 677
16ـ عمرو بن مرة : 59 ـ 678
17ـ عبد الملك بن مروان: 66 ـ 685
18ـ محمد بن مروان : 73 ـ 692
19ـ الوليد بن عبد الملك : 75 ـ 694
20ـ عبيد الله بن عبد الملك : 81 ـ 700
21ـ محمد بن مروان ثانية : 82 ـ 701
22ـ مسلمة بن عبد الملك : 85 ـ 704
23ـ هشام بن عبد الملك : 87هـ ـ 706م
كانت حمص أيام الأمويين في المقدمة ومحجة ومقصد كثير من أمرائهم وفي عهد العباسيين يضعف دور حمص وتفقد أهميتها ومكانتها لانتقال عاصمة الخلافة إلى بغداد، وابتعادها عن حمص ورغم ذلك استمر أهل حمص يعتزون بأنفسهم ولم يتوانوا بالوثوب على حكامهم الظلمة لكن سطوتهم بدأت تخفت وتتضاءل حتى تلاشت... وثب الحمصيون على عامل الرشيد سنة 190هـ فخرج إليهم فاسترضوه فعفا عنهم وعصي أهل حمص على الأمين 194 هـ وقتل عدد منهم وأحرقت نواحي حمص وثاروا أيام المتوكل 240هـ و241هـ والمستعين 248 هـ وفي كل مرة تهدم المدينة وتخرب ويقتل ويشرد أهلها وينكّل بهم.
-حمص خلال الخلافة العباسية:
تناقصت أهمية حمص، ولكن في عهد الخليفة العباسي الأمين، عام 194 هجري ثارت حمص فأرسل من يخربها ويحرقها نواحيها، وكما ثاروا في عهد المتوكل 240-241 هجري عهد الخليفة المستعين عام 248 هجري، فكان جزاء حمص في كل مرة تخريبها وتشريد أعيانها وقتل أبنائها في عام 333 هجري 924 م خضعت حمص لسيف الدولة الحمداني فارتبطت بحلب حتى عام 406 هجري 1019 م فكابو فراس الحمداني أحد ولاتها في هذه الفترة عانت حمص الويلات بسبب الحروب القائمة بين الحمدانيين والبيزنطيين المتمركزين في إنطاكيا إذ هاجمها الإمبراطور (نقفور الفقاش ) عام 969 م بعد وفاة سيف الدولة فنهبها وسبى أهلها ودمر جامعها ثم أحرقها بعد أن أخلاها من أهلها وفي عام 975 م زحف إليها الإمبراطور يوحنا واستولى عليها فنالت النهب والحرق مرة ثانية في عام 1002 م أحرقها دوق إنطاكية البيزنطي بعد التجاء أهلها إلى كنيسة مار قسطنطين، بعد زوال الدولة الحمدانية تقاسم حمص أمراء البادية بني مرداس السلطة عليها1086 م اعترف أمير حمص (خلف بن ملاعب ) بسلطة الفاطميين على حمص وهذا أزعج السلاجقة في أصفهان فزحفوا إليها فمنحت إلى السلجوقي تاج الدولة (تتش) ومن ثم إلى وضاح الدولة الذي قتاله إسماعيليون عام 491 هجريوبين عامي 1116 – 1126 م، خضعت حمص للاحتلال الصليبي مرتين ولكن في عام 1138 م أعادها عماد الدين الزنكي بعد حصارها، ولكنها آلت للأيوبيين فرمموا أسوارها وأصلحوا تلفها.
-في أيام المماليك:
وطأت أرض حمص مجافل التتار سنة 658 هجري، ولكن أمير حمص الأشرف ومعه المنصور حاكم حماة أخرجوهم من حمص ويقال أن تيمورلنك لم يؤذ سكانها حرمة الهزيمة برفاة خالد بن الوليد.
-في أيام العثمانيين حتى الانتداب الفرنسي:
بعد عام 1516 م اعتبرت حمص أحد الألوية الغالبة لطرابلس في الربع الأول من القرن الثامن عشر عام 1725م الحقت حمص مع حماة بولاية الشام . وبين عامي 1833-1242 م آلت حمص للحكم المصري تحت سلطة ابراهيم باشا ولكن في عام 1866 م قرر السلطان العثماني عبد العزيز اعتبار حماة متصرفية .وحمص مركز لحكومة اللواء , ولكن بعد عام 1867 م اعتبرت حمص قائم مقامية تابعة لحماة وذلك لاسباب امنية تتعلق بكثرة غارات البدو على حماة الشركسية المسلمة لتكون هذه القبائل بمثابة خط دفاعي أمام غارات البدو ولكن بعد ظهور الحركات الطوراني والتتريك في السلطة العثمانية وانخراطها غي أحداث الحرب العالمية الأولى والمجازر التي نفذها جمال باشا السفاح والي سوريا عندما أعدم عدداَ من المفكرين والقوميين السوريين فقدمت حمص عبد الحميد الزهراوي ورفيق رزق سلوم وعزة الجندي ولكن قيام الثورة العربية بقيادة الشريف حسين عام 1916 م وابنه فيصل تم طرد العثمانيين من سوريا فتم تشكيل حكومة (الملك فيصل في سوريا فبرز من حمص في الوزارة التي ألفت، ولكن فرض الانتداب الفرنسي على سوريا جعل أهالي حمص يحملون مشاعل الثورة والمعول لبناء بلدهم وتحريرها من الاستعمار الفرنسي فقدمت حمص الكثير من الشهداء وعلى رأسهم (فؤاد رسلان وخير وسعيد الشهلة) ولكن عندما نالت سوريا الاستقلال في 17 نيسان عام 1946 م ثم أخذت محافظة حمص تسير في طريق التطور من كافة النواحي العمرانية والاقتصادية والفكري.
