للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيل شعرية الألم/قراءة في قصيدة*في كفي زرعت أحزاني* للشاعرة مريم بنبخة  610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5818 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 31 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 31 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
     شعرية الألم/قراءة في قصيدة*في كفي زرعت أحزاني* للشاعرة مريم بنبخة  Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

      شعرية الألم/قراءة في قصيدة*في كفي زرعت أحزاني* للشاعرة مريم بنبخة

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

     شعرية الألم/قراءة في قصيدة*في كفي زرعت أحزاني* للشاعرة مريم بنبخة  Empty
    مُساهمةموضوع: شعرية الألم/قراءة في قصيدة*في كفي زرعت أحزاني* للشاعرة مريم بنبخة     شعرية الألم/قراءة في قصيدة*في كفي زرعت أحزاني* للشاعرة مريم بنبخة  Icon_minitime21.10.11 19:19

    شـعرية الألـم
    في قصيدة :
    في كفي زرعت أحزاني
    للشاعرة المغربية: مريم بنبختة

    كلمة لابد منها:
    لاتدعي هذه القراءة لنفسها أي شكل من أشكال الصرامة المنهجية ، وإنما هي قراءة عاشقة ليس إلا؛فالقراءة كما يؤكد على ذالك، تيري إغلتون في كتابه نظرية الأدب: سيرورة اختيار لما يفعله النص بك،وما نفعله به ،وحسبي أني تفاعلت مع النص بشكل من الأشكال.

    إضاءة:
    يمتح هذا النص شعريته من الألم،باعتباره معطى مرتبطا بانطولوجيا الانسان، يفجر في الذات / الشاعرة أسئلة مؤرقة من صميم كينونتها وبعدها الوجودي؛ فمع حرقة الألم ، لاشيء يبدو ثابتا، ولاشيء يبدو واضحا، حيث تجتاح الذات حالات من الهلع والقلق حول مصيرها المحتوم، وهي في أسوإ حالات الضعف والانكسار ، عندئذ تتلظى في وحشتها،و يتجاذبها قطبان متناقضان:

    الوجود/العدم
    الحياة/الموت

    وتتناسل في داخلها،أسئلة وجودية حارقة ،علها تجد ملاذا نفسيا تركن إليه، وللأسف تجد نفسها تسبح بفكرها في سديم هلامي من التساؤلات، لاحدود له، خاصة وأن انطولوجيا الذات، تؤرقها بأسئلتها المقلقة، وتضعها في صلب إشكالية الحياة والموت :

    -ماهية الحياة؟
    -ماهية الموت؟
    -حقيقة الوجود؟
    -مصدر الألم؟ أصوله الميتافيزيقية؟ أصوله الأنتروبولوجية؟
    -هل بمقدور الانسان ،التحكم فيه؟ درؤه؟ تفاديه؟تجاوزه؟
    -وهل يمكن اعتبار الألم عاملا هداما فقط؟أم أيضا مساهما في بناء الذات؟ يخلق دينامية جديدة لسيرورتها؟.

    وفي الشعر، ما الذي تقوى عليه اللغة ،إن لم تصخ لنداء الذات/الشاعرة الأنطولوجي، وتكشف عن ملامحه وغائيته ،عن طريق التداعي، في لوحات فنية ، تتشكل دلاليا، لتعبر عن الكون الشعري الذي يخلقه الشاعر لنفسه ،تأسيسا على رؤيته الخاصة وموقفه من الوجود، إنه التوهج الذي يجعل الذات تتفاعل مع قدرها/الألم، باعتباره مؤثرا خارجيا مفاجئا قاسيا ومرعبا، ورمزا للهدم والتدمير النفسي ، قبل المادي؛ و الذات كمعطى انطولوجي ،دائما تصارع من أجل البقاء، لتستعيد مكامن قوتها، وتعري حقيقة الحياة فيها، وتؤسس للحظة انكشاف وجودها من جديد؟؟؟ وبذالك تكون وظيفة الشعر الجمالية هي عملية إعادة تنظيم الرؤى من جديد، واكتشاف الحلم، و خلق الطاقة الخلاقة و المانحة،إنه بحق تصعيد شعري نحو آفاق رحبة ،لأن الشعر يتخطى الموجود الآني إلى الآتي والكوني اللامحدود واللانهائي .
    ولا مندوحة بأننا ونحن نستقبل النص الشعري للشاعرة مريم بنبختة وعنوانه:

