الربيع الفلسطيني: هل لا زال 'الشعب يريد إنهاء الانقسام'..!
عطية مرجان أبو زر
الحراك الثوري الشبابي توج المنطقة العربية من تونس الى مصر فسوريه الشام الى اليمن ... والأمل الشبابي والعجائزي ينتظر في بقية الكيانات , أما في فلسطين أم الثورات وصانعتها ضد العدو الصهيوني فالشعب يعيش أقسى ظروف معيشته تحت نير الاحتلال من جهة وتحت نير الانقسام من جهة ثانية, وكبرى دول العالم تتربص به بفيتو يمنعه مجرد حق انسانيته وهويته, والوطن شطرين برأسين وسياستين و23 حزبا , وجيش أعزل مهدد شهريا بمخصصات رواتبه, ...وحدث عن فلسطين بأشطارها الثلاث (اراضي 48- الضفة الغربية لنهر الاردن- قطاع غزه المحاصر) حدث بلا حرج.
فهل من ربيع لهذا الشعب الذي يقول " كل الناس لها أوطان تعيش فيها وهوية تعرف بها إلا نحن " وإن كان فأي ربيع يكون ؟ أفي ثورة لتحرير المغتصب من الارض؟ أم ثورة لتأييد المقعد 194 في هيئة الامم؟ أثورة لرفع الحصار عن غزة ؟ أم ثورة لانهاء انقسام الوطن؟ أثورة لتحرير أسراهم ؟ أم ثورة لوقف الاستيطان ؟ أثورة لضمان رواتب جيش الموظفين ؟ أم ثورة لاغتيال غول الغلاء ؟ ... أي ربيع سيثور لاجله شباب فلسطين ؟
قبل أشهر قليلة تمكنت مجموعات شبابية فلسطينية من وضع الحراك الشعبي الفلسطيني على خريطة المشهد العربي ولو جزئيا وقد كان هذا الحراك متفاعلا مع قضية يراها الشباب الفلسطيني من أسخن قضايا شعبه , فجاء تحت شعارات محددة بأن 'الشعب يريد إنهاء الانقسام'، وكحال الامة وشبابها وحال الانظمة و سلوكها فقد كانت حصة شباب الحراك حاضرة, وما حدا أحسن من حدا وإلا فلن نكن عربا ... جرت محاصرة البعض لهذا الحراك وتطويقه ليبقى في حدود اللا إحراج أو الصدام الشعبي مع ذوي الحكم من القربى، لكنه في كل الأحوال أعطى صفة الحراك الشبابي الفلسطيني وأعاد للشعب بعضا من قوته فحرك ملف الانقسام الداخلي, هذا الملف الاكثر احراجا في تاريخ فلسطين بعد الاحتلال 1948م, على اعتبار أن استمرار الانقسام يشكل رديفا عمليا لخدمة العدو الصهيوني قبل كل و أي شيء, وهو من الخطورة في العنوان الدولي يساوي اذابة الهوية الوطنية التي دفع الفلسطينيون الكثير من الدم لاستعادها بعد أن كان الفلسطيني في منظار الامم مجرد لاجئ ذو قضية معيشية، ومع أن بعض القوى نجحت في الحد من اتساع تلك الظاهرة الشبابية المشرقة فاحبطت روحها ودحرت مطالبها حتى وجد الشباب الفلسطيني ذاته أمام ما عرف باستحقاق سبتمبر ايلول 2011 في الأمم المتحدة فقد اضطر متربصا مرور هذا الحدث وهو يترقب رد فعل قوى الهيمنة العالمية المتمثلة بامريكا المتصهينة وهي تلوح بمنع شعبنا من حقه الاممي...