انظر متحف مدينة حمص وموقع مدينة حمص على الانترنت وموقع حلم حمص
-جمعت من مصادر مختلفة - موقع آل الصوفي 2009
ملاحظة: المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين علية، بل تخص كاتبيها، وقد أضيفت للتوضيح والفائدة.
آثار حمص
تحتوي مدينة حمص عدة مواقع أثرية حيث شيّدت في حمص أبنية دينية كثيرة من مساجد ومقامات في مراحل العصور والحضارات القديمة وفي العصر الإسلامي، كما شيدت فيها كنائس ومعابد خلال العهود القديمة والإسلامية الوسيطة المتأخرة أهمها:
الجامع النوري الكبير:
كان هيكلاً للشمس ثم حوله القيصر ثيودوسيوس إلى كنيسة ثم حول المسلمون نصفه إبان الفتح العربي إلى جامع وبقي النصف الآخر كنيسة للمسيحيين، لاحقاً وبنتيجة تهدم هذا المسجد بالزلزال في أيام نور الدين الشهيد فأعاد بناءه سنة 1129 م على شكله الحالي حيث قام بشراء الأرض وضمها لأرض المسجد الجامع.
وفيها كثير من المقامات مثل مقام أبو الهول، مقام أبو موسى الأشعري، والصحابي عمرو بن عنبسة والصحابي العرباط بن سارية في الحولة ومقام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وغيرها.
كنيسة أم الزنار 59 ميلادي وفيها زنار السيدة العذراء
كنيسة مار الليان الحمصي 432 ميلادي وفيها قبر القديس الليان الحمصي
متحف حمص
الأسواق التاريخية
قلعة حمص
سور مدينة حمص
المدافن الأثرية
جامع النورى
-جمعت من مصادر مختلفة - موقع آل الصوفي 2009
ملاحظة: المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين علية، بل تخص كاتبيها، وقد أضيفت للتوضيح والفائدة.
أسماء ومسميات من حمص
1- العصياتي:
تسمية لحمّام وجامع. وهما متقاربان، غير بعيدين عن السور الشرقي للمدينة، مابين باب تدمر وباب الدريب. نسبة إلى عائلة حمصية اشتهرت باسم ابن العصياتي ومنهم البدر محمد بن ابراهيم، وكان فقيه مفرط الذكاء من طبقة القضاء الأولى. مات في عام 834 هـ 1430م. كذلك اشتهر ابنه محمد بن محمد وكان فقيهاً ونحوياً، تولى القضاء في دمشق ثم في حمص ومات فيها عام 858هـ 1454م كما اشتهر الحفيد محمد بن محمد بن محمد الذي عرف بالحافظ وقد ولد بحمص عام 843هـ 1439م.
2- السراج:
حمَّام وجامع. وهما متقابلان، في منطقة الورشة قرب باب تدمر. وكانت التسمية نسبة إلى السراج عمر بن موسى القرشي الحمصي. تولى القضاء في عدة مدن وتوفي عام 861هـ 1457م. وقد تزوج الخليفة العباسي القائم بين المتوكل القاهري ابنه السراج حواء. وكلمة السِراج هي اختصار كان شائعاً في ذلك الوقت لسِراج الدين.
3- أبو الهول:
تطلق هذه التسمية على الشارع الممتد ما بين السوق المسقوف وبستان الديوان. وهي نسبة لمزار فيه ضريح لأبي الهول. وهو تابعي كان مولى لبني طريف من كندة. وقد سمي أبو الهول لشدة سواده وضخامة جسمه، وبعد اسلامه ساهم مع قومه في فتوح الشام، وكان له دور مهم في فتح قلعة حلب. ثم سكن في حمص وتوفي بها وضريحه يزار حتى الآن..
4- كعب الأحبار:
تطلق هذه التسمية على شارع يحازي موقع السور الشرقي للمدينة القديمة نسبة إلى كعب الأحبار الذي يجاور ضريحه هذا الشارع أمام باب الدريب. وهو كعب بن ماتع الحميري من الطبقة الأولى للتابعين في الشام. مات بحمص عام 32هـ 652م. ودعي كعب الأحبار لكثرة علمه ومناقبه وحكمه. كان من رواة الأخبار يقص على الناس، وقد بلغ مئة وأربع سنوات من العمر.