    في كفي زرعت أحزاني


    نستشف أن أهم ما يستوقفنا ،هو الذات/الشاعرة التي تنصت بأسى عميق، لنبض كفها المصاب، على إثر حادثة السير المفجعة والأليمة التي زلزلت كيانها المادي والمعنوي،ولأن الألم وقع فعاله فوق الكلام، فقد ولد هذا النص من رحمه، كغيره من النصوص المتألقة لشعراء كبار أمثال: (هولدرين-المتنبي-مطران-السياب-أمل دنقل...وغيرهم كثير) فالألم /صنوالكتابة الشعرية،وملهم حدوسها ،إنه مستفز للطاقة الإبداعية، يدفعها للبوح الشعري الخالص والصادق ، قد يصل أحيانا إلى حد السوريالية الجذابة والخارقة والمستفزة لأفق انتظار المتلقي ،كما هو الشأن في الفن التشكيلي.
    ونحن إزاء هذا النص وباندهاش خصيب نجد الذات/الشاعرة ، منشغلة برعشة البوح التي تأخذها في سكون، جاعلة كفها المكلوم، نقطة ارتكاز، لرؤيتها الشعرية، إنها الكوة التي تختزل من خلالها الرؤيا للحياة والكون، واستشراف سيرورة وصيرورة وجودها في هذا العالم؛ والشعر بهذا المعنى لابد وأن يكون إحساسا بهيجا بلحظة الاكتشاف،إنه المسبار التي تكتشف من خلاله معالم رؤى جديدة قادرة على خلق وعي جديد يخلص الذات/الشاعرة من الألم/الموت، ويبدد قلقها الوجودي، و يمكنها من القبض على المنفلت،لاسترجاع توازنها المفقود.
    وإذ نسلم بأن لكل مبدع كونه الشعري الخاص به حيث تولد الرؤيا/الحلم، ندرك ولأول وهلة ونحن على عتبة النص/المفتاح،أن أول ما يواجهنا، ونحن نقتحم عوالمه،أن الكف/الرمز هو بؤرة حبلى بحمولة ذات مرجعيات شتى، تشع بشتى الدلالات التي تمتح خلفياتها مما هو ثقافي وديني واجتماعي... و تلقي بظلالها على جسد النص؛وإن سبر أغوارها/البؤرة ،هي وغيرها من آليات التعبير الشعري، لكفيل بجعل مغالق النص تنفتح، ومعالمه تنجلي، فتتضح الأبعاد بكل وضوح.

    عتبة النص/العنوان :اللغة والتركيب والدلالة
    يتسم عنوان القصيدة بطول نسبي، وبنية لغوية إخبارية ، تتألف من المكونات التالية:

    في كفي/زرعت/ أحزاني
    زرعت/ أحزاني/ في كفي

    المستوى التركيبي:
    -في كفي: جار +مجرور + مظاف إليه
    -زرعت: فعل+فاعل/الفعل والذات القائمة به
    -أحزاني : مفعول به +مظاف إليه