فماذا بعد معركة أيلول والمقعد 194 بغض النظر عن نتيجته التي تكاد تكون محسومة؟ فقضية انهاء الانقسام باتت ضرورة وطنية لقطع الطريق على استخدام الانقسام واستمراره كحصان طروادة لقبر كل مشروع يخدم قضيتنا, لا شك أن أن هناك رعب فلسطيني من تكريس هذا الانقسام والرعب قائم فثمة أجراس ناقوس خطر حقيقي تقرع تحذيرا للكف عن تسويغ التبريرات للهروب من الاستحقاقات الوطنية بأنواعها, ومن أي طرف كان , وقد بات الخوض الصادق في ملفات المصالحة الوطنية مطلب شعبي ملح, والشعب لا يرى شيئا من تحقيق جدي ميداني على الارض وبات التراشق ألاتهامي سلاحا موجها الى صدر الشعب كونه الخاسر الوحيد في معركة " اعادة لحمة الوطن" ،
إن استمرار الانقسام يشكل قوة حقيقة لعدو شعبنا وقضايانا داخليا وخارجيا, ويشكل ضعفا سرطانيا لقوى شعبنا , ولذا أصبح لزاما على (القيادات) الفلسطينية ( المنتهية شرعيتها في شقي الوطن) أن تعمل لفتح ملف العمل لانجاح المصالحة، عبر فعل جدي مسؤول لا حوارات ولا مفاوضات وقد مللنا وكرهنا كلمة"المفاوضات" لما جرته علينا من ويلات, فهل من اللزوم انتقال شعبنا من المفاوضات مع العدو الى الحوارات مع الشقيق فهل التفاوض والحوار هو قدرنا وقد جف رغيف خبزنا وتعمد أسرانا في معتقلات العدو مضافا اليهم أسرانا في معتقلات الشقيق؟!
أي قدر لهذا الشعب قد ارتسم؟ كفى بيانات تتحدث عن لقاءات جديدة، مع تطبيل اعلامي أصم منا الاذان بان "قياداتنا " 'تقدس المصالحة' والحق أن الشعب لم يرى ولم يلمس أي تقديس , وأن يرى الشعب الفلسطيني خطوة واحدة عملية يمكنها أن تدلل على أن المصالحة لا تزال هدف وطني حقيقة لا قولا، فهل حقا ارتبطت حياة شعبنا باسم فخامة رئيس الوزراء المختلف عليه .... وأي فخامة وأي رئاسة ينتظرها مواطن جف بيده رغيف الخبز أو طالب يدرس على لمبة الكاز والشموع في القرن 22 أو أسير ينوء منذ 33 عاما في الاسر, أي فخامة رئيس وزراء تنتظر حمساوي ام فتحاوي أم جهادي.... أليس الاجدر أن بشباب فلسطين أن ينهض لربيع فلسطيني وقد اشتد قيض الصيف؟
وتبقى الأسئلة كلها مفتوحة: لماذا لا يتم الحوار حول كل الملفات بالتوازي وبمشاركة كل الفصائل الموقعة على اتفاق المصالحة، وهل يمكن أن يكسر "حكامنا المنتهية شرعيتهم" 'حلقة الشيطان' التي تقف في مقدمة ذرائع عدم الاستمرار.. أن هروب قطاع غزة عن الضفة الغربية وبالا على القضية الوطنية برمتها وكلما تأخرت المصالحة كلما بات تحقيقها أكثر صعوبة ..وسيكون ضرورة أن لا تصل الى حالة 'المستحيل' .. مجددا نعيد لشباب أراد المشاركة في ربيع فلسطيني مختلف أن لا يبقى في سكينة تهدد مستقبل 'بقايا الوطن'..
لنتفرع من جديد لاستهادة المعركة لا الحراك مع الغول الصهيوني لوقف تهويد البلاد والعباد ووقف سرطان الاستيطان وتحرير ارواح الاف الاسرى وطمأنة عشرات الاف ارواح الشهداء واعادة الكهرباء الى طلاب غزة وتطمين الموظف على راتب اسرته واعادة الحياة لتفعيل ايدى العمال الذين يبيتون في طوابير الكوبونه ... ولـ .... حتى نهاية القائمة ....فهل لا زال 'الشعب يريد إنهاء الانقسام'..!
ssnpnews.webs.com