5- العمري:
هو مسجد يقع في شارع الحسيني شمال شرقي القلعة. يسمى أحياناً جامع النخلة نسبة إلى نخلة كانت في صحنه ولكن الشائع أكثر هو العمري نسبة إلى عمر بن يوسف الحنفي البقراصي الذي جدد بناء الجامع. ودفن فيه عندما مات عام 1739م وقد سمي أيضاً جامع التركمان لسكن عدد كبير من التركمان حوله.
6- أبو العوف:
هو شارع شق بأوائل هذا القرن. يصل مابين شارع القوتلي (السرايا) وسوق الخضرة وقد اتخذ اسمه من ضريح في طرفه الشمالي يقال أنه لمحمد بن عوف الطائي. وهو من أشهر رواة الحديث وحفاظه بالشام في القرن الثالث الهجري. وعندما هدمت مديرية الأوقاف المقام لتجديده عام 1994 ظهرت عدة قبور مع شواهد حجرية كتب على أحداها (محمد أبو العوف الطائي الميلوي).
7- السايح (وادي السايح):
وهو منخفض يقع شمال حمص القديمة كان يسمى وادي الخالدية لامتداده نحو ضريح خالد بن الوليد. وقد سمي بالسايح نسبة إلى الشيخ محمد السايح الاسكندراني. الذي جاء إلى حمص في القرن التاسع عشر، ويذكر أنه كان مسيحياً يعيش في الاسكندرية، وأمسكه اليهود لذبحه من أجل تحضي فطير الدم، ولكنه استطاع الفرار منهم بأعجوبة. ثم أسلم وتزهد وساح في البلاد حتى وصل حمص فسكن في بيت على شكل صومعة قرب الوادي حتى وفاته.
8- الدبلان:
وهو من أشهر شوارع حمص وأكثرها شعبية للنزهة المسائية، وقد أخذ اسمه من كنية صاحب مقهى اسمه أمين الدبلان والذي أقام مقهاه على الساقية التي كانت تجري مخترقة المنطقة حتى ما بعد منتصف القرن الماضي. واشتهرت قهوة الدبلان لتعطي فيما بعد اسمها للشارع المؤدي إليها وأصبح شارع الدبلان وهو يمتد من الساعة الجديدة إلى حديقة الدبلان.
9- الشياح (جورة الشياح):
وهو اسم لحي من أحياء المدينة الجديدة. وكانت المنطقة عبارة عن منخفض على يسار المتجه شمالاً من باب السوق إلى جامع خال بن الوليد. وكانت مكاناً للمكالس، حيث يحرق فيها الحجر ويحول إلى كلس وكان الوقود هو نبات الشيح البري، وربما سكن فيها شياح (جامع الشيح) فدعيت بأسمه.
10- الشناوي (جورة الشناوي):
وهي منطقة سكنية الآن وكانت منخفضاً ما بين القلعة ومقام الخضر. وكانت تزرع سقياً لوجود نبع ماء صغير فيها. أما اسم الشناوي فنسبة إلى شخص من آل السيد سليمان تملك قطعة منها وسكن فيها، وهو شناوي من أتباع الطريقة الصوفية الشناوية المتفرعة عن الطريقة الأحمدية.
11- العدوية:
تطلق هذه التسمية على على جزء من زاوية صوفية تحولت الآن إلى مضافة، يقال انه لاحدى زوجات نور الدين الشهيد. وكانت امرأة صالحة تقية متصوفة وقد أطلق عليها اسم المتصوفة المشهورة رابعة العدوية تشبيهاً بها لزهدها
كما توجد في حمص منطقة أخرى تسمى العدوية تقع خارج باب الدريب نسبة إلى آل العدوي مالكي الأرض التي تحولت إلى حي سكني.
12 - المريجة:
وتطلق هذه التسمية على منطقة تجاور باب الدريب من الجنوب. وكانت المريجة أرض البيادر لحمص القديمة، تكدس عليها الحبوب بعد حصادها لتدرس وتذرى. وفي الربيع ينبت الحب المتساقط على الأرض فتتحول المنطقة إلى مرج أخضر. ومن هنا جاء اسمها، فالمريجة تصغير للمرجة، ولذلك كانت مقصد المتنزهين في الربيع. واشتهر فيها الاستعراض الغنائي الشعبي الذي كان يقوم فيه الشباب أثناء النزهة وهو (قبة حمام الزيني).
13 - الصفصافة:
وهي اسم لمنطقة في حمص القديمة. وسبب التسمية يعود لوجود صفصافة كبيرة كانت في ساحة صغير تقع جنوب جامع الزعفرانة ويمر بها شارع ابن زهر. وقد اشتهرت الصفصافة بفن المصدر الحمصي وكانت آخر معاقل هذا الفن الغنائي الاستعراضي التراثي في حمص.