    استنتاج أولي:
    نلاحظ أن هناك انزياحا على مستوى التركيب : تقديم مايستحق التأخير /في كفي ، وتأخير ما يستحق التقديم/زرعت .
    وهذا الخرق في التركيب، مرده أن اللغة تبني شعريتها من خلال علاقات جمالية ورؤيوية جديدة، عمدت خلالها الذات /الشاعرة إلى البوح منذ الدفقة الشعرية الأولى ،انطلاقا من توقها الرؤيوي الوجودي ، حيث يمكننا الجزم بأن الكف الجريح أصبح معادلا موضوعيا للذات المتأزمة، كما أنه البؤرة الدلالية التي ستتنامى بكل خلفياتها وأبعادها وتنتشرعلى امتداد النص.
    المستوى الدلالي:
    سنحاول هنا استبطان الإيحاءات والدلالات الكامنة خاصة، في الكلمة/البؤرة /الكف:
    *-الكف: مكون دلالي خارجي،ذو حمولة سوسيوثقافية مشعة،سواء في ثقافتنا العربية الاسلامية أو في ذاكرتنا الشعبية بما تحمله من تمثلات و تصورات...
    فالكف: وجه اليد الخفي والحميمي الذي يحمل جميع محددات الشخصية ، يستغله البعض لقراءة المستقبل والتنبؤ بمفاجآته ،وهو رمز القوة والتحدي والصلابة، وفي ثقافتنا الدينية هو رمز الدعاء لله، وهو أيضا يد مريم، وكف فاطمة، وكف عائشة؛وكف اليد أيضا هو عبارة عن كف رقيقة ناعمة ترمز عند المرأة خاصة إلى الرعاية والحنان والعطف والعطاء ، إنه كف أنثى ،كف أم ،كف امرأة، تستمد منه عموما مكانتها الاجتماعية والاقتصادية؛ فالكف هي الموجهة والمنتجة والمرتبة والمانحة والمشرفة...إنها كل هذا وغيره،و يرى بول باسكون/با حث مغربي في علم الاجتماع القروي، في هذا الصدد في كتابه الأساطير والمعتقدات بالمغرب " إن كل شيء مرغوب فيه أو مرفوض يحمل رسم يد لأنه أقدر عضو على الحماية،وراحة اليد المفتوحة بأصابعها المنتصبة هي أضمن ملاذ".
    ولجبران خليل جبران لوحة فنية اسمها : عين الأمومة، هي عبارة عن كف في وسطه عين ، ولا شك أن الكف والعين هما أدق رمز للعطاء،لأن الكف رمز تواصلي يقوم على الإبلاغ والتفاعل والتوجيه والإقناع ومخاطبة الذاكرة البصرية(خميسة وخميس ) ، فالعين ترقب وترعى، والكف تحمي وتعمل وتعطي، وعندما تصاب الأم في إحدى هاتين الأداتين تضعف الطاقة والحماية، وتفقد الأم مركزيتها؛وفي الثقافة الشعبية، الكف من أشهر الرموز الذي يحيلنا على القوة الحمائية(الخميسة مثلا) فهي تميمة تعلق على الأبواب لحراسة الأهل من الأرواح الشريرة،وتعلق أيضا في عنق النساء كحلية للأمر نفسه؛وتأسيسا على هذا كله ،نرى أن الكف رمز تواصلي سواء في الثقافة العالمة(العربية الاسلامية) أو الثقافة الشعبية(بالمفهوم الانتروبولوجي) حيث تستند إلى تصورات أسطورية ، يلجأ الانسان إليها، كرمز للتعبير عن حاجات نفسية أو دينية أو اجتماعية أو ثقافية أو طقوسية..(الأساطير والمعتقدات(

    *- زرع:يحمل فعل زرع معنى طرح البذور في الأرض، بحيث تتحول و تنمو، وبذالك يدل هذا المكون على التغيير والتجدد والتحول والخصب.

    *- أحزان: مكون نفسي داخلي للذات يدل على لحظة الضعف والهشاشة النفسية.

    لايسعنا إلا أن نقول أن لهذا العنوان/العتبة سحره الخاص، تجذبنا إغواءاته لقراءة عاشقة للنص ككل، حيث تنفتح أمامنا آفاقا رحبة للتأويل،تجعلنا نخترق دلالته العميقة،لملامسة وهجه الرؤيوي الجذاب.
    وليس اعتباطا أن تتفجر حدوس الذات/الشاعرة ببلاغة هذا العنوان/الرمز وشاعريته العميقة الآسرة،فإصابة الكف، جرح غائر في النفس، هدم مادي ونفسي وروحي للذات؛فالكف قوة الكينونة،والكف رافعتها، وعمودها النفسي و الروحي، به توجد ،وبدونه تتهدم؛والملاحظ أن ذالك الوعي الشقي بمصير الكف الجريح في ضمير صاحبه /الذات الشاعرة، جعل النص ينبض بذالك التوتر الفني الذي يشكل دعامة أساسية خفية ومعلنة، ينهظ عليه النص عبر ثلاث لحظات شعرية:

    1-لحظة الانكسار:
    ذات مستوى وصفي انفعالي ، عرفت خلالها الذات/الشاعرة حدة الانكسار والإحباط والفقد والتيه ،فتركت لاعترافاتها وتداعياتها الشخصية حرية الانسياب التعبيري العفوي الآسر، دون هدوء أو تأمل، فتوالد ت الصور الشعرية الصادقة من رحم الشحنة الانفعالية الظاغطة، فانساب القول الشعري مطرا يغسل الروح كالتالي:

    من عناقيد الألم
    تتدلى أشجاري
    مثمرة بحمرة الوقت

    وفي قولها الذي بلغت فيه الذات حد التشاؤم المأزوم:

