بانتظار الفيتو الامريكي الثاني والاربعين:
هل حقا أن الذهاب الى الخندق الاميركي فيه الشفاء
عطية مرجان ابوزر
في معركتها الطويلة والمريرة ضد الفلسطينيين استعملت الولايات الأمريكية حق النقض الفيتو 42 مرة خلال الفترة من 1973م حتى عام 2006م , تركز جلها على منع الفلسطينيين من حقهم في الهوية , ومنعهم من الاعلان عن دولة مستقلة, ومنع العالم من ايقاف مجازر اسرائيل بحق الشعب الاعزل ضد أي مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إسرائيل أو ضد أي مشروع قرار يدين مجزرة اسرائيلية وقعت , أو اي أي مشروع لادانتها بسبب قمع أو اعتقال أو تعذيب أو مصادرة اراضي وهدم منازل ....الخ هذه القائمة التي تتكرر ولا تنتهي ولا تردعها قة.
,في شباط الماضي من هذا العام 2010 عادت هذه الدولة العظمى لاستخدام حق الفيتو ضد مشروع قرار مقدم من المجموعة العربية يدعو الى وقف الاستيطان. حيث جاء نص المشروع نسخة طبق الاصل من خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة، ومن بنود مشروع خارطة الطريق الصادر عن الرباعية الدولية حول الاستيطان علما أن 14 دولة عضوا في مجلس الامن وافقت على المشروع وأكثر من 100 عضو في الجمعية العامة ايدت المشروع، لكن دولة واحدة هي الولايات المتحدة اعترضت وأحبطت المشروع.
كان يمكن لقرار صادر عن مجلس الامن ان يدفع الحكومة الاسرائيلية الى وقف الاستيطان من اجل استئناف المفاوضات التي تدعي امريكا أن لاسلام ولادولة للفلسطينيين ولامعهم ولا لهم دون المفاوضات, وقد كان من الممكن لمثل هذا القرار لو مررته امريكا دون فيتو ان يدفع الى استقطاب داخل اسرائيل لمصلحة المؤيدين للمفوضات مع وقف للاستيطان.
الرفض الاميركي لوقف الاستيطان والضغط على القيادة الفلسطينية للذهاب الى المفاوضات يعني محاولة إرغام القيادة على الانصياع للشروط الاسرائيلية في مسألة جوهرية تجعل قيام الدولة الفلسطينية امرا متعذرا وغير ممكن. وهذا يعني ان الادعاء الامريكي وكافة تصريحات حكوماتها بالصدد كاذبة ولا مصداقية لها,
فالحكومات الاسرائيلية متتالية تسعى بكل قوة لاستمرار الاستيطان ويقول مجلس المستوطنات وحزب ليبرمان والمفدال والليكود في كافة برامجهم و بصريح العبارة "سنواصل الاستيطان لمنع قيام دولة فلسطينية" والامر جلي واضح وعليه يتأكد للمجتمع الدولي أن أمريكا ضد أي سلام حقيقي, فمن يدعو لقيام دولة فلسطينية ولا يعترض على الاستيطان يمارس الخداع ، وحكايتنا مع الاميركان تتوزع على حلقات مملة من مسلسل المفاوضات الفاشل الذي يعرض منذ 20 عاما وكانت الحلقة الاكثر إثارة في هذه المفاوضات الهزيلة والمخادعة ماجرى في كامب ديفيد 2000 عندما حشر الرئيس الراحل ياسر عرفات ووفده المفاوض في مدة زمنية محدودة لقبول مشروع لخصه كاتب اسرائيلي بالقول : كان المطلوب من عرفات التوقيع على مشروع ابارتهايد يضع حدا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ولان الرئيس عرفات لم يوقع جرى تحميله مسؤولية الفشل وشطب كشريك سلام وتوقفت المفاوضات وبات التشدق الامريكي الاسرائيلي يدير اسطوانة أن لا شريك فلسطيني للسلام يمكن التفاوض معه حتى كان اغتيال عرفات والتخلص منه
وذهب الاسرائيليون بدعم اميركي صريح الى مسار آخر هو : فرض حل على الارض من طرف واحد استنادا لميزان القوى العسكري فقط لا غير. ولا بأس من استئناف المفاوضات التي تشكل غطاء للإجراءات الميدانية مثل تهويد القدس العربية، وبناء جدار الفصل العنصري وشبكات الطرق الالتفافية وبوابات الفصل، والبناء الاستيطاني المكثف وسرقة الاراضي وهدم المنازل.اضافة الى محاولة فرض يهودية الدولة و رفض مبدأ الحوار حول عودة اللاجئين الفلسطينيين وفرض ارادة التسليم بوجود المستوطنات كأمر واقع وعدم العودة الى حدود الرابع من حزيران العام 1967.
احتكرت امريكا العملية السياسية هذه بالكامل وتحولت الرباعية الى شاهد زور على هذا الاحتكار حتى جاءت إدارة أوباما التي قدمت كلاما مختلفا في سنتها الاولى، وأرسلت المبعوث ميتشل صاحب اهم تقرير دولي شارك فيه اهم الخبراء لكن إدارة أوباما سرعان ما نكصت الى الوراء وأعادت الالتزام بالسياسة ذاتها التي درجت عليها سابقاتها وبلغت ذروة مواقفها السيئة خطاب الرئيس أوباما الذي تبنى فيه مواقف اقصى اليمين الاسرائيلي.حتى كان من اوباما أن مارس أقسى الضغوط على القيادة الفلسطينية لثنيها عن عرض القضية على الامم المتحدة.