14- قصر الشيخ:
اطلقت هذه التسمية على شارع ومنطقة في حمص القديمة تمتد من شارع أبو الهول حتى الورشة وهي نسبة إلى بيت (قصر) الشيخ عبد الله الحراكي. وهو أول مشايخ زاوية الحراكي، القريبة من القصر. وكان آخرهم الشيخ ياسين الذي تروى عنه كرامات كثيرة.
15- التغرة:
وهي تسمية لمنطقة من حي الفاخورة في حمص القديمة، نسبة إلى ثغرة أحدثت في السور الشمالي، بعد اهماله وانتهاء دوره الدفاعي، للعبور منه إلى خارج المدينة وهي من أولى الثغرات في السور ولذلك اشتهرت وكان في المنطقة حمام عرف باسم حمام الثغرة.
16- طاقة أبو جرس:
وكانت أيضاً احدى الثغرات في السور الشرقي مابين باب الدريب وباب تدمر. وعن سبب التسمية يتناقل سكان المنطقة رواية شعبية تقول أن حيواناً يؤكد البعض أنه كلب في رقبته جرس كان يشاهد ليلاً بالقرب من الطاقة. وهناك تلميح إلى أنه من الجان ويقوم بحراسة هذه الثغرة.
17- تحت المادنتين (المئذنتين).
أطلقت هذه التسمية على جزء من شارع الأبرار وقد اكتسب هذا الاسم من مئذنتي جامع الابرار وجامع الحنابلة. ولارتفاع المآذن فقد قيل للمنطقة التي بينهما تحت المئذنتين وبالعامية الحمصية المادنتين..
18- ظهر المغارة:
تطلق هذه التسمية على أحد أحياء حمص القديمة والذي يميد شمال القلعة ويقال أنها نسبة إلى مغارة القلعة التي تتجه جنوباً وهذه المنطة خلف المغارة تماماً فهي ظهر المغارة. ولكن هناك رأي آخر يقول أن التسمية جاءت من مغارة كبيرة تمتد تحت المنطقة وظهر المغارة أي أعلاها. ويمكن أن تكون هذه المغارة -التي يؤكد البعض معرفتهم بها- إحدى الدياميس البيزنطية وهي كثيرة الوجود في حمص.
19- الكثيب:
وهو مرتفع من الأرض كان يسمى الكثيب الأحمر، وقلبت العامة الثاء تاء للتخفيف. ويقع خارج باب تدمر، شمال شرقي حمص القديمة. وقد اتخذ هذا الكثيب كمقبرة للمسلمسن منذ الفتح العربي ويذكر أن به عدداً كبيراً من شهداء الفتح من الصحابة والتابعين، ولايزال مقبرة اسلامية حتى الآن.
20- الناعورة:
وهي اسم لمنطقة من أسواق حمص الجديدة. وقد أتخذ اسمها من ناعورة كانت ترفع الماء من الساقية (المجاهدية) إلى الجامع النوري الكبير. وكانت بالقرب من باب السوق، جانب فرع مصرف سورية المكزي الآن. وقد أقيمت الناعورة في ربيع الأول 1124هـ 1712م.
21- القيسرية:
هذه الكلمة ذات أصل يوناني تعني البناء الملكي (أي الحكومي) وهي بوظيفتها قريبة من الخان. ولم يبق في حمص إلا قيسارية واحدة لذلك عرفت الآن باسمها المجرد (قيسرية). وكانت في السابق تعرف باسم سوق بني العظم أو قيسرية العظم لأن بانيها هو الوالي المشهور أسعد باشا العظم وتم بناؤها عام 1312.
22- البغطاسية:
وهي اسم لحي من أحياء حمص الجديدة يمتد غرب المدينة القديمة بانحراف نحو الشمال. وقد جاءت هذه التسمية من (بكتاشية) وهي احدى الفرق الصوفية التي انتشرت في العهد العثماني. ويعد مؤسسها الحاج بكتاش الوالي أبا روحيا للجيش الانكشاري.
23- سوق الحشيش:
إنه اسم لمنطقة صغيرة من أسواق حمص القديمة وهو يساير الجدار الجنوبي لجامع القاسمي ويمتد باتجاه الشرق لمسافة بسيطة تنتهي بالمدخل الجنوبي للسوق المسقوف. وسمي بسوق الحشيش لأن على أطرافه كانت تباع كل أنواع الحشيش من رشاد وخبيزة وقره وجرجير...الخ ولا يزال الرصيف المحاذي لجدار جامع القاسمي حتى الآن مكان لبيع هذه الحشائش البرية. وكان بيع تلك الأنواع يستمر والمناداة عليها تتواصل حتى قبيل الظهر. وبعد صلاة الظهر يبدأ عرض نوع آخر وهو الفصة والتي كانت طعام دواب الركوب والتحميل وخراف التسمين، ولكنها لم تخرج عن اختصاص السوق فهو سوق الحشائش وبالعامية (الحشيش).