    وبلابل الفيافي
    جدلى باحتراقي

    فالذات في هذه اللوحات التي يكدرها الحزن والأسى، تصور واقعها المؤلم، فهي تعبر أبلغ تعبير عن انهيارها النفسي والمعنوي في صورة مأساوية تلون الحياة والوجود بسوداوية قاتمة، تتخذ من السرد الشعري آلية لها، فترسم أشجارا/ كرمز لأحلام الذات وكينونها، وهي أشجار تولد من ألم، هكذا هي لم تعد رمزا للخصوبة والعطاء ، بل استحالت رمزا للجدب والبوار والانكسار، إنها من صميم الألم ، ولاتثمر إلا حنظلا ، عكس ما تتمناه الذات ، (مثمرة بحمرة الوقت)، والملاحظ إن هذه الصورة مغرقة في التجريدية، فالأشجار لاتتدلى ، وكيف تتدلى الأشجار من أعلى إلى أسفل، و تنبث من عناقيد الألم،لعله إيحاء ترميزي ديني لاشعوري ،على اعتبار أن الحظوظ تنزل من السماء ، قضاء وقدر ؛ و تصل الذات /الشاعرة بالصورة إلى الذروة والعمق في تجسيد المعاناة، حين ترى أن بلابل البراري/كرمز للآخر بكل تجلياته وتواطئه ضد الذات: من جدب نفسي، واجتماعي،و انهيار وسقوط وألم واغتراب وشقاء وقلق... الكل يستهزئ منها وينتشي جذلا بمحنتها...فما أمرالحياةوأقساها،إنها تغدر بها،وفوق هذاتفرح لانكسارها وترديها...إنها صورة تجسد منتهى الشقاء الوجودي؛فالألم يحاصر الذات من كل اتجاه،ويغدر بها الزمن في أحلك اللحظات)حمرةالوقت إشارة فنية للنوائب والانكسار(، إنه الاستشعار بالهدم والفناء؛ إن شعرية هذا المقطع تكمن في انزياحات معجمه، فهذا الانحراف الدلالي هو أساس اللذة والمتعة والإغواء والإعجاب بو هج صوره الشعرية،فالتشكيل اللغوي يدخلنا في عوالم جديدة تغري وتدهش، فجاذبية هذا المقطع الشعري تكمن فيما يجسده من دلالات نفسية وما ترشح به الصور من إحباط وبؤس وشقاء ، أرخت بكلكلها على الذات/ الشاعرة(الألم تجاوز مداه فأصبحت عناقيده أشجارا وأشجارا وأشجارا...تتدلى بثمار الشقاء والبؤس...وبلابل الفيافي تصدح جدلى شماتة فيها، ونكاية بها..)لوحات تشكيلية رائعة صدرت لاشعوريا عن فكر ووجدان محبط يائس مكلوم ، حبلى بأفق تراجيدي كاسر ، والذات/الشاعرة لم تستسلم لحظها العاثر فقط، بل الأدهى والأمر من ذالك، أنها آمنت بأن قدرها سيزيفي خالد، محكوم عليه بالانكسار والانتكاسة والسقوط،، وأن الكون حولها قد تخلى عنها ويضنيها وينهكها، إنه منتهى الجدب الروحي والنفسي والفلسفي والاجتماعي الحاد، إنه الشقاء الأبدي، والشعر في هذا النص لا يكتب عن الجرح في الجسد، بقدر ما يتجاوزه ليعبر عن الألم الانساني، والحلم الانساني .
    وتكبر الصورة التراجيدية أكثر حين تستجدي اليد الجريحة /كالوليد حضن أمه ، لمواساته وتخفيف الآلام عليه ، فإذا بالأم هي الأخرى جريحة عاجزة عن منح ابنها/الكف الجريح، اللمسة الشافية والعناق الحميمي /البلسم ، فتنظر إلى كفها/ابنها، في لهفة العاجز المنكسر...، حيث تصف المشهد بكل اتراجيديته في دقة متناهية ، وبتقنية اللقطة السينمائية ، فكأننا أمام مشهد سينمائي تراجيدي: اليد مشخصة في شكل طفل رضيع، و تلك أشلاؤه و آثار الخدوش والجروح في جسده بارزة ومفتولة كالحبال والخيوط ، تنزف دماء، و الكف يستجدي أمه التي تنظر وهي في وهن وضعف، منهارة جريحة تنزف هي الأخرى وتعاني، ولا تقوى على إغاثة فلدة كبدها/اليد، وتظل اليد/الابن ممدودة إلى جانب الأم دون جدوى؛يفصد الكف دم ونزيف ، و يغتال الأم ضعف وإحباط وعجز وفشل وانكسار...،الكل يباعد بينهما ، والاثنان يتمسكان ببعضهما، ويمدان اليدين إلى بعضها البعض، لكنه الزمن الغادر يحول بينهما، وتذهب الجهود سدى ، فاليد كانت يدها واليوم صارت يد غريبة عنها ..إنه بحق لمشهد تراجيدي مؤلم وعميق الدلالة، تقول:

