طلعت سقيرق باق ياهدى و باقية هي الأمنيات / نصيرة تختوخ

الإدارة المشاركات : 3446 . :

هدى كم كنت أخشى هذه اللحظة وأكرهها وأكره ولادتها وصرختها في حضرتك.
كنت وأنا أدعوك للتفاؤل أقول في نفسي :'تُراني أربي الأمل و الموت يضحك من خلف الستارة ؟' فأهرب من تساؤلي إلى تفاؤل ساذج وأظنني رفضت مجرد تخيل مخالب الفقد تنغرز في يومياتك من جديد.
أعلم كم تقدمين من تحبين على نفسك و كم شكل المقربون منك هدى بكل عواطفها وعطاءها وأعلم كم هو مرير و صعب عليك أن يغيب القدر أيا منهم وأحس بعجزي عن التواجد بجانبك ومسح عبراتك.
الفراغ اليوم شاسع لأن الفقيد هو طلعت ابن عمتك ولحمك ودمك وشاعرك و أديبك المفضل و رفيق دربك لكن الله هكذا شاء.
الله أعلم مني ومنك وأقدر مني ومنك و أبقى منا جميعا.
هو من شاء وليس لنا إلا أن نحمده ونرضى بمشيئته ونتأمل الذي مضى و نتطلع لما هو آت.
طلعت سقيرق في 58 عاما أعطى فلسطين وأعطاك الكثير لقد كان دوما كما تمنيته و كنت أنت كما تمناك .
معا رسمتما لوحات الأدب و القرابة والوطنية و الحب الجميل ومعا ستواصلان المسير هو اسما و تاريخا وسيرة وفكرا وروحا وأنت جسدا وحركة إلى جانب كل ذلك.
طلعت سقيرق ياهدى سيبقى طويلا طويلا
سيبقى مع ابنة الخال التي كانت تحلم بالعرزال وهواء حيفا
سيبقى في القصائد و الصور و الكلمات والأماسي ولن تكوني أبدا وحيدة و أنت تواصلين المشوار.
هو لم يحب أن يراك أبدا مكسورة حزينة وأنت لن تكسري أمنيته ألم يقل :'معاً سوف نمضي إلى ذكريات تنامت على كل سطر جناحاً من الأغنيات من الأمنيات ولاشيء أحلى من الوعد حين ينقط حقل مساء لذيذ خذي ماتشائين ردي إلى ضلع ضلعي ضلوعي دعي باب عمري يضم الذي بيننا من زهور ونور سآتيك قبل جميع حروف التمني فلولاك ما كنت ما كان عمري ولا كان فني..'
ضمي مابينكما من زهور ونور وضمي عمره المزهر بشعره وفنه و أيقني أن طلعت سقيرق باق وإن رحل و باقية هي الأمنيات.
باقٍ يا هدى فكوني بخير
Nassira