24- الورشة:
تطلق هذه التسمية على منطقة تقع في الشمال الشرقي من حمص القديمة قريباً من باب تدمر. سبب التسمية فيعود لتجمع العمال والفعَّآلة فيها. وكل من أراد عاملاً لأي غرض يذهب إلى هناك صباحاً ويتفق مع من يريد. وكانت توجد بها ورشات كاملة تنتظر العمل، كورشة تلبيس أو بناء، ومنها كانت التسمية. ومن الجدير بالذكر أن مكان الورشة انتقل فيما بعد إلى شارع الحميدية ثم انتقل أخيراً إلى ساحة باب السوق.
25- رأس المقيصلة:
كانت تسمية الرأس في حمص تطلق على كل تقاطع طرق يشكل زاوية حادة والمنطقة التي تحصرها هذه الزاوية تكون على شكل رأس مدبب. ثم تعم التسمية ما حولها. ورأس المقيصلة هو الرأس المشكل من تفرع شارع الملك المجاهد نحو الشمال الشرقي ليشكل شارع ابن عطا الله ونحو الجنوب الشرقي ليشكل شارع يعقوب صروف. ولانعرف اسم المقيصلة وهو تصغير لمقصلة من أين جاء. كما كان بالقرب منها منطقة تعرف باسم رأس المسطاح وربما كان يسطح به العنب ليجفف ويتحول إلى زبيب. وفي بعض الأحيان تأتي التسمية من الشارع المتشعب نفسه. كما في شعب اللوز القريب من باب الدريب.
26- السرايا:
وهي تدل على القصر ولكنها في حمص تعني دار الحكومة. وفي تاريخ حمص الحديث نجد ثلاث سرايات..
القديمة: وكانت عند ساحة الحب في حي بني السباعي ثم تحولت إلى مستودع للبلدية.
الجديدة: وقد بناها في عام 1304هـ قائم مقام حمص محمود باشا البرازي في الشارع الذي لايزال يعرف باسم شارع السرايا حتى الآن ثم هدمت وقام مكانها بناء تجاري موقوف للأيتام.
السرايا الحالية: .. وقد بنيت في منتصف القرن الحالي مكان ثكنة الدبويا التي اقامها إبراهيم بن محمد علي باشا عام 1834م غير بعيدة من السرايا السابقة وعلى نفس الشارع لذلك استمرت تسميته الشعبية إلى الآن شارع السرايا.
27- العرايس (جورة العرايس):
وهي الآن منطقة سكن شعبي وكانت منخفضاً يتحول إلى رام في الشتاء. ويقع إلى الجنوب الغربي للمدينة القديمة شرق قرية باب عمرو والتي اندمجت بحمص. أما سبب التسمية فيعود إلى ما شاع عن هذه الجورة على ألسنة العامة. بأن العابرين من قربها ليلاً يشاهدون فيها عرائس الجان وأن اصواتهن تسمع إلى مسافات بعيدة وقد نسجت حولها حكايات وقصص خيالية مثيرة.
28- أبو صابون (جورة):
وهي منخفض غربي حمص بجوار ساقية الري. وكانت تزرع كبستان قبل أن تتحول إلى ملعب بلدي. كما أنها موقع أثري هام وجد فيها الكثير من اللقى الرومانية القديمة. أما تسميتها بأبي صابون فنسبة إلى الغربان التي كانت تكثر بها. والغراب كانت العامة تسمية في حمص (أبو صابون) لأنه كان يخطف ألواح الصابون من قرب الغسلات اللواتي كن يغسلن الثياب على الساقية ويطير.
39- جامع الباشا:
ويقع قرب باب التركمان في منطقة تسمى تحت القلعة وكان يدعى جامع علي الجماس كما ذكر محمد المكي في حولياته في أواخر القرن السابع عشر، ثم حرِّف الاسم إلى جامع الجماسي قي القرن الماضي. إلى أن جاء خوجي تركماني اسمه حسين وأخذ يعلم القراءة للأولاد في هذا المسجد. واستطاع ابنه مصطفى أن يحصل على رتبة الباشوية فيما بعد. فجدد الجامع وبنى قصره المعروف بجواره منسب المسجد إليه. وقد دفن فيه الباشا وأبوه وعدد من أفراد اسرته.
30- الصومعة:
وأحياناً كانت تسمى قبر قيصر. وهي ضريح تذكاري بناه غايوس من قبيلة فابيا، عام 78- 79م وهو من اسرة شمسغرام التي حكمت أواسط سورية وكانت حمص قاعدتها. وقد استمر البناء قائماً إلى نهاية القرن الثامن عشر م حيث زاره ورسمه الرحالة الفرنسي كاساس. وفي عام 1910م هدم ما تبقى منه لاقامة بناء لمحطة وقود مكانها. وقد قامت بدلاً منها الآن بناية النورس مقابل مسرح دار الثقافة.