استخدمت امريكا الفيتو 41 مرة ضد مشاريع تدين الاحتلال والعدوان، وتطالب بتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره. منها 9 فيتو منذ عام 2000 وحتى الان لكن الغريب والشاذ أن يعاقب الشعب الرازح تحت الاحتلال العسكري لانه يطالب بحريته، وأن يمنع مجلس الامن من صون وحماية حقوقه الانسانية والوطنية، وأن تمارس ضغوط وتهديدات اميركية ضد الدول المتعاطفة مع حقوق الشعب الفلسطيني من اجل ثنيها عن التصويت في مجلس الامن والجمعية العامة،
قال الرئيس السادات يوما بان الذهاب الى الخندق الاميركي فيه شفاء من الفقر والمرض والتخلف،صدقه المصريون انذاك واحتفلوا ايما احتفال بزيارة نيكسون للقاهرة وبقيت المقولة فعلا قائما على ارض مصر طوال عهد البائد مبارك ....
وللتذكير فقط ففيما يلي تاريخ الفيتو التي استخدمته الولايات المتحدة الامريكية لصالح الاحتلال ضد القضية الفلسطينية.
26/7/1973 الولايات المتحدة تعترض على مشروع قرار تقدمت به الهند واندونيسيا بنما وبيرو والسودان ويوغسلافيا وغينيا، يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية التي المحتلة.
25/1976 : واشنطن تستعين بالفيتو لمنع قرار تقدمت به باكستان وبنما وتنزانيا ورومانيا ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة مستقلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو / حزيران 1967 ن ويدين إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.
25/3/1976: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث يطلب من إسرائيل الامتناع عن أية أعمال ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة .
29/6/1976 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به كل من جويانا وباكستان وبنما وتنزانيا يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة .
30/4/1980 فيتو أميركي ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
20/1/1982 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إسرائيل لضمها مرتفعات الجولان السورية.
25/2/1982: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية في فلسطين بممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية.
20/4/1982 فيتو أميركي يبطل مشروع قرار يدين إسرائيل في محاولة اغتيال رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة.
20/4/1982 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى
9/6/1982 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار اسباني بإدانة الغزو الإسرائيلي للبنان.
25/6/1982 فيتو أميركي ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن بشأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
6/8/1982 الولايات المتحدة تعرقل صدور قرار يدين إسرائيل جراء سياستها التصعيدية في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في لبنان.
15/2/1983 صوتت الولايات المتحدة ضد قرار يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في «صبرا وشاتيلا» بلبنان.
6/9/1984 الولايات المتحدة تصوت ضد إصدار قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تطبق على الأقاليم المحتلة في لبنان بسبب اعتراض الولايات المتحدة.
20/3/1985 الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
12/9/1985 واشنطن تستخدم الفيتو لإعاقة مشروع قرار أمام مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين.
7/1/1986 الولايات المتحدة تعيق بالفيتو مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب إسرائيل بسحب قواتها من لبنان.
30/1/1986 فيتو أميركي ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم إسرائيل باعتبار القدس عاصمة لها.
7/2/1986 الولايات المتحدة تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار يدين اختطاف إسرائيل لطائرة الركاب الليبية.
20/2/1987 الولايات المتحدة تعترض بالفيتو على قرار يستنكر سياسة ' القبضة الحديدية ' وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الأولى .
18/1/1988واشنطن تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان ويطالبها بوقف أعمال التعدي على الأراضي اللبنانية والإجراءات ضد المدنيين.
10/2/1988 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
15/4/1988 فيتو أميركي ضد قرار لمجلس الأمن يدين إسرائيل لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها ثمانية فلسطينيين.
10/5/1988 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لنقض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.
14/12/1988 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لمنع استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الجوي والبري على الأراضي اللبنانية.
10/2/1989 أوقفت الولايات المتحدة باستخدامها الفيتو جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب .
18/2/1989 فيتو أمريكي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بإدانة إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة .
9/6/1989 الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لدول عدم الانحياز يدين إسرائيل لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة .
7/11/1989 الولايات المتحدة تعترض بالفيتو على قرار قدم لمجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
1/6/1990 فيتو أميركي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
17/3/1995مجلس الأمن يفشل في التوصل إلى قرار يطالب إسرائيل بوقف قراراتها بمصادرة 53 دونما ( الدونم يعادل ألف متر مربع ) من الأراضي العربية في القدس الشرقية .
7/2/1997واشنطن تعيق صدور قرار يطالب إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في شرق القدس المحتلة.
21/3/1997 الولايات المتحدة تستخدم الفيتو عندما اعترضت على مشروع قرار يدين بناء إسرائيل للمستوطنات اليهودية في جبل أبو غنيم شرق مدينة القدس المحتلة.
27/2/2001 الولايات المتحدة تستخدم الفيتو لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة .
14/12/2001واشنطن تجهض مشروع قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويدين التعرض للمدنيين.
20/12/2002واشنطن تحبط مشروع قرار اقترحته سورية لإدانة قتل القوات الإسرائيلية عدة موظفين من موظفي الأمم المتحدة. فضلاً عن تدميرها المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.
16/7/2003 الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقب قرار الكنيست الإسرائيلي بالتخلص منه
14/7/2003فيتو أمريكي ضد قرار يطالب بإزالة الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل والذي يقوم بتقطيع أراضي وأوصال السلطة الفلسطينية وينتهك أراضي المواطنين الفلسطينيين .
25/3/2004صوتت الولايات لإسقاط مشروع قرار يدين إسرائيل على قيامها باغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين.
5/10/2004 واشنطن تسقط مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف عدوانها على شمال قطاع غزة والانسحاب من المنطقة.
13/7/2006 مجلس الأمن يفشل في تبني قرار يطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع غزة ، وذلك بسبب تصويت الولايات المتحدة ضد القرار.