    مجدلة بخرائط التمزيق (جدل الحبل أو الشعر: بمعنى فتله وضفره
    نظرت إلى (الكف الجريح(
    تستجدي عناقي (سؤال وطلب الحاجة والجدوى)
    هي يدي ممدودة
    تغتالها
    حمرة وخجل وصمت انكساري
    كانت يدي...
    صارت يدي...

    لامراء في أن أعذب الشعر أكذبه( البحتري) وأن الشعر جنس من التصوير( الجاحظ) وقد دأب النقد الحديث على اعتبار أن شعر الحداثة/الرؤيا يتأسس على تكثيف الصور مما يجعل كل تجربة شعرية حداثية هي عبارة عن رؤيا أو حلم سريالي .

    2-لحظة التأمل:
    هي لحظة استبصار وحدس ، حيث تستيقظ الذات/ الشاعرة من كابوس الفناء والهدم الذي لازمها ،لتتأمل من جديد كينونتها الجريحة والموجعة حيث تقول:

    بين شفقي ومغيب الشمس
    كان لقائي الأول
    مع انكساري
    ...............................
    إنها رؤية شاعرة سامقة تخرج من الرماد كالعنقاء، حاملة آلامها وآمالها في كفها، وتنظر إلى الكون نظرة استبطان وحدس لاستبار حقيقة الأشياء في هذا الوجود القاسي، إنها تسائل الحياة ، وهي في داخل بهو محكمة فكرها وباطن وجدانها، لماذا يحدث لها ما حدث؟ ، وهي تزرع الحرف والحب والجمال والخير والعطاء، إنها تدرك أن الأمور تسير وفق اللامنطق،إنه اللامنطق الشقي ، حيث تجري الرياح بما لاتشتهي السفن في هذا الوجود؛وبتقنية السرد الشعري تربط لحظة انكسارها/حادثة السير وتورم كفها، بلحظة الغروب ، بحيث يكون للكون شفقه وغروبه وتكون للذات/الشاعرة لحظة شفقها وغروبها(بين شفقي ومغيب الشمس)( والشفق هو بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل) إنها الوظيفة الجمالية للشعر التي ابتدعت هذا التشاكل بين كونين:كينونة الذات/كونها وكينونة الكون،وإذا كان طلوع الشمس وغروبها يذكران الخنساء بصخر،بحيث جعلت الشاعرة الجاهلية مأساتها كونية، يستشعرها الكون كله ، فشروق الشمس يذكر الخنساء بموت أخيها، وغروبها يذكرها به أيضا،إنه التحام الموت بالكون في دورة الحياة،وإذا كان الأمر كذالك عند الخنساء، فإن شاعرتنا ترى في جرح كفها ،غيابا رمزيا لوجودها، وفقدا لكينونتها ،ففقد الكف/إصابته البليغة كمثل فقد الكون للشمس،إنه حدث كوني حيث أن إصابتها في كفها ،بمثابة شفق وغروب كينونتها ، وسلامته شروق لها وتجدد وتألق،إنه التوحد مع الكون، أو لنقل إن للشاعرة كونها المستقل بذاته،في مقابل الكون الطبيعي ، له شروقه/سعادته ، وله شفقه وغروبه/الضياع والانكسار، وبالتالي فالمصاب الجلل/جرح الكف تأذى منه الكون كله/كينونة الذات.
    وكما نلاحظ فالذات /الشاعرة أعطت لانكساراتها بعدا فنيا أعمق وأشمل،فهل ورودها على هذا النحو إيحاء بأن المغيب يليه بالضرورة الشروق؟ ،وهل هي سيرورة الحياة وانتظامها الطبيعي في الأزل: شروق يليه غروب ثم شروق وهكذا..أم أن هذا وذاك كله الإرهاصات الأولى لتحرر الذات من عقدة الجلد ، تقول:

    كنت حينها أحمل سلام العالم
    لااغترابي...؟؟؟؟؟
    كنت أزرع في كفي
    مدادا لأخط حرفي
    كنت أرسم الشعر حماما للسلام

