نَمْ.صديقي / محمود السرساوي

الإدارة المشاركات : 3446 . :

(( أنت الفلسطيني أنت، أعلى من السجّان أنت)) قلتها هكذا ليكسر النشيد إيقاع موت لا يكشف عن خبط عشوائه في مواجهة الجمال.
قلتها للتأكيد على هوية تغري تغري بجذورها كل الفوهات، فاستقام الدم طويلا بكل حواسه على الأسيجة كي يشبهنا... واستعانت السماء بخصوصية الطائرات لنترجم أرضنا تحت الأظافر ونحفر في لحمها وطناً فقدناه منذ نكبتنا أو دفاعنا عن براءة في عالم لا يحب البراءة، ولا يصغي لحفيف فراشها الذي يجعل الشعر مسكناً قابلاً للحياة، هل متَّ حقا!؟ يبدو السؤال سذاجة في مواجهة الحقيقة بوجهها الوحيد ((فالثلج أسود)) في الحالتين، قلتَ: (( أحب الحب)) وما كان من البداية سوى أن تحملنا إلى مداومة شروق الشمس والاحتفال بيوم جديد، قد يعيد اليوم الذي قبله أو يضيف إليه بعضاً من ضحكاتنا، وخيباتنا، وربما متعنا الصغيرة أيضاً ((فمحمود)) غدا شاباً وأخته أمست محامية، والشعر ظل كما كان يتيماً لولا عاشقيه، ولأنه الحب فقد أعلنت الإنسان فيك، واستطال جميلاً أكثر فأكثر حتى لم يعد يصدقه الموت.. كيف نصدق أنه اختارك في ذروة الحلم أو خاتمة الوجد، لم يسمح للقلب دقائق كي يعلو، ولا للروح فسحة كي تحاول الطيران.. ربما تبقى القصيدة وحدها عن عنوانك الجديد، أو تلك الابتسامة العاصية على الزوغان في ذكريات أصدقائك، وسأظل معي أحاول ألا أتناسى في زحمة الأسئلة سؤالك: (( لماذا نحاول الطريق...؟ ).
نَمْ صديقي، هي كتابة أخرى لا تشبه الكتابة، نشتم منها أنفاسك التي تؤكد على بقاء آخر غير هذا البقاء.... نَمْ صديقي.