31- فرن الدويدة:
يقع هذا الفرن في شارع جمال الدين وهو من أشهر أفران حمص. وربما كان وحيداً في العالم بهذا الاسم الذي يرتبط برواية شعبية تقول: إن صاحب الفرن الحاج عبد اللطيف شلب الشام، وكان يعيش في أواخر القرن الماضي، لاحظ أن هناك حجراً في أرض بيت النار لاينضج الخبز فوقه فأخذ يتجنبه. إلى أن حان وقت اصلاح الفرن، فنزع الحجر من موضعه ليبدله وإذ به يكتشف أن الحجر مجوف وبداخله دودة صغيرة (دويدة) حولها قليل من الماء ونبات فطري كان مورد رزقها وسبب حياتها في أتون الفرن. وهنا ردد الحاج عبد اللطيف كما يردد الآن أحفاده الذين لازالوا يخبزون في فرنهم (إن الله يرزق الدود في قلب الحجر الجلمود).
32- باباعمرو:
كان بابا عمرو قرية صغيرة غير بعيدة عن حمص. وقد دخلت الآن في عداد أحياء المدينة. وقد جاءت تسميتها من ضريح فيها كان عليه جامع متواضع. يذكر محمد المكي في يومياته التي كتبها أواخر القرن السابع عشر أنه قبر الصحابي عمرو بن أمية الضمري ساعي رسول الله. بينما يقول الشيخ عبد الغني النابلسي الذي زار الضريح في نفس الفترة. إن أهل حمص أخبروه أنه للصحابي عمرو بن عبسه.
أما الآن فإن الضريح ينسب إلى عمرو بن معد يكرب، وبه يسمى الجامع الجديد الذي أقيم عليه. وكان الجامع هو مقصد شيوخ الطرق الصوفية يوم خميس المشايخ، حيث يصلوّن فيه، ثم يعودون إلى حمص.
33- الزاوية:
منطقة في حمص القديمة تتوسطها ساحة صغيرة وتقع غرب سوق الخضرة. وهي تنسب إلى جامع قديم فيها يسمى جامع الزاوية. ويروى عن سبب تسميته أنه كان زاوية للصوفية وعلى الأرجح فقد كان جامعاً وزاوية بنفس الوقت، بدليل ما يرويه محمد المكي في يومياته بأنه قد تم عمارة مأذنته الزاوية الحسنوية والتي هي غالباً هذا الجامع. وقد كان شيوخها من آل حسنوي وقد ذكر منهم الشيخ تقي الحسنوي.
-جمعت من مصادر مختلفة - موقع آل الصوفي 2009
ملاحظة: المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين علية، بل تخص كاتبيها، وقد أضيفت للتوضيح والفائدة. (للتعليق والمشاركة في المنتدى)
أبواب حمص القديمة وسورها
تعد مدينة حمص من المدن العريقة تاريخياً وقد تتالت عليها الحضارات واشتهرت بموقعها المتوسط . وكان لهذه المدينة سور له سبعة أبواب.
ويشكل كل باب بحد ذانه موقعاً دفاعياً لرد عاديات الطامعين، فنرى في بقايا الباب المسدود أنه على جانبيه الموقع الدفاعي الحصين وفيه الفتحات الخاصة للمراقبة ورمي النبال، وكذلك في باب هود الذي يصفه بشكل سريع الشيخ محمد سعيد في مذكراته انه على جانبي الباب برجان دفاعيان ولهما فتحات للمراقبة ورمي السهام، والى الشمال من باب هود غرفة للحارس وعليها فتحات وخارج كل باب يوجد مقبرة وقف للمسلمين وتأخذ اسم الباب الذي يؤدي إليها وقد وصفها الرحلة ابن جبير بقوله: (.. وأبوابها أبواب حديد، سامية الإشراق، هائلة المنظر، رائعة الإطلالة والأناقة تكتنفها الأبراج المشيدة الحصينة ...).
استمرت هذه الأبواب تغلق ليلاً وتفتح نهاراً حتى أواخر العهد العثماني والأبواب هي باب السباع وباب الدريب وباب تدمر وباب السوق وباب هود وباب التركمان والباب المسدود ولخمسة منها أحياء تسمى باسمها حيث إن هذه الأسماء لم تكن نفسها في جميع حقب التاريخ ولم يستمر وضع السور على حاله منذ الفتح الإسلامي وحتى الآن حيث تعرضت السور للهدم نتيجة الزلازل التي داهمت حمص وقد تعرضت سنة 552 هـ / 1157م لزلازل شديدة مع عدد من المدن الشامية الأخرى وكانت الزلازل السبب الرئيسي لفقدان حمص لأبنيتها التاريخية. والتي أعيد بناء بعضها أكثر من مرة.
وكان لمدينة حمص داخل السور نظامها العمراني وأسواقها وحماماتها وخاناتها وأحيائها ومساجدها وزواياها ومدارسها وخندق الذي كان يحيط بالمدينة من جميع الجهات وهو جزء من النظام الدماغي للمدينة وزادت أهميته مع السور والقلعة أثناء هجمات الصليبيين وكان نهر العاصي والبساتين يشكلون خطاً دفاعيا للمدينة كما إن أسوار حمص كانت متينة لأنها ساعدت على إفشال الهجوم الصليبي الأول عام 491 هـ / 7098م. ولذلك تحولت حمص إلى مركز حربي ضخم لمقاومة الصليبيين وصمدت أسوار حمص أمام الهجوم الصليبي الثاني عام 520 – 1126م وصمدت أمام هجمات أخرى. حيث استخدمت في بناء السور الحجارة البيضاء الكلسية والحجارة السوداء أو الزرقاء وشكل السور شبه منحرف ومحيطه يبلغ حوالي 4200متر. وكان الخندق الذي يحيط بالسور يملأ بالماء ولا تزال آثاره واضحة في شارع الخندق وفي منخفض شارع الحميدية وفي المنطقة الشرقية وكان حكام حمص يهتمون بالخندق كوسيلة دفاعية إضافية كما تحدث عن القلعة التي تقوم في الزاوية الجنوبية الغربية من السور وبنيت على مراحل عديدة.
إن ما بقي من السور برج جامع الأربعين الذي بني في عهد الملك المنصور إبراهيم وهو يمثل الزاوية الشمالية الغربية من السور وبني بجانبه في أوائل العهد العثماني جامع الأربعين, كما توجد بقايا أبراج في آخر شارع الحميدية على السور الشمالي وعلى القسم الشرقي من السور بين باب تدمر وباب الدريب ويوجد برج بين البيوت في القسم الغربي من السور.
وفي أواخر العهد العثماني كانت المدينة القديمة بكاملها تقع داخل السور وبمرور الزمن ازدادت كثافة السكان بسبب تحسن الأحوال الاقتصادية والصحية نتيجة حركة الإصلاحات العثمانية ثم فتحت أبواب المدينة وأهملت صيانتها وألغيت جباية المكس (الضرائب) بعد صدور قانون الإصلاح على الولايات العثمانية سنة 1281 / 1864 م, وصدور نظام الطرق والمعابر لربط المدن الداخلية ببعضها بشبكة مواصلات برية وكانت النهضة الكبرى في المدينة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني حيث تم إنشاء الشارع الحديث الذي سمي شارع الحميدية الذي يصل ساحة باب السوق بباب تدمر محاذياً للسور الشمالي وانتشر البناء حوله وسميت المنطقة حي الحميدية حتى أن الجامع المعروف باسم جامع الدالاتي اسمه الأصلي (جامع الحميدية) كما انتشرت الخانات في شارع الحميدية ومنها خان الدالاتي وأخرى في الجهة الشمالية من شارع الحميدية وأزيلت منذ فترة ثم توسعت المدينة باتجاه طريق حماه وبنيت خانات عديدة أزيلت حديثاً ووصل البناء إلى جامع خالد بن الوليد وتشكل حي الخالدية المحيط به.
وقد كان لهذه المدينة عند الفتح الإسلامي أربعة أبواب (باب الرستن - باب الشام - باب الجبل - باب الصغير) وفي فترة المنصور إبراهيم جعل لحمص سبعة أبواب وهي:
1-باب السوق:
وهو الباب الذي يعتقد أنه باب الرستن وكان يقع في الزاوية الجنوبية الغربية للجامع النوري. ويطلق عليه كذلك تسمية باب المدينة أو باب الرستن و يقع في وسط السور الشمالي تقريبا، وإلى الغرب من الجامع النوري الكبير، و يتجه نحو الشمال وهو الباب الوحيد في السور الشمالي للمدينة والذي يؤدي إلى مدينة حماه وحلب والمدن الشمالية ومقر دار الخلافة العثمانية (الآستانة) وأتت تسميته بذلك لأنه يؤدي إلى أسواق المدينة كافة و يعتبر المنفذ التجاري في المدينة وموضعه في وسط شارع باب السوق قديما ساحة الشهداء، (الساعة القديمة حاليا) وقد أزيل هذا الباب بعد التوسع العمراني الذي شهدته المدينة بعد سنة 1869م، وهو الباب الذي دخل منه جيش الفاتحين المسلمين بقيادة البطل هشام بن عتبة بن أبي وقاص.
2-باب تدمر:
بقيت من أثاره بعض الحجارة المنحوتة ويعتقد أن موضعه يعود لقبل العصر الإسلامي إذ أن الطريق من حمص إلى تدمر كانت تمر عبره. يقع في الزاوية الشمالية الشرقية للسور و يتجه نحو الشرق، وعنده ينتهي سور المدينة الشرقي في الشمال ومن موقع باب تدمر يبدأ سور المدينة الشمالي من الشرق، وموضعه الآن وسط الشارع المؤدي إلى ساحة باب تدمر الداخلية، وأطلقت عليه هذه التسمية لأنه الباب المؤدي إلى تدمر عاصمة الصحراء وهو الطريق ذو الأهمية التجارية الكبيرة. وقد أزالت البلدية هذا الباب سنة 1925م بعد طول الإهمال و لم يبق من آثاره ما يدل على وصفه المعماري.
3-باب الدريب:
يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للسور ويتجه نحو الشرق، ومن موقع باب الدريب يبدأ سور المدينة الشرقي من الجنوب، وهو الباب المؤدي إلى القرى الشرقية والشرقية الجنوبية من المدينة والأراضي الزراعية المجاورة بواسطة عدة طرق فرعية (دروب) غير معبدة ولعله اكتسب اسمه لهذا السبب، ويقال سمي الدريب لعبور المسافرين المشاة منه. وقد أزالت البلدية هذا الباب سنة 1925م و لم يبق من آثاره ما يدل عليه.
4-باب السباع:
ويقع إلى الشرق من القلعة ويفضي إلى المدينة القديمة من الجهة الجنوبية. يقع في الجانب الجنوبي بعد القلعة مباشرة ويتجه نحو الجنوب، ومن موقع باب السباع يبدأ سور المدينة الجنوبي من جهة الغرب وهو الباب المؤدي إلى حسيا ودمشق الشام، وهو المنفذ التجاري للمدينة، ومنه تخرج قافلة الحج، وهو المدخل العسكري الأول الذي يجاور القلعة ومدخلها الرئيسي، وموضعه الآن في وسط الطريق (شارع باب السباع) وقد أزالت البلدية هذا الباب عند توسيع الطريق المؤدي إلى ظاهر المدينة سنة 1925م بعد طول الإهمال، وبقى من آثاره عدة صخور كلسيه كبيرة في الجهة الغربية من السور المحاذي للباب. وقد اخذ اسمه بسبب وجود نقوش لأسدين هما رمز السلطان الظاهر بيبرس الذي جدد بناءه ورممه.
5-باب التركمان:
يقع إلى الجنوب من الباب المسدود و في نهاية السور الغربي الملاصق للقلعة، وموضعه في وسط شارع باب التركمان وهو يتجه نحو الغرب وما تزال بقايا الصخور الكلسية الضخمة مرصوفة تحت جدران أحد المنازل المجاورة، وتسميته باب التركمان أتت من نزول بعض عشائر التركمان فيه بعد دخول العثمانيين المدينة، وهو الباب المؤدي إلى البساتين ويرتبط مع الطريق المؤدية إلى دمشق الشام ثم مع طريق طرابلس والحصن والمدن الساحلية وهو المدخل العسكري الذي يجاور القلعة، وقٌد أزيل هذا الباب عند توسيع الطريق المؤدي إلى ظاهر المدينة سنة 1925م.
6-باب المسدود:
وهو الباب الأثري الوحيد المتبقي من بين سبعة أخرى ويقع إلى الجنوب من باب هود في السور الغربي للمدينة، ويتجه أيضا نحو الغرب وموضعه إلى الغرب من مسجد دحية الكلبي، وقد كان يؤدي قديما إلى ساحة الميدان ومسبحه الكبير المكان المقصود من قبل الكثير من الشباب والفتيان لممارسة هواية الفروسية والرماية والسباحة وقد كان كذلك طريق البساتين والطريق الموصول بطريق طرابلس وتلكلخ والحصن والمدن الساحلية وهو الباب الوحيد الذي ما تزال ركائزه الجانبية قائمة بعد سقوط سقفه.
يتميز باب المسدود بضخامته ومنعته وهو بمثابة قلعة مصغرة تحتوي على تحصينات قوية تحول دون اقتحامها أو سقوطها بسهولة وبرجيه المربعين الضخمين اللذين بنيا بالحجارة البيضاء والسوداء التي لم تعد ظاهرة بسبب الأبنية الإسمنتية المحيطة به ويتمتع الباب بحجارة المداميك وهي من الحجارة الجميلة المنظر والقوية جداُ.
ويرى الناظر للباب روعة بنائه الذي تعلوه طاقتان للتهوية ودخول الشمس من المنور.
بناه الملك المنصور بن الملك المجاهد شيركوه ثم أمر بإغلاق الباب السلطان العثماني سليم الاول بعد دخوله وخروجه من الباب المذكور عام 1516 كي لا يدخل قائد غيره من هذا الباب، ثم تم فتحه بعد الحرب العالمية الأولى ولهذا حفظ من التداعي و النيل منه، ومن ذلك تمت تسميته بالباب المسدود.
7-باب هود:
لم تبقى من آثاره إلا بعض الحجارة يقع في السور الغربي للمدينة و في وسط الشارع الرئيسي و يتجه نحو الغرب وهو الباب الذي يؤدي إلى تلكلخ والحصن والمدن الساحلية وطرابلس وهو المنفذ التجاري الرئيسي القريب من أسواق المدينة باتجاه الساحل و الميناء، وقد أهمل هذا الباب بعد التوسع العمراني للمدينة ثم أزيلت بعض أجزائه فيما بعد إلى أن أتت سنة 1925م وأزالت البلدية باقي أجزائه لتوسيع الطريق العام. وربما ارتبطت تسميته بمقام النبي هود الذي كان يقع إلى الزاوية الجنوبية منه.
يتبع