    هكذا تتأمل الذات واقعها المؤلم، فتطرح على نفسها السؤال الوجودي الإشكالي المضمر، وتصرخ لماذا حدث ما حدث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وأنا أحمل سلام العالم...
    وتستجمع قواها وتعيد قراءة قلقها وغربتها الوجودية، بغية اكتشاف الحياة من جديد ، مراهنة على التغيير ،لأن قدر الشعر دائما أن يكون مقاومة روحية، تتسلح به كينونة الذات:

    3- مستوى التحدي والرفض:
    وإذا كانت الذات /الشاعرة في الحركة الأولى والثانية لم تدخل في توتر صراعي مع قدرها، بل استكانت إليه في اللحظة الأولى، وتأملته في الثانية، فإنها في هذه الحركة/اللحظة الشعرية الأخيرة، ثارت ثائرتها واستجمعت قواها في تحد وصمود وعنفوان، وصاحت بأعلى صوتها: لا لا لا لا لا لا....أنا :

    لم أعلن هزيمتي بعد...

    ترفض أن تستسلم كلية لقدرها السيزيفي،وتتغلب علىجراحها النفسية ،وتعلنها صرخة مدوية للكون والحياة كلما رأت جراحها الغائرة تنزف :
    لم ولن أعلن هزيمتي رغم ماأصابني؛ لم ولن أستسلم،سأزرع الشعروالحب والسلام والحرف بكفي التي ستنهظ من جديد من رمادها كالعنقاء،وترسم الشعرحماما للسلام،وتزرع الحب والجمال والخيروالعطاء بكل تحد وقوة وعنفوان...
    إن الذات/ الشاعرة بموقفها الأخير هذا وصرختها الرافضة تلك، تتعمق نظرتها للألم فتكتشف بأنه رحم الحياة، فهو صانع الحياة الحقيقي ، وبالتالي فإن الكتابة عن الألم، هي كتابة عن وجود الذات، وليس نفي لها؛ وليس بالضرورة، كل كتابة عن الألم ، كتابة عن الموت، بل لحظة الكتابة عن الألم هي لحظة كتابة عن ولادة جديدة، فيها من الألم بقدر ما فيها من الفرح والاستبشار، إنها بالضرورة الرحم الذي يخلق الإبداع الحق والصادق.

    ما قبل الخاتمة:
    هكذا جاءت هذه القصيدة بوحا للذات/الشاعرة في لحظة ألم،انهمرت في تدفق شعري حزين منساب على سجيته، إنها ومضات تضيء خبايا النفس وما يعتلج داخلها من آهات ، وما يساورها من آلام وأحلام.
    ولا مراء في أن هذا النص ، هو إرضاء رمزي لذات تعيش هشاشتها، وشرخها النفسي، وتشظيها ، تطرح على نفسها أسئلتها الانطولوجية وهي تقاوم لحظة الهدم والفناء، وارتطامها بالفراغ... وتندهش من القدر الذي يتربص بآمالها وأحلامها، سيرورتها وصيرورتها، فالنص إذن صرخة لصوت شعري في لحظة ذهول وارتطام،جعل من الألم رواء يستمد منه صلابته وعنفوانه دون استسلام لواقع الحال..
    إنه رؤيا شعرية ، تحمل ألمها الثاوي في أعماق الذات/الشاعرة وقلقها الشفيف، فتلوذ بالكتابة لأنها مرفأ القوارب الحائرة ، تسبر ماهية الحياة والموت، وتكتشف الوعي الأصيل بانطولوجيا الحياة في دواخلها ، فتلهب في دواخلها مكامن الحياة والعنفوان، وتبني من جديد ملحمة كينونتها ، منتصرة على عبثية الوجود ، وعوامل الهدم والفناء فيه، إنها مواجهة بين الذات والألم بحثا عن التوازن المفقود، إنه الألم الذي يظل متربصا بآمال وأفراح الانسان، وإنه الشعر الذي يكشف عن عمق الجراح والانكسار الذي يسم الذات بميسمه،وفي نفس الوقت إنه الشعر الذي يعكس قوة الذات و تحديها وعنفوان روحها...

    فهل نستطيع أن نقول بهذا المعنى، إن هذا النص يحمل شعلة تفرده الانساني المتقدة، وتوهج رمزية الأمل فيه ،الرافلة بالحياة .

    أحمد بهيشاوي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    شعرية الألم/قراءة في قصيدة*في كفي زرعت أحزاني* للشاعرة مريم بنبخة
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: مختارات وقراءات أدبية :: فضاء القراءة الأدبية-
    انتقل الى: